معادلة الحياة

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 14:10
المحور: المجتمع المدني
    

معادلة الحياة

كلما تعرفت على الحياة ومارستها وخبرتها كلما احببتها والفتها وانسجمت بها وسيطرت عليها واصبحت سهلة وممتعة وكلما ابتعدت عنها وجهلتها وانزويت في حدود ذاتك الضيقة كلما احسست بالبؤس والخذلان والشقاء والتعاسة واحسست بصعوبة الحياة وظلمها لك وحملت المسؤولية للقدر والحظ واخترعت المبررات المعلقة على المجتمع من حولك ومقومات الحياة اللتي تخصك
لكي تعرف الحياة عليك فهمها اولا وامتلاك فلسفة خاصة بك لدخولها تمكنك من الثبات والتركيز والاستمرارية في خوض غمار الحياة ومعالجة المواقف المفاجئة والمستجدة بحكمة ودراية ومنطق مثمر بناء لتحقيق النتائج الايجابية التقدمية
والمهم في الامر ان تكون طريقة فهمك للحياة ومنهجيتك بها وفلسفتك الخاصة لخوض غمارها واسلوبك التنفيذي كل هذه الامور نابعة من اصل فكري مادي وجدلي رياضي وليس من اصل فكري غيبي كان يكون ديني او فلسفي وجداني يحاكي عالم ما وراء المادة
والسبب في هذا لان الحياة بمجملها قائمة على اساس مادي وذات محتوى مادي وعلاقاتها بين مكوناتها ومع الانسان منطلقة من فكر مادي وفهم مادي ولذا اصبح ما هو خارج حدود المادة لا علاقة له بالحياة وليس مثمر بها بل معيق لمجراها ومسيرتها ومسبب للارتباك والتراجع والتخلف والانحطاط والبؤس والفشل والاحباط ناهيك عن المآسي والكوارث والالام اللتي يتعرض لها الانسان جراء ابتعاده عن المسار الطبيعي للحياة وفهمه لها بطريقة خاطئة غير منسجمة مع نواميسها ودستورها وتركيبها ومحتواها ومنهجيتها الحقيقية
اذن بكل بساطة يكون الباب الصحيح والرئيسي والوحيد للحياة هو علم المادة واللذي يتلخص او يتمثل بعلوم الطبيعة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء وغيرها بما يختص بالمادة من تركيب وتفاعل ومواصفات وحركة وعلاقات وتغيرات وماضي وواقع ومستقبل وفي كل هذه المواصفات تتمركز علاقة الانسان بها كونه بذاته مادة فكل خلية بجسده مادة وطاقته الحياتية اللتي تمنحه الحياة والاحساس بالوجود والكينونة هي مادة ايضا وعليه نكون بمعرفتنا لعلم المادة عرفنا علم الانسان والعلاقة الثنائية ما بين الانسان والمادة هي الحياة بحقيقتها حيث تفاعلاتها وتبادل التاثير والتغيير
من هنا تكون المعادلة بالشكل التالي : ( الحياة = المادة + الانسان ) بوجود عامل الوعي والادراك
عامل الوعي والادراك اللذي يتوفر للانسان بفضل تميزه عن الحيوان ورقيه العصبي والعضوي هو اللذي يقود للعلم المادي وللمعرفة والخبرة الحياتية في التفاعل مع مادتها وهو اللذي يقود في طريقة التاثير والتاثر بالوسط المادي المحيط لخلق حركة الحياة وتجسيدها على الواقع
اصبح واضح بان مقومات الحياة اولا تبدا بالوعي ثم الانسان ثم المادة
والوعي هو عامل تشغيل معادلة الحياة فان اختفى توقفت معادلة الحياة رغم وجود عناصرها
نصل بهذا المنطق الى نتيجة مفادها بان الشعوب المتخلفة تفتقد للوعي اولا وتفتقد للمعرفة والعلم ثانيا والوعي اهم من العلم حيث ان العلم لا يعمل دون عامل تفاعل وحركة على اعتبار ان الوعي هو الطاقة اللازمة لتشغيل العلم ودفعه في طريق الحياة
الوعي بمعناه الحيوي هنا هو الفكر المادي وهذا يلزمه توسيع الادراك وتنمية قدرات الفهم والاستيعاب الذهني وتنمية كافة القدرات العقلية الموازية مثل الربط والاستنتاج والقياس والتوقع والتخمين والاستقراء والمطابقة والموازاة والمعادلة والتنسيق والمنطق والفلسفة والتحكيم والمفاضلة والفكر البحثي والاستكشافي والنظر للامور من كافة الجوانب والزوايا وسعة الافق والمرونة والتجديد والتحديث وتفعيل الذات والتاثير بالمحيط والتعاطي والتبادل التاثيري والتفاعلي مع الوسط المحيط بكل حالاته وظروفه والانسجام الكامل مع كل بيئة وظرف وحالة اضافة الى تنمية القدرات الجسدية والنفسية كاطار يشمل العقل والوجدان حيث ان الانسان كيان متكامل جسدا ونفسا وعقلا
بمعنى ان الوعي مرتبط ببناء الشخصية بشكلها المتكامل والانسان الواعي هو صاحب جسد سليم ونفسية سليمة وعقلية سليمة فالوعي ليس منحصر بالفكر فقط انما هو صفة حضارية لشخصية الانسان وكيانه كاملا
فاذا امتلك كل فرد بالمجتمع صفة الوعي ثم امتلك العلم والمعرفة ثم انخرط في الحياة متفاعلا معها منسجما ومندمجا في خضمها تكون النتيجة مجتمعا متحضرا تقدميا يمتلك ناصية الحياة ويسيرها بطريق التقدم والتطور نحو هدف الرفاه والسعادة والرخاء له وللانسانية حاضرا ومستقبلا

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات