أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل















المزيد.....

الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 10:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



العقل الحروحده هوالقادرعلى التمييزبين الحق والباطل ، بين الظاهروالباطن ، بين الديماجوجية والموضوعية . والإعلام فى العالم كله ينقسم إلى قسميْن : قسم يعتمد على المعلومات مع نبذه للخطاب الإنشائى ، وقسم يعتمد على الخطاب الإنشائى مع تجاهله للمعلومات. وإذا كان يمكن تصنيف الإعلام المصرى ضمن القسم الثانى ، فإنه يعتمد – بالإضافة إلى ذلك -على العواطف والأيديولوجيا بصفة أساسية ، وهما آفتان يقتلان أى إعلام ناجح ، يعتمد- أساسًا- على المتابعة الدقيقة والحياد التام. تأكد هذا الموقف فى الأسابيع الماضية عندما روّج أمريكيون وإسرائيليون لمشروع ترحيل الغزاويين إلى سيناء وتوطينهم فيها بشكل دائم ونهائى ، حتى تكون غزة لإسرئيل من ناحية ، ونهاية مأساة الغزاويين من ناحية ثانية.
أول ملاحظة على الإعلام المصرى هوالظهوربمظهرالمفاجأ بالمشروع ، وكأنّ هذا المخطط حديث الولادة ، بينما هومشروع صهيونى أنجلوأميركى قديم ، وفى عام 1929 عبّرعنه عضو مجلس العموم البريطانى (ود جورد) إذْ تقدّم بطلب اقترح فيه على مصرأنْ ((تتنازل للفلسطينيين عن شبه جزيرة سيناء)) وأشارإلى أنّ اليهود يُرسلون بعض الأساتذة والأحبارإلى طورسيناء ((ليقوموا بتنقيبات عن التركة الموسوية هناك حيث كان التيه وكان المن والسلوى . وحيث يقال أنّ بعض المهندسين اليهود تمكنوا خلال الحرب العظمى الأولى من استكشاف أنّ الجدب فى سيناء ، ليس إلاّ أكذوبة قارحة ، وأنه توجد تحت الطباق الرملية مجارٍللمياه ومنابع للخصوبة)) (مجلة العصور- برمهات / مارس 29) وحذرأ. عمرنايت من الاستسلام للمخطط الصهيونى ، لأنه فى حالة عدم التصدى لهذا المخطط ، فإنّ ((فلسطين ستكون يومًا ما ملكًا لبنى إسرائيل)) أما تحذيره الثانى فكان عن مصرومستقبلها إذا لم تنتبه للمخطط الصهيونى فكتب ((يجب أنْ نتطلع إلى ذلك اليوم ، فإنه سيكون الحد الفاصل بين عهديْن : عهد مصرالذهبى وعهدها المظلم ، فبعد ذلك اليوم ستكون مصركمية مهملة. وستكون عضوًا أثريًا فى مملكة داود الجديدة)) (المصدرالسابق – أمشير / فبراير29) واعترف السياسى الفلسطينى حسن عصفورأنّ هذا المخطط تجدد فى عام 55 عندما ظهرت خطة (جونستون) لتوطين الفلسطينيين فى سيناء . واعترف به الكاتب الفلسطينى عبدالقادرياسين الذى اعتقلته المخابرات الفلسطينية عام 55 إذْ قال لسكرتيرالمخابرات ((إنّ الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية هدفها إنْ إحنا نُرغم على القبول بمشروع سيناء لتوطين اللاجئين)) فقال له سكرتيرالمخابرات الفلسطينية ((هذا المشروع لصالحكم . إنت بتنسى إنْ فيه ربع الفلسطينيين فى غزة مصابين بالسل. وكمان إنتم جعانين)) (صحيفة القاهرة 6/11/2007) وذكرد. مصطفى خليل الديوانى أنّ مجلس المستوطنين الإسرائيلى صرّح أنه يجب أنْ تمتد حدود قطاع غزة إلى ماوراء خط الحدود الراهن بين مصروإسرائيل مقتطعة جزءًا من سيناء بتوطين بعض الفلسطينيين (أهرام 4/2/2008) وفى حوارأجرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية يوم 4/6/2006 مع (جيوراآيلاند) رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى ، قال إنه اقترح على شارون فى عام 2004 ضرورة ((ضم 600كم إلى قطاع غزة من شمال سيناء واستخدام هذه المساحة فى بناء ميناء دولى ومطاردولى ومدينة يعيش فيها مليون فلسطينى. وضم 600كم من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل لضمان إقامة حدود آمنة. ومنح المصريين تعويضًا إقليميًا فى النقب الجنوبى يصل إلى 150 كم وتعويضات أخرى على شكل مساعدات دولية وتنمية اقتصادية ، وحفرنفق يصل مصربالأردن من شمال إيلات. ونقل مساحة صغيرة (حوالى 100كم) من أراضى الأردن إلى الفلسطينيين ، حتى تُصبح المساحة التى يُسيطيرعليها الفلسطينيون 105% من المساحة التى يُطالبون بها اليوم)) (مجلة مختارات إسرائيلية- يوليو2006) وكتب د. أشرف الشرقاوى أنّ (أرض إسرائيل) اسم يُطلقه اليهود على المنطقة التى تضم الأراضى الفلسطينية المحتلة والأردن وأجزاء من سوريا ولبنان والعراق ومصر(المصدرالسابق- نوفمبر2006 ، ويناير2007) .
وفى الكتاب المهم الذى أعدّه د. محجوب عمربعنوان (الترانسفير: الإبعاد الجماعى فى العقيدة الصهيونية) رصد فيه تصريحات السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين يرون أنّ حل مشكلة الفلسطينيين لن تكون إلاّبترحيلهم وتوزيعهم على الدول العربية مثل العراق وليبيا والأردن إلخ . وقال (إيهود أولمرت) إنّ ((التهديد الديموجرافى (الفلسطينى) يُمثل خطورة على جميع أشكال حياتنا)) وقال نائب وزيرالدفاع (ميخائيل ديكل) أنه ((من أجل ألاّتتحول المنطقة إلى برميل بارود ، فعن طريق الترانسفيرفحسب يمكن حل المشكلة الفلسطينية)) وكان ذلك فى يوليو1987.
وبالفعل نجحت إسرائيل – خلال حرب 67- فى إجلاء أكثرمن ربع مليون فلسطينى إلى الضفة الشرقية للأردن ، حيث أقيمت لهم فى عجلة مخيمات جديدة . ودعا آريل شارون – فى ذاك الوقت – الفلسطينيين للانتقال إلى الجانب الآخرمن النهر، ورحّب بمساعدتهم على تغيير النظام الملكى لإقامة دولتهم الخاصة (فى الأردن) وكتب (يوسف ولتر) فى صحيفة معاريف (17/7/87) : ((إنّ الحل الأفضل لعرب الأراضى المحتلة وللشعب الإسرائيلى هونقل العرب خارج هذه الأراضى . من الضرورى نقل عرب الضفة وقطاع غزة إلى الأردن ، فى