أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - القدر- قصة قصيرة














المزيد.....

القدر- قصة قصيرة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 21:06
المحور: الادب والفن
    


جلست أمامه هادئة، تنظر في عينيه، والفرحة تغمر قلبها. جلست بفستانها الأبيض، الذي ما زال يزيّنها، ولم تشعر برغبة في خلعه، فلطالما انتظرت تلك اللحظة التي تلبسه له، حلمت بها، وعانت الكثير حتى تحقّقت لها رغبتها التي ظلت تشتعل في داخلها مدة طويلة، ولكن... هذه المرة... بمساعدة القدر.

نظر إليها، إلى كل جزء من جمالها الأخاذ، وطالت نظراته. لم يكن يتصوّر قبل أقل من سنة، أن هذه المرأة التي أمامه هي التي ستشاركه هذه اللحظة. كم هي جميلة... ورقيقة! لم يكن يرى جمالها ولا يحسّ برقتها لسنوات طويلة. ولكن، يبدو أن المرء ليس من يرسم قدره بيده... بل ترسمه له يد خفية.

قالت: "أحبك،" بصوتها الهادئ، الناعم، وأضافت: "ولم أحب سواك في حياتي."

"أعرف." قال.

ولم يكن ينسى كم من مرة قالت له تلك الكلمات من قبل، دون أن تهزّه أو تثير فيه شيئا! وكم من مرة حاولت كسب حبه! وكم من مرة حاول أن يفهمها أن قلبه ليس لها، وطلب منها أن تكفّ عن ملاحقاتها له، فهو مغرم بامرأة أخرى، ولا يحلم إلا بها، ولن يتركها من أجلها ولا من أجل غيرها، مهما قالت ومهما فعلت.

وكانت حبيبته كثيرا ما تنزعج منها، والخوف ينتابها، حين يهجس في صدرها أنها قد تفقد من تحب بسبب تلك المرأة. إلا أنها سرعان ما أدركت مدى شهامته وحبه وإخلاصه لها، فزال خوفها، ولم يعاودها القلق مهما فعلت.

فاستسلمت المرأة الأخرى حين باءت كل محاولاتها بالفشل، وأصيبت بخيبة أمل كبيرة ممزوجة بالغضب، لأنها، لأول مرة في حياتها، لا يتحقق ما تريد! وما بالك أنه أكثر ما أرادت تحقيقه في حياتها!

ولكنها لم تكن تعلم بما يخبّئ لها القدر، ولا هو كان يعلم.

مرّت شهور.

وذات يوم، إهتزّ كل كيانه بخبر وفاة حبيبته في حادث سيارة، وغرق في حزن وألم واكتئاب، بعد أن فقد الإنسانة التي أحبها حبا كبيرا وصادقا لسنوات طويلة، في الوقت الذي كان الأقرب كي تصبح من نصيبه.

ولكن... حدث ما حدث وقلب الأحوال رأسا على عقب.

نظرت إليه عميقا، وسألت: "أما زلت تفكّر بها؟" وأحسّت بداخلها بشيء من الخوف والقلق ... وحتى الغيرة أمام هذا التفكير.

ولكنه أجابها بعد برهة قصيرة: "بل أفكّر بالقدر."

فقالت له: "إذن، أنت تفكّر بي. فأنا قدرك، أليس كذلك؟"

إبتسم لها واحتضنها بدفء. ومنذ تلك اللحظة، لم يشعر إلا بها، ولم يفكّر إلا بها. وكم صدقت بقولها. إنها قدره.



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيدان
- بنت من هذا العالم
- تساؤلات بريئة
- لقاء آخر معك
- الشركس في فلسطين
- الشاطئ
- صدفة
- وهكذا اشتريت الشوكولاطة!
- تعالي سارتي، لنبكِ!
- طوشة كبار- قصة قصيرة
- الحب العتيق- قصة قصيرة
- اختفاء رباب ماردين 2
- اختفاء رباب ماردين1
- قراءتي في رواية ضمير المخاطَب لسيد قشوع
- هدية عيد الأم- قصة قصيرة
- صراع مع القلق- قصة قصيرة
- انتقام امرأة- قصة قصيرة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية عشر والأخيرة
- الرجل الخطأ- الحلقة الحادية عشر
- الرجل الخطأ- الحلقة العاشرة


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - القدر- قصة قصيرة