أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اسوار حول الجيتو في القاهرة














المزيد.....

اسوار حول الجيتو في القاهرة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كتب يوسف المعاطي قصة فيلم " السفارة في العمارة " ، اعتقدنا انها فنتازيا عابرة ، لكن تبين انها كوميديا سياسية سوداء كشفها بطل هذا الفيلم الممثل عادل امام، بواسطة هذه الكوميديا السياسية التي تجمع ما بين الهزل المسرحي ملحفاً بالجدل والجدية السياسية .. في الحالتين تمت تعرية نظام مبارك في مصر ، لأنه كالتمساح حواسه ماتت منذ زمن بعيد ، فقدها بعد أن فرط بكرامة وراحة كافة المواطنين في مصر ، وما العمارة التي تتناولها قصة الفيلم سوى صورة مصغرة لكل أحياء مصر الشعبية وغير الشعبية .
تناولت قصة يوسف المعاطي العمارة والحي الذي يحتضنها ، والذي تقع فيه السفارة الاسرائيلية، سفارة نتنياهو وليبرمان وبراك وموفاز و اولمرت الى آخر القائمة ، عندما وافق النظام السابق على اختيار اسرائيل لسفارتها في هذا الحي ، لم يهتم بالمعاناة التي سوف يعاني منها المواطنون في هذا الحي بسبب الاجراءات الأمنية التي لا يحتملها بشر ، لأن الاسرائيلي يولد ملفع بالخوف والشك وعدم الثقة بالآخرين وحب الحياة ، وهذا ينطبق على جميع القائمين على السفارة ، فتحولت الى بؤرة احتلال يجب أن تكون محاطة بالاسوار والاسلاك الشائكة ، ولا نستبعد ان تزرع حولها حقول من الألغام ، وقد نوه القرآن الكريم الى ذلك ، فورد في سورة البقرة الآية 95 ( و لتجدنهنّ أحرص الناس على حياة، يود احدهم لو يعمر الف سنة ) !!
كان هم النظام على ما يبدو وما يزال المحافظة على أمن وسلامة السفير وجواسيسه الداخلين والخارجين الى وكر التآمر هذا .
أما سكان الحي فقد حولهم النظام الى أسرى في وطنهم ومدينتهم وحيهم ، كما حوصرت بيوتهم بالحواجز الثابتة والطائرة ، عدا الزامهم على حمل بطاقات خاصة تحدد ساعات تحركهم داخل هذا الحي ، بفعل هذه الاجراءات وغيرها تحول هؤلاء المواطنين الى رهائن بأيدي السفارة الاسرائيلية .
بعد ثورة 25 يناير آمن الكثيرون بأن مجلس العسكر في القاهرة سوف يطالب باعادة النظر في الكثير من بنود اتفاقية السادات مع اسرائيل والتي تعرف باتفاقية كامب ديفيد، خاصة فيما يتعلق ببيع النفط باسعار مخفضة لاسرائيل ، أو الوقوف من جديد على السماح بالسفن الاسرائيلية المدنية منها والعسكرية المرور في قناة السويس وربط هذه الموافقة بالقضية الفلسطينية وحصار قطاع غزة .
كان الجميع ينتظر من مصر اتباع سياسة متشددة ووضع حد لجهاز الموساد الذي يقوم بزرع شبكات تجسس بصورة دائمة في مصر متجاهلاً ومستغلاً ما يسمى اتفاقية السلام ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، فقد استمر مجلس العسكر في سياسة مبارك في تعامله مع اسرائيل والتنسيق الأمني الكامل معها ، فالاسرائيليون يعترفون كل يوم بأنهم يدخلون مصر آمنين ، ولولا قيام عناصر معارضة بتفجير محطة تصدير الغاز المصري لأسرائيل لبقي الغاز يتدفق حتى الآن ، ولما كشفت فضائح مبارك ونجليه في عقد هذه الصفقة ، ومن المتوقع استئناف الضخ في كل لحظة .
لم يبدل هذا المجلس شيئاً من حالة العجز والترهل والرهبة من اسرائيل ، رغم قيام الأخيرة بانتهاك حرمة الاراضي المصرية عشرات المرات ، آخر هذه الاعتداءات اسفرت عن قتل وجرح تسعة من قوى الأمن المصرية ، الملفت للنظر أن شرايين واوردة أعضاء هذا المجلس ترفض استيعاب دماء شباب الثورة رغم المحاولات المتكررة لهؤلاء الشباب .
ثبت أن لكل ثورة اجيالها ووقودها ودمائها ، وثبت أكثر بأن دماء أعضاء مجلس العسكر بحاجة الى شلال من كريات الدم المليئة بالحزم والتشديد واليقظة وتفهم معنى الحرية ، وبأن مصر اليوم أمام عهد جديد وأن ترابها يرفض إمتصاص الفساد والمراوغة والتردد ، وهواءها لا يقبل سوى نسائم الحرية ، هذا يذكرنا بما قاله زعيم الهند المعروف غاندي ( ان طريق الاستقلال لا تغسله سوى الدماء ) وقال فرانكلين ( حيث تكون الحرية يكون الوطن ) وقيل (السيادة في جهنم خير من العبودية في الجنة ) .
لو كان وحي الثورة الناصرية ودماء شباب الثورة الحديثة قد تدفقت داخل شرايين أعضاء مجلس العسكر لما تراجع هذا المجلس عن قراره بالطلب من حكومة نتنياهو الاعتذار عن الجريمة التي ارتكبتها ضد تسعة من رجال الأمن المصريين ، ولما تراجع هذا المجلس عن موقفه القاضي بطرد السفير الاسرائيلي من القاهرة ، ولما سمح للسفارة الاسرائيلية بتشيد جدار عازل حولها من الاسمنت المسلح رغم موقف سكان الحي الذي تقع فيه السفارة الرافض كلياً لوجود السفارة ومطالبة الشعب المصري بتمزيق اتفاقية " كامب ديفيد " .
لكن حالات الاذلال والخنوع المعهودة أثناء حكومة مبارك لا تزال على حالها ، وأن مصفاة الثورة لم تقم حتى الآن بغربلة حالات الفساد في مصر وازالة زوان الذل وشوائب النظام السابق ، كما أن حرارة وزخم الثورة لم تستطع حتى الآن من قطع الخطوط السرية الساخنة بين واشنطن والقاهرة ، وأن هذه الخطوط التي أجبرت مجلس العسكر على التراجع عن مواقفه المتشددة ضد اسرائيل وبفضل هذه الخطوط اقيم الجدار العازل حول السفارة .
ان عدم التماسك والتراجع غير المبرر من مجلس العسكر في القاهرة يؤكد معنى الفرق بين سلطة منتخبة من الشعب وسلطة متسلطة على الشعب ، مثلاً القيادة التركية المنتخبة لم تتردد من الثأر لكرامة مواطنيها الذين قتلوا على متن سفينة الحرية مرمرة عندما رفضت اسرائيل الأعتراف بجريمتها جاء الرد التركي حازماً وهو طرد سفير اسرائيل ونائبته من أنقرة ، ووقف كل التعاون الأمني والاقتصادي بين الدولتين ، هذا هو المؤشر الحقيقي الذي يقف فوقه الاستقلال الكامل لأية دولة ، فرغم أن تركيا عضو في الحلف الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة لكن كرامة الشعب التركي فوق كل الأحلاف .
السؤال الذي يطرح نفسه متى تصبح كرامة الشعب المصري فوق كل الاتفاقيات وتتجاوز جميع الخطوط الساخنة السرية بين القاهرة وواشنطن.



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشحات والعربي علم
- تناطح الناطحات في ديار حفاة الخليج
- معسكرات من الخيام ام صحوة حقيقية
- ثورة وثورة وبينهما عبد الناصر
- اين اموال الوقف الاسلامي
- الطاعون هو امريكا
- على طريق ايلي كوهين
- سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة
- وعلى كتفي نعشي ... سأمضي
- الباكستان خنجر بايدي الجزار الامريكي
- عرس الزين - وليم -
- كل اصلاح ينهض على العنف يذهب به العنف
- هرمنا قبل ان يتحقق الحلم
- النقد ابو الثورات
- متى سيخرج عمرو موسى من اسواق المزايدات السياسية
- ايهود براك ينتظر حكم روبسبير في مصر
- مواكب الأحرار القادمة من مصر وتونس تلتقي مع أحرار ليبيا
- نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد
- معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري
- العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اسوار حول الجيتو في القاهرة