أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - تغيير العالم رهن إرادات التغيير














المزيد.....

تغيير العالم رهن إرادات التغيير


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 22:31
المحور: المجتمع المدني
    


عقد كامل منذ هجمات نيويورك وواشنطن الإرهابية، وقد شهد عالمنا تغييرا فعليا، تغيّر العالم، ولكن ليس حسب مشيئة وإرادة تنظيم "القاعدة"، ولا كما أرادت وشاءت الولايات المتحدة، بنزوعها الإمبراطوري الذي انهار في وقت أقصر، مما كان يحلم أرباب الإمبراطورية من قوى اليمين المحافظ؛ "محافظيهم الجدد" الأكثر يمينية بالطبع من قوى اليمين الليبرالي التي كان يمكن لها أن تكون أكثر عقلانية، لولا تأثيرات أولئك "المحافظين الجدد" ونزوعهم الدائم نحو الخراب والدمار الداهم، ليس في مواجهة الشعوب والدول في المناطق الأخرى، بل وفي مواجهة ولاياتهم المتحدة ذاتها، وقد انكسرت اقتصاديا، كما لم تنكسر دولة أو امبراطورية من قبل، لتدخل في مأزق لا مخرج أو مخرجات لها منها، من دون انحطاط الإمبراطورية ذاتها، ومشارفتها على "الخروج من التاريخ" الذي أرادته لنفسها، وها هي تخرج ليس من التاريخ، وإنما من الجغرافيا الآسيوية كذلك، وذلك بخروجها أو بتحضير نفسها لوضع "استراتيجية خروج" عسكرها من العراق وأفغانستان، بعد أن لم تستطع قواتها وقوات حلفائها الأطلسيين "إنجاز المهمة"، التي انتدبوا أنفسهم لها منذ البدء؛ بدء الخروج إلى الغزو العسكري، في أعقاب تنفيذ "القاعدة" لـ "غزوة نيويورك وواشنطن" قبل عقد من السنوات.

نعم.. لقد تغيّر العالم، ولم تتغيّر "القاعدة"؛ كتنظيم وأفكار وأيديولوجيا سلفية إنتحارية، فاشية الطراز، وإن حاولت أن تعدّل من تكتيكاتها لتتلاءم وعالم يتغيّر على وقع إرادات الشعوب، لا على وقع "الإرادة الإلهية المزلزلة" على أيدي بعض إرهابيي هذا التنظيم، أو التنظيمات التي فرّخها، الذين اعتبروا ويعتبرون عملياتهم، بل جرائمهم بحق الإنسانية، عملا من أعمال "الإرادة الإلهية" التي تمثلوها ويتمثلونها وكأنها من أعمال "المؤمنين" ضد رجس الشيطان أو الشياطين على اختلاف هوياتهم وأطياف أوطانهم وجنسياتها.

نعم.. لقد تغيّر العالم ولم تتغيّر الولايات المتحدة، بنزوع إمبراطورييها إلى محاولة إعادة إحياء اليمين الأميركي المحافظ، واستعادة تنظيم "المحافظين الجدد"، على الرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة، والتي لا ولن تتيح لها لا مثل تلك الاستعادة، ولا الخروج من مأزق فقدان وتدهور النفوذ والهيمنة، في عالم لم يعد يدين للغلبة فيه إلى قوة أحادية، فقدت ركائزها وقواعدها الإمبراطورية، وأضحت تتجه نحو الحفاظ على الحد الأدنى من سيطرتها الخاصة على حلفائها الأقربين (الأطلسيين)، الغارقين بدورهم في محيط من أزمات اقتصادية ومالية وإجتماعية وإثنية قل نظيرها في التاريخ الأوروبي، في ظل فقدان أوروبا الآن لمارشال جديد ينقذها مما كان قد أنقذها مشروع مارشال في أعقاب الحرب العالمية الثانية، بل إن الأزمة الراهنة أفظع بما لا يقاس من فظائع الحرب، طالما بقيت الرأسماليات الحديثة تعتمد مقاييس ومعايير نظرية تقليدية، هي أبعد من أن ينجح تطبيقها في الواقع، خاصة في ظل المضاربات وخيانة الاقتصاد الحقيقي، وهيمنة قوى السوق والاقتصاد الافتراضي، واضطراب عالم المال والتجارة، وتحميل الناس نتائج أخطاء وخطايا بعض الأفراد والنخب، والطغم المالية التي قامرت وتقامر باقتصادات بلادها، وقامت بقيادتها في اتجاهات كارثية، وفي الأخير يجري اللجوء إلى تعميم الخسائر وخصخصة الأرباح، في سياق خروج غير منظم من اعتماد أي دور للدولة في فرض ضرائب باهظة تدفعها الأكثرية، ولا تستفيد منها سوى الأقلية من قوى الأزمة التي قامرت وخسرت، وها هي تستعيد ما خسرته في عمليات المضاربة واعتماد "الاقتصاد الافتراضي" كبديل لاقتصاد وطني أو قومي، ليس من العقل والعقلانية اعتماده في بلاد حديثة.

