أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - مرافعة لا حضور للمحامين فيها














المزيد.....

مرافعة لا حضور للمحامين فيها


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 19:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو انتهت مراسيم دفني ، ان كانت هناك مراسيم ، وبقيت وحيدا أتلمس جدران لحدي وسط ظلمة حالكة لا قرار لها ولا حدود .. ولو تيقنت من انني فعلا اصبحت في عهدة محكمة ستبدأ بحضور الملكين منكر ونكير .. فانني سوف اجمع ما تبيحه لي حياة البرزخ من قوى استثنائية لملاقاتهما ، وتقديم شهادة دفاع لهما تبعدهما عن القصاص مني ان كانوا فعلا رسل عدل وطلاب حقيقه .. سوف اقول لهما وبلسان فصيح .. ان كنتما قد قررتما بدء التحقيق ، فلابد لكما ان تسمعا حيثيات ما أقول ، ولأن كل شيء في حياتنا نحن الفقراء حمال اوجه حتى كتاب الله ، فلا خوف اذن من تبعات مجلس القضاء هذا .
انا ايها الساده .. واحد ممن دفن خبايا عواطفه تحت ركامات الممنوع ، سواء أكان هذا الممنوع بندا من بنود السماء ، أو هو من وضع البشر ..أنا ايها الساده ، شاخص من شواخص هذه الارض ، تلقيت تبعات ليست من أحقية أحد أن يلقيها علي دون رضاي ، فنالني ظلم أن أعامل معاملة دنت من حدود الامتهان .. لقد نهبوا حقوقي وبالجملة ، فلم يتركوا لي واحدا منها دون أن يثلم .. وتداعت شهواتهم لكسر شوكتي مع سبق الاصرار والترصد ، مستغلين سطوتهم الدينية والقبلية والمناطقية والمذهبية وكل ما في قاموس الاستغلال من كلمات ، ليجعلوا مني نهبا لا يستطيع ان يقول لاحد منهم ما يعكر صفو أنسه ، ويعطل عليه هناء شبعه ويوقف غيه الممتد بلا حدود ..
أنا رقم اضافوه الى قوائم حساباتهم ليضعوه في خانة التزوير ، ويستمدوا منه قدرتهم على المطاولة والبقاء ضمن حيز التسلط .. ولم يفتهم ايها السادة ، أن يستبيحوا انسانيتي حتى لم يعد منها بقية .. فليس بيني وبين ان أحصر بين ثنايا اقفاص حدائق الحيوان الا القليل .. انهم اربابي وسادتي واولياء امري ممن شرعوا لهم ، وكما يريدون ، سنة كي يتمكنوا من طحني بين قطبي رحى الموت غيله .. وقد استمرؤا لحمي ودمي وعرضي ليكون ذلك كله ملكا صرفا لهم ، مسجل في دوائر الملكية السماوية عالية المقام ..
أنا ايها الساده .. عبد مملوك ، تطبق على روحي واركان حياتي شرائع لم استشر يوما في اعداد نصوصها ولا ما ورد فيها من سنن .. حتى اصبحت طريدا للقوانين والسنن والاعراف كلها معا ، يلازمني الشعور بالذنب على الدوام كوني لم أمتهن النخاسة ، ولم اشترك في الحركة ضمن عنابر السطو ، ولم ارضى أن أكون نادلا في مقاهي الدعارة المنظمة ، فأصبحت منبوذا من كهنة المعابد وشيوخ المنابر والكفرة جميعهم على حد سواء ، فأضعت سبيلي وأنا تائه بين رضى رب لا يريد ان يأخذ بيدي لينقذني من عسف محبيه ، وبين سواهم ممن لا تحتوي افئدتهم غير الاستعداد للانتقام والتدافع حتى الموت من أجل الوصول الى قمة الهرم .
أنا أيها الساده .. ضحية أساق في كل يوم الى مذبح كتبت على جدرانه وبطلاء أسود ، عبارات تدعوا الى الامتثال لوصايا انبياء الرحمه ، واتباع سننهم والهداية بمسيرتهم البيضاء ،
