أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين















المزيد.....

بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين


نبيل الحيدرى

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين
نبيل الحيدرى
كان الشهيد هادى المهدى من المتنورين الأحرار ومن خيرة الوطنيين الشرفاء المطالبين بقوة وإصرار بحقوق المواطنين وكرامتهم. كان الشهيد رائدا للإنتفاضة العراقيةمنذ 25 شباط المواكبة للثورات العربية من تونس ومصر وليبيا وغيرها. كان الشهيد ناشطا حقوقيا ومخرجا مسرحيا وكاتبا شريفا ناقدا رافضا الفساد والفاسدين كذلك رفض المساومات الرخيصة التى يلجأ إليها الطغاة الفاسدون الذين سرقوا البلاد والعباد وقد عرفنا طغاة اليوم وجرائمهم مذ كانوا صغارا وهم عبيد المال والدرهم يتاجرون بالعراقيين ودمائهم وقضيتهم وشهدائهم من أجل حفنة من الأموال من هنا أو هناك.
كان الطغاة الحاكمون يخافون كلمته وحركته وصوته لذلك اختطفوه بتلك الطريقة الهمجية وبسيارات الإسعاف وبالتهديدات والتعذيب حتى استعملوا وسائل تعذيب تمنعه من الإنجاب وتهدد بالإغتصاب الجنسى كما أعلنه فى مؤتمره الصحفى.
رفض الشهيد المحاصصة القذرة وسرقة المال العام واستغلال الدين لمصالح شخصية وأحزاب كارتونية كما رفض المناصب الهزيلة فى سرقة المال العام
تفاعل الشهيد كثيرا مع الثورات العربية حتى ذهب مثلا إلى مصر ليخطب فى ميدان التحرير ويحدثهم عن محنة إخوانهم العراقيين فى ساحة التحرير ببغداد وغيرها فى العراق المنكوب من الطغاة واللصوص والقتلة
إتصل الشهيد بى مرارا وأخبرنى بتهديدات جدية من أتباع ولاية الفقيه الإيرانية الصفوية فى العراق من قبل الأحزاب الدينية الحاكمة وذكر لى مرارا حزب الدعوة الحاكم والمجلس الأعلى المسيطر على الكرادة الشرقية التى يسكنها الشهيد وقد سرق المجلس، الكرادة الشرقية وبيوتها وأمنها وحركتها وحياتها. وقد حدثنى مرة عن استغلال الأحزاب الدينية الحاكمة للنساء واستغلالهن كإماء فى لون من ألوان الإسترقاق الحديث، وهو يمتلك وثائق ومشاهدات وشهود يحب أن يكتب عنها
إتصل الشهيد بى عدة مرات من شمال العراق وأخبرنى بتهديدات حقيقيية يواجههافى بغداد جعلته ينتقل برهة إلى الشمال ...كما ذكر لى بعد مدة وبالتحديد قبل يوم من شهادته بتهديدات جدية من حاشيتى نورى المالكى وعمار الحكيم وأنه يتوقع أنه سيقدم دمه رخيصا للعراق العظيم والوطنية المفقودة عسى أن يكون دمه محركا للشعب فى انتفاضة ضد الفساد المستحكم
سألته هل يزورك فى البيت أحد من الأحزاب الدينية الحاكمة قال لى كلا قلت من يزورك قال لى بعض المرتزقة الإعلاميين المدعين لليبرالية الذين يخرجون فى قناة السلطة والأحزاب الدينية الحاكمة. وكان الشهيد يظن أن زائريه من المرتزقة هم يتجسسون عليه وعلى حركته ويقومون بإيصال ذلك إلى السلطة مقابل حفنة من الأموال فطلبت منه أن لايسمح لهم بالدخول إلى بيته فإن السلطة العليا لاتأتى بنفسها بل قد توظف هؤلاء لعمل قذر ضدك وقد عرفنا تأريخهم وعبوديتهم للدرهم والدينار...
