أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!















المزيد.....

أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يغيب العقل , وتتحرك الغرائز,لتعلن تخاصمها ورفضها للعقل , وترفض المنطق , وتحادد الحضارة , وتخاصمها , وتعلن عليها الحرب علي الدوام , بل وتتخذ من دور العبادة أماكن للتبتل بالدعاء علي غيرهم من الناس , خاصة اليهود والمسيحيين بدعاء معروف مأثور " اللهم عليك باليهود والنصاري ومن والاهم " أو هكذا يتمنوا من الله أن يأخذ اليهود والنصاري أخذ عزيز مقتدر , وفي أدعية أخري , اللهم كن عليهم كما كنت علي قوم عاد وثمود وإرم , أو حسب هذا المعني من الدعاء بالفناء والهلاك , وهذا القاموس من الأدعية بالدمار والهلاك , يصدر من أقوام عطالي العقل , مشلولي التفكير , مهدودي الهمم , مكدودي الأبدان , معدومي الإرادة , وجموع من ورائهم يؤمنوا بالدعاء عالياً " آمين " أي يارب استجب وتقبل هذه الأدعية بالهلاك والدمار والفناء ..
إذا كان هذا هو حال الأغلبية من الناس ممن يطلق عليهم بالعامة والدهماء والسوقة , فما هو الحال برأس جماعة تعمل بـ "الإسلام السياسي " كما تعمل بعض الجماعات في "الإسلام العبادي" , أو "الإسلام الجهادي", وشتان بين كل إسلام وإسلام من هذه الديانات الجديدة التي تم إبتداعها لتنتسب جميعها في النهاية إلي " الإسلام " , واعتقد أن الإسلام منهم جميعاً " برآء "
في الأزمة الإقتصادية العالمية الأخيرة التي هزت العروش الإقتصادية في العالم والتي بدأت تداعياتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكاد أن يسقط الإقتصاد الأمريكي سقوطاً مروعاً , إلا أن معظم الدول التي يرتبط إقتصادها بالولايات المتحدة الأمريكية أمدت أيادي العون والمساعدة للحيلولة دون سقوط هذا الإقتصاد الذي يعتبر بمثابة سقوط للمنظومة الإقتصادية العالمية الكونية , وهذا منبعه الفهم لكينونة هذه المنظومة ومعرفة تداعيات هذا السقوط المريع ..
إلا أن أحد رؤوس إحدي جماعات "الإسلام السياسي" في مصر له رؤية أخري تتشابه مع رؤية العامة والسوقة والدهماء والسابلة , في أنه يري سقوط الولايات المتحدة الأمريكية قد أصبح قاب قوسين أو أدني , وأنها ستشهد سقوطاً سريعاً مثل سقوط قوم "عاد" , و"ثمود ", وقوم" إرم " ذات العماد .. وظن أنه يري أفول نجم السيطرة الأمريكية والحضارة الغربية أيضاً , من غير أن يظهر في رسالته سبب واضح لهذا السقوط سوي انه دلل علي ذلك بأن " لكل ظالم نهاية " , وكأن هذا التمني يمثل صراع بين مجموعة من البسطاء في حارة من الحارات المصرية المتدنية أخلاقياً ومعيشياً , أو دعاء إحدي السيدات التي تكشف شعر رأسها , وثديها , وتولول بالدعاء علي من قهرها واستبد بها وظلمها أو فعل ذلك مع من يهمها أمره .
إلا أن الرجل الذي هو علي رأس تلك الجماعة التي تعمل في حقل "الإسلام السياسي" وكأنه يستشرف الغيب , أو يخبر الواقع , يقول بلغة الصرامة والتأكيد بأنه : "أصبح واضحاً وجلياً لكل ذي لب أن الخلاص للبشرية في اتباع نهج الإسلام ومنظومته القيمية , رغم المحاولات المستمرة والدؤوبة لتشويهه , والتي باءت كلها بالفشل الذريع , وهذا بالرغم من عدم سيطرة النهج الإسلامي علي المسلمين أنفسهم , وغيابه أو تغييبه بواسطة أدعياء الإسلام من المتأسلمين بالكذب والزور والبهتان , والمختبئين خلف مصالحهم الشخصية , ومصالح ايديولوجياتهم الدينية , التي قسمت الإسلام إرباً , إرباً , وجعلته مذاهب وشيع و وملل , ونحل , وجماعات لاتحص ولاتعد , ومع ذلك يدعي بأن هناك محاولات لتشويه الإسلام , مع أن المتأسلمين هم أنفسهم من يشوهوا الإسلام بأفاعيلهم الحقيرة الدنيئة , ويقول : "ليتضح للجميع أن خلاص البشرية مما هي فيه من ويلات هو في اتباع تعاليم الإسلام في جميع المجالات، ففيها الخلاص والنجاة " , وكأن الرجل يري أن الدول العربية شعوباً وأنظمة حكم قد اتبعت نهج الإسلام حسب مفهومه , وطبقته في أنظمة حياتها وسياساتها , وتبقي غير العرب وغير المسلمين ممن لاينتهجوا هذا النهج للإسلام بمفهوم الرجل وجماعته , مع أن واقع الحال يقول إن أنظمة الحكم في الدول العربية والشعوب المقهورة , هي من تتشابه مع قوم "عاد " , و"ثمود" , و"إرم" ذات العماد , وأن الجدير بالسقوط المريع هو هذه الأنظمة العربية / الإسلامية الحاكمة في طول تلك الدول وعرضها من طنجة لبغداد , ومن السعودية واليمن , إلي سوريا والسودان , وهكذا يري أنه :"إذا كانت عاد الأولى قد سقطت سقوطًاً سريعًا فما أقرب عاد الثانية إلى عاد الأولى" , ويقصد بذلك الولايات المتحدة الأمريكية , وكل هذا راجع حسب مفهومه الذي يستر به خيباته في مواجهة الشأن المصري الداخلي , وتاريخية جماعته