أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل محسن - ربيع بغداد 16/9 ... جمعة الفرز بين السلطة والثورة















المزيد.....

ربيع بغداد 16/9 ... جمعة الفرز بين السلطة والثورة


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 09:06
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كلما اقتربت نسائم ثم رياح ربيع العالم العربي من حدود إحدى دوله , واستشعر الحاكم بواسطة مجساته المخابراتية بالخطر , استدعى في الحال وسائل الإعلام الخاصة والعامة ليطلق تصريحاته مباشرة مدوية , قاطعة حاسمة , بان لا شأن لدولته السعيدة الهادئة المستقرة بهذا الحراك والاضطراب الشعبي الناتج عن القلق والفساد وسوء الإدارة في الدولة التي أصابها إعصار الربيع , والحاكم هناك غير شعبي ولا يتمتع بالتأييد الداخلي .
- العاصفة الربيعية تدور وترفع المستور شرقا وغربا , لأن الهم واحد , والعوائل الحاكمة متشابهه , رؤساء أو ملوك , منذ أن ابتدع جنرال جمهوري , فقرة التوريث وأضافها للأعراف و الدساتير المفصلة على مقاس الطبقات الحاكمة إلى الأبد , والفرق مع الدول ذات الأنظمة الملكية العربية إن هذه الأخيرة مستقرة أكثر ضمن هيكلياتها القديمة , وتتفهم شعوبها مسألة التوريث , ولا يصيبها الحسد أو الغيرة من جمهوريات القادة التاريخيين , وهي تشاهد التجهيز العائلي للأبناء ليأخذوا مكان الآباء الرؤساء القادة المنتخبين (ديمقراطيا ) بعد عمر طويل .
- في العراق نحاول البحث عن طريقنا الخاص , الذي لايختلف في أهدافه الأساسية عما ناضل وسعى إليه الإنسان المتحضر في كل زمان ومكان , ودرجة الوصول نسبية وتختلف كثيرا بين دول العالم , قبل وبعد أن طرحت الثورة الفرنسية للإنسانية جمعاء برنامجها البسيط , حرية عدالة مساواة , وتمر السنين وتتفهم الشعوب معنى الاختيار الحر للحاكم , وامتلاك الحق في تغييره , مع تراجع صورة ونمط الخليفة والإمبراطور والملك المطلق الصلاحية , ظل الله في الأرض الذي لايحاسب ولا يتغير إلا بالموت والقتل , تغير العالم من حولنا , وبقينا مكانك راوح , الدول العربية والشرق الأوسط السعيد بالنفط والقادة العظام , وككل راكد لابد أن يصيبه يوما العفن والفساد , كالماء والزاد والبشر والأنظمة , طفح الكيل وانتشرت الرائحة النتنه , وإذا بالمجتمع الواحد صنفين لا ثالث لهما , أقلية فاحشة الثراء تحيط بالعائلة الحاكمة , وأغلبية معطلة مغيبة يائسة بائسة تزداد كما وتقل علما وأملا في مستقبل مضمون وحياة حرة كريمة .
- في العراق ثانية , يظن الحاكم الحالي ومن حوله بأنه محصن من هذه المعادلة الظالمة , فقد تلاشت العائلة الحاكمة والقائد التاريخي والأقلية المستفيدة وما كانت عليه من قهر للآخرين وفساد , وذلك بعد التدخل الأمريكي العسكري المباشر واحتلال العراق عام 2003, وتطبيق المبادئ الديمقراطية وتمكين الشعب من الانتخاب لأختيار حكامه ونوابه وقادته , كما قيل , وكتابة دستور جديد يحضى بثقة الشعب ويصون حقوقه وواجباته ,كما قيل ثانية , ولكن أين الخطأ والمصيبة التي أوصلتنا لتشكل أقلية طبقية فئوية فاسدة تحكم لتسرق وتخرب وتجعل البعض يترحم على مافات ؟
- لست هنا في وارد تقديم دراسة يحتاجها تقييم مصير مظلم تراجعنا إليه , ولكن على الأقل هنالك ملاحظات من الواجب أن تقال , ونحن نشاهد الآخرين يستفيدون من أخطاء ماحصل في بلدنا كي لا يكرروا نكباتنا , وأولها ان الشعب العراقي الذي استيقض في نهار 9/4/2003 ليشاهد انهيار كامل لنظام شمولي دام 40 عاما احتوى الدولة ومؤسساتها ووزاراتها وجيشها وشرطتها ومجتمعها المدني وما تبقى من هياكل مزيفة لأحزابها واتحاداتها المهنية والعمالية , والمتبقي في البلد شعب , مجتمع , جسد , بلا رأس أو قيادة وطنية , سياسية , في المقام الأول , لان البقية تفاصيل ملحقة , وجاء الاحتلال , المحرر كما وصف نفسه , ليكمل التجربة المرة المأساة , وينصب نفسه حاكما فعليا اجنبيا لدولة وشعب قديم عمره 7000 سنة وتكر مسبحة الأخطاء والألم بمجلس الحكم الطائفي القومي , الذي حول دولتنا المنهارة إلى حقل تجارب حكم شهري لكل عضو في هذا المجلس الموقر , وبدأت الجماهير ثانية وكالعادة هي من يدفع الثمن للتخريب المستمر ولحد الوقت الراهن , وتواصل صعود متسلقين مغامرين كثرة من الخارج وقلة من الداخل , تجمعوا في المنطقة الخضراء تحميهم الأسوار القديمة للنظام السابق , وربما أفكاره , وما زادوه هم أيضا واقتنعوا بأنه الطريقة الأنجح للبقاء في السلطة والحكم بالعراق .
- باقي الشعب الغفير كالعادة هو في الخارج , خارج الأسوار , بدأ أهل الداخل الطائفي العنصري القومي , يصدرون إمراضهم الخبيثة وألوانهم المكتسبة , ليصبغوا بها الشعب العراقي , وأصروا بان علاج المجتمع هو في تفهم الفروقات العمودية بين أفراده وقراءتها وكأنها أساس صراعاته , فالشعب من وجهة نظرهم وبالأساس ليس واحد ذو توجه أنساني , بل هناك في الدين , المسلم والمسيحي والصابئي والايزيدي , كما هنالك الشيعي والسني وما يحتويان من جماعات فقهية ذات ولاء مختلف , وهناك العربي والكردي والتركماني وباقي القوميات الممثلة في مجلس نواب المنطقة الخضراء , والمشكلة أنهم نجحوا وللسنوات الماضية في فرض وجهة النظر المجتزئة هذه , وتحويل الثانوي إلى رئيسي , وتلقف التخلف والجهل المنتشر بين فئات الشعب هذه اللعبة , ليقدم خدمات جليلة للأقلية الحاكمة من وراء الأسوار , وغيب الشعب وخدر تماما إلا فيما ندر , بينما أكملت الأقلية الحاكمة لعبتها , وهي تعلم جيدا أن فروقات المجتمع هي أفقية حتما تتمثل في بلدان الأنظمة الفاسدة , بين أقلية متماسكة , لديها عناصر النفوذ , المال والسلطة والقوة المسلحة , وأغلبية متخلفة متحفزة للصراع بين مكوناتها وفئاتها ومناطقها وطوائفها وقومياتها , لاتمتلك فعليا وليس دعائيا , ادني مقومات المجتمع المدني من اتحادات ومجالس ونقابات مهنية حرفية عمالية , لاصناعة ولا زراعة ولا إنتاج ولا اقتصاد حر ومستقل لديها وتتلقى أوامرها , وسبل عيشها , وأرزاقها من فتات ما يلقى إليها كرواتب اومساعدات , منة ومنحة وتفضل , من تلك الأقلية الذكية الحاكمة .
- نجحت اللعبة تماما للسنوات الماضية , غيب الشعب وقواه الحية والشابة , أصبحت مسيرة ومنتقاة الشعارات حتى المظاهرات والمسيرات وحركات الاحتجاج القليلة , المبرمجة والخارجة كلها , عدا بعض النوادر غير المؤثرة , من معطف الأقلية الحاكمة وحسابات فئاتها , لأضهار القوة , عند تعداد المكاسب ومناطق النفوذ والسيطرة ونهب المال العام .
- اليوم وفي جمع الغضب القليلة والربيع البغدادي العراقي , رأيت ,نوع , أنساني ورغبة وإرادة , رأيت مخيرين لامسيرين , أفراد وجماعات , يرفعون شعاراتهم بعيدا عن السلطة ,فالسلطة لاتتضاهر بل تحكم , ويقرر الشعب فشلها او نجاحها , يشتبكون حتى مع بعضهم أحيانا , ولكنهم أهل حق ومعاناة , ووعي ضرورة طال انتظاره , لحالهم البائس .
- أهل الحكم وكالعادة في كل زمان اقرب أولا إلى مشاهدة الصورة الكاملة , واكتشاف العدو النقيض , لذا رأيت الشبيحة وازلام السلطة أول من يأتي إلى ساحة التحرير وآخر من يغادر , يراقبون , يهتفون , يتحرشون , ولكن العاصفة تبدو اقوى من تحركاتهم , الخوف اليوم هو من (الاحتياط المضموم ) للأقلية الحاكمة , وما سيستحضرونه من خزائن قواهم البشرية والدعائية لاحتواء أو حرف مطالب , هذه المجموعات والأفراد ذوي الوعي والإصرار , المستمرون في الحضور وإعلان الغضب في ساحة التحرير وكل مدينة عراقية من الشمال وحتى الجنوب

