أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - تركيا واسرائيل - لجنة -بالمر- وشرعية الحصار والقرصنة















المزيد.....

تركيا واسرائيل - لجنة -بالمر- وشرعية الحصار والقرصنة


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


تبقى الحقيقة الواضحة انه رغم هذه المكانة الاستثنائية لتركيا إلا أن أمريكا وحلفاءها تفضّل كلب الحراسة الإسرائيلي، الذي يدين بجبروته وغطرسته للدعم الغربي، ولذلك لا تشعر إسرائيل الرسمية بأي حرج عندما تؤكّد أنها لا تنوي الاعتذار، لان ذلك سيشكل سابقة إستراتيجية، لا اقل ولا أكثر
// تقرير بالمر ينتهي إلى أن "على إسرائيل وتركيا أن تجددا العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بينهما وإصلاح منظومة العلاقات في صالح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وباعتقادي أن هذه الفقرة هي الفقرة المركزيّة في التقرير، بمعنى ترتيب أوراق أمريكا في المنطقة وإعطاء مظلة حماية لعدوانية إسرائيل والحفاظ على الدور التركي لأهميته الاستثنائية بالنسبة لمنظومة المصالح الامبريالية في المنطقة

موقف الحكومة التركية الحازم بعد تقرير لجنة "بالمر" المعنية بأسطول الحرية هو رد حقيقيّ وشرعيّ على تقرير مشوّه للجنة مشوّهة وكتاب تعيين مشوّه، وهو تعبير عن رفض التسليم بالغطرسة الإسرائيلية التي استكثرت الاعتذار على قتل مواطنين أتراك، وتعبير عن مصالح الجمهورية التركية فيما يتعلق بمكانتها السياسية والاقتصادية في المنطقة وبأمنها القومي.
لا شك أن موقف الحكومة التركية يتناقض في هذه الجزئية مع حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي أمالت الميزان بالكامل ضد تركيا وفي صالح إسرائيل. ورغم ذلك فإننا نستمع، صباح مساء، إلى قلق الولايات المتحدة وقلق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وحتى أوساط سياسية واقتصادية في إسرائيل من تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية وتأثيرها على التبادل التجاري والعسكري بين الدولتين، وعلى ما يسمونه "الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". بمعنى صيانة مصالح الولايات المتحدة والغرب عموما في المنطقة، خاصة في ظل الحراك الشعبي الذي يعمّ العالم العربي.
عليه ثمة حاجة لإجراء قراءة سريعة لتقرير لجنة بالمر.



تركيب اللجنة وكتاب تعيينها
قراءة سريعة لملابسات تشكيل لجنة بالمر ولتركيبتها وكتاب تعيينها تفضي بالضرورة الى وجود هوة سحيقة بين اللجنة وبين النزاهة والموضوعية. فقد أقيمت لجنة بالمر بناء على إعلان من الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" في شهر آب من العام الماضي.
جرى إقرار اللجنة بعد مداولات عديدة على المستوى الدولي عموما ومع الحكومتين التركية والإسرائيلية، لكن الذي حسم تركيبة اللجنة وكتاب تعيينها كان اللقاء الذي جمع اوباما بنتنياهو في مطلع تمّوز من العام الماضي، والزيارات المكوكية التي قام بها مستشار نتنياهو "اسحق مولخو" للولايات المتحدة بعد ذلك، "والتي بدونها لم يكن بمستطاعنا أن نحصل على كتاب تعيين كهذا" حسب ما أدلى به مصدر سياسي اسرائيلي كبير ( هآرتس 11.8.2010).
اللجنة مؤلفة من أربعة أعضاء هم: جفري بالمر، رئيس وزراء نيوزيلندا الأسبق، وهو خبير بالقانون البحري وموالٍ للولايات المتحدة (رئيس اللجنة)، والفارو اوريبا، وهو رئيس سابق لجمهورية كولومبيا وقد قدمته وسائل الإعلام الإسرائيلية كصديق حميم لإسرائيل ولأمريكا (هآرتس 11.8.2010)، وهو نائب رئيس اللجنة بالإضافة إلى دبلوماسيين سابقين، واحد إسرائيلي والآخر تركي (يوسي تشاخانوفر واودم سنبراك).
اما القرارات فتتخذ في اللجنة بالتوافق بين رئيسها ونائبه.
التسمية الرسمية للجنة ليست لجنة تحقيق، إنما طاقم فحص يدرس تقريري لجنة التحقيق الإسرائيلية (لجنة تيركل) ولجنة التحقيق التركية، والهدف من إقامة هذا الطاقم هو تقديم توصيات كي لا يتكرر ما حدث في أسطول الحرية!!
كتاب التعيين لم يشمل الاستماع إلى شهادات حيّة ولم يشمل التحقيق مع جنود أو ضباط ولم تشتمل صلاحيات اللجنة (الطاقم) التخويل بإلقاء مسؤولية جنائية لا شخصية ولا مؤسساتية، بمعنى أن تبرئة إسرائيل العمليّة تمت قبل أن تبدأ اللجنة عملها.



مضمون تقرير اللجنة
يتألف تقرير لجنة بالمر واوريبا المؤيدين لإسرائيل ولأمريكا من 104 صفحات.
التقرير يفيد بان حصار غزّة يعتبر "وسيلة أمنية شرعية لمنع إدخال وسائل قتالية إلى قطاع غزّة عن طريق البحر"، وتجاهل التقرير في قراره هذا ما يلي:
1- قطاع غزّة ليس منطقة سيادية إسرائيلية وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ولذلك فان قطاع غزة والشعب الفلسطيني غير مكلفان بأمن اسرائيل ولذلك لا حق لإسرائيل من هذا الباب بحصاره.
2- الحصار شمل ولا يزال يشمل مواد ومستلزمات الحياة المدنية الطبيعية لأي مجتمع ولا يحمل أي طابع امني على الإطلاق ولذلك ايضا فهو غير شرعي.
3- إسرائيل تدّعي أنها انسحبت من قطاع غزّة ولذلك يفترض أن لا يكون لإسرائيل أي علاقة بالمياه الإقليمية التابعة للقطاع ويمكنها وفق القانون الدولي أن تتخذ إجراءات على حدودها المعترف بها.
4- العالم بأسره يعرف أن أسطول الحرية لم يحمل على متنه "وسائل قتالية" بل إغاثة إنسانية لشعب ولبشر يعيشون تحت حصار إجرامي.
5- إسرائيل تعرّضت للأسطول خارج مياهها الإقليمية أو بالأحرى في المياه الدوليّة.
حصار غزة هو جريمة ضد الإنسانية ترتكبها إسرائيل وتقرير لجنة بالمر باسم الأمم المتحدة أعطى الشرعية لهذه الجريمة.
تقرير بالمر يفيد بان إسرائيل استعملت قوّة مفرطة وغير منطقيّة ويتجاهل أن اسرائيل ارتكبت جريمة قرصنة وقتل من خلال استعمال وحدات عسكرية مختلفة ضد مدنيين ونشيطي منظمات حقوق إنسان.
تقرير بالمر يفيد بأن ركّاب سفينة المرمرة "ابدوا مقاومة عنيفة ومنظمة الأمر الذي ألزم جنود الكوماندو باستعمال القوة دفاعا عن النفس"، مما يشير إلى "استبسال" اللجنة في ليّ عنق الحقائق لتبرئة إسرائيل. فوفق هذا القرار:
1- يصبح الكوماندو الاسرائيلي مجرد سوّاح وصلوا بالصدفة إلى سطح المرمر أو ضحايا مساكين.
2- يصبح المعتدى عليهم - أصحاب وركّاب السفينة الذين جرى انتهاك سفينتهم- فاقدين للحق في التصدي (بوسائل بدائية) لجنود مدججين بأحدث الأسلحة والتقنيات.
3- يصبح استعمال القوّة والقتل من قبل الكوماندو الاسرائيلي أمرا مشروعا وشكل من أشكال الدفاع عن النفس.
تقرير بالمر طالب إسرائيل أن "تبدي أسفها لما حدث خاصة على ضوء النتائج"، الأمر الذي يعني:
1- أن إسرائيل لا تتحمّل أي مسؤولية عن القتل وكأنه جاء نتيجة كارثة طبيعية يأسف لوقوعها.
2- إبداء الأسف يأتي على "ضوء النتائج"، بمعنى انه لو كانت النتائج غير ما كانت عليه لأصبحت القرصنة الإسرائيلية أمرا لا يستدعي حتى لإبداء الأسف.
تقرير بالمر ينتهي إلى أن "على إسرائيل وتركيا أن تجددا العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بينهما وإصلاح منظومة العلاقات في صالح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وباعتقادي أن هذه الفقرة هي الفقرة المركزيّة في تقرير بالمر واوريبا، بمعنى أن الهدف من إقامة اللجنة لم يكن معاقبة الجناة ولا إدانة الحصار على شعب كامل ولا التصدي للقرصنة، إنما من اجل ترتيب أوراق أمريكا في المنطقة وإعطاء مظلة حماية لعدوانية إسرائيل والحفاظ على الدور التركي لأهميته الاستثنائية بالنسبة لمنظومة المصالح الامبريالية في المنطقة.
لا شك أن قوّة تركيا العسكرية ومكانتها الإستراتيجية بين الشرق والغرب ومكانتها الثقافية والتاريخية بين الدول العربية والإسلامية وبين أوروبا، إضافة إلى مكانتها الاقتصادية الصاعدة كصاحبة اكبر ناتج قومي في المنطقة (أكثر من 700 مليار دولار) وأعلى نسبة نمو اقتصادي في العالم (10-11% سنويا)، كل هذا يشكّل ثقلا استراتيجيا لا يستطيع الغرب أن يتجاوزه خاصة في ظل الحكومة التركية الحالية التي تمثّل نظاما إسلاميا "معتدلا" والتي تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي وتبقى ضمن علاقات متميزة مع الولايات المتحدة وبذلك تطرح نموذجا معقولا من ناحية الغرب للحالة العربية في ظل الحراكات الشعبية.
تبقى الحقيقة الواضحة انه رغم هذه المكانة الاستثنائية لتركيا إلا أن أمريكا وحلفاءها تفضّل كلب الحراسة الإسرائيلي، الذي يدين بجبروته وغطرسته للدعم الغربي، ولذلك لا تشعر إسرائيل الرسمية بأي حرج عندما تؤكّد أنها لا تنوي الاعتذار لان ذلك سيشكل سابقة إستراتيجية، لا اقل ولا أكثر.
من هنا فان لجنة بالمر ليست لجنة بان كي مون إنما هي لجنة اوباما ونتنياهو.



