أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساره عبدالرب - عادل الأحمدي شاعرا ً















المزيد.....

عادل الأحمدي شاعرا ً


ساره عبدالرب

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


طالب في مرحلته الثانوية مرتبك و نحيف ، وقف أمام البردوني في بيته المتواضع ، وفجأة قطعت الكهرباء ،
وحين صار البردوني مستعدا ً لسماع قصيدة الشاب ، ألقاها بكامل موسيقاها ، أنيقة لا تليق إلا بعادل الأحمدي .
الأحمدي ابن اب الخضراء ، حيث الجنة المسكوت عنها ، كان حري بآدم أن يختار إب أول مدينة أرضية تمسها
قدماه _ لو خُـيّر _ ،لغة الأحمدي غنية مثل حفنة تراب طرية من جبال إب ، وبلاغته سلسة شعرية كـنسيم جبلة
الذي بينه وبين نسائم الجنة نسبا ً..
نكش وجع الأمة ، وشعبه البائس ، وأضاء زوايا معتمة في روح المواطن العربي أولاً واليمني ثم أبهرنا باضاءة
زاوية روحه الطهرانية .
تغزل في لمياء ، ونقر على طبل * المقيل * المشدود بالقات والنشوة الحالمة .
( متى تصدر ديوانا ً؟ ) كلما سألناه ، يتشاغل عنَا بانثيال قريحته بقصائد فضيّة ، دائم الانخطاف بالسياسة
حين تنـفلش شاشة الجزيرة بظهور الأحمدي محللا ًسياسيا ً ، تسيل في بيتنا الطيبة والجمال، أقول لأمي :
هذا شاعر . تهمهم هي : وسياسي ؟ ،أبتسم .
عادل الأحمدي حين اختطفته السياسة أصدر كتابيه :
( الزهر والحجر ) ويعتبر مرجع للباحثين عن التمرد الحوثي في اليمن و أثرى به المكتبة الدينية .
( الخيوط المنسية_ اليمن و30 عاما ً من حكم علي عبدالله صالح )
رئيس تحرير نشوان نيوز


أترككم مع نبذة من قصائده ، ترك بعضها دون عنوان ، كفضفضة شعرية عذبة ..

صنعاء والحرب

البيوتُ الأنيقةُ في سفح صنعاء توشك أن تنتهي
والمدارس توشكُ ألا تزينَ أحواشها بالتلاميذ
المدافع منصوبة فوق حي السنينة والأصبحي
والجنازير ماضيةٌ قدماً كي تؤدّبَ من جرّبوا أن يقولوا لدوامة الطيش لا.
الجنازير تأكل وجه الشوارعْ
وفتاةٌ على شرفة البيت خائفةٌ
والعصافير خائفةٌ من كثيف الرصاصْ
العصافير كفّتْ عن الطيران بأجواء صنعاءَ
لا الأرضُ آمنٌ ولا الجوُّ متَّسعٌ للهروبْ

أيها اليمنيون كُفُّوا عن الحلمِ
لا تهتفوا في صباحاتكم للجمالِ
ولا تغضبوا من معاناتكم كالرجالِ
ولا تجحدوا نعمة الأوصياءِ
ولا تلهجوا بالدعاءِ
وإلا الصواريخ جاهزةٌ والمدافعُ فوق الرؤوسْ
لا ماءَ
لا ضوءَ
لا شيءَ إلا "البسوسْ"

إنها الحربُ صنعةُ من صدّقوا أننا ملكهم وعليهم تدورْ
إنها صنعة الموت تغري صغار النفوسْ
حملوا نعشهم في الجنازير من دون أن يشعروا
ثم صنعاءُ عادت كعادتها، وقد غادروا،
مثلَ أحلى عروسْ
**
__هنا تأبين الشاعر غازي القصيبي رحمه الله :
ذكراك طيبةٌ وعَرفُك أطيبُ.. إن غابَ نجمك فالمجرّةُ غيهبُ
يتلعثم الشعراء ساعة فقدكم.. غازي القصيبي.. كيف لا أتهيّبُ؟