إطارإتفاق مع جيراننا)) وكتب (حاجى أشد) فى (دافار) 17/7/87) أنه من أجل إيجاد حل لمشكلة الضفة الغربية وغزة ((ولمشكلتنا الديموجرافية وللمشكلة الفلسطينية ، ولمشاكل الفلسطينيين والأردنيين – كل ذلك فى ضربة واحدة – ستُصبح لنا حدود آمنة مع الأردن ، وستكون للفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة شرقى نهرالأردن)) وعن ليبيا ذكر(إسرائيل شاحاك) فى مجلة (دراسات فلسطينية التى تصدرباللغة الفرنسية فى باريس- عدد 29 خريف 88) أنه فى جلسة 18يناير56 التى ضمّتْ (ليفى أشكول) وزيرالمالية آنذاك تم طرح فكرة توطين الفلسطينيين فى ليبيا . وكانت الفكرة تقضى بإنشاء مستعمرة عربية فى ليبيا من ملاك الأرض الفلسطينيين ، على أمل اجتذاب فلسطينيين آخرين)) وعن العراق ذكر(شبتاى طيف) فى صحيفة هاآرتس 1/10/88 أنّ (أهارون أهرونسون) وهوواحد من رواد العلوم فى إسرائيل كتب ((يجب تحويل الوادى الواسع الواقع ما بين دجلة والفرات إلى (جنة العالم) كما يجب عرض مساحات من الأراضى الخصبة جدًا هناك على عرب إسرائيل . وبهذا سيقتنع الكثيرمن العرب بالهجرة إلى العراق)) وفى مقال (النقل كحل صهيونى) ذكركاتبه (د. يسرائيل ألدار) إلى أنّ عرب إسرائيل سوف ينتقلون فى المستقبل إلى سوريا والعراق)) وذكر(شبتاى طيفت) فى صحيفة هاآرتس 2/10/88 أنّ (بن جوريون) بعد أنْ تأكد من أنّ حكومة بريطانيا أدارتْ ظهرها لمشروع بيل (ضمن مخطط ترحيل الفلسطينيين إلى الدول العربية) اعتقد (بن جوريون) أنه من الممكن إعادة الروح إلى فكرة التقسيم . كما تمسك بفكرة ترحيل العرب (الفلسطينيين) إلى العراق التى سبق أنْ صاغها (أدوارد نورمان) وضاعف فحواها ، فقد كتب إلى اللجنة التنفيذية الصهيونية فى ديسمبر38 ((لنعرض على العراق عشرة ملايين جنيه من أجل توطين عشرة آلاف أسرة عربية (فلسطينية) من أرض إسرائيل لديها)) .
وكتب (جدعون ليفى) فى صحيفة هاآرتس 25/10 /88 ((أعتقد أنّ عدد الذين تركوا الضفة الغربية وقطاع غزة يبلغ نحومائة ألف شخص. وهناك من يُهاجموننى متسائلين : لماذا لم تدفع بعرب الضفة إلى الأردن وعرب غزة إلى سيناء)) وكتب (إسرائيل شاحاك) رئيس الرابطة الإسرائيلية لحقوق الإنسان فى مجلة (دراسات فلسطينية) التى تصدرباللغة الفرنسية فى باريس- عدد 29 خريف 88 أنّ (يجال آلون) نائب رئيس الوزراء فى ذاك الحين اقترح ((نقل اللاجئين الفلسطينيين إلى صحراء سيناء. واقناع الفلسطينيين بالرحيل عن البلد)) وانتقد آلون الحكومة الإسرائيلية لأنها لاتقوم بإعلام كافٍ ((فى الأوساط العربية لتشجيع الهجرة)) وذكرأنّ مناحم بيجين أوصى ((بتدميرمخيمات اللاجئين. وبنقل أهاليها إلى سيناء التى أنتزعتْ مؤخرًا من المصريين)) (أنظر: محجوب عمر- المصدرالسابق- دارالبيادرللنشروالتوزيع- عام 1990).
