أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن حسين زادة - انتصار الجماهير ام انتصار الناتو والرجعية الليبية!















المزيد.....

انتصار الجماهير ام انتصار الناتو والرجعية الليبية!


رحمن حسين زادة

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(خلاصة لمقابلة اذاعة برتو مع رحمن حسين زادة)

اذاعة برتو: تعد حكومة القذافي ايامها الاخيرة. ويُحتَّفَلْ من الان بهذا الامر بوصفه انتصار للديمقراطية والجماهير. لقد القت هذه القضية بضلالها على اوضاع المنطقة وحتى الجمهورية الاسلامية. ماهو تفسيركم لهذه المسالة؟

رحمن حسين زادة: ان ما تعبر عنه وسائل الاعلام الراهنة "ذات الضمير"، وبالاخص وسائل اعلام الغربية، هو للاسف ليس انتصار جماهير ليبيا. مثلما جرت العادة، يبغون، عبر قولبة افكار الناس، ان يصوروا انتصار الناتو والغرب بوصفه انتصار للجماهير. ان السخط على ديكتاتورية القذافي وهبة جماهير ليبيا التي اندلعت في 17 شباط واثر التحول الثوري في مصر وتونس، كان امراً محقاً، ولكن بسرعة جدا، ومع القمع العنيف الذي قامت به حكومة القذافي الاجرامية وظهور عصابات مسلحة رجعية مقابلها، وبعد ذلك عملياً التدخل الغربي والناتو، تم حرف مسار النضالات العادلة للجماهير. وبتعقب الناتو والغرب اهدافه السياسية والاقتصادية وكذلك للسيطرة على الاوضاع، ابرز معارضة "المجلس الانتقالي" المؤلف من وزراء ورجالات القذافي حتى الامس والتيارات القومية الاسلامية. وعبر التدخل العسكري، اعتمرا ثوب المنقذ. اضرموا النار في الحرب الاهلية. كانت جماهير ليبيا التواقة للحقوق، وللاسف، تفتقد الى رايتها الواضحة والجلية والقيادية وصفها المستقل في النضال ضد القذافي. وعليه، في خضم هذا المسار، تحول قسم كبير منها الى قوة وملحق للناتو والتيارات القومية والدينية. انه ليس انتصار التحرر على الرجعية اطلاقاً. انه انتصار الناتو والجماعات الرجعية التي تمضي، مع دعم الغرب، صوب اقتسام السلطة وحصتها من سياسة واقتصاد مجتمع ليبيا.

اذاعة برتو: هناك احاديث الان حول كون الغرب قد اكتشف اساليب جديدية، اي بوسعه، دون اللجوء للتدخل العسكري الارضي المكلف، وعبر القصف الجوي، ان يتدخل لاسقاط الحكومات الراهنة ويعجل بالعملية لصالح تشكيل الحكومات الحليفة له. يبدو ان قسماً من هذا مبعث انتباه لدى صفوف المعارضة الايرانية. ماهو رايكم؟

رحمن حسين زادة: بعد خمسة اشهر من الحملات الجوية والحرب الاهلية، يعد انتصار للناتو والغرب. لقد حلت قوة واسقطت حكومة القذافي عملياً. بيد ان هذا النصر لم يكن غير مكلف بالنسبة للناتو، وبالاخص لجماهير ليبيا، على السواء، وقد تحقق بثمن نحر جماهير ليبيا. اضافة الى ذلك، ليس معلوماً الى متى تستمر الحرب الاهلية في ليبيا. احل سخطاً اعمق في ذلك المجتمع وسيجلب عواقب اكثر رعباً. برايي، ان رحيل القذافي لايعني باي شكل من الاشكال ان الامور قد بلغت خاتمتها. انها بداية حرب حول الحصة من السلطة. اذ حتى المجلس الانتقالي الذي اعلن من قبلهم هو محمل لاشكال عدة من تناقضات الجماعات المختلفة. وقد لا يكون من المحتمل حدوث سيناريو مثل الذي جرى في البداية في افغانستان والعراق، ولكن ستدفع بصراعات اثنية ودينية، بخصائص اخرى، في ليبيا. ان سؤالاً مطروحاً امام الناتو والغرب ومفاده: الى اين يتجه مسار الاوضاع؟ ان فرح اليوم مؤقت. ان الاستفادة من مثل هذا النموذج لسائر المجتمعات ومنها ايران هو ابتذال وتفاهة. ان كل امرء تحرري نظر الى تجربة ليبيا يعرف انها تجربة وحدث كالح. على العكس من ذلك، ينبغي طرح تجربة مصر وتونس كنموذج. ان ارادة الجماهير الثورية في مصر اطاحت بديكتاتورية مبارك بعد 18 يوم. ما اود قوله ان ثمة فرق مابين الاطاحة بالنظام عير الارادة الثورية للجماهير ومابين الاطاحة عبر القوى المسلحة للناتو والغرب. قس اوضاع مجتمع مصر اليوم باوضاع ليبيا، سترى الفرق بين السماء والارض. ليس للمعارضة البرجوازية الايرانية تاريخاً مشرقاً يذكر. ينبغي فضح دفاعهم عن مشاريع الحملة النظامية على ايران وتهميشها. لامانع لديهم من فرض سيناريو مظلم على مجتمع ايران. نحن الشيوعيين والمعارضة التحررية نستند الى ارادة العامل والجماهير الثورية، وسنقف سداً امام مثل هذه السياسة.