هذا الذي ملأ الدُّنا بزئيره .. وزهوره وعطاؤه لا ينضبٌ
هذا المحجّل بالإباء وبالندى.. والنور في قسماته يتكوكبُ
يا أيها الدكتور فقدك فادح .. ونداك في كل القلوب محبّبُ
من أين أبتدئُ القريض وليس لي.. مدد سوى الألم المجيد يشذّبٌ
وأنا اليماني الذي خبِر الهوى.. وسحابُهُ عند المواجع يسكبُ
بيني وبينك ألف ميلٍ فاصلٍ .. لكنْ حروفك في ضلوعي وثَّبُ

سبحان من أهدى إليك بيانه .. جفّت سواقيهم وأنت السلسبٌ
في كل جمع هادر متكلم .. خرس الفحول وأنت أنت الأعذبُ
مهما الصغار تمعنوك وكذبوا .. و"المادحون الجائعون تأهبوا"
الدبلوماسيون أنت كبيرهم .. وعلى الوزارة أنت فيها الأنجبُ
وحويت في عرش الملوك مكانة.. ولأنت في قلب الملوك الأقربُ
مهما السياسة أنشبت أظفارها.. والناس أصناف ودهرك أشعبُ

أرثيك يا أرض الرياض بفقده .. وسَلِ المنامةَ كيف فارقها الأبُ
بل سل بلندن روحه ورواحه .. المشرقُ استجلى به والمغربُ

كم ذا سكبتَ وكم شربتُ وكم ضحىً .. من فيض حرفك يستجيش ويُطربُ
يا "شاعر الأفلاك" أشعلت الدجى .. إن قلتَ حرفاً فالمدى يتكهربُ
ولكم تحرّكت الدُّنى مرعوبةً .. خوف السعوديِّ الذي لا يَرهبُ
لا فض فوك فقد ملأت قلوبنا .. رفضاً وتحناناً يفيض ويلهِبُ

غازي القصيبي والدُّنا مشدوهةٌَ .. ها أنت في العشر الأوائل تغرُبُ
ولسوف تبتدئ الحكاية من هنا.. قد يولد المقدام ساعةَ يذهبُ
*
على دفترِ في عريش السمرْ

على دفترِ في عريش السمرْ .. جمعتُ هواي، وضوءَ القمرْ
ومن همسةٍ في الغيول الصبايا .. ومن لمسةٍ في حنايا الوترْ
ومن كل صدقٍ، ومن كل حقِِ .. ومن كل معنى جليلٍ أغرْ
وأودعتها كل روحي حُداءً .. ولكنها آثرت أن تفِرْ
وأطرقتِ السمع للائمين .. وغافَلَها في الغياب الضجرْ

طيورٌ بأشكالها مولعاتٌ .. وموجٌ إلى شاطئيه استقرْ
فتاةٌ تجيءُ.. فتاةٌ تروحُ .. ولا شيء إلا القضا والقدرْ

جديداً سأرحل مثل الهلال .. ومثل الذبال الذي ما استعرْ
إذا كان خلي له ألف حالٍ .. وليس له في الليالي مقرْ
فما عدت آبهُ أين سيهوي .. ولا أين يوصله المنحدرْ

لسمع التلاحين ليلٌ تلاشى .. وللطهر ما عاد قطعاً أثرْ
هنا تستجيش المنى ما تهاوى .. ويستغفر القلب مما بدرْ
لأني أهنتُ حروفي طويلاً .. وأفنيتها في هُيامٍ غَررْ

وها أنت تمضين دون التياع .. فلا القلبُ حنّ ولا الحزنُ مرْ
مدلهةً.. لا تعي أين تمضي .. تبيعُ النجومَ وتهوى الحُفرْ

خسرتِ فؤادي الذي كان أفْقاً .. وهاهو ذا اليوم أصفى الدررْ
بدونكِ أحلى، وأغلى، وأولى بك اليوم أن تصبحي كالخبرْ

غسلتكِ مني تماماً، تماماً .. كأنكِ ما كنتِ يوماً وطرْ
غسلتكِ يا من تقاصرتِ عني .. وقد كنتُ في مقلتيك البصرْ
غسلتك بالصدق والدمع شفعاً .. وعدت بهياً زهياً أغرْ
وأبصرت دربي وضيئاً مضيئاً .. كأنكِ ما كنت يوما قمرْ
كأن لم تكن "زهرة الزنجبيل" .. غنائي وملهمتي في السحَرْ
وكم حاول القلب أن يستلين .. ولكن قلبكِ مثل الحجرْ

غروبٌ مُناكِ، وضحلٌ هواكِ .. وطلٌّ.. وقد كان حبي مطرْ

بعيداً أريدكِ حيث ارتضيتِ .. وسقياً لعمر الأسى والسهرْ
وداعاً لعينيك وهماً تراءى .. لظني كأن ليس فيها حوَرْ
فلا تستحقين حتى رثائي .. وحوقلةً في شفاه الشجرْ

أنا آخرُ المُدلهمِّين ليلاً .. وأول من يزدهي في البُكَرْ
إذا عاث ريقُ الذئاب بظبيٍ .. نزعت يميني بلا أي شرْ
وكنتُ الذي دائماً في الأعالي .. سديداً مديداًْ عظيمَ الأثرْ

*

عذراءُ

تتمدّدُ العذراءُ فوق قشورها
شجناً وتلتحفُ اشتياقَ المُبْهَمِ

من منكمُ لمستْ أصابعُه لظًى
في جوفها المتصارعِ المتلعثمِ

يختالُ قادمُها أمام عيونها
من غير لونٍ واضحٍ أو مَعْلَمِ

ولكَم تَمَنّتْ ثم واكبَها الأسى
ولطالما بخلَ الغديرُ على الظّمِي

في الأفْقِ آنسةٌ يهشُّ لها الندى
فلقُ الضياءِ على إباء المبْسَمِ

ونهودُها تحكي تنهّد قلبها
وعلى العيون مجرةٌ من أنجمِ

والدمعُ آخرُ ناطقٍ في ليلها
والليلُ مُتَّسَعُ الحزينِ الأبكمِ

عذراءُ يا دنيا المحبةِ والرضا
نامي عن الغيبِ المُغيَّبِ واسلمي
*
_ تعقيب على قصيدة د. ياسين سعيد نعمان
المعشرُ اليمنيُّ طابورٌ يثير الحوقلهْ
لا همةٌ لا هامةٌ لا رؤيةٌ لا بوصلهْ
يتزاحمون على الهبا.. وعلى الرؤى المستعملهْ
لا فنَّ لا إبداع لا "أيوب" لا شيء ولهْ
الخيلُ عطّلَ عقله سفهاً وأحضر "شيولهْ"
يمضي كما اتّفقَ الزمانُ يجيدُ فنّ "الحكولهْ"
حشدٌ وصندوقٌ وبنكٌ.. ثم قالوا "ديْوَلهْ"
لا يعرفون تآلفاً أو يفقهون الحلحلهْ
والباقياتُ الصالحاتُ يتيمةٌ أو أرملهْ
لا "الشمسُ" تعرفُ ما تريدُ ولا النجومُ مؤهلهْ
حتى "الهلالُ" معطلٌ والحزنُ ملء "السنبلهْ"
والشعبُ مشلولُ الرؤى لا شغلة أو مشغلهْ
زيدٌ أنانيُّ الهوى.. عمرٌو أضاع تأمّلهْ
وجميعُهم يتذمّرون ويصنعون المشكلهْ
دوامةٌ عبثيةٌ "معصودةٌ" مسترسلهْ
تمضي السنون وتنقضي "والميلُ وسط المكحلهْ"
**
ترك على جداريات منتدى جسد الثقافة :__

مع الوقت،
شيئاً فشيئاً تنامُ الأماني
فيستيقظُ الحزنُ في الخلوة الحائرة

الوجوهُ التي أرّقتني تمر كفيلمٍ قديم وتستعمرُ الذاكرة
سقطوا قبل أن يُسقطوا..
وتوالوا بلا رؤيةٍ
ثم عادوا بلا خاصرة
*


أجّلتُ أشواقي مسافة فرسخينِ لعلّنا ننجو
وتنبثقُ البلاد جديدةً
فرَجاً تبسّمَ بعد ضيقْ

من ذا يعوضني عن الشوقِ الذي أسقيتُهُ روحي
وداسته القبيلةُ والحبيبةُ والمؤذنُ والصديقْ

هبْ أنني أخطأتُ في التعريفِ
أو هبْ أنني أخطأتُ في التوقيتِ
أو هب أنني أخطأتُ ترتيب الأحبةِ
ربما احتاجَ الفتى فيئاً لبعض الوقتِ
هدّتني المراحلُ وارتمى أكَمٌ على ظهري
فماجَ بيَ الطريقْ