تدورأغلب كتابات الإسرائيليين حول مصروالأردن لتهجيرالفلسطينيين ، أى أنّ إسرائيل ترى التخلص من مشكلة الشعب الفلسطينى على حساب الشعبين المصرى والأردنى. وبهذا تضرب الاستقراروتزرع الفتن بين أبناء الشعوب المصرية والأردنية والفلسطينية. وإذا كان الترانسفير هوحلم إسرائيل السعيد ، فلماذا تتطابق تصرفات وأقوال بعض الفصائل الفلسطينية مع حلم إسرائيل بتوطين الفلسطينيين فى سيناء ؟ مثل موقفهم بالموافقة على خطة (جونستون) عام 55؟ وموقفهم عام 2008 عندما حطّموا الجدارالأسمنتى لمعبررفح المصرى فى أكثرمن عشرين موقعًا ، واستخدموا البلدوزرات فى هدم الجدارالجانبى للمعبر، وذلك علنًا وفى وضح النهار، واعتدوا على الجنود المصريين ، ووصل عدد القتلى والجرحى إلى 36 مصريًا ؟ واقتحامهم لبوابة صلاح الدين بعدد من السيارات التى شقتْ طريقها إلى الحدود المصرية من قطاع غزة ، ورفع الأعلام الفلسطينية على بعض المنشآت المصرية؟ وهل يمكن فصل ذلك عن اقتحام أكثرمن 700 ألف فلسطينى للحدود المصرية ، بما يخالف كافة أعراف القانون الدولى ، ناهيك عن ترويع المصريين . ورغم تسامح القيادة المصرية وتغاضيها عما حدث ، صرّح أصولى من أتباع كتائب عزالدين القسام (الجناح العسكرى لحركة حماس) أنهم سينسفون السورالحدودى مع مصربالكامل فى حالة إغلاقه. فى ذاك الوقت رأى الأصوليون الفلسطينيون أنّ الاعتداء على السيادة المصرية هوالخيارالأفضل ، لذلك لم يجرؤوا على اقتحام معبر(أرينز) الواقع بين غزة وإسرائيل رغم وجود اتفاقية بين الجانبين موقعة فى 29/8/94. ولأنّ الدبلوماسية المصرية تُفرّق بين سيادة مصرعلى أراضيها وبين الحق الفلسطينى المشروع فى التحرير، لذلك قال السفيرسليمان عواد المتحث باسم رئاسة الجمهورية، أنّ لمصرحدودًا وأرضًا وسيادة. وأنّ من واجبها أنْ تحفظها. وأنّ هذه هى الرسالة التى تم توجيهها إلى وفد حماس فى زيارته لمصر. وذكرأنّ مصرتغاضتْ عن الاقتحام الجماعى تقديرًا لمعاناة سكان غزة. وأنّ مصرغيرمستباحة. كما رفضت مصرما يتردد فى أمريكا وإسرائيل من تقاريرحول إيجاد إمتداد لقطاع غزة فى سيناء (أهرام 4/2/2008) وإذا كان شعبنا رحّب بهذه التصريحات ، فإنّ المهم هوالترجمة إلى أرض الواقع. وحسم مسألة التواجد الفلسطينى على الأراضى المصرية، خاصة من أتباع الفصائل الإسلامية الذين يُروّجون فى الصحافة وفى الفضائيات العربية لضرورة ((إعادة الفتح الإسلامى لمصر)) لأنّ المصريين مازالوا ((يعيشون عصرالجاهلية الحديثة)) ولعلها من سخريات القدرأنْ يأتى الفصيل الحمساوى الارهابى الذى تستقبله مصر، رغم أنه ليست له صفة رسمية ، ليفرض شروطه على المصريين.
وبعد العدوان الإسرائيلى على غزة فى ديسمبر2008 قتل الحمساويون الرائد (ياسرفريح) يوم 28/12/2008وأنّ هذا القتل كان نتيجة هجوم مسلح شنّته عناصرمن حركة حماس على نقطة الحراسة داخل الأراضى المصرية. وآنذاك كشفتْ المصادرالرسمية لصحيفة الأهرام أنّ لديها تفاصيل كاملة حول المخطط المشبوه الذى يستهدف مصروتشارك فيه دول عربية ، بالإضافة إلى تجنيد بعض الصحف الخاصة فى مصرمقابل تمويلها (أهرام 20/12/2008) .