نعم.. لقد تغيّر العالم، ولكن التغيير الذي نعنيه هنا؛ هو ذاك التغيير الإيجابي الذي فرضته وتفرضه ثورات الربيع العربي، الهادفة إلى تحريك الراكد التاريخي، وإحداث تحولات حداثية راهنة في واقع كان رهين الاستبداد السلطوي. أما التغيير الذي أحدثته "القاعدة" بتداعيات ما أحدثته الولايات المتحدة داخليا وخارجيا، فهو التغيير السلبي، الذي حوّل الدولة الأميركية بوظائفها وأدوارها إلى "دولة أمن قومي" في الداخل، إلى حد فقدت معه خارجيا نفوذها السياسي الذي تدهور على وقع غزواتها العسكرية، وانحسار بل انكسار وضعها ودورها الاقتصادي والمالي الذي انفجرت فقاعاته منذ خريف العام 2008، ولم تستطع الامبراطورية ترميمه، أو انتشاله من حضيض انحطاطه وانحطاطها حتى اللحظة.

تغيّر العالم.. نعم، وليس في هذا أي فضل لا لتنظيم "القاعدة"، ولا للولايات المتحدة، إنما الفضل الأكبر لإرادات الشعوب؛ كفاعل تاريخي راهن، يذهب مباشرة نحو ما يصنع اليوم عالمنا، وهو يخوض غمار مخاضه العظيم الهادف للتغيّر نحو الأفضل، في غياب أعمدة استبداد أساسية كان يجري الرهان على تأبيد هيمنتها على شعوبها، وعلى الإقليم الذي خضع يوما لإرغامات وإكراهات الشراكات السلطوية والجيو إستراتيجية، التي عملت على إخضاع الشعوب في هذه المنطقة لخوارج إقليمية ودولية، جمعت بين أعداء وطنيين وأعداء سلطويين وطبقيين، كوّنوا جبهة معادية موحدة لتطلعات شعوبنا وأمانيها في التحرر والعدالة، وأحلامها ببناء عقود المساواة الدستورية والقانونية الكفيلة باستعادة الكرامة الإنسانية التي هدرتها أنظمة استبداد طغيانية، هي حليف موضوعي بشكل ما؛ أو بشكل غير مباشر، لأمبريالية الولايات المتحدة، ولـ "قاعدة" السلفيات الانتحارية..



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الحرية كراهن تاريخي دائم
- ثورات الدسترة والاستقلال الثاني
- بين ماء السلطة وحجار الدولة
- الديمقراطية والمجتمع.. من يُنضج من؟
- في حاجة تاريخنا ومجتمعاتنا للحرية
- نقائض الدولة ونواقص السلطة
- صناعة الطغاة والهويات الأكثر التباسا
- دفاعا عن وطنية الشعب والمجتمع والدولة
- مأزق نخب أضاعت بوصلاتها
- سيرورات التغيير والثورة والديمقراطية
- ثورات الانعطاف التاريخي الراهن ومحنة الاستبداد
- حداثة متجددة لا عثمانية جديدة
- في شأن الطبيعة العفوية للثورات الشعبية
- بناء الدولة وسط ركام التحولات
- حطابات لفظية ضيّعت فلسطينية الدولة
- المجتمع الجديد والمواطنة
- ربيعنا الديمقراطي وحلم النهضة المؤجل
- الهوية لا يصنعها الطغاة
- اي مصالحة في ظل نظام إشكالي؟
- سلطويات مانعة للمواطنة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - تغيير العالم رهن إرادات التغيير