أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - تحية طيبة للجميع















المزيد.....

تحية طيبة للجميع


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البارحة أثـنى بعض الأخوة الحضور على ما أدليت به من مداخلة، وسألني بعضهم، أنت معارضة وتتحدث هكذا، نحن بعثيون ونقول بأعلى من ذلك، وأقول لهؤلاء الأخوة بأن المعارضة ليست معركة كسر عظم، أو الدخول في مهاترات سياسية هنا وهناك، وخاصة عندما نكون في مواجهة أزمة بنيوية عميقة كالتي نعيشها، ساعتذاك، علينا أن نتحد ونعضُّ على جراحنا وآلامنا لننقذ الوطن، ومن ثم نأتي لتصفية الحسابات، لأن الأوطان لا تُبنى بالأحقاد والإضغان، بل تُبنى بالحب والتسامح والرؤية الإستراتيجية البعيدة لمفهوم السياسة الذي يعني أولاً وأخرا كبف تحمي وطنك الذي تنتمي إليه من غدر الغدّارين، وأطماع الطامعين.
في التحديات السياسية:
- تعصف بسوريا تحديات أقل ما يُمكن أن يُقال فيها بأنها مهولة وتهدد كياننا ووجودنا في جميع المستويات، ولطالما كانت هذه التحديات أو بعضها ماثلاً أمامنا، وكانت سوريا تُقارعها، وتنتصر عليها. إنها ضريبة قول كلمة الحق في زمن العهر العربي، والانفلات الرأسمالي العالمي من عقاله. ما يُميز أزمة اليوم هو أنها رَكٍبت حوامل اجتماعية، ونجحت باختراق شريحة مهمة من المجتمع السوري. فئات اجتماعية، فقيرة، مقهورة، مهمّشة، مقموعة، لا صوت لها، لا مستقبل أو ضمانات صحية، لا أمل بمستقبل قادم وانسلاخ عن ماضٍ لم يشعروا تجاهه بانتمائهم إلى وطن يكون لهم بمثابة أم حنون ترعاهم وتحمي مصالحهم وتحفظ كرامتهم. تلك الشريحة التي تأذت من سياسات الإفقار التي اتبعتها الحكومات الراحلة والتي أتهمها علانية بالشراكة في المؤامرة بسبب ما سببته من تخبط ومن رفع الدعم ومن عدم توفير مناخات لفرص عمل جديدة واستثمارات هامة . بالإضافة إلى هذه السياسات العريضة ، كانت بعض أحزمة الفقر التي ولدتها تلقى مع غيرها من السوريين،سوء التعامل الإداري، وأداء المؤسسات الرسمية والأهم من هذا وذاك، التنكيل بكرامة المواطن واهانة وجوده وكرامته اللتين تعتبران من أهم مقدّسات الكينونة البشرية. تلك الأسباب وغيرها كانت من أهم ما أشعل فتيل أزمةٍ لطالما استبعدنا أن تحصل في ربوع وطننا الحبيب. ولكم كنا نأمل أن لا تحصل هذه الأزمة، وأن لا تذهب دماء أبناء وطننا رخيصة هكذا من هنا وهناك، بدلاُ من أن تكون هذه الدماء رصيداً لنا نواجه فيه ذلك الكيان الغاصب الذي يتربّص، ليس فقط بأرضنا بل بثقافتنا، وكياننا، ووجودنا، وحتى هُويتنا العربية؟!
