أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - الإشكالية بين الإسلامية والعلمانية














المزيد.....

الإشكالية بين الإسلامية والعلمانية


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 18:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاشكالية بين الإسلامية والعلمانية أنهما ليستا في مواجهة بعضهما البعض خلافا لما يعتقده كثير من أنصار الطرفين وتصويت الشباب لصالح الدولة الإسلامية ناتج في واقع الأمر عن الخشية على الهوية المقترن بالخوف الوجداني من مخالفة أوامر الله، وما يترتب على تلك المخالفة من هلاك في الدنيا ومصير أسود في الآخرة كذلك جاء التخوف من اقتران الدولة العلمانية خطأ بالاستبداد والأنظمة الطاغية الظالمة الفاسدة كما هو الحال في النظام السوري، الذي تستر بعباءتها لطيلة عقود وقدم نفسة بصبغتها لتبرير فساده وتحكمه وطغيانة حيث أوهم الغرب والأقليات بأنه بصيغته العلمانية هو الحامي والضامن للأقليات في حين أنه لا يقل بعدا من العلمانية عن طالبان، فالقضية في المقام الأول قضية عدالة ورشاد وديمقراطية وليست قضية حريات جزئية مقابل قهر ورق وذل وعبودية يفرضه النظام على الشعب وفي ذلك نقض لأسس العلمانية وقيمها المنبثقة من ضمان الحريات والحقوق وعدم طغيان السلطة على الشعب أو بعضه
الحقيقة العلمانية ليست في مواجهة الإسلامية خاصة وأن مفهوم إسلامية الدولة ليس متفقا عليه فالإسلام يشمل النموذج السعودي والإيراني والتركي والطالباني والباكستاني والماليزي كما لا يصح أن يسحب لقب الإسلامي من الطوائف التي تنتسب للإسلام مها كانت قليلة العدد أو محدودة الانتشار الجغرافي
من هنا علينا ادراك أن العلمانية ليست في مواجهة الدين بل هي في بلد مثل سورية حاضنة وحافظة للإديان ومانعة لسيطرة فئة على أخرى ، فالدولة العلمانية ينبغي أن تكون على مسافة واحدة من الجميع، متدينين مهما كان انتماؤهم وكذلك هي ليست ضد الادينيين ولا يحق لأحد أن يحجر أو يحتكر في مسألة الاعتقاد التي هي في المقام الأول عقيدة داخلية لا إجبار فيها ولا إكراه . فالإيمان في جوهره حب وخضوع روحي وجداني ولا يتحقق بالقهر أو الفرض أو التسلط
العلمانية ليست قرينة الادينية بل هي في جوهرها عدالة الدولة قبالة التنوع الإثني والديني
كما أن صبغة الدولة العلمانية لا تعني إقصاء أو محاربة الثقافة الدينية أو العلوم الدينية بل هي تنظر للتراث الديني وللثقافة الدينية كعنصر رئيس في مجمل التاريخ الأنثروبولوجي البشري، والحضاري الإنساني
وحتى في أكثر المفاهيم خلافا وتعارضا كمسألة فصل الدين عن الدولة ، لاتعني فكرتها عزل الدين أو اقصائه لكن القضية في صلبها اقتراق الدين والدولة كونهما عنصرين مختلفين غير متحاربين فالدين مرجعبة غيبية ووجدان اعتقادي داخلي وأسلوب حياة وعقيدة داخلية تلتصق في المقام الأول بالغيب والنص المنزل وهو ليس الثقافة الدينية ولاالتفسيرات المصاحبة للنص المقدس أنه قيمة عليا بمقاصد عليا ، أما الدولة فهي نظام ومؤسسات دنيوية مرجعبتها الأساس الدستور والقانون لا قدسية فيها ولا تنزيه وكل ما تقوم عليه من صنع البشر وقابل للنقد والتعديل والتصحيح والاضافة، وهذا ما لا يمكن القيام به في الدين، خلافا لما هو الحال في الفكر الديني والتشريع الديني والثقافة الدينيةالخاضع لما تخضع له الدولة من تمحيص وتدقيق ونقد ومراجعة .