اذاعة برتو: دعمت الجمهورية الاسلامية حقوق جماهير ليبيا وتحدثت عن وجوب تحقيق مطاليبهم دون تدخل القوى الاجنبية. ماهو ردكم على هذا؟

رحمن حسين زادة: ان ادعاء دفاع الجمهورية الاسلامية عن حقوق جماهير ليبيا ليس سوى رياء وكذب. انها دعاية. ان للجمهورية الاسلامية خلفية واضحة في مناهضة لا جماهير ايران فحسب، بل جماهير افغانستان والعراق والمنطقة ودعم القوى الرجعية في المنطقة. اذ في سوريا اليوم، تقف بجوار بشار الاسد ضد جماهير سوريا. كانت تواجه الجمهورية الاسلامية تناقضات فيما يخص تطورات ليبيا. اذ انها لاترغب من جهة بتدخل وحضور قوى الناتو والغرب، ومن جهة اخرى، لايبعث القذافي السرور لديها. لقد وضعت الجمهورية الاسلامية راسمالاً اساساً على حضور التيارات الاسلامية القريبة منها، ولكن، وكما بينت تطورات شمال افريقيا وحتى ليبيا نفسها كذلك، لم يكن لهذه التيارات ثقل في تلك التحولات. في الايام الاخيرة، لم يبقى لها مناص من ان تعتمر ثوب الدفاع عن جماهير ليبيا. مثلما قلت انها دعاية تبغي منها الظهور بمظهر الوقوف بجنب جماهير ليبيا. ينبغي فضح هذا الرياء. اعتقد لم يبعث اي شيء في هذه التحولات، ومن بينها ليبيا، الغبطة في الجمهورية الاسلامية. وذلك لمكانتها في المنطقة وصراعها مع الغرب من جهة، ومن جهة اخرى قلقاً على مكانتها وتصاعد الاحتجاجات ضدها.

اذاعة برتو: اي وجه من هذه التطورات الراهنة اكثر بروزاً بالنسبة لك ولفت انتباهك؟

رحمن حسين زادة: فيما يخص عمال وكادحي ايران ونحن، ينبغي ان يكون واضحاً انه لاينبغي ان تكون سيناريوهات مثل ليبيا نموذجاً، ليس هذا وحسب، بل ينبغي تبيان مضار حدوث مثل هذه السيناريوهات. لقد انفضحت المعارضة اليمينية واليسارية البرجوازية في ايران والتي عقدت امالها على نموذج ليبيا. للجماهير التحررية كل الحق بالوقوف بوجه الاستبداديين والديكتاتوريين، بيد ان سبيل ذلك هو الاستناد الى وحدتهم وتنظيمهم ووعيهم. انه لامر مهم اقامة حركة تحررية والاستناد الى بديل عمالي وتحرري، وينبغي علينا تقويته. ينبغي توضيح مسالة: يزاح ديكتاتوريين مثل القذافي، ولكن اية بدائل تاتي محله. ينبغي التحلي بالوعي واليقظة بصورة تامة، وان العصابات الرجعية التي في الساحة ستمسك بخناق الناس مرة اخرى وينبغي ارساء الصف المستقل للعمال بوجههم.
هناك نقطة اخرى، مهما يكن عليه تحليلنا للاوضاع، بيد انه لامر واضح ان السلطة المركزية قد اطيح بها، وان عدم الاستقرار في البلد هو السائد. سيكون فراغ السلطة قائماً لمدة. ستنخلق اجواء لبروز اشكال من الحركات والتحركات. في الوقت الراهن، للتيارات الرجعية في ليبيا اليد الطولى، ولكن لاي مكان يصله صوتنا، علينا ان نقول للعمال والجماهير التحررية في ليبيا ان ينتظموا ويتحدوا وان يخطوا بصورة واعية صوب التطورات المقبلة. ينبغي ان يفصلوا صفهم عن هذه التيارات الرجعية وان يتصدوا لها. في عدم الاستقرار القائم، من الضروري ان تنظم الحركة العمالية والتحررية هناك نفسها وتجلب المجتمع للميدان خلف راية ثورية واضحة ذات مطاليب حقيقية محددة لحسم مسالة السلطة.

لقد بينت هذه المسالة مرة اخرى ان الدول الغربية والناتو ليسا اصدقاء الجماهير. انها حليف القذافي نفسه قبل تطورات ليبيا. ان ماهيتهم هو تامين مرة اخرى ربحية الراسمال واستغلال الطبقة العاملة في ليبيا مرى اخرى وحرمان المجتمع من الحرية والتحرر، مثلما ان العراق وافغانستان هما نماذج جلية على هذه الحقيقة. في مسار هذه الاوضاع، ينبغي مرة اخرى فضح مصالح الناتو والغرب ومناهضتهما لمصالح الجماهير.

ترجمة: فارس محمود



#رحمن_حسين_زادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن حسين زادة - انتصار الجماهير ام انتصار الناتو والرجعية الليبية!