النفعية المتوائمة مع الطغيان المصري منذ فجر وجودها علي أرض مصر, إلي إغتصاب إسرائيل لكافة الحقوق الفلسطينية , بما فيها الأرض وحق العودة , وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تساعد إسرائيل في هذا الإجرام وتدعمها وتساعدها في ذلك , ويتساءل الرجل ببراءة طفل صغير , أو مراهق في مقتبل عمر المراهقة السياسية قائلاً : إذا كانت أمريكا معنية حقا بالقضاء على الإرهاب ، فعليها أن تبحث في دوافعه ومسبباته ، فهي دون شك كامنة في قهر الشعوب والتعالي عليها والكيل لها بمكيال خاص وهي تحديدًا متجذرة في النكبة الفلسطينية , ولا أدري ماهي العلاقة بين قهر الشعوب بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية , وبين النكبة الفلسطينية , فالسؤال الفارض نفسه هو : هل أمريكا أقرب إلي أيادي الدول العربية مثل مصر , وسوريا , ولبنان , والأردن , والسعودية , بل والمقاومة الفلسطينية ذاتها , أم إسرائيل هي الأقرب ؟ وهل الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تقهر الشعوب العربية , أم أن الحكام العرب الأعراب المعاريب هم أنفسهم من يقهروا الشعوب العربية , وأن قضايا الفقر والجهل , والمرض , والتعليم , والبطالة , والعنوسة , وسكني العشوائيات هي أسباب من جملة أسباب للإرهاب والتطرف الديني ؟!!
هذا الكلام لايصح ان يصدر من مرجعية دينية تعمل في حقل "الإسلام السياسي" , بجانب أنها عقلية أكاديمية توقن بالعلم والتجربة والنتيجة !!
والرجل يريد أن يبتعد بالدور الإجتماعي / الإقتصادي , بأبعادهما الإنسانية المتمثلة في الحريات والكرامة الإنسانية والعدالة والديمقراطية , والشفافية , والنزاهة , إلي أدوار سياسية أخري مللناها طويلاً , ومللنا الإتجار ممن يتاجرون بالقضايا الإنسانية المتحولة بفعل الفاشيات الدينية , والفاشيات السياسية , باللعب علي المشاعر الإنسانية بالقضية الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية , وذلك علي حساب تلك القضايا , التي أري أنها ليس لها حل أمثل إلا عبر الحريات الفردية والإجتماعية , والديمقراطية والعدالة الإجتماعية , وإلا ماالذي اسكت تلك الجماعات الدينية عن الحراك السياسي / الإجتماعي طوال فترات زمنية طويلة هي عمر الإستبداد والطغيان والفساد , بل وكان صوت هذه الجماعات لايرتفع إلا من أجل قضايا الأسلمة والتنصير , وقضايا دينية وثقافية متعلقة بالرأي والفكر الإنساني , مثل رواية وليمة لأعشاب البحر التي أراد بعضهم أن يبايعه الناس علي الموت من أجل ماذا ؟ من أجل رواية وليمة لأعشاب البحر, ولم تتحرك تلك الجماعات من أجل جرائم القتل التي يرتكبها النظام السوري المجرم , والنظام الليبي , واليمني , بل والنظام المصري , والذي ساعد الثورة الليبية علي النجاح , ومعها الثورة المصرية هي التهديدات التي كانت تبعثها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول العالم الحر سواء إلي النظام المصري أو الليبي , وما شاهدنا حرق علم لأمريكا أو حتي لإسرائيل طوال أيام الثورة , فما الذي تغير بعد أن سعت الثورة لإتمام مطالبها وإنجاحها , إلا أن اصحاب الدعاوي الدينية هم من أرادوا بجهالة وسوء قصد أن تتنكب الثورة عن مطالبها , بدعاوي جاهلية وعنصرية بغيضة ..
والتساؤل هو : ماذا لو إنهارت الحضارة الغربية , وعلي الرأس منها الولايات المتحدة الأمريكية , فكيف يكون وجه العالم ؟ وكيف يسود ألإسلام العالم , وغالبية أتباعه بهذا السوء وهذه الرداءة ؟!!
ارجو الرد في الرسالة الأسبوعية القادمة ..



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -2-
- الجماعات الدينية : عزف هاديء علي أوتار ملغومة -1-
- المملكة العربية السعودية : ماذا تريد من المصريين ؟!!
- الثورة السورية : حماس وفتح وقرآن القاهرة !!
- سنية دوجاني : طاعة الحجاب , ومعصية حلق الشعر !!
- تنظيم القاعدة : لماذا الحضور في ليبيا , والغياب في سوريا ؟!!
- عصام شرف .. ومواقف الشرف العقلي
- إلى حسني مبارك : والقضاء موعدنا .. رد على حديث مبارك لقناة ا ...
- حلم الشهيد
- طل الملوحى
- هل هذه ليست ثورة : لماذا الصمت والتباطوء من جانب القوات المس ...
- الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
- العنف الدموي ضد الأقباط : من المسؤل ؟!! - (مجرد رؤية )
- مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد رأس السنة الميلادية : مجتمع ضع ...
- مسؤلية نظام : مجزرة كنيسة القديسين ليلة عيد الميلاد بالأسكند ...
- تحالف الشر : الجماعة الإسلامية والأجهزة الأمنية
- ليس بوذياً !!
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - أمريكا وقوم عاد .. رؤية دينية خائرة !!