لن يسألوا عني
ولن يتلمّسوا أوجاع روحي
معشرُ الأصحاب أحوجُ ما يكون لبسمتي
ولعفو قلبي
كلما نابوا عن الأعداءِ
أحملُ في دمي بلداً
وأنسى الشعرَ
والأشواقَ
والنظرَ العميقْ

*

أنا والخلُّ مازلنا
كمفردتين تجتمعان كي يتماسك المعنى
ومشغوفانِ لكنّا
على خط التماسْ

*

بعد موتي
تأكّدتُ أن الهيامَ الذي هدّني كان غلطة عمري
وأن الفتاةَ التي أعشبتْ في الترائب كانت سراباً
وكان هواها غُراباً
وكانت عيوني حجَرْ
...
بعد موتي
تأكّدتُ أن البلاد التي سكنت بين جفنيَّ نورٌ
وأن هواها بُخورٌ
وأن نداها مطرْ

لماذا يسافرُ سربُ الظِبَا نحو كهفِ الذئابِ
لماذا العصافيرُ لا تحتفي بالفضاءِ
ولا تزدهي بالشجرْ

يا زمانَ العناكبِ خُذ ما استطعتَ من الوقتِ
إنّا هنا ذاهلونَ
نداعبُ أوجاعنا
ونحاولُ بعضَ الحذرْ

يا زمانَ العناكبِ خُذ ما استطعتَ من الوقتِ
واتركْ لنا أغنياتِ السفرْ

*

لسنبلة القمحِ ماءٌ وروحٌ وعطرٌ
ولكنها كرّرتها على مسمعي:
"لا تُحاولْ"
*
بي رغبة للبوح
هل تصغي لروحي نجمةٌ كانت تسامرني
إلى أن يقبل الصبح المدجج بالمغولْ
إن غادرتْ لا شيء يُطرق لي إلى أن نلتقي ليلاً
وليلاً كان ميعادي لدى أنثى الذهولْ
في البدء كان حديثنا ينثالُ عن وطنٍ
تبعثره المنى مدناً
ويوماً ثم يوماً
صار لغزُ الشوق غايةَ ما نقولْ

بي رغبة للبوح
قلبٌ واحد في الأرض يصلح أن تبوح له الضلوعْ
لي قصةٌ ما مثلها
حتى أبوح لغيرها
ولقد شكوتُ لسيّد الملكوتِ
يا ألله كيف تصيبني بالوجدِ
في هذا الطريق الصعبِ
في نصف الروايةِ
حكمةٌ ورضا.. وبينهما دموعْ

الشوق يجعلني شفيفاً
آسراً
تتساءلُ النسماتُ عن شجني
وتنتحرُ الزهورْ

ما كل شيءً ملهِمٍ في الأرض، يا لميا، له سببٌ وجيه
ولذاك يصعب أن أبوح سوى لمن ذهبتْ
وأبقت في حنايا مهجتي جرساً
وقوسَ قزحْ

*

لا تُخفِ ما فعلتْ بك الأشواقُ
واشرح هواك فكلنا عشاقُ

فعسى يعينك من شكوت له الهوى
في حمله.. فالعاشقون رفاقُ

*لا تجزعن فلست أول مغرمٍ
فتكت به الوجنات والأحداقُ*
التلمساني

يا ليتني أبصرتُ منها مقلةً
أو وجنةً منها النبيذُ يراقُ

رحماه للقوم الذين تأملوا
في الحاجبين ولامسوا أو ذاقوا

لو كنتُ منهم ربما أصبحتُ في
حضن التراب يحفّني الإشفاقُ


*

آه من غفلة الصالحين
ومن عبث الساسة الحاكمين
ومن جشع الأثرياءِ
ومن همة الفقراء البليدين
في مهرجان الضغائن
...قال المؤذن: من أنت؟
فاحتشدت في الجهات الصفوف
وطار الحمامْ
*