وبعد ان حزت رقبتي لآلاف المرات سكين الرهبنة الحاده .. لعق من دمي اولئك المتنعمين في ظلال التفكه الفكري من علياء القوم ، والذين لا يعجبهم أن اقترب منهم وانا ابن القاع ، فتتلوث قمصانهم المنشاة بألوان نشاز لا تليق بمكانتهم الحزبية والثقافية .. وبقي ما اتفوه به مهما كان قصده ، عبارة عن تلاعب بالالفاظ ، وامتطاء لخزائن اللغة بهدف مزاحمة المشاهير من مثقفي المناسبات .
أنا .. مستبعد من عقد اي اتفاق لا يكون الباطل طرفا فيه .. فجائت حياتي وحياة من أعيل بلا لون ولا طعم ولا رائحه .. حتى حينما تنزلق نفسي أحيانا لتذوق شيئا من فضلات طعامهم وموائد خمورهم وما تحتوي دهاليز مساجدهم ، يصك اذني صوت رهيب الوقع وهو يردني عن فعل الحرام ..
إنهم يعتمرون عمائم الرحمة ولكنهم يزنون .. وتتردد على لسانهم عبارات الهدي ويسرقون .. وتنتفخ اوداجهم ذكرا لمفاخر الوطنية ولكنهم اسرع ما يكونوا لارتكاب مثالب الخيانة العظمى .
أنا أيها الساده .. سلعة باعها الوطن ، وداس فوق هامتها وهو يجري بهستيرية مجنونه ، معظما القائد والرئيس والزعيم الاوحد ، تبع اولئك بالاحقية في التعظيم ، سدنة الاديان وسواهم من الوسطاء بين الارض والسماء ، حتى أضحى عالمي كما هو في هذا القبر.. ليس فيه الا ملامح الاستهانة في الدنيا وشدة العذاب في الاخره .. فهل من المنطق أن تضعاني في موضع الظالم ، وانتما تحملان موازين العدل ، وتتحكم فيكما كما تقول شرائع السماء نصوص الدعوة الى عدم الاخذ بالشبهات ؟ .. أيمكن لكما أن تقتصا مني وتتركا ذاك الذي حملت سيرته سفاحا ، وبقي في رحم الرذيلة ليولد داعية من دعاة الفضيلة ؟! .
لقد تخلى عني المحامون ، ولم يعد لي معينا في هذه الجلسة سواكم حيث الحقيقة هنا هي المعيار فحسب .. اطلقوها صرخة مدوية بالحكم بالبراءة .. وأحيلوا اوراق القضية لمحكمة اخرى هي اكثر صلاحية واضخم .. وقفوهم مذنبين انتحلوا صفات خالقهم ليحكموا بغير العدل .. لقد دمروا البلاد وارعبوا العباد .. وقضموا مال الله ( كقضم الابل نبتة الربيع ) .. وسخروا دينهم لخدمة دنياهم .. انهم جبابرة هذا العصر وبامتياز ، اولئك المنتفعين من سماسرة الدين والسياسه ، ممن جهروا بوقاحتهم فاحتلوا اجساد الناس وعقولهم .. قفوهم وبكل حزم ليقول القضاء كلمته فيهم ، فتحال مصائرهم الى المزابل بدل المقابر ..
هذه هي اوراق دفاعي اقدمها لكم ممهورة بمهر تعكس الوانه اطياف قوس قزح ، ينضح بالصدق كله ، والتجرد كله ، وتؤطره معاني ان يكون للحياة تفسير آخر غير انها دار يأس ودموع .. خذوها وضعوها على الدكة الاولى لمنبر العرش .. ولكم الان أن تفعلوا بي ما شئتم وشاء لكم دستور قضائكم المقدس .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم .. نحن فعلا نتعرض لمؤامرة غربيه .
- من وحي الحبة الزرقاء
- حنطاوي
- أسماك الزينة وصوت كوكب الشرق .. حينما يأتلفان .
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. النهايه
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...
- ألعراق لم يكن إرثا من آبائكم .. فكيف تتبرعون بأراضيه ؟!
- ألحزن الكبير ...
- كان لدينا قطار للموت .. فهل سمع أحدكم بذلك ؟!!
- الفودكا .. واختراق الحصار ..
- دعوة نصوح .. كي يموت فينا الضد السيء .
- أمريكا تحتفل بافضل راقصيها..
- للحقيقة .. إتجاه واحد .
- لمصلحة من يجري التحامل على التجربة السوفيتيه ؟؟ .


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - مرافعة لا حضور للمحامين فيها