ثم تأتي سياسات حزب البعث وكوادره، التي حيدّت الآخر، وهمشته، وأسكتت وأحبطت كل صوتٍ معارضٍ لها، ولو كان يُشبهها في خطابها وأطروحاتها، ولكن لمجرد أن يتجرأ على النقد. واعتبرت هذه السلطة بأنها تمتلك الحقيقة المطلقة، هي ذاتها، وهي الواحد الأحد، لا شريك لها في سلطة، ولا ومنازع في قرار، ولا مساهم في قول، ونسيت أن المطلقات ليست موجودة في عالمنا، بل هي من علم الكون والغيب، وعلم الله. ونسيت بأنَّ التاريخ يسير، وأن له صيرورة، وهذه الصيرورة ستقلب مفاهيم، وتغّير مدلولات قيم، فتسقط بعضها، وتُنعش أخرى. تغيّر هنا وتُبدل هناك. أخذتنا الكراسي، وترفُ الحكم وملذّاته، فتعامينا عن الدود الذي بدأ ينخر في أدق وأهم تفاصيلنا، ووصلت النار إلى ذقوننا جميعاً، وأوشكت، بل توشك أن تحرق الأخضر واليابس، حين امتدت هذه المشكلة إلى وحدتنا الوطنية التي تُعتبر خطاً أحمراً، قاتلاً، فاصلاً، حارقاً خارقاً. كل هذا من أجل أن لا نُعطي الآخر حقه في إبداء رأيه، وحقه في العيش الكريم الحرّ شريطة أن لا يأتي شراً بالوطن. هذه هي أزمة حزب البعث العربي الاشتراكي. إيمانه بأنه صاحب الحقيقة المطلقة، ولم يعلم بأنَّ قوس قزح تشكّله ألوان سبع، وأنَّ عدد سكان العالم، ستة مليارات لا يتشابهون في بصمة إبهام واحدة.
• نعم هناك مشاريع سياسية كبيرة تشكّل عناوين الصراع الحقيقي في المنطقة ، وكل هذه الصراعات تدور في فلك سوريا، وموقع سوريا. فهناك مشروع إلغاء الهوية والانتماء العربيين لمصلحة قوى عالمية كبرى، وقوى إقليمية مثل تركيا، وقوى عربية تدّعي سياسة الاعتدال وهي أبعد ما تكون عنه، بل هي مثالاً للتطرفِ والاستلاب العقلي والفكري.
• أما المشروع الثاني فيتجلى في الصراع العربي الإسرائيلي، ومحاولة تصفيته وإنهاءه على الطريقة العرفاتية، واتفاقيات وادي عربة، وكامب ديفيد وغيرها، وأن نتحوّل إلى أقنان عند هذا أو ذاك كحال الأردن وقطر ومصر وغيرها من بلدان، نأتمر بأوامرهم، ونستجيب لتطلعاتهم ومشاريعهم وتعاليمهم السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية, نسوا بأنَّ مهمة السياسي أن يحمي البلاد والعباد. وأن أهم السياسيين في العالم هم الذين يبنون أمنهم القومي البعيد المدى، إذ كيف يُمكن لأمريكا أن تأتي بجحافلها من أصقاع المعمورة إلى العراق وأفغانستان لتحمي أمنها القومي، ولا يحق لسوريا أن تصنع ما تصنع بلبنان، وأن تُناحر المشروع الأمريكي في العراق والمنطقة؟؟! واليوم المطلوب هو صلح " يعني بالمصري أي كلام" مع إسرائيل، ولكنهم نسوا بأن الشعب السوري بغالبيته، وقيادته قبله، لا تقبل بأقل من سلام يُفضي إلى تحقيق مصالحنا واستعادة الأرض بأفضل المعايير والاعتبارات.
• مشروع الإسلام السياسي الأصولي" المذهبي" يُرخي بسد وله منذ سنوات طوال في المنطقة، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومعسكر الاشتراكية حيث وجد له مخرجاً مناسباً وبيئة خصبة، ومع سياسات الإفقار العالمية بسبب ثقافة العولمة ونُظمها التي أدت إلى أزمات اقتصادية هائلة في أرجاء المعمورة، مما حدا بالبشر إلى فقدان الأمل بالأرض، والتطلع إلى السماء باحثين عن حلول لمشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وهنا تأتي التوظيفات من الخارج، وتأتي المشاريع الإسلامية الأصولية، مثل الوهابية، النزعة العثمانية " الطورانية"، القاعدة وما شابهها من تنظيمات، حزب التحرير، جند الشام، وغيرها، وكلّها تسعى إلى بناء مشاريع لتحقيق إمارات إسلامية موعودة تحكم بأمر الله، وتطبّق مبادئ الشريعة المتطرفة من الإسلام، دين السماحة والمحبة. فتصل هذه المشاريع إلينا بعد أن كانت بعيدة عنّا وعن ثقافتنا، لتكتشف بأنَّ الفساد، وغياب العين الساهرة على الوطن، والأهم من هذا وذاك، غياب الفكر التنويري الثقافي الذي يعملً في العقل جدلاً وبحثاً، من أجل الوصول إلى أسمى حالات الرقي الإنساني الذي سبقتنا إليه باقي الأمم هي الأسباب في الوصول إلى ما نحنُ فيه من مأزق. وتكون النتيجة بأن نعود بسوريا مئات السنين إلى الوراء بعد أن خطت خطواتٍ لا يُستهان بها في نظام الدولة ومفهومها الحد اثوي. ولكن للأسف هذه الدولة تمَّ ابتلاعها من قبل مؤسسات نخرتها البيروقراطية والفساد وانعدام تكافؤ الفرص، وكان للمؤسسة الأمنية القمعية الدور الفاعل أو حصةُ الأسد في ابتلاع هذه الدولة.
• أمّا المشروع الأخطر فيتجلى بمحاولة تفتيت سوريا، وضرب وحدتها الوطنية، ومشروع نهضتها الحديث الذي بُدأ به لاحقاً برغم التخبط الحاصل في سياسات الحكومة، وبرغم افتقار هذه التطلعات إلى التحرر السياسي ومشروع نقل سوريا إلى مصافي الدولة الديمقراطية. فانتبهوا أيها السادة، كلّما نهض مشروع عربي، أو لاحت في الأفق بوادر تطور مهم قام الغرب بألف محاولة ومحاولة لضرب هذا المشروع، فهاهو العراق يعود أضعف ما كان في زمن الحجاج، وتم التآمر على لبنان في العام 2006 لضرب أي محاولة لقيام مشروع دولة حقيقي, وليبيا سلمت برنامجها النووي إلى أمريكا راضية مرضية. وهاهي مصر لا نعلم متى تستعيد عافيتها، أو تونس أو غيرها، والسودان يصبح، سودانين، والأمثلة كثيرة. وتبقى سوريا بيضة القيان، وهي السد في وجه أي مشروع سياسي محتمل في المنطقة، وخاصة من خلال تحالفها الإستراتيجي مع إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين. ثمّ بعد كلّ هذه التحدّيات، نأتي لنقول لهم، بأيدينا، بسوء سلوكنا، بوضاعة نفوسنا وتناسينا لوطننا وقيمنا الوطنية، تعالوا أيها الرحماء نحنُ نوفر لكم التربة الخصبة لنجاح مؤامرتكم، من خلال ماذا؟! من خلال اعتقال كل ذي حجةٍ وبليغ، وصاحب رأي، منع هذا من السفر، وزجُ آخر في السجون والمعتقلات، كتم أصوات الناس واحتجاجاتها على هذا المسئول أو ذاك. عدم اعترافنا به ككائن يُشبهنا في كل شيء، بل قد يكون أكثر منّا وطنية وانتماء. وأنا أقول هنا، هناك الكثير من الشرفاء الذين دخلوا السجون بسبب انتقادهم للخطأ. وغيرهم يسكت عن الخطأ ويركب السيارات الفارهة، ويجلس على كراسِ وثيرة وينعم بلذّات العيش ورغده. فمن يكون أكثر وطنية ؟؟! ذاك الذي يُسجن لقوله الحق، أم ذاك الذي يسكت عن الخطأ ويتمتع بكل هذه الرفاهية، يجب أن تكون الآية معكوسة أيها الأخر. من ينتقد الخطأ يترفه، ومن يسكت عنه يجب أن يدخل السجون والمعتقلات ..؟؟!!
اليوم نحن أمام أزمة بنيوية عميقة، ركبت لبو س السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والمذهبي الديني. ثمَّ ركبتها المؤامرات الخارجية وبدأت توظفها وتغزّيها لمصالحها ومصالح مستقبلها في المنطقة. لذلك نحنُ مدعوون جميعاً لمواجهة هذا التحدّي، وذلك من خلال:
- وحدتنا الوطنية وتماسكنا وتعاضدنا.
- التعامي، والتغاضي عن الآلام والأوجاع وتصفية الحسابات، والحقد والأضغان التي لا تبني وطناً، بل تدّمر أوطاناً وبلداناً وأمثلة التاريخ كثيرة حولنا.
- الاعتراف يبعضنا كسوريين وطنيين تجري في عروقنا نفس الدماء، وعلينا ما عليكم، ولنا ما لكم، ومساهمتنا لا تقل أهمية عن مساهماتكم إن لم تكن أكثر وأعمق، لأن البعض سيدافع عن سوريا كرمى لكرسيه أو منصبه بينما، نحنُ ندافع عنها بدون أية مصالح ولاعتبارات وطنية محضة,
- الالتفات الفوري لتحقيق مطالب الناس في الحرّية والمساواة وتكافؤ الفرص، وتحقيق كرامة المواطن، وتأمين الحد الأمثل للحياة الكريمة من مسكن ومأكل ومشرب وعمل وخدمات وغيرها تجعله يشعر بأنه حقاً ينتمي إلى وطنٍ غالٍ على قلبه وأحاسيسه ولا يفرّط فيه أو يسمح للآخر باختراقه.
- العمل على طرح باقة من التشريعات والقوانين التي تكفل الانتقال بسوريا إلى بلد حضاري ديمقراطي مدني تعددي، يتم فيه تبادل السلطة بشكل حر ونزيه عبر صناديق الاقتراع النزيهة.
- العمل الفوري على فصل السلطات وإعطاء الصلاحيات المطلقة للسلطة القضائية للعمل الدءوب على المحاسبة وضبط المخالفات والوقوف في وجه الفساد.
- خلق تكتلات وهيئات شبابية فورية تعمل على التأسيس لمشاريع انتاجية تشاركية بين مجموعات من الشباب ويكون لها امتيازات كثيرة. لسد جانب مهم من فرص العمل للعاطلين منه.
- تحشيد طاقات المجتمع كاملة بكل ما أوتينا من قوة حتى على مستوى الأطفال والنساء للتصدي للخطر المحدق بسوريا وأن لا نستهين بهذا الخطر كما لا حظت عند بعض الأخوة المداخلين.
- تعديل الدستور كلّياً، وصياغة دستور جديد يتناسب مع التطورات المعاصرة للبلاد. ويؤسس لدولة حق وقانون.
- مصالحة وطنية شاملة والتعويض على أسر المفقودين والقتلى والشهداء.
- تشكيل حكومة وحدة وطنة شاملة يُشارك فيها كل الأطياف السياسية ممن ينهجون الصراع السياسي السلمي وأن لا يكونوا تيارات دينية أو تيارات مارست العنف.
*في موضوع الدستور:
" كَبُرَ مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلو" وأيضاً " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
سقتُ هذا القول من القرآن لبلاغة القرآن وإعجازه. ولأنَّ هناك الكثير من المواد التي تحمي حقوق الناس ومصالحهم في الدستور ومنه حق التظاهر والاحتجاج ولكنها كلّها معطّلة, يعني مع وقف التنفيذ .
وهناك مواد أخرى وجدت في ظرف وصيرورة تاريخين، لكن فعاليتها اليوم انتهت، ومدلولاتها فقدت معانيها، بحكم حركة التاريخ. أمّا المادة الثامنة، ذلك الوجع القاتل، والتي شكّلت الجدل الأكبر في الحياة السياسية السورية منذ سنوات طويلة. هذه المادة وضعها الرئيس الراحل حافظ الأسد كضرورة ظرفية لكي لا يعترضه أحد في مشروعه السياسي آنذاك. ولكي يُبقي باقي التيارات السياسية خارج إطار التأثير المباشر إلاّ عبر المشاركة في الجبهة الوطنية التقدمية. وهذا المشروع قد أنجز منذ زمن بعيد، وانتقلت سوريا من بلد تتلاعب به القوى والمشاريع السياسية كحلف بغداد والمد التركي في ذلك الزمن، والمشروع الوهابي والتهديد الإسرائيلي وغيرها من مشاريع، إلى قوة إقليمية لها وزنها كلاعب إقليمي رئيسي في المنطقة. يضع قواعد اللعبة ويخرج منها منتصراً وهذه حقيقة. والآن لم يعد هناك من مبرر لبقاء هذه المادة ويجب أن تُلغى من الدستور، وأن يُعاد النظر بالمواد الأخرى التي تُعيق المشاركة الشعبية والسياسية الواسعة للناس. لقد آن الأوان لأن يتحول حزب البعث العربي الاشتراكي إلى قوة سياسية فاعلة، يُمسك بالسلطة عبر صناديق الاقتراع، بعد أن يُعيد إنتاج ذاته، فكره، نهجه، وأن يُزيل ما تكلس ويُجدد ما غطاه الغبار، أن يبتعد عن سياسة الاستيعاب التي يتبعها في المدارس من تنسيب عشوائي للناس. فالنوع أفضل بكثير من الكم . فإذا كان لديك سيارة جديدة جداً أفضل من أن تمتلك عشر سيارات قديمة ومعطلة .
في قانون الأحزاب، دعونا ننتظر النتائج فهي التي تحكم عملنا، ومدى نجاحه ولكن كبداية أعتقد بأنه يُناسب الظرف الموضوعي والذي تمر فيه سوريا، فلا يُمكن إعطاء تسهيلات أكثر لقوانين أحزاب في مجتمع تصحَّر سياسياً عبر سنوات طويلة من التغييب السياسي.
الإعلام هو السلطة الرابعة. المسئول الذي يُمكن فضخه في الإعلام لن يتجرأ على أن يقع تحت رحمة شيطان الفساد، أما عندما لا يجد من يُحاسبه فإنه سيتمادى ويتمادى، لذلك حرّية الإعلام يجب أن تكون مقدّسة لأنها هي التي تعرّي وتضيء على عيوب المجتمع والسلطات وتُخبر الناس بمكامن الخطأ حتى لا يقعوا في المحظور. لا تعنينا التفاصيل في قانون الإعلام بقدر ما تعنينا خربته المطلقة في قول ما يشاء دون رقيب على سلطته النقدية.

أخيــــــــــــراً نقول :
نعم؛ يجب أن تنتقل سوريا إلى الحرّية والديمقراطية. ولكن بالنضالات السلمية لا بالأصوليات الدينية والمذهبية. نعم؛ سوريا يجب أن تحقق مشروعها التاريخي في التحوّل إلى دولة حقِ وقانون ومفاهيم الحداثة، ولكن بالحب والوئام، لا بالكره والانتقام .
سوريا يجب أن تكون دولة تقدمية، لا دولة رجعية، دولة مقاومة، لا دولة مساومة، دولة حبِ ووئام، لا دولة كرهِ وانتقام...!! دولة الجميع، لا دولة القطيع. دولة القانون، لا دولة المنتقمون. دولة للماضي والحاضر والمستقبل، لا دولة للماضي والتراث البائد المُستأصَل.
طالما كنتَ سورياُ، فنحن معك، وإن كنتَ طائفيا، فعليك اللعنة من أي ملّة أو فئة أتيت. فمكانك ليس بيننا نحن السوريين.. إن كنتَ تؤمن بشعبك فاستقو ِ به، وإن كنتَ تؤمن بعدوك، فأذهب إليه.!! فجذورك ليست منّا، وتاريخك مشوّه متعفن قذر، وأصلك مشكوك فيه، ماضيك أسود،وحاضرك دُموي، ومستقبلك يسبح في ظلمات لا قرار لها.. اترك الله لله، واترك الأولياء للأولياء، واترك الأنبياء يصفّون حساباتهم بين الله وأتباعهم اصنع لك بيتاً في وطنِ يحلم بمثله الكثيرون،..
لك بيتاً في قلب كل سوري. ازرع لك شجرة للحبِّ بين إخوتك في الوطن والإنسانية... أيها المارق أيها الزنديق الطائفي، أيها العميل، أيها الخائن الخارجي .. ليس لكم بيننا مكان، عليكما اللعنة .. عليكما اللعنة التي لاتزول . لعنة التاريخ ولعنة الأوطان ...؟!

/ طرطوس
كاتب وناشط سياسي معارض
هاتف موبايل : 0933632086 /0952449505



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!
- العرب وسوق العهر السياسي
- سوريا يا حبيبتي ؟ سأترك الحديث في السياسة ( 1& 2)
- حزب البعث العربي الاشتراكي -بين النظرية والتطبيق-
- مزايدة علنية بالظرف الجماهيري المفتوح
- سوريا؛ ونزعات السياسة والنفاق
- المعارضة السورية، واحتجاجات الأشهر الثلاث ؟
- سوريا وإرهاصات الأزمة الطائفية ؟!
- إلى أصحاب الرهان الخاسر
- مملكة للصمت
- سوريا؛ آخر المعاقل العلمانية..؟
- -الشرط المجتمعي السوري للتغيير- لم ينضج بعد!
- ممنوع من السفر
- واقع التغيير السياسي العربي
- سقوط مفهوم النخب السياسية العربية
- دعاء إلى الفيس بوك والتويتر
- العمل الحزبي العربي وآفاقه النضالية
- مفهوم الاستلاب العقلي، الفكري والثقافي رؤيا في نهج الاستلاب
- الرفاق الطيبيين أسرة الحوار المتمدن


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - تحية طيبة للجميع