أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟















المزيد.....

- 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 02:10
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أقول: مع بداية القرن الجديد كشف المتطرفون المسلمون عن وجههم الحقيقي وعن نواياهم السود تجاه مبدء التعايش بين الشعوب والديانات والأمم ، وتبين للعالم إن هذا الدين غير قادر على تبني شعاراته حول مفهوم الحوار والجدل بالحسنى ، كما وكشف لنا عن عجز واضح لدى المتحدثين بأسمه والمنادين بحاكميته على أنهم لا يملكون مايؤهلهم لذلك من دون اللجوء إلى الإنتحار والقتل ، ولقد أثبتت أحداث الحادى عشر سبتمبر إن دين المتطرفين والإرهابيين لا يراعي أبسط الحقوق ولا يعترف بالمحرمات ، وصار القتل لأجل القتل سُنة عندهم يمارسونها كطقوس بدم بارد تجلى هذا في كل موقعة وفعلة قاموا بها ، آمن بذلك حتى المشككين والظانين بهم غير ذلك حين تبدل حالهم وصاروا يعلنون البراءة منهم ومن أفعالهم الإجرامية ، كان هذا حين أنجلت الغبرة وشاهد الناس قتلهم على الهوية والأسم وتفجيراتهم الرعناء الخرقاء في شوارع بغداد دلت على انهم شر مكاناً واضعف جندا ، وأثبتت إن هؤلاء النفر فقدوا الأمل في ان يكونوا مواطنيين صالحين بمقدورهم التعايش والعيش والإعتراف بالغير ، أقول هذا وأنا أعترف إن ذلك منهم لم يأت صدفة بل جاء كتعبير عن ثقافة يروج لها وعاظ ورجال دين متخلفين وحاقدين ، نعم هي ثقافة أُريد لها ان تسود بين فئات الشعب المحروم لهذا نجد من ينفخ فيها ويثبت أركانها دعماً بالحديث النبوي وبالسنة ، وكلنا يعلم أن لا حديث ولا سنة دعت إلى القتل وسفك الدماء .
في العراق يطلق عليهم بالتكفيرين نعم هم كذلك لأنهم كفروا بالله وبرسالته وأستحلوا ماحرم الله ، لكن قد يقول قائل إن فعلهم هذا هو ردات فعل لما تقوم به أمريكا في العالم الإسلامي ، وأقول : وليس دفاعاً عن أمريكا إن أمريكا لم تحارب مسلماً ولم تدفع إلى ذلك بل أمريكا ساهمت في إعمار البلاد الإسلامية ودعمت حركات التحرر فيه ونبهت إلى خطورة الدكتاتورية بل وساهمت في التخلص منها ، نعم لها مصلحة في ذلك ومصلحتها تتجلى ببناء عالم جديد يؤمن بالديمقراطية وبالتعايش ونبذ الإختلاف على أسس دينية وقومية ، أمريكا ساهمت بالتخلص من حكم السوفيت في أفغانستان ووضعت يدها مع مجمل الحركات الإسلامية لأجل ذلك دعمتهم بالمال وبالسلاح وهكذا فعلت في العراق وهي تفعل اليوم في مصر وسوريا واليمن وليبيا ، لم تنظر إلى الحركات الشعبية من وحي دينها ولمن تنتمي ، بل نظرت إلى ذلك من وحي التحرر وبناء مجتمع جديد وهذا هو المطلب الشعبي لجميع الشعوب العربية ، وحين تقف أمريكا ضد توجهات إيران النووية فهي تقف ضد النوايا والفعل الإيراني تجاه شعب إيران وشعوب المنطقة ، إيران هذه مزقت العراق ولم تسهم في حل مشكلاته وقضاياه بل دعمت كل ما من شأنه تمزيق الجسد العراقي ولعبت مع الجميع لعبة السوء ، إيران لا زالت وهي مُصرة على موقفها من شط العرب وقصف المدن والقصبات العراقية كل يوم ، وقطع مياه الأنهر ورمي النفايات والأملاح في شط العرب ، إيران عقبة في وجه المصالحة الوطنية ولقد أرهقت الحكومة في الكثير من القضايا وكل مرة تختلق لها ما يمنع عنها الإستقرار وإستتباب الأمن ، لهذا أقول إن أمريكا بريئة من كل ما يحصل لأن ماهو بالفعل من صُنع أيدينا ، حتى في قضية السلام بين العرب وإسرائيل تلك القضية الهامة والحاسمة أمريكا تحاول بالقدر الممكن إيجاد صيغة توافقية بين الطرفين لتكون هي الحل للمشكل ، وهي في ذلك جادة ولكن بعض الحمقى منا نحن العرب يدفع لعدم الحل لكي يبقى في دائرة الضوء لأنه يعلم إنه من غير ذلك سيذهب إلى الجحيم وليس له من الإعراب شيء ، إذن هي مشكلتنا نحن فنحن لم نتغير بعد ولم نؤمن بعد بالسلام وبالديمقراطية وبالحرية ولم نؤمن بان الحياة لايمكن ان تحكم بالماضي وبالشعارات وبالأماني ، وأنا أومن بأن في منظمة التحرير الفلسطينية رجال مخلصين وفي ذلك أُشير من غير مواربة إلى الأخ أبو مازن فهو رجل جاد وصريح وحريص وواقعي ولهذا يمكنه إن وقفنا معه تحقيق الأمن والسلام ..11
سبتمبر أسهمت في صنع واقع تاريخي جديد تحدد ملامحه في الكيف وفي النوع وفي الطبيعة المستقبلية لما يمكن ان يكون عليه العالم ، وأقول : وإننا معشر العرب قد أصبنا بخيبة أمل كبيرة نتيجة التزييف الذي فرضه علينا المتطرفون في فهمنا للدين وفي علاقتنا مع الآخر ، ولقد زاد من الأزمة تعقيدا قلة الوعي والإدراك لدى البعض من رجال الدين ومن المنتمين إليه بحيث أصبح من العسير تلافي هذا الخطأ وهذه الجرائم ، كما إن الشعوب العربية والإسلامية لجهلها وعدم قدرتها على التعاطي مع هذا النوع من المشكلات لم تستطع تصحيح وحماية دينها وأوطانها ، كما أن الحكام العرب الدكتاتوريين زادوا في وطأة هذه الأحداث وتفاقمها فهم لذلك مسؤولون عما جرى من تدمير وإنتهاك للسيادة وللحرمة الوطنية ، كما إن من أسباب تلك الازمة وتعقدها ان الشعوب العربية لم تتخلص من أرث الماضي المثقل بالشعارات والكلام الطويل عن الأحقيات وعن الريادة ، وهو ماضي كما نعلم مشوه وغير صحيح تاريخياً وموضوعياً وهو بالمجمل ماضي زائف وقد بُني على أسس واهية تجعل من الصعب لاحقاً معالجة الأخطاء والانحرافات فيه ، وفي ذلك نشير إلى ماهو سياسي وماهو إجتماعي وإقتصادي وثقافي ولم يكن للمصلحين دور مؤثر في تغيير وإصلاح ذلك الواقع .
نعم إن خطورة ماجرى في الحادى عشر سبتمبر ليس في كونه جريمة منظمة وحسب بل في كونه حدد طبيعة ونوع الرجال الذين يطالبون بحاكمية الإسلام أو الدين ، سيما ونحن نعلم بشاعة هذا التفكير ومايؤدي إليه وسجلات التاريخ حافلة بما هو قبيح وسيء ، كما إن هذه العملية كشفت عن العدوانية المتأصلة لدى البعض تجاه الغير وتجاه المختلف ، وهذا بحد ذاته يجعل من المشروع تحالف كل القوى الخيرة في الوطن العربي مع العالم الحر ضد هذه النوايا والسلوكيات العدوانية والإجرامية ،
ونحن امام هذا الواقع وجدنا أنفسنا نحن دعاة الحرية والعيش المشترك أمام تحديات وواجبات يجب التصدي لها والعمل بموجبها ، من خلال الدفاع عن الحرية وعن السلام وعن العدل وتكريس ثقافة العيش المشترك ونبذ ثقافة الكراهية والآنا المزيفة ، والدفاع عن الإنسان حيثما كان وحيثما وجد دفاع عن حقوقه وحقه في الحياة وفي العيش الكريم وفي تصحيح وضعه الإجتماعي والإقتصادي ، وذلك يتطلب عملا مستمرا وثابتاً من أجل تصحيح أخطاء التاريخ والدين والثقافة الشعبية القائمة على الأرث العشائري والقبلي ، وتصحيح الأخطاء يعني لابد من الكشف والإشارة إليها وتنبيه الأمة إلى مخاطرها ومخاطر الإبقاء عليها ، ولكن عملنا هذا يصدم مع آلة إعلامية مزيفة ورجال دين يشوهون الحقايق وأنظمة حكم ترى في كل ذلك وجودها ، وأقول : إن جوهر عملنا ينصب إذن في مكافحة الإرهاب كثقافة وكمضمون وينصب كذلك في توعية الناس من مخاطره وأضراره ، وهذا حتماً سيصطدم بالغوغاء من الفئات المرتزقة والمتملقة للأحزاب الدينية والمنظمات الإرهابية



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات العربية المعاصرة سر إنتصارها في ليبراليتها
- أزواج النبي
- حرية المرأة عند مفتي السعودية
- ما يصح وما لا يصح
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب
- البحرين لا تنقذها الدبابات السعودية بل ينقذها الحوار الوطني ...
- الثورة الليبية في مواجهة الطغيان
- أحذر الحكام العرب
- الشعب يريد إسقاط النظام
- هل أفاق العرب من سباتهم ؟
- الثورة المصرية ... الحلم العربي
- ثورة الشعب المصري
- الحرية والثقافة
- الثورة التونسية في مواجهة التحديات
- لماذا الليبرالية الديمقراطية ؟
- على أبواب عام جديد


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