أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)















المزيد.....

من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 14:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة
نبيل عبد الأمير الربيعي
(( لا أخالف وجداني إذا قلت إن الديوانية ملآت قلبي, أفرح لسماع أسمها وأبتهج هذه الأيام إذ تجولت في طرقها, أمتليْ سروراً لو قابلت أهلها وتحديداً الذين أعرف منهم , أرقص طرباً إذا أمر على زقاق لبت في الكرة والدعبل وحتى التوكي مع الفتيات الصغيرات من أقراني في العمر والادراك, كانت الريح تداعبنا بلطف النسائم فتحملنا على بساطها وكأننا بقية حلم سيكتمل.)) كلام ..يحيى الطعان .. اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية للقاضي زهير كاظم عبود
الأخوين الحاج جعفر والحاج حميد الكعبي:
هنالك بيوت لأهالي الديوانية شاركت في التعازي الحسينية وقضاء حوائج أهل المدينة والتزاور في الأفراح والمسرات والعزاء , ولهم أهمية في المدينة إذ هجروا من قبل النظام السابق إلى إيران بحجة التبعية الايرانية , ولكن لا زالت المدينة تتذكرهم ومواقفهم شاهدة على ذلك,منهم الأخوين الراحلين الحاج جعفر والحاج حميد الكعبي وقد سكن جدهم الاول محمد صادق الديوانية عام 1280 هـ وهما صاحبا أكبر مخزن عطارة في المدينة ويعدان من أغنياء الديوانية ودارهما كبيرة جداً ذات باحة واسعة وفي هذه الباحة تسقف بالقماش ويعقد فيها العزاء الحسيني يوم عاشوراء في الليالي العشرة الأولى من شهر محرم الحرام , كان الحاج جعفر كريماً جداً حيث كان يقدم العشاء لكل من يحضر مجلس العزاء , ويقدر عددهم بالمئات , وأيام السبعينات من القرن الماضي كنت أزور الدار الواقعة في شارع العلاوي وسط المدينة أيام عاشوراء , حيث تعرض المفروشات على حائط الدار من الداخل فيها رسومات تمثل ما قام به المختار بن يوسف الثقفي باعمال بقتلة الحسين(ع) يوم العاشر من محرم, كما تخرج من هذا الدار السبايات وهي مواكب العزاء الحسيني كما مر ذكرة, وهي لا تختلف عن مثيلاتها في الأحياء الاخرى من المدينة إذ السيد علي السيد راضي أيضاً يخرج التعازي من دارة الأيام الأولى من محرم, وكذلك في الألوية الجنوبية من العراق.
كان هنالك قاريء هو (الشيخ عزيز الشيخ كاظم السلامي)وهو المنافس للحاج جعفر الكعبي , له مجلس خاص به تابع لحزب الأخاء حسب ما يذكر الاستاذ عبد الكريم قطان في مذكراته, والشيخ عزيز هذا ذو شخصية جبارة , إذ مجالس التعازي عامرة بالرواد على الرغم من عدم أطعامه للحضور , إذ كان أتباعه يلطمون في عزائه ولكن يأكلون في بيت الحاج جعفر الكعبي , لقد عين الشيخ عزيز في نهاية عام1946 رئيساً لبلدية الديوانية, وكان حازماً في ادارتها , أما الحاج جعفر الكعبي كان يتحمل القسم الأكبر من مصاريف ومواكب العزاء الحسيني , أما القسم الآخر فيغطى بجزء من حصيلة صناديق المواكب الحسينية التي تجمع من الأهالي , ويستعمل المتبقي من الحصيلة لتمويل مواكب الأنصار التي تسافر إلى كربلاء عند حلول موعد زيارة أربعين الامام الحسين(ع).
وهنالك أصحاب عطارة كان لهم دور في حفظ أموال أهالي الديوانية كأمانات, إذ لم يأتمنوا البعض من أهالي الديوانية على أموالهم لدى المصارف الحكومية , ومنهم الحاج قربون صاحب دكان كبير للعطارة, إذ يسجل أسم صاحب الأمانة من الأموال النقدية أو المصوغات الذهبية في سجل خاص وتحفظ في (قاصة) حديدية لحين المطالبة صاحبها بها وبدون مقابل , الحاج قربون أو نسميه(قربن) يتحمل تكاليف تعازي التطبير ( ضرب الرؤوس ) في فترة الأربعينات من أكفان بيضاء وأجرة السياف الذي يضرب رؤوس شباب الموكب ونافخ البوق والطبال , والفطور والغداء وغير ذلك , لكن هذه العملية منعت بفتاوي من قبل رجال الدين الشيعة الكبار ومنهم السيد محسن الأمين, عالم ديار بلاد الشام.
لكن مع تهجير بعض العوائل الخيرة من أهالي الديوانية من قبل السلطات الحاكمة ترك حزناً عميقاً في نفوس أبناء الديوانية لما لهم من دور في انتعاش الجانب الاقتصادي في المدينة, ووقوفهم في السراء والضراء مع أبناء المدينة, فقد هجروا بحجة ( التبعية الايرانية) كما شملت القومية الكردية من الأكراد الفيلية , هدف السلطات الأول لابعاد ذوي الامكانات المادية الكبيرة ومن المناوئين للسلطة من الذين يحملون التوجهات اليسارية والمعادية للسلطة البعثية , ومصادرت ا موالهم واملاكهم من العقارات, إذ رحلوا بطريقة مأساوية إلى القصبات الايرانية بعد نقلهم بالسيارات إلى الحدود ثم السير مشياً على الاقدام إلى القصبات الايرانية .
التعسف والقهر الذي الحقتهُ السلطات المتعاقبة بالمواطن العراقي تحت طائلة القانون بكل أدوارها وعهودها , بسبب الميراث القديم لهذه الحكومات واستخدام الجنسية العراقية لابعاد المناوئين لها ولاسباب عدة كانت الدوافع الدينية والقومية , سبب من أسباب اسقاط الجنسية العراقية بحجة التبعية الايرانية, فثمة العديد من عراقيي المولد وربما حتى الجد الخامس يصنفون اليوم في عداد عديمي الجنسية , بعد أن أبعدوا عن البلاد برحلة صعبة عبر الجبال والوديان سيراً على الأقدام لحين الوصول , هؤلاء أكبر نموذج لسياسة الحكام السابقين اتجاه أبناء جلدتهم.
الشيخ جعفر الأسدي:
الشيخ جعفر الاسدي إبن مرجع الديوانية الكبير الشيخ حسين محمد موسى ابن الشيخ أسد الله الأسدي الذي سكن الديوانية عام 1290 هـ صاحب كتابي ( المقابس )و(المقاصد) حسب ما ذكر الحاج وداي العطية في تأريخ الديوانية , وكان الشيخ محمد موسى الاسدي من الفضلاء ومعتمد علماء عصره وقد سكن المدينة بسبب مرض المً به مما وصفوا له طبيب روماني في مدينة الديوانية , هذا الطبيب أحد اقرباء الحاج عبد الرؤوف البحراني وعبد الحسين البحراني صاحب مسافر خانة السعادة في الصوب الصغير, فعند الاستقرار في المدينة وبسبب حالات النزاع بين عشائر عفك من الأقرع وجليحة وبين عشيرة الخزاعل , تمكن الشيخ محمد موسى الاسدي من فض النزاع الصلح بين العشائر فطلبوا منه الاقامة في المدينة كمرجع ديني بسبب عدم وجود رجل دين في الديوانية , فأخذ يصلي الجماعة في جامع سمي باسمه وتعليم أبناء المدينة أحكام الشريعة الاسلامية, وقد توفي عام 1321 هـ واعقبة ابنهً البكر الشيخ حسين الأسدي الذي كان يقيم الجماعة ويوضح احكام الشريعة لابنائها , وقد حدثت حادثة أيام متصرف اللواء عزت باشا في آب 1916 إذ تم إلقاءالقبض على أحد جواسيس الانكليز المدعو( الكولونيل لجمن) بعد إن دخل العراق ومدينة الديوانية مرتدياً زي الدراويش الايرانيين مما تم القاء القبض عليه من قبل المتصرف لحصولة عن معلومة بدخول جواسيس قبل دخول جيش الاحتلال البريطاني وتم امتحانه من قبل الشيخ حسين الأسدي لمعرفته باحكام الدين الاسلامي و اللغة الفارسية , فانكشف أمر لجمن لعدم معرفة اللغة الفارسية واحكام الدين الاسلامي فأبلغ متصرف لواء الديوانية بالموضوع وتم حبس لجمن وتسفيرة للواء الحلة إلا ان أحد عيون الانكليز من سكنة المدينة المدعوا شاكر افندي قد تمكن مع عشائر البو صالح من تهريب الجاسوس من ايدي الجندرمة بعد تهديدم بالقتل. وقد توفى الشيخ حسين الأسدي عام 1357 هـ تسلم وكالة المرجعية في الديوانية الشيخ عباس الأسدي وحل مكانه في إقامة صلاة الجماعة ومراجعة الناس في احكام دينهم, وتم بناء مسجد للمرجع الديني في سوق الديوانية الكبير من جانب محلة الجديدة بالجوار من دكان الحاج فيروز رحمهُ الله .
كانت مدينة الديوانية اسوتاً بالمدن الاخرى تسمى شوارعها باسماء الشخصيات التي تسكن تلك الشوارع , منها عكد ألبو علي الجاسم وعكد بيت الشيخ جعفر الاسدي وعكد بيت سلمان الجبار وعكد جامع السنة وعكد بيت شنين وعكد بيت جعفر الكعبي وغيرها.... والكثير من الأزقة التي كانت مسرحاً للعب الأطفال , فكان الشيخ جعفر الأسدي, شيخ جليل لهُ مهابه يعتم العقال العربي والكوفية والملابس العربية , يمتلك الكثير من الأراضي الزراعية ومكائن سقي الماء للأراضي الزراعية في ناحية السنية قرية (ألبوشاني) وبعض الدكاكين في المدينة ولهُ دكان لبيع الادوات الاحتياطية للماء ومواد الكهرباء في صوب الشامية (الصوب الصغير) خلف دائرة بريد الديوانية , يمتلك دار ذو باحة واسعة , إذ يقيم الأماسي أيام رمضان, كان الفقراء وابناءالمدينة من وجهائها يزورون الشيخ في داره( المضيف) لقضاء حاجاتهم او من الضيوف من لم يحصل على فندق للمنام , يوصفون لهُ دار الشيخ جعفر الأسدي للمبيت والاطعام حتى قضاء حاجتهُ , يدعوه ابناء المدينة( ابو الفقراء) إذ كان يرسل للعوائل الفقرة كسوة العيد ومواد عمل ( الكليجة) ليفرح اطفالهم أيام الأعياد ,كان الشيخ جعفر ذو شخصية فذه طيبة محببه , حنوناً يسأل حال أبناء المدينة وعملهم وأولادهم , رقيقاً بسيطاً لزوارة من الفلاحين والفقراء والمحتاجين , دمث الأخلاق يحترمهٌ الجميع ويحترم الجميع , يصغي بكل جوارحه لابناء المدينة ممن يطلبون الحاجة , بالرغم من كبر سنه لم يتخلى يوماً عن هدوءهُ ووقاره حتى في المواقف الصعبة , نحمل لهُ نحن الشباب مشاعر الحب والتقدير ونفتخر كونهُ يخصنا بالنسب من الأم , والمشاورة مع وجهاء الديوانية واغنيائها عن حال المدينة,رفض ترك محلتهُ ( محلة الجديدة) للانتقال إلى الأحياء الراقية لحبه لمحلته وأبنائها من الطبقات المسحوقة , لحين انتقاله إلى جوار ربه, رحل رحمهً الله في نهاية الثمانينات.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة(الشيخ سلمان الجبا ...
- من ذاكرة الديوانية...... الكشافة المدرسية بين الماضي والحاضر
- إسقاط الجنسية العراقية والصراع بين المواطن والدولة
- الأديب والمربي والصحفي.... شاؤول حداد
- من ذاكرة الديوانية.....الختًان سعادة عكرم
- من ذاكرة الديوانية.. مرقد السيد أبو شميلة
- اليهودي العراقي مناحيم دانيال .. وقصة جدول اليهودية في الحلة
- حادثة طفلة تنتحر وهي في عمر الزهور لمشاهدتها مسلسل الرعب
- فتوى غريبة بجواز أكل لحم الجان
- الأحاديث ودورها في الحث على العنف في المجتمع
- من الثورات المغيبة في التأريخ الاسلامي ......ثورة الزط والخل ...
- الغجر جزء من المكوًن الاجتماعي العراقي
- الناشطة هناء أدور تجمع بين خيط الحرير وصلابة حجر الماس
- فن العمارة في مدينةالديوانية
- من ذاكرة الديوانية....دور الرعيل الأول والثاني في نشأة الجيل ...
- من ذاكرة الديوانية.... أهل الشط(مدينة النضال والكفاح)
- كواكب تضيء سماء مدينة الديوانية..الشهيد وسام حسون صالح الكرو ...
- نجم آخر يتألق في سماء مدينة الديوانية...الشهيد رافد حنتوش
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(3 ...
- من ذاكرة الديوانية.. ساعة القبض على الجاسوس الكولونيل لجمن(2 ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - من ذاكرة الديوانية.... شخصيات خدمة المدينة( 2)