فعلا استقبل فى بيته إثنين ممن يتردد عليه كما قال من وعاظ السلاطين الذين نقرأ مقالاتهم اليومية وأعمدتهم فى جرائد السلطة فى مدح السلطة ونسمعهم يوميا فى قناة الحكومة وقنوات الأحزاب الدينية مادحين الطغاة وبعضهم يستلم عدة رواتب ضخمة دفاها عن جرائم وفساد الحكومة من أهمها شبكة الإعلام العراقية التابعة للحزب الحاكم
كتب الشهيد بوضوح وصراحة وبقلمه الشريف تحت عنوان"حملة تشهير ضدي يقودها اوباش مرتزقة وصبيان المالكي"
وضع يده على أساس البلاء والفساد دون أدنى مجاملة أو نفاق أو تزلف كما يعمله إعلاميو السلطة ومرتزقتها
كما قدم المهدى استقالته من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة وفق رسالته المؤرخة في 30/5/2009 عندما وجد المسرح غير هادف تابعا لأجندة السلطة ومرتزقتها. وفى رسالته إلى القاضي عبد الستار البيرقدار بتاريخ 21/3/2011، بعد شرح جرائم الحكومة ضده وضد المتظاهرين جاء ما يلي: "اطالب بقبول شكوى ضد القائد العام للقوات المسلحة بشخصه ووظيفته جراء تعرضي للاختطاف والاعتقال بلا مذكرة قضائية وبلا جرم وتعرضي للاهانة والضرب واصابتي بكدمة خطيرة في رأسي وورم في ساقي اليسرى!.." لقد عطلت الكاميرات فى منطقة حساسة جدا فى الكرادة قرب المنطقة الخضراء قبل تنفيذ الجريمة النكراء وبدم بارد بعد أن استقبلهم وضيفهم فى بيته الكريم. إن الدلائل تشير إلى أن يكون قاتله من معارفه وقد كان يقوم بواجب ضيافة القاتل الذي أطلق عليه طلقتين من مسدس كاتم للصوت في رأسه من الخلف وأرداه قتيلاحيث المهدي كان ينوي المشاركة في تظاهرات اليوم الجمعة التاسع من ايلول.
وكانت القوات الأمنية العراقية المنتشرة وسط العاصمة بغداد أغلقت، جميع مداخل المنطقة الخضراء وقطعت جميع الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير تحسبا لأي تداعيات أمنية محتملة قد تنتج عن تظاهرة اليوم الجمعة.
قبيل اغتياله كتب هادي المهدي "غدا 9.9 عرس حقيقي للديمقراطية في عراقنا الجديد .. سيخرج ابناء العراق بلا طائفية بلا احقاد يحملون قلوب ملؤها العشق والتسامح ليقولون لا للمحاصصة والفساد والنهب والفشل والعمالة يطالبون بعراق افضل وحكومة افضل واحزاب افضل وقيادات افضل".
واضاف في صفحته على الفيسبوك " انهم يستحقون ان نصفق لهم ان ننحنى لهم نشاركهم هؤلاء هم ماء وجه العراق وكبريائه وكرامته .. تحية للعراق في ساحة التحرير .. العار للسياسي الذي لا يفكر الا بقمع هؤلاء ومواصلة دجله وكذبه وفشله". 
و اشار الى جملة من التهديدات كان يتعرض اليها "كفى .. اعيش منذ ثلاث ايام حالة رعب، فهناك من يتصل ليحذرنى من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكر ليهددنى في الفيس بوك .. سأشارك في التظاهرات وانى من مؤيديها، وانا اعتقد جازما ان العملية السياسية تجسد قمامة من الفشل الوطنى والاقتصادي والسياسي وهي تستحق التغيير واننا نستحق حكومة افضل .. باختصار انا لا امثل حزب ولا اية جهة انما امثل الواقع المزري الذي نعيشه .. لقد سئمت مشاهدت امهاتنا يشحذن في الشوارع ومللت اخبار تخمة ونهب السياسيين لثروات العراق!"
أقول لك أخى الهادى المدى لقد
خافوك على دكاكينهم وسلطانهم وأموالهم وخفتهم على الوطن والوطنية والإنسان والكرامة والشرف خصوصا المساكين والفقراء والمعوزين وقد جاوزوا نصف الشعب تحت خط الفقراء بينما الطغاة يسرحون ويمرحون ببذخ وترف وسرقة وفساد بلا وازع أو ضمير أو إنسانية أو شرف لتقتل القيم كلها زورا باسم الديمقراطية وهى منهم براء براءة الذئب من دم يعقوب
وداعا يا هادي أيها العزيز الغالى الصادق الشريف الشجاع الأبى وهاهى قوافل الشهداء أمامك والمسيرة تسير إلى الأمام رغم جسامة التضحيات فقد قدم أكثر من 300 من الإعلاميين العراقيين أرواحهم فى طريق الكلمة الحرة متحدين الطغاة والعملاء ووعاظ السلاطين وجهنم العار بانتظارالطغاة ووعاظهم فلتطمئن روحك بنفس مطمئنة راضية مرضية
شتان بين الوطنى الشريف الذى سخر فكره وقلمه للوطن والمحرومين وعار على وعاظ السلاطين الذين تاجروا بكل القيم مدافعين عن الطغاة القتلة المجرمين مقابل حفنة من الأموال ومناصب دنيوية تافهة وأنت تجد مقالاتهم اليومية فى الجرائد الرسمية وبلسان السلطات المجرمة وأياديها الملطخة بدماء الشرفاء الوطنيين كالشهيد المهدى والكفاءات الوطنية العراقية. ومما يؤسف له هو ما يعانيه ما يعرف بالتيار الديمقراطى بلندن وكذلك لجنة دعم الديمقراطية فى لندن أيضا من الإستبداد ومن سيطرة بعض وعاظ السلاطين، فقد رأينا دعواتهم لوعاظ السلاطين وكذلك قمعهم للفكر الحر أو نقد الحكومة أو أى مداخلة شريفة حرة بل حتى الندوات حول الثورات كانت مدافعة عن السلطة وطغيانها رافضة تسميتها حتى فى مصر وتونس بالثورات ونافية الشهداء والمعتقلين والوسائل القمعية للسلطة ثم صرحوا علنا آنذاك ضد الشهيد هادى المهدى معتبرينه متشددا متطرفا وغير ذلك من الألفاظ... وكان فى لجنة دعم الديمقراطية مغالطات واضحة منها ما ادعاه الأعسم بأن أكثر أصحاب الشهادات المزورة هم من النساء؟!! فضلا عن غيرها كثير
من هنا التحية والإجلال والإكرام والإكبار للكلمة الشريفة الوطنية الصادقة لأمثال الشهيد هادى المهدى وشتان بينها وبين الكلمة الرخيصة لوعاظ السلاطين



#نبيل_الحيدرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلفاء الراشدون وتقافة المحبة والتسامح والتعايش
- شتان بين ثقافة المحبة والتسامح وثقافة البغضاء والتكفير فى رد ...
- التشيع العلوى والتشيع الصفوى/الحلقة الأولى
- لقاء مع المهدى المنتظر
- الفقيه الحبوبى مع الغزل والنسيب والخمرة
- مهدى الحيدرى وثورة العشرين
- الصدر الثانى مرجعية حركية عراقية
- العراق من نورى السعيد إلى نورى المالكى
- بين طه حسين ومحمد مهدى الجواهرى
- الحرية والتراث الإسلامى
- إيران واستبداد ولى الفقيه
- الدور الإيرانى فى العراق
- الجواهرى وطراطير السياسة وزناة الليل
- بين الشعائر والطقوس والخرافة
- ثقافة الأحاديث الموضوعة
- بين النص القرآنى وتفسير المفسرين
- الإصلاح الإجتماعى بين على الوردى وعلى شريعتى
- حزب الدعوة فى الميزان/الحلقة الأولى
- ثقافة الفرقة الناجية
- وعاظ السلاطين


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - بين قلم المهدى الشريف والقلم الرخيص لوعاظ السلاطين