هل يؤلّه المسلمون المسيح كما يؤلهه النصارى ؟

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 22:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يعتبر المسلمون اتباع الديانة المسيحية اي النصارى كفرة لاعتقادهم وحسبما جاء في اناجيلهم الاربعة بان المسيح " عيسى ابن مريم "
هو ابن الله تارة او الله المتجسد في صورة انسان تارة اخرى وذلك استنادا الى الاية الكريمة التي وردت في القران والتي تقول بان كل من قال بان المسيح اله هو كافر . وفي هذه المسالة لو دققنا جيدا في بعض الايات القرانية التي تتطرق الى المسيح وقدراته الخارقة وقرأناها بموضوعية فسوف نخرج بنتيجة مفادها ان المسلمين لا يختلفون عن النصارى في تاليههم للمسيح حتى لو قالوا عنه انه مجرد نبي . فكما رفعت الاناجيل الاربعة المسيح الى مرتبة اله و جعلته قادرا على الخلق فقد اسبغ عليه القران في اكثر من اية كريمة صفات وقدرات خارقة لم يتمتع بها اي مخلوق بشري بما في ذلك كافة الانبياء اليهود الذي بعث بهم الله الى الكرة الارضية لهداية اليهود ومن بعد ذلك بقية البشر من الجنسيات اليابانية والتايلندية وهلم جرا من الجنسيات الاخرى التي لم يصطفي منها اي نبي اللهم الا النبي العربي محمد . احدى الايات الكريمة تذكر بان مريم قد حبلت بعيسى بدون جماع واية اخرى تقول بان عيسى كان قادرا ان يجعل من الطين الصماء طيرا واية ثالثة تقول بان المسيح هو كلمة الله واية رابعة تجزم بان المسيح لم يمت وتتحلل جثته كما ي ماتت مليارات المخلوقات البشرية التي عاشت فوق هذه الكرة الارضية واية خامسة تذكر بان المسيح كان قادرا على شفاء الامراض المستعصية التي يعجز الاطباء وحتى خبراء مايو كلينيك عن معالجتها وابراء البشر منها ناهيك عن قدرته في احياء الاموات .
فهل ثمة نبي ولا اقول مخلوق بشري منذ ان ظهرت الكائنات البشرية في هذه الكرة الارضية يتمتع بمثل هذه القدرات الخارقة والتى حسبما جاء في الكتب الدينية التى هبطت من السماء لا يتمتع بها الا الله ؟ من القراءة المتانية لهذه الايات القرانية يبدو جليا ان المسيح يتماهى مع الله او مع ابيه السماوي كما كان كثيرا ما يردد امام تلاميذه الاثني عشر في كثير من الصفات والقدرات الخارقة فكما نفخ الله في كتلة من الطين كي يخلق اول مخلوق بشري هو ادم كذلك استطاع المسيح ان يخلق طيرا ولعله كان غرابا او هدهدا او ربما بوما . وكما ان الله لم يخلق ولم يولد كذلك المسيح تكوّن في رحم امه بدون ان تتلقح بالحيوانات المنوية لزوجها بمعنى اخر فقد ولد من لا شيء . وكما ان الله يقيم الاموات من قبورهم في نهاية العالم وتحديدا في يوم البعث عند المسلمين ويوم الدينونة عند المسيحيين كي يحاسبهم ويجازيهم على افعالهم اما بادخالهم الى جنات النعيم او بقذفهم في نار جهنم حيث العذاب المقيم الى ابد الابدين حسبما يذكر القران او حيث البكاء وصرير الاسنان حسبما تذكر الاناجيل الاربعة كذلك كان المسيح قادرا على بعث الاموات من قبورهم. اذا لا ارى حسبما قلت في بداية المقال فرقا بين المسلمين وبين النصارى في تاليههم للمسيح مثلما لا يختلف المسلمون عن النصارى في كثير من الروايات الدينية مثل ايمان الطرفين بقصة الطوفان وحيث يتفقان ان نوح قد بنى فلكا او باخرة صغير ة وبطول لا يزيد عن مائتي ذراع وبانه جمع فيها زوجين من كافة حيوانات الارض ولو سالت المسلمين والنصارى واليهود كيف تسنى لنوح ان ياتي بكل هذه الحيوانات من ا لقارات الخمس ولم تتوفر في عصره الطائرات النفاثة ولا الصواريخ العابرة للقارات ولم يكن تحت تصرفه اية وسيلة نقل الا البعير والحمير وغيرها من الدواب وكيف تسنى له ايضا ان يحشر كل هذه الحيوانات ويكدس مئونتها في باخرة متوسطة الطول فلن يقدموا لك اي جواب علمي بل سيجيبونك قائلين : ان الله على كل شيء قدير. . اعتقد ان المسيحيين كالمسلمين لن يتخلوا عن كفرهم في مسالة تأليه المسيح الا اذا ادركوا ان اكتشاف العالم باستور للجراثيم والميكروبات وانقاذه البشر من الامراض الوبائية ا لتي كانت تحصد وتقضي على ملايين البشر اهم بكثير من معجزات لم يات على ذكرها الرومان والمحدودة الاثر التي قام بها المسيح من اجل شفاء العميان والبرص والمجانين ولم يبرا من هذه الامراض وفق الروايات الانجيلية الا عدد محدود منهم

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات