أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - العلاقات العراقية الكويتية تغذيها ذكريات الماضي المؤلمة














المزيد.....

العلاقات العراقية الكويتية تغذيها ذكريات الماضي المؤلمة


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد البعض أن سقوط النظام الوطني في العراق , اثر الغزو الامريكي عام 2003 سوف يطمس الاثار السلبية المندملة في نفوس الكويتين والعراقيين , ولكن الاحداث المتسارعة اكدت عكس هذا الاعتقاد . وانطلقت الرواسب القديمة من عقالها , واخذ الطرفان بتبادلان الاتهامات لنفس الاسباب التي قادت الى الحرب عام 1990 , وجوهر المشكلة هي الحدود المشتركة بين البلدين , تلك الحدود التي رسمتها بريطانيا يوم كانت دولة عظمى تهيمن على مساحات واسعة من العالم وخاصة في قارة أسيا .
وللحقيقة فان بريطانيا هي اسوأ دولة استعمارية افرزت نتائج سلبية على البلدان التي كانت خاضعة لها, لانها زرعت الخلاف والفتنة بين اكثر من بلد في اسيا , فهي التي قسمت شبه القارة الهندية الى ثلاثة دول , وما زال الصراع محتدما بين الهند وباكستان حول كشمير . أما في الوطن العربي فقد أوجدت أكثر من مشكلة حدودية : بين العراق والكويت , بين العراق وايران , بين العراق والاردن ـ تم حلها بالتفاهم الاخوي ـ , بين الاردن وسوريا , بين الامارات وعمان , بين قطر والسعودية , بين اليمن والسعودية .
المشكلة المتفجرة اليوم هي عزم الكويت انشاء ميناء مبارك في الممر المائي المسمى ( خور عبدالله ) المنفذ الوحيد الى العراق والى ميناء الفاو الصغير الذي لا يفي باحتياجات العراق التجارية , الامر الذي حذا بالحكومة العراقية الحالية الى اقرار خطة لبناء ميناء الفاو الكبير عام 2005 . ويعتقد العراقيون أن بناء ميناء مبارك على شاطئ جزيرة بوبيان هو لشل حركة الملاحة للموانئ العراقية .
ويعتقد العراقيون أن ميناء مبارك وما انجز منه 12% هو في واقع الحال خلافاً لاحكام قانون البحار لعام 1982 وهو رداً على مشروع ميناء الفاو الكبير كونه مرفق بحري عراقي الا ان الكويت ارادت خنق العراق ووضع العراقيل امامه للحؤول دون بناء ميناء الفاو الكبير , اذ ان الممر المائي في خور عبدالله دقيق وظحل من الجانب العراقي , لايمكن للسفن أن تمر فيه , وقد سمحت الاتفاقية الدولية التي وقعت بعد الحرب عام 1991 , على خلفية اجتماع خيمة ( صفوان ) للسفن القادمة الى العراق المرور من المنطقة الكويتية المحاذية لجزيرة بوبيان , وهي منطقة عميقة صالحة بمرور السفن الكبيرة. وعليها رفع العلم الكويتي, وهذا الامر قد لا يشجع السفن المتعاملة مع العراق الاستمرار في العمل حتى لا تتعرض لاشكالات في المستقبل , وفي حال تم بناء ميناء مبارك فانه سوف يبنى فوق المياه العميقة التي تمر منها السفن القادمة الى العراق . ولكن المفارقة أن لجنة في مجلس النواب العراقي أفادت أن بناء ميناء مبارك لا يضر بمصالح العراق . وهذا الرأي منح الكويت فرصة للدفاع عن مشروعها , سيما أن المشروع يقام في المياة الكويتية وعلى ارض كويتية . ومع ذلك فان الحكومة العراقية ما زالت تنتظر تقرير اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة الموضوع .
من الواضح أن الميناء سيضر بميناء الفاو الكبير , اذ لن يكون ميناء دوليا مع وجود مصاعب في مرور السفن , بل سيكون ميناء مبارك هو المؤهل لاستقبال السفن العملاقة , وليس ميناء الفاو الذي لم يرسي عطاءه على أية شركة أو دولة حتى الان , كما هو الحال في ميناء مبارك الذي اعطي الى شركات كورية جنوبية . ومع ذلك فليس الميناء هو كل الازمة , بل هو السبب المباشر لهذا اللغط والكلام الغليظ الذي يصدر من بعض الكتاب والسياسين في كلا البلدين .
يرى العراقيون أن ترسيم الحدود عام 1991 قد تم فرضه تحت شعار " عدالة المنتصر " و" انتقام الغالب " .وهذا الشعور يفسر تردد الحكومة العراقية في الاعتراف بهذه الحدود . كما يرون أن الكويت غالى في طلبه اقتطاع خمسة بالمائه من واردات العراق من النفط والغاز , حيث حصلت الكويت 33 مليار دولار حتى الان كما يرون ـ العراقيون ـ أن اصرار الكويت ابقاء العراق محكوما تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة , الذي فرضه مجلس الامن عام 1990 , هو اضرار بالعراق , ويضيفون سببا أخر لهذا الاحتقان هو , ملاحقة الكويت للطيران العراقي ومنعه من التحليق في أجوائها , مما يجبر العراق الاعتماد على الطيران الاجنبي . ويعتب العراقيون على الولايات المتحدة لانها لم تحرك ساكنا في هذه الازمة , ويرون أن استمرار التوتر في المنطقة يقدم للادارة الامريكية مبررا لبقاء قواتها في العراق مدة أخرى , بعد انتهاء مدة الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن نهاية العام الجاري , اذ على الولايات المتحدة سحب قواتها بالكامل , الا اذا طلب الجانب العراقي ابقاء هذه القوات مدة أخرى .
كلا البلدين لديهما حججهما في مسألة اقامة مينائيي مبارك والفاو الكبير , ولكن مثل هذه الموضوعات لا تحل بالمعارك الاعلامية , وحشد القوات على حدود بلديهما , بل تحل بالطرق الدبلوماسية والسياسية , وفي هذه الحالة على الجامعة العربية مسئولية كبيرة , لانها هي التي تحركت عام 1990 , بدفع من حسني مبارك , لمنح الولايات المتحدة فرصة التواجد في الاراضي العربية , تمهيدا للعدوان على العراق , وتدمير بناه التحتية , وارجاعه الى العصور الوسطى , كما توعدت الولايات المتحدة قبل العدوان . الجامعة مطالبة بالتحرك المسئول لايجاد حلول ترضي طرفي النزاع , ولابد من تفعيل نظام الامن الجماعي الاقليمي العربي , وكذلك محكمة العدل العربية , ولايجوز أن تنشغل الجامعة بمعالجات عرجاء ومشبوهة كما عملت مع الوضع الليبي , وكما قدمت فرصة اخرى للنظام في سوريا للبقاء , دونما مراعاة لمطالب ابناء الشعب السوري . اذ لايجوز وضع الطرفين في كفة واحدة , فالذي يملك القوة عليه ان يوقفها , لا ان يستغلها في قمع ثورة الشعب , الذي يطالب بحقوق كفلها الاسلام , والقوانين الدولية .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات 11 أيلول قصة غامضة متى تكشف أسرارها ؟
- هل حان الوقت لمراحعة مسارالتيارات السياسية في الحكم ؟
- الشباب عنصر حيوية الانتفاضات العربية
- بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة
- عين على الثورة والديمقراطية والجهاد
- نذر حرب بعد أحداث سيناء
- الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب
- الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا
- متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - العلاقات العراقية الكويتية تغذيها ذكريات الماضي المؤلمة