لا شيءَ يحدثُ صدفةً
أكلوا عشاءكَ واستبدّوا

لا شيء يحدثُ صدفةً
شربوا دموعك واستمدّوا

هم بادأوك وقد أعدّوا عدةً للقصفِ
عُدْ نحو الوراء
وعدَّ ما أسلفتَ من حسناتِ قلبكَ ربّما
بل قل أكيدٌ أنهم كذبوا وصدوا
وسيغلب الجمع الرديء وما أعدّوا

لا شيءَ يحدثُ صدفةً
وكأنّ لا أعداءَ في الدنيا سواكَ
فصِلْ إلى المولى دعاكَْ

هم معشرٌ يترصدونَ
وأنت في الميدانِ فردُ

*

خمول



هذا المساء مشخرٌ مطلالُ يمتد التثاؤبً فيه في
أجسادنا شجناً تفتّحَ دون بابْ

،،،


وأساكَ في الركنِ الحزين وفي يديك ترنُّحُ الأشياء
والأفق الملفّعُ بالغيابْ

،،،


في ظلك الممدود أطفالٌ. مناداةُ الغروب. تخافتٌ. أصواتُ
بيت تغلق الأبواب. أمٌ ترقُبُ السفحَ المواجه والثقابْ

،،،


إحرق فِراشكَ ولتشعل هشيم الذبذبات الرُّقْش تحت الشمس
في وهج الضحى فغداً ستُسأل: فيمَ أفنيتَ الشبابْ


*


- ما لونُ الماءْ؟
- حسب الأضواءْ.
أصبحتُ الآن أرى وحدي
وأميّزُ رائحة الأشياءْ

*

وقد كنتُ...

وقد كنتُ لا أستطيع سوى الوجد:
صبّاً فريد المنى يتضوّعُ بوحاً
ويعزِمُ أحبابه كلهم في الفضاء الملوّنْ

وقد كنت لا أستطيع سوى الشوق:
شبّابةً من حنينٍ
تهُبُّ لنافذة القلب عاصفةٌ من طيوف الحبيب الذي ظل يشتاق لي في خيالي
ويذكر زغب الليالي ويَحزَنْ

وقد كنت لا أستطيع سوى الشدو:
لحناً شغوف الرؤى أبيض الوعد..
يهمي كساقيةٍ في الخريف المؤدي إلى وضح البرد..
حينا..
وحينا يسافر بي الشدو برقاً يضيء فؤاد الحبيبة في الليل
والليل أرحمُ من غيهب في فؤاد الحبيب وأهونْ

ولقد كنت لا أستطيع سوى الصفح:
"كل سهمٍ يؤدي إليّ"
ويسعدني أنني أنفق العفو
والقلب مثخنْ

.......

نحبُّ .. ومن فرط أشواقنا يذهبون
ليبقى لنا الضوءُ والصوتُ والرائحةْ

*

يا لقلبي الغرير..!

يتكرر أني أذوب لدى الحفلِ
أُخرج ما في صناديق روحي
أبوح وأبدو
أطير وأشدو
وأغدو أسيراً لهذا الشغفْ..

يتكرّر أني ندمت بُعيد اكتشافي بأني الوحيدُ
بلا رسمةٍ
أو مِلَفْ..

هم يعودون بعد احتفال النميمةِ
باللؤمِ
والقهقهات الغريبةِ وسط الغُرَفْ

وأعود أنا غامضاً
بالأسى
والأسفْ

*

لا زال جذري ضارباً في الأرض
رغم الريح
رغم السلِّ
رغم العزلة الصماءِ
رغم تهافت الخذلانِ
رغم تساقط الورق الحميمْ


خيبتُ ظن الريح إذ ظنّتْ بأن ملامحي ولّتْ
أنا وتد الحكاية
سورةُ الأفياءِ
شكلُ الصبْرِ
بيتُ الطيرِ
مسرحه القديمْ

باقٍ وقد ذهبوا
وكم فأساً بجذعي حطّموا
وبقيتُ أرقُبُ قصة السنواتِ
ترتيبَ المواسمِ
دمعة المشتاق منتظرا حبيباً لم يعد يأتي
فحمداً للذي أزجى إليّ مواكب النجوى
وعلّمني السكوتْ

