أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / وماعلموا أن صوتك حفّار قبرهم !














المزيد.....

تأملات / وماعلموا أن صوتك حفّار قبرهم !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



... إذن فقد حاول المذعورون من تابوت الشهيد هادي المهدي الرمزي إعاقة وصوله الى "التحرير"، حيث كانت روحه ترفرف فوق رؤوس المحتجين، وهي ترشدهم الى تلك الضفاف .. لكن المهدي وصل الى كل ساحات التحرير والى كل تلك الضفاف، على الرغم من ذعر وعسف ومتاريس أجهزة الحاكمين ...
نفذ "المجهولون" جريمتهم التي هزت الضمائر الحية .. حاولوا، مرتعبين، إسكات صوته بكاتم ليفضحوا سلوكهم الجبان الذي ينذر بعواقب خطيرة قال سياسيون وإعلاميون وحقوقيون ومثقفون وناشطون إن جهات وأجهزة تمهد لها. ومن هنا وجهوا أصابع اتهام الى من ناصبوا المهدي العداء وحاولوا ترهيبه بالوعيد والتهديد.
ليس لنا أن نستبق الحقائق حتى وإن كان بعضها ساطعاً. سننتظر، بالطبع، ذلك اليقين الدامغ، ولكن ليس، في أغلب الظن، من لجان "التحقيق" التي خبرها الناس وعرفوا حقيقة كونها أداة بيد الحكام المتنفذين للتضليل وطمس الحقائق، مادامت تبدأ أولاً، وعلى الدوام، بتسجيل الجريمة ضد مجهول، في سيناريو يتكرر مع مصرع كل "خصم" ولا يندر فيه أن يشوه المعنيون، عن قصد، حتى سمعة القتيل الشخصية، كما كان يفعل "جهاز حنين" والمكاتب السرية في عهد الدكتاتورية الفاشية، مع فارق وحيد أن الخاكي تبدل الى زي آخر !
وبينما أوقف المذعورون التابوت الرمزي للفنان القتيل عند "كهرمانة" محاولين منعه من الوصول الى "التحرير" ، كان متظاهرو الساحة قد اضطروا، بعدئذ، الى الانسحاب منها تلافياً لوقوع صدام مع مندسين "فرسان" زجت بهم جهات حكومية وسط المتظاهرين، إذ اقتحموا الساحة على نحو مفاجيء وهم يرددون هتافات طائفية ويمارسون "بلطجة" ضد صحفيين ومحتجين آخرين.
ولم يكن اندساس "الفرسان" هذا سوى واحد من تجليات القمع التي شهدتها ساحات بغداد وسائر المحافظات. فقد اختطف المحامي الشاب سجاد سالم في الكوت بينما كان يسعى الى الحصول على إجازة قانونية للتظاهر، وغُيِّب أياماً في رسالة واضحة لترهيب المتظاهرين، ولم يطلق سراحه إلا اضطراراً بعد "جمعة البقاء" خشية من تصاعد الاحتجاجات على اختطافه. وفي محافظات أخرى طبّق "المعنيون" خطة كسر شوكة المحتجين فمارسوا كل ما هو مفضوح في ترسانة قمعهم السافر.
أما حكومة "الشراكة الوطنية" المترهلة، القائمة على مبدأ الطوائف والقوميات، ففي شغل، بالطبع، بالمحاصصات والامتيازات وتجاهل معاناة الناس وانتهاك حقوقهم، ومن غير المنطقي أن تشغلها قضية مصرع صحفي. أيعقل أن تترك القضايا "الكبرى" ذات الصلة بمصلحة الوطن لتلتفت، مضيّعة وقتها وجهدها، الى قضية "صغرى" !؟
وأما نحن، المفجوعين برحيل المهدي، فنعرف أن الغاية من وراء قتله هي محاولة قتل المشروع الذي شارك في السير اليه وسط كتائب المثقفين الاقتحامية .. مشروع الديمقراطية الحقيقية وإشاعة التنوير وحرية الابداع وحقوق ملايين المحرومين وآمال نساء ورجال البلاد المتطلعين الى غد مضيء.
ونعرف، أيضاً، عقل الحكام الذي يريد إشاعة روح القطيع والخنوع وتأبيد ثقافة الراهن حتى يؤبدوا سبيلهم الى المزيد من المغانم.