جميل محسن



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع بغداد... 9/9 ... جمعة قناة الشرقية !!؟؟
- تنسيقيات الثورة السورية .. رد هادئ ورجاء من الشقيق العراقي
- المالكي.... ربيع العرب جيد ولكن .. يخدم مخططات أسرائيل والصه ...
- ربيع بغداد - ساحة التحرير5/8/2011- منطق الشبيحة ؟؟
- ربيع العرب في نسخته العراقية ..... بغداد .. ساحة التحرير 29/ ...
- الأطر العامة لسياسة تصنيع واقعية في العراق
- ورش عمل المانية متطورة بأنتظار القدرات العراقية
- الأسبوع العربي الاول للمياه ومشاركة العراق الرسمية
- الدم والصديقة الامريكية
- الحرب السعودية الايرانية القادمة.... ومستقبل العراق
- التعاون الألماني العراقي,,,. امكانات واعده للمستقبل
- العلاقات العراقية الالمانية.. حاجة ملحة للتواصل الرسمي والشع ...
- العراق والاردن ... علاقات طبيعية تفرض نفسها
- واجب التواصل العالمي مع المنظمات والاتحادات الشعبية العراقية
- اليسار العراقي يولد من رحم المعاناة
- ساحة الفردوس حمراء في صبيحة (1) أيار 2009
- فضائية الحوار المتمدن
- العراق والاردن .... ارادة ملكية ايجابية بانتظار التفاصيل
- يسار الداخل يتجول بين شارع المتنبي والفردوس
- الرايات الحمراء تملأ شوارع القاهرة وبغداد


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل محسن - ربيع بغداد 16/9 ... جمعة الفرز بين السلطة والثورة