نداء آل صالح
الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:31
المحور:
الادب والفن
خيل لي قوقعة سوداء منزوية في رواق مرمري في المزار القريب لبيتنا حين وقعت عيني عليها خمسينية بدت
لي وانا املي النظر اليها وهي تستغرق في كتاب للادعية وكأنها تبحث فيه عن مجهول يساعدها في لملمة افكارها التي
تتطاير من نظراتها المشتتة في رائحة الصفحات العتيقة ، لاحقت تحركاتها بتتابع وسائلتها بسري ترى ماذا تحملين في صدرك
وماذاا تخبئين في قلبك الصغير ؟ تقادم سنينها خطت على جبينها اثارا من الحيرة والالم وخيطين رفيعين يحكيان بصمت اشواطا
قطعتها في هذه الحياة الكبيرة باحزانها الضيئلة بافراحها ،ترى بم تحدثك نفسك حين تختلين بها وتكوني انت هي وهي انت الرفيقتان
المخلصتان لبعضهما اهو ندم على مافاتك من حلو الذكريات ومرها ام توطنت على ماانت عليه الان قانعة بما حصلت عليه وان ظننت
قليلا؟ ام تراك قابعة في زوايا الاختباء المعتمة من ديار روحك هلعة من مجرد فكرة التطلع لما تتمنيه ، اي مسكينة انت كيف الغيت منذ
نعومة اظفارك واقصيت ابعد حدودالاقصاء وكيف تعودت ان تكوني اداة للتلبية وتقنعين بما يترك لك على بقايا الموائد وما قد يجود به
عليك السادة الكرام محاصرة انت حتى في مملكتك وفي الطرقات التي قد تشتهين استراق ما ياتي به النسيم من عبق الطلع الربيعي وتخافين
تسلل افكارك هنا وهناك لانها مقتلك فقد تتهمين باختراق قوانين وقدسية الاولياء وتلاحقين لرحم امك والقاعدة هي يابنت الاصول ترك كل
مايخصك الى مالايخصك ،فقد من عليك السادة الكرام بالقاب وصفات تستحقين ان تلوذي بها حين توجه اليهم تهم هدر كرامتك وسحق انسانيتك
،فانت الاهل والكريمة والقارورة والريحانة ،واكتف ياهذه بهذا الكم من الاسماء الرنانة فانت اكبر واكثر من كل تلك الالقاب والاسماء المرصعة
بين طيات الكتب وما ينقطه حبر الاقلام الندية بما تسطرها لك فانت الكل شئ وانت اللاشي ، وبحركة خاطفة من يدها التي اتكأت بها دون شعور
على فخذي ايقظتني من رحلتي فيها جملة وتفصيلا نهضت بخفة وقالت التماس الدعاء وقد لمحت بطارف عينها دموع تترقرق وكأني طلتها باللاوعي.
#نداء_آل_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