ونعرف، أيضاً، أن من الوهم التصديق بأن مسلسل قتل الصحفيين والعلماء وسائر المبدعين والتنويريين سيتوقف على يد حكومة محاصصات لا يمكن إدامة امتيازات المتنفذين فيها اذا ما توقف مسلسل الدمار المادي والروحي.
الجريمة النكراء الجديدة تقرع، مرة أخرى، نواقيس الخطر الذي يواجه الثقافة ومصائر بلاد باتت في مهب الريح ..
أية بلاد هذه التي تسيل دماء خيرة بناتها وأبنائها في الشوارع، وتطحن رحى المآسي ملايين المعذبين فيها .. أية بلاد مازال البعض فيها يراهن على قدرة حكومة محاصصات مشلولة على الخروج من أزمة مستعصية عميقة .. متى ينهض من يعوّل الضمير عليهم نهضة جارفة .. متى يستيقظون من سباتهم ومن الأوهام ؟
أما الهادي المهدي، الذي خبر فاشية الدكتاتورية القديمة فكان يعرف ماذا يعنيه أن لا يصمت أمام من يريدون إحياء دكتاتورية "جديدة" في دولة طوائف.
ورسائل الشهيد، في الأيام الأخيرة خصوصاً، تكشف عن حقائق ساطعة وآمال مقبلات وغايات ساميات، وتضيء دلالات عميقة تنير دروبنا الى تلك الصفاف التي أضاءتها أمثولة المهدي.
فقد كتب عشية اغتياله يقول: "... كفى، أعيش منذ ثلاثة أيام في حالة رعب، فهناك من يتصل ليحذرني من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين. سأشارك في المظاهرات. لقد سئمت من مشاهدة أمهاتنا يشحذن في الشوارع، ومللت من تخمة ونهب السياسيين لثروات العراق".
وكتب الى أصدقائه: "... كنا نغني: أيتها الحرية أنت قرآني وإنجيلي، مهد طفولتي ومدرستي وفانوسي .. أيتها الحرية أنت أمي .. سأواصل دربي ولن أهرب ولن أرتجف ولن أخاف، وسأصر، هذه المرة، لا على الغناء وانما على الهتاف للحرية تحت نصب جواد سليم، لعلي أعثر على قبري هناك وأنام بسلام ..."
* * *
الهادي المهدي غير الهيّاب سيتألق بمصرعه، بينما ينحدر القتلة نحو مستنقع الظلام ومزبلة التاريخ !
الظالمون جاوزا المدى، وموتك أيها المهدي أغاظ العدا ..
قتلوك بكاتم صوت وما علموا أن صوتك حفّار قبرهم !



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / طور جديد في احتجاج مضيء !
- تأملات / بلاد معيلات وأرامل وأيتام !
- تأملات / قانون لتكبيل الأحزاب !
- تأملات / حماية من !؟
- تأملات / ومن نهب لا يشبعون !
- تأملات / ملهاة التسييس ومأساة -التغليس- !
- تأملات / وللترشيق في خلقه شؤون !
- تأملات / كم يتشدقون باسمك .. أيتها الحرية !
- تأملات / هل أتاكم حديث المعاقات !؟
- تأملات / قميص -الضحية- في جمهورية موز عراقية !
- تأملات / ليس بتبويس اللحى !
- تأملات / -مبادرات- في حلقة مفرغة !
- تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !
- تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية
- تأملات / قصة الأيام !
- تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟
- تأملات / أميون في بلاد الأبجدية الأولى !
- تأملات / من الفردوس الى التحرير .. الخنوع سجية غيركم !
- تأملات / للاحتجاج ربيعه .. وللمحتجين مشاعلهم !
- تأملات / أديمقراطية وسط انتهاك حقوق الانسان !؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / وماعلموا أن صوتك حفّار قبرهم !