أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!















المزيد.....

من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 09:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أصبح من النادر سماع دعاء المسلمين التليد المصاحب لخطب الجمع والأعياد والمناسبات الدينية، لقد تخلى المسلمون عنه وكفوا عن إعادة وتكرار الطلب من ربهم أن يحصي الكفار عددا ويقتلهم بددا ولا يبقي منهم ولا من نسلهم أحدا.
اليوم يكرر المسلمون بما فيهم الإخوان والأصوليون والسلفيون وحتى المتطرفون احاديثا ميكافيلية في صياغات محمدية غاياتها تبرر وسائلها مثل الله يهلك الظالمين بالظالمين والظالم سيفي انتقم به وانتقم منه وغيرها. بينما يتسارع كبار رجال الدين المسلمين إلى إصدار الفتاوى التي تجيز تدخل الأحلاف العسكرية في إسقاط الدول الدكتاتورية مناقضين فتاويهم وخطبهم السابقة بتحريم وتجريم أي تعاون ثقافي أو علمي ناهيك عن العسكري مع دول الغرب مثل ذلك الذي أطاح بنظام صدام. بالأمس القريب شنعوا برجال الدين الشيعة الذين لزموا الصمت ولم يفتوا بحرمة تعاون السياسيين العراقيين مع الأمريكيين الساعين إلى إسقاط الدكتاتورية الصدامية، ولم يتوقف سيل فتاوى التحريم والتجريم والتحريض حتى بعد سقوط دولة البعث وبعد إن شاهد العالم مجازر النظام ومقابره الجماعية وزنازينه السرية وطرق التعذيب الوحشية.
فقالوا أن ما بني على باطل فهو باطل وساقوا في حمى محاججاتهم التي كانت تعرض على فضائية الجزيرة كيف إن معاوية بن أبي سفيان رفض عرضا تقدم به ملك الروم لمحاربة علي بن أبي طالب مهددا{من معاوية إلي كلب الروم لا يغرنك محدث بيني وبين ابن عمي ولن يجعلني الخلاف معه استعين بك عليه فـ والله لان تحركت من مكانك لسلمن هذا الأمر له ولكونن جندي عنده ثم نقاتلكم قتال عاد وثمود قتالا لا طاقة لكم به فالحذر الحذر} وبكت الأمة الإسلامية شهيدها الذباح الزرقاوي وأقاموا له في مختلف بلدان الله واكبر سرادق العزاء.
لكن فترة العداوة للأمريكيين كانت فترة موقنة انتهت وانقضت بارتحال رموزها عن مسرح السياسة وعلى رأسهم جورج بوش الابن الذي قاد بنجاح حربا أسقطت أنظمة الشر والهمجية والتخلف، نظام طلبان الذي كان وجوده عارا على الإنسانية جمعاء ونظام صدام نظام الشر والقتل والتعذيب الذي لا صنوا له إلا نظام هتلر الإرهابي. نعم انقضت تلك الفترة التي جعلت العروش تهتز تحت مؤخرات الحكام العرب فتتراجف قلوبهم ولحاهم وقصورهم فيسارعون عبر قنوات سرية وباستخدام خطط ثعلبية على فتح بوابات بلدانهم للإرهابيين لدخولها امنين ليسهلوا لهم عمليات قتل المواطنين وتفجير الكنائس وأماكن العبادة وليتباكوا بعدها بان أنظمتهم نفسها هدفا للإرهاب وإنهم ذو نفع ومقدرة على مكافحته. لقد أيد وساند رجال الدين المسلمون هذا التعاون الخفي بين الإرهابيين وبين الأنظمة الحاكمة، فان كانت الأنظمة الحاكمة مثل النظام المصري والسوري والليبي والتونسي والأردني ومشايخ الخليج جهزت المجاهدين بالأسلحة والأموال والتدريب بما يحتاجوه ويستلزموه في مجازرهم، فان رجال الدين أمدوهم بما يحولهم إلى حيوانات ووحوش أدمية لا تفهم لغة أخرى غير لغة التكفير والذبح والسلخ، أيدوهم بالفتاوى والأحاديث النبوية والتبريكات الإلهية ومنحوهم قصورا في الجنة وأسكنوهم حائط لحائط لصق قصور الأنبياء والمرسلين في الجنة التي لم تتفتح وربما لم يبدع الله تصميمها وميكائيل لم ينفخ في صور الحشر بعد.