إنّ السؤال المسكوت عنه فى الإعلام المصرى هو: إذا كانت بعض الفصائل الفلسطينية الإسلامية ترى أنّ حل مشكلة الشعب الفلسطينى تتمثل فى إحتلال سيناء والأردن ، فكيف نأمن نحن المصريين على أنفسنا من هذه الفصائل لوأنّ حلمهم تحقق فى أى وقت وتحت أى ظرف ؟ كيف نأمن على أنفسنا ، وقد سبق أثناء الصراع الدامى بين أتباع حماس وأتباع فتح ، أنّ (الحمساويين) كانوا يتخلصون من خصومهم (الفتحاويين) بإلقائهم من الأدوارالعليا ؟ وبرفع علم (حماس) بمنظوره الدينى ، ونزع علم (فلسطين) بمنظوره الوطنى ؟ وبسحل المرضى الفلسطينيين فى الشوارع ، وبالاعتداء على الجرحى (الفلسطينيين) فى المستشفيات ؟ وفى منع المرأة (الفلسطينية) من الاشتراك فى المظاهرات المنددة بالعدو(الصهيونى) لأن المرأة (عورة) بدءًا من شعررأسها إلى أظافرقدميها بما فى ذلك صوتها .
وكان من أخطاء الإعلام المصرى تجاهل (أوالجهل) بما يحدث من تسلل العناصرالارهابية لزعزعة الأمن المصرى عبر الأنفاق التى يحفرها الحمساويون. وأنّ مصركانت تعلم ذلك وتتغاضى عنه. وقد ترتّب على ذلك أنّ بعض الإسرائيليين أقاموا دعوى قضائية ضد مصر طالبوا فيها بتعويضات قدرها 350 مليون جنيه بسبب مافى حوزتهم من معلومات موثقة عن تواطؤمصرمع حركة حماس(وفق ماجاء فى عريضة الدعوى) وتسهيل أعمال التهريب الخاصة بالسلاح والمال مما ألحق الضرربإسرائيل وأسقط قتلى ومصابين من بين مقيمى الدعوى. فهل من حق مصرأنْ تتخذ ماتراه لحماية أمنها القومى ، أم تظل أسيرة لرغبات الحمساويين الذين انقسموا إلى فريق فى غزة وفريق فى سوريا ويتصارعون فيما بينهم ، حول من يحصل على الأموال والمعونات القادمة من الاتحاد الأوروبى ، هذا غير خلافاتهم الدائمة مع السلطة الفلسطينية؟ وهل من المقبول بعد كل (الصبر) المصرى فى استضافة الحمساويين ، فى رحلات مكوكية (يتحمل نفقاتها شعبنا المصرى) لحل مشكلتهم مع السلطة الفلسطينية وإجراء المصالحة بينهما ، وحل مشكلة الأسرى الفلسطينيين ، أنْ يُصرّح فوزى برهوم (أحد القيادات الفلسطينية) أنّ الجدارالذى تقيمه مصر((يُمعن فى خنق قطاع غزة ولايخدم مصروإنما يخدم إسرائيل)) (قناة الجزيرة- الشريط الاخبارى يوم 26/12/2009) هل لهذا الكلام ((يخدم إسرائيل) معنى آخرغيرأنّ مصرتعمل لصالح إسرائيل ضد الفلسطينيين ؟ وفى أخبار صباح يوم 28/12/2009 فى قناة الجزيرة استضافتْ أحد الفلسطينيين الإسلاميين وسأله المذيع عن رأيه فى مشروع الجدارالذى تبنيه مصر، فقال ((إنّ مصرالتى تدعى أنها تفعل ما تراه متمشيًا مع سيادتها على أراضيها ، فإنّ الواقع يقول عكس ذلك ، حيث أنّ مصرتتلقى تعليماتها من إسرائيل)) وتتفاقم المشكلة أكثرعندما ينضم العروبيون والأصوليون المصريون إلى تأييد حماس ، وترديد كل مايقوله الحمساويون عن ((عمالة مصرلإسرائيل وأمريكا)) خاصة وأنهم يرون مارآه عبدالناصربعد هزيمة بؤونة / يونيو67إذْ قال ((إنّ سيناء بكل مافيها من نفط وثروات معدنية لاتهمنى بقدرإهتمامى بالضفة وسكانها. وأنّ القدس قبل سيناء)) (نقلا عن أ. رجاء النقاش- أهرام 4 ،11يناير2004).