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة تبيع المواطنين في المزاد العلني
- النازية وصلت للحكم بالانتخابات ومهدّت لجرائمها بسنوات
- توفيق طوبي المعلم والبوصلة
- قادرون معًا على هزم الفاشية والعنصرية
- عبدالله حوراني: على قلق كأن الريح تحته
- النقب أولا
- دروس النصر على النازية
- خمس سنوات على رحيل ابي عمار - بين الحصار والانفاق والسراب ال ...
- لماذا أجازت الرقابة العسكرية نشر شهادات جنود عن جرائم ارتكبو ...
- بين غدعون ليفي ومجلي وهبة بين الكرامة وفقدان الحياء
- إلى محمود درويش: كفاك موتا... لا وقت لدينا للموت
- تعلموا من التاريخ ... أدرسوا التاريخ
- في ذكرى الانتفاضة الحمراء 1958الناصرة تطلق الصرخة الحمراء وت ...
- المساواة للمرأة شرط ضروري لبناء مجتمع صحي وحضاري
- الحكيم آمن أن حكاية العنقاء الفلسطينية ليست خرافة
- التمسك بمبدأ التقسيم وشعار الدولتين يعني التمسك بإقامة الدول ...
- شرف السواقي أنها تفنى فدا النهر العميق-.... لقاء المبدعين: ل ...
- فلسطين اليوم - بدون مجاملات لأحد..
- أبو خالد (حيدر عبد الشافي) لم يعد حيّاً معنا ولكنه سيظل حيّا ...
- ملاحظتان على هامش ذكرى النكبة وهامش فلسطينيتنا


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بركة - تركيا واسرائيل - لجنة -بالمر- وشرعية الحصار والقرصنة