وإذا كان إدارة جورج بوش صارمة حازمة ضد الإرهاب ورموزه الكبار، فأنها بنفس الوقت لم تنسى للحظة واحدة الخطر الإيراني وما يمثله من تهديد على المنطقة ولم تغفل أو تغض النظر عن دور الأحزاب الإسلامية الشيعية وارتباطاتها الإيرانية ، فإنها، أي الإدارة الأمريكية البوشية ركزت بقسوتها وجبروتها على المجاميع الإسلامية التي تشكل خطرا على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مصالحها في الشرق أو في الغرب، أي تيار بن لادن ومجاميع القاعدة، أما الخط الإرهابي العقائدي الأصولي الآخر الذي يعتمد على سياسة التكفير والقتل المحلي أو ألمناطقي والذي يعتبر إيران هي الخطر المحدق على الإسلام السني ويعادي الأحزاب الشيعية ، فإنها لم تضيق على منظريه ولا على رموزه ولم تمنعهم من السفر ولم تطردهم من دول اللجوء الغربية واستخدمت سياسة لا تجعل الدولة العراقية ذات الميول الإيرانية تنتصر على مجاميع الإرهاب ولا الإرهاب على الحكومة العراقية.
في عصر اوباما لم يعد أي ضغوط أمريكية تذكر ضد الدولة السعودية من اجل تهذيب وتشذيب مناهجها الدراسية التي تحفل بأفكار الحقد والبغضاء، ولم نعد نسمع بانتقادات حول انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة وحقوق الأقليات الدينية، ولم تنتقد تصرفات قطعان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رغم عنجهية وقسوة وهمجية هذه المنظمة . لقد خففت الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على السعودية وعاد رجال الدين الوهابيون يلعبون دورا كبيرا في نشر ديانتهم الوهابية في البلدان العربية لمقاومة الخطر الإيراني.
ورغم كل الانتقادات التي يوجهها رجال الدين المسلمين ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم كل اتهامات الأحزاب الإسلامية سنية وشيعية للأمريكيين بالعمل ضد الإسلام والمسلمين، لكن الأواصر والعلاقات واللقاءات السرية متواصلة بينهم، فالأمريكيون لا يمكن لهم الاستغناء عن خدمات الإسلاميين فقد كانوا {الإسلاميون} دائما رأس حربة في خصر الحركات التحررية الديمقراطية ، فان كان نظام علمانيا وطنيا تأمروا عليه وعملوا ضده، وان كان نظاما دكتاتوريا ظالما كانوا السوط والكرباج الذي بيده والتبرير لأفعاله المنكرة.
إن مظاهر التعاون الإسلامي الأمريكي واضحا للعيان ولا يحتاج إلى دليل أو تحليل، فها نحن نرى رجال القاعدة يحتلون مواقع قيادية في الثورة الليبية تحرسهم طائرات الناتو، بينما يرجع الإسلاميون التونسيون من الدول الغربية ليقطفوا ثمرة النضال الذي خاضه الشعب من اجل الحرية والديمقراطية واحترام الإنسان بينما في مصر تخوض القوى الديمقراطية الشعبية نضالا ضاريا ضد محاولات سرقة الثورة التي سقوها بدمائهم كي تزدهر ورود الحرية والديمقراطية في حدائق مصر. بينما في سوريا وبمساندة من الدولة الوهابية يحاول التيار الوهابي السلفي والاخونجي السوري إن يعطي انتفاضة الشعب السوري طابعا إسلاميا طائفيا، وكل هذه التحركات الإسلامية تتم بموافقة وبمساندة وبتخطيط من الإدارة الأمريكية الحالية.
