أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الجدار وفقدان التواصل














المزيد.....

الجدار وفقدان التواصل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل كل انسان كيان مستقل بأفكاره وأحلامه وطموحاته وذكرياته، وكأن لكل انسان دائرته الخاصة والتي تتقاطع مع دوائر أفراد مجتمعه والمحيطين به فيفهم منهم ويفهمون منه بمقدار ما تتقاطع دوائرهم، وبمقدار ما يتيحون لبعضهم من فرصة للتقارب والتواصل واندماج الدوائر، بدون هذا الاقتراب والتواصل يتحول الأفراد لقوالب مصمتة يتصرف كل قالب منها بمعزل عن الأخر وبدون مراعاة لحدود وحقوق الأخر فيحدث الصدام وتبدأ الصراعات وتسوء الأمور.

ينطبق ذلك على كل العلاقات البشرية بما فيها علاقة الحاكم بالمحكوم، فلو لم يكن ذلك الحاكم يحوز رضا معظم المحكومين ويتفهم احتياجاتهم ويكون على تواصل دائم مع نبضهم وإرادتهم والتيار الذي يسير فيه الرأي العام، يفقد هذا الحاكم أهليته للحكم.

فعندما يعترض الشعب بمختلف أطيافه على تولية أحد الأفراد لمنصب يرون أنه لا يستحقه ولديهم أسبابهم المنطقية والعقلانية ثم يصر الحاكم على توليته المنصب فهذا فقدان للتواصل.

عندما يكون هناك اهدار للمال العام واضح لكل ذي عين واستغلال للنفوذ وفساد يتم السكوت عليه بينما تفرض المزيد من الضرائب والأعباء على الطبقات المطحونة فيعلوا صراخهم دون أن ينصت أحد أو يتراجع عن فرض المزيد من الضرائب، فهذا فقدان للتواصل.

وعندما ترفض الغالبية العظمى من الشعب توريث الحكم لفرد خالي من المؤهلات ولا يتمتع بأي شعبية فيكون رد الفعل هو الاستمرار في تمهيد الطريق لوصوله للحكم وتكريس وسائل الاعلام وموارد الدولة لخدمة مشروع التوريث ، فهذا فقدان للتواصل.

عندما يستجير الفلاحون بكل الجهات المسؤولة ان تهتم بمأساتهم في عدم توفر ماء الري وفساد البذور وارتفاع أسعار السماد واحتوائها على مسرطنات وافتقادهم للرعاية والاهتمام وهم عماد الدولة وأمنها الغذائي الذي يجب دعمه وتشجيعه فلا يجدوا اذان مصغية ويروا الماء وقد تم تحويله ليسقي استراحات الكبار وملاعب الجولف، فهذا فقدان للتواصل.

وعندما تفقد التواصل في امور مصيرية وتضع الشعب بين كفي الرحى فيصبح مطحون على كل الجوانب فأنت تبعث فيع قوة من ليس لديه شئ ليخسره ولا تكفي كل القوى القمعية في الوجود لايقافه وترهيبه والحد من اندفاعه فتحدث ثورة.

لم يختلف الأمر كثيرا في أحداث السفارة الاسرائيلية، فقد صرخ الشعب وخرج غاضبا يعبر عن سخطه الشديد لمقتل جنوده على الحدود وانتظر طويلا لأي رد فعل مناسب من ساسته يحفظ له ماء الوجه ويشعره أن كرامته التي ثار من أجلها استردها أو استرد بعضا منها. فماذا كان رد الفعل !! فقط مزيد من الحماية والرعاية للسفارة الاسرائيلية ، وجدار يذكرنا بجدار غزة على أراضي القاهرة ، بينما على الجانب الأخر نجد قرارت حازمة وحاسمة وقوية من الحكومة التركية المنتخبة التي تحترم مواطنيها عندما لم تنصفهم الأمم المتحدة ولم تعيد لهم حق ضحاياهم في سفينة مرمرة.

ليس من المستغرب اذا أن يحدث ما حدث وبدلا من الاسراف في استخدام القوة ولوم شباب متحمس على اندفاعه ، لوموا من لم يقوم برد الفعل المناسب في الوقت المناسب لمنع التصعيد ، لوموا من صم أذانه وفقد التواصل مع صوت الشعب ورغبته في الشعور بكرامته الانسانية التي فقدها لعقود.

لا يمكن أن تحكم شعب ضد ارادته وضد طبيعته ، قليلا من الفهم والتواصل والحسم يصنع فارق.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الخداع
- خطوط حمراء
- في الظلام
- العودة الى الميدان
- سلسلة العنف
- لوحة سريالية
- عندما تتعدد الخيارات
- بين التخوين والتكفير
- الرعب الأخضر
- في عالم أخر
- فن إخماد الثورات
- هموم نسائية
- إعلامنا الذي لم تصله الثورة
- الجريمة والعقاب
- الإنكار
- نحو انتخابات نزيهة
- السباق الأخير
- الرئيس المزمن
- ألحان ثورية
- لأنه رجل


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الجدار وفقدان التواصل