للننظر لنموذج الدولة التركي العلماني المتشدد كيف تمكن حزب منتسبوه متدينون إسلاميون وقادته متدينينون يؤدون الفرائض الدينية وزوجاتهم ترتدي الحجاب الشرعي ومع ذلك استطاعوا في ظل دولة علمانية الوصول لسدة الحكم وقيادة البلاد وفق الآليات الديمقراطية، لكن لا يمكن حدوث ذلك في ظل حكم ديني فسيكون من المستحيل تحقيق العدالة أو السماح لغير المتدينين، بل ولغير أصحاب مذهب معين ، باعتلاء منصة القيادة، أو التمتع بفرصة متساوية مع الأخرين للوصول للمناصب العليا أو التحكم في النظام السائد، ذلك أن الأسلمة قد تعني في مواطن عديدة المذهبية ، فمن المؤكد أن إيران لا تسمح لعالم سني مهما بلغ من القدرة والحكمة من الوصول لسدة القيادة، كذلك هو الشأن في السعودية حيث من غير الوارد أن يكون رئيس الوزراء أو احد الوزارء السياديين من أبناء السعودية المنتمين للمذهب الشيعي
العلمانية ثقافة جامعة وهي في حقيقة الأمر سائدة وستظل سائدة في الدول المدنية الحديثة فالقسم الأعظم من القوانين الناظمة والفاعلة في حياة الأفراد والمجتمعات والعلاقات بينهما وأنظمة الحكم المختلفة هي علمانية ، مثلا قانون السير قانون الإجراءات القضائية قانون التراخيص الصناعية قانون تنظيم الانتخابات والنقابات قوانين تخطيط المدن وإعطاء تراخيص البناء، أسس بناء المعابد والكنائس والمساجد تقوم في المقام الأول على قوانين هندسية وفنية دنيوية ، وغير ذلك كثير وهي في حقيقة الأمر مسائل مدنية علمانية لا يتدخل الدين فيها إلا من باب الإلتزام الأخلاقي والتعامل الوجداني والضمير الحي ، تلك المسائل المشتركة بين البشر وبين كافة الأديان وغيرها من المعتقدات، فالبوذي والهندوسي والزرد شتي وحتى الشيوعي الصيني لديهم من الالتزام الأخلاقي والضمير الحي والوجدان الإنساني ما الدى منتسبي الديانات السماوية لولا ذلك الإلتزام الإنساني الحضاري والأخلاقي الغير محصور أو مقيد بالانتماء الديني لفسدت الحياة الإنسانية ولتاه البشر في مجاهيل الغرائز وتناقض المصالح ، من هنا جاءت القوانين والدساتير المدنية العلمانية لتصون الحياة البشرية وتمنع الانزلاق نحو التناحر والتحارب بدافع من انتماءات دينية أو مذهبية أو عرقية.



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياث ومطر
- فينومينولوجيا الثورة السورية 1 من 3
- الشاكيات الباكيات
- تربة مقديشو
- عيون العيد
- حماية المدنيين في سورية والسيادة الوطنية
- الرابطة الوطنية
- رؤية للتغيير : مقدمة في مفاهيم الديمقراطية والوطنية والمواطن ...
- عيون الشهداء
- نهاية جلاد
- من أين نبدأ, ملاحظات دستورية
- أكلة لحوم البشر
- ماذا يعني إسقاط النظام وكيف
- يوميات ثورة حالمة
- لماذا لا للحوار
- الملل في الحياة الزوجية
- هل تستحقين صديقا أفضل ؟
- محراب النشوة
- من خاف زجاج مغشى
- مقدمة كتاب المصالحة مع العقل


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - الإشكالية بين الإسلامية والعلمانية