أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو مسلم الحيدر - العمل الحزبي والمصلحة الوطنية















المزيد.....

العمل الحزبي والمصلحة الوطنية


أبو مسلم الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس من المفروض أن يقف أي عراقي يؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي موقفاً سلبياً من أي حزب أو تكتل سياسي بل وحتى أي فرد.
العراقيون في غالبيتهم الآن ليس لهم موقفاً عدائياً من أي كان إلا من الأرهابيين القتلة تجار الموت والدمار من السلفبعثيين والمجرمين الخارجين على القانون. عندما أقول السلفبعثيين لا أعني مجمل السلفيين والبعثيين، بل أعني من يمارس عمليات القتل والأرهاب ممن هؤلاء السلفيين والبعثيين أو من يدعو لها أو يشجع عليها أو يساعد على تنفيذها بأي شكل من الأشكال. صحيح إن العراقيين لازالوا يتذكرون ما قام به المجرمين من البعثيين من قتل ومقابر جماعية وهتك للأعراض وتدمير للحياة وتفكيك للمجتمع ولكنهم أيضاً قد ميزوا بين من هو بعثي قاتل وبعثي غير قاتل وهذا ما ظهر جلياً في قرارا الهيئة الوطنية لآجتثاث البعث في إعادة تأهيل أعداد كبيرة من القيادات البعثية، بل وإن كثير من المثقفين قد أقترحوا بعض الطرق العملية لأعادة تأهيل حتى المجرمين منهم (وهذا ما كان موقفي في مقالتي الموسومة "الفلوجة وأعادة الأعمار الأجتماعي" والمنشورة في العديد من المواقع العراقية بل وحتى إني قد تلقيت العديد من الرسال الألكترونية من عدد من الأساتذة الجامعيين في العراق يتمنون فيها إنشاء منظمة وطنية غير حكومية تقوم بهذا الدور).
كان لي موقفاً من الأحزاب قبل تحرير العراق وحيث وجهت دعوة (لم تلقى أستجابة) بتجميد العمل الحزبي والتركيز على العمل الوطني ليكون العمل منحاز كلياً لصالح تحرير الشعب العراقي من الحكم الأرهابي السلفبعثي والأبتعاد عن المصالح الحزبية والأنحيازات الآيديولوجية.
المشكلة في العمل الحزبي في العراق إنه (ومنذ بداياته) أعتمد على الصيغ التناحرية، حتى إن جبهة الأتحاد الوطني عام 1957 لم تستمر إلى لفترة قصيرة جداً (بضعة أشهر) ثم عاد بعدها العمل الحزبي إلى التناحر وعدم الثقة بالآخر. ثم جاءت الجبهة الوطنية عام 1975 والتي أستخدمها البعثيون كوسيلة لتثبيت حكمهم ومحاربة الأحزاب التي لم تكن في الجبهة وإرهابها، ثم أستخدمها البعثيون إستخداماً آخر ، حيث أصبحت وسيلتهم للضغط على الأحزاب المؤتلفة للحصول على مكاسب مثل حل المنظمات المهنية وتحديد العمل الحزبي في القوات المسلحة بحزب البعث فقط، بعد ذلك كانت هذه الجبهة وسيلة البعثيين لمعرفة تنظيمات الأحزاب المؤتلفة ومهاجمتها وإعتقال أفرادها ودون سابق إنذار. وبعد ذلك، وعلى مستوى ما كان يسمى بالمعارضة العراقية، بعد أحتلال الكويت وتحرك الأحزاب لتكوين إئتلاف وطني في الخارج فكانت لجنة العمل المشترك والتي سادتها الخلافات ليس على أساس وطني بل على أساس الأيديولوجيات والتي كانت مسيطرة على عمل اللجنة أكثر من سيطرة الهم الوطني حتى إن هذه الأحزاب والكتل المؤتلفة لم تستطع أن تجد لها طريقاً لمساندة إنتفاضة الشعب في 1991 ولم تستطع أن تتخذ أي موقفاً عملياً سوى بيان يدعوا المنتفضين إلى الصمود (بإنتضار لاشيء من اللجنة المشتركة) وكان نتيجة هذه الأنتفاضة المئات من المقابر الجماعية ولكن تلك الأحزاب المؤتلفة في اللجنة راحت تتبارى فيما بينها لأدعاء دوراً لم يكن موجوداً لها في تلك الأنتفاظة وكل على حدة.
لازال العمل الحزبي في العراق بالرغم من سقوط النضام الأرهابي السلفبعثي مبنياً على التناحرات الفكرية الأيديولوجية وعلى محاولة كل حزب الكسب على حساب الآخر(حتى وإن كانت منطلقاتهم الفكرية واحدة) بل ومحاربة الآخر وبشتى الطرق، وأنا أعتقد إنه لولا العمليات الأرهابية التي تنفذها المجموعات السلفبعثية والخارجة على القانون لكان الآن هناك تناحراً كبيراً بين الأحزاب والكتل السياسية العراقية العاملة في الداخل وبأشكال أكثر وضوحاً مما هو عليه الآن ولربما بشكل عنفي ومسلح. والسبب الرئيسي في ذلك هو محاولة كل حزب الظهور والبروز على حساب الآخرين ومحاولة إضهار حتى الجهود المشتركة وكأنها جهود لهذا الحزب أو ذلك، والسبب الرئيسي هو تغليب النظرة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا كما إن الأختلافات الآيديولوجية بين الأحزاب قد جعلتها ذات أهداف ستراتيجية مختلفة فمنهم من يدعو إلى دكتاتورية البروليتاريا وينظر إلى علاقاته بالأخرين على إنها علاقات صراع بين الطبقات وليس تحاوراً ومنهم من يهدف إلى إقامة حكم الله في الأرض وإقامة الحكم الأسلامي وكل من لايؤمن بهذا الهدف أو يسعى له فهو خاج عن الصف المؤمن بل وعدو له ومنهم من يريد وحدة الأمة العربية والأشتراكية الناصرية ومن ليس منا فهو عميل ومجرم وعدو ومنهم .... و (كل حزب بما لديهم فرحون) والوطن والشعب يضيع بين هذا وذك بل وحتى الأحزاب والكتل السياسية الغير مؤدلجة أجبرها واقع الحال على إتخاذ جانب أحد هذه الأطراف المتصارعة.
هذا النوع من التفكير والسلوك الحزبي أمتد إلى العراقيين في الشتات، فكانت العلاقات غالباً ما يشوبها التشنج وعدم الثقة ليس على أساس الواقع وحسن الظن بل على أساس المؤامارات وسوء الظن والتسقيط.
أنا شخصياً مستقل لا أنتماء حزبي لي، مسلم شيعي جعفري أثني عشري ديمقراطي لاأيمان لي بحكومة مؤدلجة دينياً أو ماركسياً أو قومياً لا أناقش المواقف على أساس الأنتماء الحزبي أو الأتجاه الفكري بل على أساس ما ينفع المصلحة العامة في الحاضر وفي المستقبل، عملت في عدد من المنضمات العراقية في الداخل والخارج ليس على أساس فكري عقائدي بل على أساس مهني أو وطني أو إنساني. تعرضت إلى الكثير من الهجمات والمضايقات من قبل بعض المنتمين إلى إحزاب أو أيديولوجيات فكرية بسبب مواقفي التي قد تتعارض مع مواقف البعض منهم أو مع توجهاتهم ومصالحهم الحزبية الضيقة (الوطن أوسع من الحزب...ومصلحة العراقيين أهم وأولى من مصلحة الحزبيين) هذه نظريتي التي أعتمدتها منذ نعومة أضفاري والتي سجنت وتعذبت وحمكت بالأعدام بسببها ولم أحيد عنها وسوف لن أحيد. أحترم كل العراقيين وأحبهم وهم أخوتي إلا إذا كانوا قتلة أرهابيين فإني عدو لدود لهم، آراء كل العراقيين محترمة عندي ومواقفهم عندي تكون مشروعة إذا تجاوزت الأنتماء الحزبي أو الفكري أو المذهبي لتكون لصالح العراق وأبنائه. الكل عراقيون، أنا لا أقول على الحزبيين أن لايعملوا لمصلحة أحزابهم ولكن عليهم أن يضعوا المصلحة الوطنية العليا نصب أعينهم وأن لا يحاولوا تطبيق شعارات المجرمين السلفبعثيين مثل (على العراقيين بعثيين وإن لم ينتموا) أو (الأسلام هو الطريق) أو (فلسطين هي الطريق لكرامة الأمة) أو (الأشتراكية العلمية هي الحل)، العراق بلد كل العراقيين ومن حق الجميع العيش والتعايش فيه فلا تحاولوا أعادة تجربة البعث المجرم وبناء العراق من جديد (بالجماجم والدم) أبنوا العراق بالمحبة والسلام والأمن والتطور العلمي وإحترام الأنسان والعمل الجاد والموحد يداً بيد من أجل أن يحصل العراقيون على حقوقهم التي ناضلوا من أجلها مئآت السنين وقدموا بحاراً من الدماء، كونوا بقدر المسؤولية و(أعملوا فسيرى الله عملكم).
أبتعدوا عن الحساسية المفرطة والتناحرات والخلافات، أن ما بين العراقيين بمختلف إتجاهتهم من الروابط ومن عوامل التقارب والتحابب أكثر مما بينهم من عوامل التكاره والتباغض والتنابز والتباعد, كونوا عراقيين ضد الأرهاب فأما العراق والعراقيين وأما الأرهاب والأرهابيين و(لا توجد منطقة وسطى).



#أبو_مسلم_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الحسم لصالح الشعب العراقي في شرم الشيخ..المناورات الفاشل ...
- نجاح الدبلوماسية العراقية في مؤتمر شرم الشيخ
- واقع بغداد
- أستقالة عنان حفاضاً على هيبة المنظمة الدولية
- غرائب التطرف الديمقراطي العراقي
- لماذا أنسحب وفد أمارة الفلوجة من المفاوضات؟
- شكراً للسيد الشعلان
- سلمان شمسه ...فاطمة نجاح محمد علي...الموت والوطن
- مؤشر الشارع العراقي والعقل الجمعي
- يوم الطفل العراقي...وواجب أجتثاث البعث والأرهاب
- الأرهاب البعثي السلفي...من كربلاء الى حي العامل
- لنؤكد أخوتنا مع الأيزيديين
- البشارة...العراق بخير
- المحافظة التاسعة عشرة
- مجلس الحكم وسلطة التحالف
- جبار شدود... وداعاً
- الى حسن نصر الله
- بلقيس وسوق الشيوخ
- أحذروا....
- أين أبواق العربان من إجرام إبن تيمية


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أبو مسلم الحيدر - العمل الحزبي والمصلحة الوطنية