إن ثورات الشعوب ونجاحاتها في إسقاط الأنظمة الدكتاتورية وتنامي الميول الديمقراطية والتحرر من القيود الدينية والقمعية والتأكيد على حقوق الإنسان وعلى إرجاع الدين إلى الجوامع والمعابد والتركيز على الهوية الوطنية وليس على الهوية الطائفية أو الدينية، جعل الولايات المتحدة الأمريكية تستشعر الخطر في توسع هذا المد الديمقراطي ليشمل شعوب مشايخ الخليج والمملكة السعودية خاصة بعد انتفاضة عمان والبحرين.
لذلك وعندما تدخلت هي ومشايخ الخليج، قطر والسعودية والإمارات انحسرت الشعارات في الحرية والديمقراطية وركز الإعلام على الجوانب الإسلامية، ولم نعد نسمع شعارات الديمقراطية والحرية إلا مقرونة بشعارات دينية وأصبح رؤية الرجال بذقونهم الطويلة غير المهذبة منظرا مألوفا بعد إن كان منظرا يثير الرعب والفزع ويستخدم كرمز للإرهاب والعنف في الفعاليات الفنية والأفلام السينمائية.
التعاون الذي كان بين الأمريكيين والإسلاميين الذي انتهى بهزيمة الروس كانت ثمرته الإرهاب وقطع الرقاب، فمها هي ثمرة هذا التعاون على النطاق الواسع.؟
هل سينتهي بانتهاء القضاء على النظام الإيراني .؟
هل ينتج قاعدة محسنة تختلف عن تلك التي أسسها بن لادن في موقف العداء من الأمريكيين تقيد شعوبها بقوانين الشريعة الإسلامية وتحتفظ بنفس الوقت بعلاقات متميزة مع دول الغرب مقتدين بالنموذج السعودي.؟
لكن النموذج السعودي نفسه هو الذي أنتج الإرهابيين العرب، فهذه البهائم البشرية لا تعرف أنها تتعرض إلى عمليات غسل دماغ، تنغمس في الدور وتصدق بما يحشى بتلافيف دماغها من خرافات وأباطيل وتفقد القدرة على التحليل ولا تستطيع التفريق بين الخطأ والصواب فيستطيع أي رجل دين توجيهها الوجه الإرهابية التي يريد مثلما استطاع بن لادن إقناع مئات الناس بأنهم سيأكلون الكباب مع النبي محمد في مطعم من مطاعم الجنة فراحوا ينتحرون الواحد بعد الآخر في الطائرات والقطارات والسيارات والدراجات.
ان خطر الردة الإسلامية ومهما كانت نتائجه لا يؤثر كثيرا على الولايات المتحدة الأمريكية ، لكن التأثير على الشعوب العربية سيكون طويلا كارثيا ظلاميا، يجردهم من كل محاسنهم ويحجر على عقولهم ويسلب اطفالهم براءة الطفولة ويحول نسائهم إلى اوعية لانجاب الاطفال ووسيلة من وسائل المتعة الجسدية. لذلك على القوى الديمقراطية واليسارية واللبرالية الوقوف موقفا حازما ضد هذه الردة التي تهدد بخريف قادم سيممث كثيرا حتى تزدهر ورود ربيع اخر.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.
- الاخلاق والاسلاميون
- رئيس الجمهورية وأحكام الإعدام
- قمع واساليب دكتاتورية لحكومة تدعي الديمقراطية
- الاحزاب الاسلامية والثورة المصرية
- العالم يقف احتراما لشعب مصر.
- تجربة الفساد العراقية الرائدة
- شكرا شعب تونس
- الإرهاب كفكرة إسلامية مقدسة
- قائمة مختلفة للمبشرين بالجنة
- فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.
- وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مالوم ابو رغيف - من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!