*


..ومتعَبٌ باكتشافي أنهم همَلُ
اللهُ يعلمُ كم خانوا وكم خذلوا

الفارغون ولعنُ الضوء ديدنُهم
والفاردون شروراً أينما وصلوا

لا تبتئس طالما أصبحتَ في شغُلٍ
عنهم وسامِر غيوبكَ أيها الرجلُ

*
لا شوقَ فيما همّني
لا شعرَ فيما هزّني
هي هكذا ضاعت أحاييني وتاهت ألحُني
وتسرّبت مني الحياةُ لغير معنى السوسنِ
من أين لي معنى أُُساورُهُ
أذوبُ وأنثني
من أين لي
"يا جارة الوادي طرِبْتُ وعادني"
لا جارةٌ مرّتْ
ولا وادٍ أهيمُ
ولا "ما يُشبه الأحلام" أو فيروزْ
جئنا عبر "سوق الطَلْْحِ"
"مشحوطين"
"مقبوعين"
أبْله ما يكونْ

*
يا الطيور التي لا تملُّ السفرْ
تقطعُ الأرض سوّاحةً وتحلّقُ مدّ النظرْ
وترى من علٍ كم هو البؤس مستفحلٌ في حياة البشرْ

هل تنامُ الطيور التي تقطع الآن عرض البحارْ؟!
المسافات ممشوقةٌ
ليس ثمة غصنٌ ولا صخرةٌ فوقها تستريحْ
ليس إلا حنينُ الوصولِ يبلسم أوجاعها إن تهادى إليها التعب

تعبٌ أن تحلّق من دونما موعدٍ أو حنينْ

يا الطيور التي تتمشى، سماءً، على سطح هذي الكرَةْ
التضاريس معروفةٌ
والخرائط مفروشةٌ
والرحيل هو القدرُ المتبقي لنا يا طيورْ

أخبرينا وهل يترك الطيرُ أحبابه ذات سربٍ
وينساب منفردا في الفضاء الرحيبْ؟!
في بلادي يشذُّ الأحباء في غير سربٍ
فهذا شمالٌ وهذا جنوبْ
وهذا زوالٌ وهذا غروبْ

للطيور سلامْ
وبأجنحةٍ كالحرير تطير الرسائلُ مفعمةً بالسلامْ

للطيور كلامْ
ومَن يا ترى يدركُ اليوم من منطق الطير حرفا
ومِن أيِّ ناحيةٍ سوف يُتحفنا هدهدٌ بالنبأْ
الأماني ذوَتْ والنهارُ اختبأْ
عندما طاف وهْمُ الشتات بـ"أيدي سبأْْ"

كيفما شاء سربُ الطيور سأرسمُ في موطني شمعةً ثم أنسى
للمسافات عاداتها والمقيمون لا يقرأون العبَرْ
آسرٌ حزنُ هذي الطيور التي لا تملُّ السفرًْْ

*

يا سيوفَ السماءْ
يذهبُ الطيّبون بأوجاعهمْ
والدناءاتُ تفرِدُ عوْراتِها في العراءْ

يا سيوفَ السماءْ
يُربَطُ الطيّبون بأخلاقهمْ
ذنبُهمْ أنّ فيهمْ دماً في الوجوهِ
وأنّ لهم كبرياءْ
ذنبهم أن فيهم حياءْ
والمكائدُ مزهوّةٌ كالطواويسْ
عزّ البقاءْ
وتبخّرُ ماءُ الندى
حين سيطرَ في الغابة الليلُ
والبومُ
والخنفساءُ

يا سيوفَ السماءْ
المنيفون لم يخلقوا كي يذودوا عن الدرب بعض القواقعْ
والقواقعُ ملءَ الطريقْ
والكثيرون لم يعرفوا
أنّ من ها هنا مرّ طودٌ جليلْ
فهلمّي إلى السفح يا أختَ روحي
وخليْ لهم فردةً من حذاءْ
**



#ساره_عبدالرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايكو
- ق ق ج بارانويا
- أول سقوط
- اعلان عدن محمية تاريخية
- حيث لا شئ
- الأقلية المسيطرة في سوريا واليمن
- هي الأغلبية الصامتة
- صديقة
- أجنبية
- موت
- اعتذار
- ر *حيل
- الفارغ امتلاء
- الصبي الذي أقلق الجمهورية
- رج ل
- م تفرقات
- كلمّا
- سياق ثورة
- ما ينبغي
- اختلاطات *3


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساره عبدالرب - عادل الأحمدي شاعرا ً