وإذا كان الإسلاميون والعروبيون المصريون ، يتهمون القيادة المصرية بالتفريط فى القضية الفلسطينية ، والعمالة لأمريكا وإسرائيل ، فإنهم فى نفس الوقت يتغاضون عن المذابح التى تم تدبيرها للفلسطينيين من بعض الأنظمة العربية ، كما حدث لهم فى سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد ، وكما حدث لهم فى مذبحة شهر توت / سبتمبر1970وهى المذبحة المشهورة فى الإعلام العربى ب (مذبحة أيلول الأسود) حيث تعاظم الصراع بين الشعب الأردنى والفلسطينيين المقيمين فى الأردن ، وحيث شاع فى الصحف الأردنية أنّ الفلسطينيين فى الأردن ((أصبحوا دولة داخل الدولة)) وأنهم على وشك التحكم فى كل مقدرات المجتمع الأردنى. فكان أنْ اضطرالملك حسين يوم 20 سبتمبرأنّ يطلب – فى رسالة نقلها من خلال السفيرالبريطانى فى عمان ، أنّ يهاجم سلاح الجوالإسرائيلى المدرعات السورية التى اجتاحت الأردن ، واحتلتْ إربد وتستعد للتقدم جنوبًا . ثم وصلت برقية من السفيرالأمريكى فى عمان قال فيها ((الحسين هاتفنى ليطلب من نيكسون تدخلا ماديًا فوريًا عبرالجو والبرللحفاظ على سيادة ووحدة استقلال الأردن. هناك حاجة لهجمات جوية فورية على القوات (الغازية) من أى مصدركان)) (أنظرالتفاصيل فى مجلة مختارات إسرائيلية- عدد نوفمبر2009 من ص 61- 64) خلاصة هذا الدرس أنّ الملك حسين طلب من الجيش الإسرائيلى إنقاذه من السوريين والفلسطينيين فى نفس الوقت .
وإذا كانتْ وقائع طرد الفلسطينيين من أكثرمن دولة عربية ، وربط ذلك بالأنظمة العربية التى تتاجربالقضية الفلسطينية أكثرمن تعد أو تُحصى فى هذا الحيز، فإننى أرجوالعقول الحرة المتحررة من أية عواطف ومن أية أيديولوجيا ، أنْ يتأملوا ما قاله عبدالقادرالحسينى فى الأربعينات من القرن العشرين ، حيث قال ((إنّ الأنظمة العربية تركتْ لنا خيارًا بين ثلاثة : أنْ نهرب إلى العراق ، أو ننتحر، أو نسقط هنا مقاتلين)) (نقلا عن د. محجوب عمر- مصدرسابق ص 18) .
*******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية الدينية وآليات حكم الشعوب
- الأصولية اليهودية والعداء للسامية
- الترجمة عن العبرى وعقدة التطبيع الثقافى
- الهوية بين الولاء للوطن والولاء للدين
- الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟
- جامعة الاسكندرية والأصولية الإسلامية
- المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟
- الثورة ومخاطر غياب الحس القومى
- دعوة لقراءة كتاب (من هنا نبدأ) بعد 60 سنة من التراجع
- عبد المتعال الصعيدى : أزهرى خارج السياق
- الإسلاميون فى البرلمان : المقدمات والنتائج
- ضباط يوليو52وثوار يناير2011 بين الحقيقة والوهم
- وثيقة الأزهر ووهم تنبى دولة الحداثة
- جهاز المناعة القومى
- الأمة المصرية فى مواجهة (الجيتو) الإسلامى
- الإخوان اليهود والإخوان المسلمون


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل