دردشات على رصيف الوطن... إصلاحات أبو متعب !! ..

نضال الماغوط

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 21:39
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

ما يدهشني ويثير انتباهي ويجعل عيني تخرجان من وجهي .. ويدفعني لأن أفغر فاهي .. ثم أقفز صارخاً يا إلهي هو هذه الثقة التي يُطلق عنانها ما يُسمى بالثوار السوريين الذين يستنجدون بالمجتمع الدولي مطالبين بالحظر الجوي وبالفصل السابع .. وممن؟ .. من الأمم المتحدة التي فضّ بكارة عدالتها راعي البقر الأمريكي المسعور أي من الولايات المتحدة التي كتبت تاريخها بالجرائم والإبادة والقنابل النووية والنابالم واليورانيوم المنضب والتمييز العنصري والسجون العلنية والسرية ودعم الديكتاتوريات بشتى أصنافها وتفريخها للحركات الإرهابية والأصولية التكفيرية .. ودعمها لإسرائيل الصهيونية وحمايتها .. من المهد .. وصولاً لللحد ... الخ ... الخ....
(مليون إشارة تعجب ومليوني إشارة استفهام على حد تعبير أخونا توفيق في مسلسل الخربة...).
وبطبيعة الحال فأوروبا الاستعمارية ليست أحسن حالاً من أمريكا .. وليست أنظف تاريخاً منها فأمريكا هي نتيجة منطقية للاستعمار وللبرجوازية الأوروبية، كما أن إسرائيل هي واحدة من مصائبها التاريخية التي صدّرتها للمنطقة العربية!! .. لكن أخوتنا الثوار (مع الاعتذار للمرة المليار من يوسف العظمة وسلطان باشا وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وصالح العلي وأحمد مريود وكل هؤلاء الشرفاء الأبرار) لا يريدون .. لا بل يصرّون على أن لا يروا ذلك .. ويريدون إشاعة غاز ثاني أكسيد الوهم في أن الحرية والكرامة تأتي على يد هؤلاء .. فأية حرية يأتي بها القتلة واللصوص وقراصنة السعادة والشواهد على غرسهم لأشجار الموت والظلم .. والخراب تمتدُ من القطب إلى القطب؟!..
أما الأكثر سخرية والأكثر إيلاماً هو التعويل على الدول الرجعية العربية الغارقة في محيط الظلام والظلامية .. والتي أضحت في القرن الحادي والعشرين عبارة عن مستحاثات تاريخية فريدة من بقايا العصور الوسطى .. فالأخ المجاهد حامي الحرمين (أبو متعب) صار وغداً بقدرة قادر العداء ألأول في ماراتون الديمقراطية العربي وصاحب العصا السحرية في القفز العالي للنهوض بالمجتمع المدني، والحكيم لقمان .. بما يخص حقوق الإنسان في هذا الزمان وخاصة ما يخص النسوان والغلمان!! ... حين سمع استغاثة الثوار وهي تنادي: (وا عبد الله!! .. وا عبد الله!!) .. مما جعل المعتصم يفقع قهراً من قبره، ودفع بالشاعر أبي تمام أن يكتب قصيدة على غرار (فتح عمورية) سماها (فتح الحرية) وأهداها لطيب الذكر .. عبد الله المسخرة فقط وبدون زيادة ولا نقصان أن يكون عبد الله (الثوري) أي بين معترظتين أخوكم أبو متعب هو حامل مشعل الحرية التي يستنير بها قسم واسع وشاسع من الثوار الحالمين بديمقراطية يقدمها لهم حلف الناتو على طبق من الدم والتي يدعو إليها طهطاوي زمانه الشيخ عبد الرزاق عيد، وثائر زمانه الرفيق أرنستو تشي عرعورة منظر حرب العصابات التي يدعمها جيش العثمانيين الأحمر والذي يُلقح الثورة في مخيمات اللاجئين كي يولد كي يولد الفجر السوري الجديد!!..
بحماس ثوري منقطع النظير .. وهذا ما يكشف المستور في أن المسألة ليست مسألة نضال من أجل الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد للشعب السوري. فالاستعمار لا يقدم حرية والسعودية لا تقدم ديمقراطية. والمثال الذي وضعته في العراق وأفغانستان هذه القوى الديمقراطية لا يبشر بالخير على الإطلاق .. فالأمر سياسي بحت يتعلق بتحقيق مصالح الإمبرياليين ومصالح إسرائيل فقط لا غير..
لذلك رأينا هذا الاستكلاب على قمع انتفاضة البحرين والصمت السافل للمجتمع الدولي بهذا الخصوص .. لأن انتفاضة البحرين قد تـُخرج هذا البلد الصغير والذي لا يتجاوز عدد سكانه عدد سكان مدينة حماة من دائرة التبعية للإمبريالية ولإسرائيل الصهيونية وإدخاله دائرة المقاومة ... وبنفس الوقت الاستكلاب على سورية، والاستشراس في الدجل والتلفيق والتركيز الإعلامي الشديد على الوضع السوري .. طبعاً وكما أسلفنا ليس من أجل حرية السوريين وكرامتهم بل من أجل إخراج سورية من دائرة المقاومة وإدخالها دائرة الانبطاح والركوع وضرب ما تبقى من بؤر مقاومة في المنطقة .. بؤرة تلو الأخرى .. لذلك رأينا أن شعارات وهتافات وحوارات المحتجين تتوجه بالهجوم على إيران وحزب الله في وقت يترفعون فيه أن يطلقوا شعاراً ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل بل وللأسف وجدنا بعضهم عن غباء أو عن عمالة يقول بصريح العبارة في حواراته وبوقاحة: فلتأت إسرائيل وتخلصنا من هذا النظام!!..
الأمر واضح .. فالهجوم على النظام السوري يأتي على النقاط التي تعيق المشروع الصهيوني والإمبريالي. ولكن يتم الصمت عن النقاط التي تخدم المشروع المذكور .. لذلك لا توجد إدانة واحدة للسياسة الاقتصادية الليبرالية التي تم انتهاجها في سورية في السنوات الأخيرة والتي كانت ممهداً رئيسياً وشريكاً للمؤامرة الخارجية .. فالعامل الداخلي ممهد للتآمر الخارجي وخصوصاً إذا ما علمنا أن العامل الخارجي بات عاملاً داخلياً وبامتياز..
ما علينا، لم أطيل عليكم الكلام .. ولم لا أعرض عليكم وثيقة سرية حصلت عليها بجهودي الخاصة ومن خلال عملائي السريين الذين استطاعوا الحصول عليها بعد جهدٍ ولأي ٍ وهذه الورقة الوثيقة التي أرسلها المجاهد عبد الله على النظام السوري كي يقوم بسلسلة إصلاحات ديمقراطية تؤمن للمواطن السوري العيش بعزة وكرامة أسوة بأخيه السعودي السعيد سعادة السعادين .. وهي ما اصطلح على تسميته بإصلاحات أبو متعب، وهي كالتالي:
1 ــ إلغاء الدستور.
2 ــ إلغاء البرلمان.
3 ــ إلغاء الأحزاب.
4 ــ تنقيب المحجبات وتحجيب السافرات.
5 ــ تحويل النظام الجمهوري إلى نظام ملكي وتسمية الدولة باسم الأسرة الحاكمة.
6 ــ عدم السماح للمرأة بتولي المراتب والمناصب، وعدم السماح بقيادتها للسيارة حماية للمجتمع من الفجور.
7 ــ منع الفجور وتناول الخمور إلا لأولياء الأمور.
التوقيع: أبو متعب..
وأرجو من أولياء الأمور في بلدنا ألا يسألوني عن مصادري في الحصول على هذه الوثيقة لأنني موعود بوثائق إضافية في هذا الخصوص .. ولأنني أعتقد أن قانون الإعلام الجديد يسمح ليّ بالحصول على الوثائق دون الإعلان عن المصدر.

#نضال_الماغوط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات