أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن فيصل البلداوي - تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس















المزيد.....

تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3480 - 2011 / 9 / 8 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القضية الأساسية التي نطرحها هنا اليوم هي قضية محورية تتغلغل بين سطور احداث حياتنا المعاصرة وكما اعتقد فأنها هي ذاتها من أثّرت وبشكل فاعل على صياغة سطور حياة من سبقنا وستكون هي نفسها من يتحكم في صياغة أسطر من سيأتي بعدنا.
المعرفة،هذه الكلمة الفضفاضة الواسعة المحتوى قد يستبدلها البعض بكلمة الثقافة في الوقت الحاضر بأعتبارها اكثر شيوعا في الأستخدام،الا ان المحتوى سيبقى متوائما الى درجة كبيرة تكاد ان تصل لألغاء احداهما والأستعاضة عنها بالأخرى.

الأنسان ابن بيئته.....لاريب ولا شك في هذا المفهوم ولكي يصبح ابن بيئة اكبر يجب عليه ان يخرج من عوامل تأثير بيئته المعرفية بالذات والتي تشتمل على عدة عوامل منها العلمية والأجتماعية ان كانت مكتسبة او موروثة فهو بهذا الخروج سيكون تحت تأثير عوامل اخرى قد تتشابه في وقوعها تحت راية المسمى الا انها قطعا تختلف في مضمونها ومن هنا يبدأ الأنسان بالتوسع في دائرته أفقه المعرفي التي تأخذ معها دائرة ادراكه لتصبح اكبر وأوسع فيصبح اقدر على التعامل مع الأخرين ممن هو واقع تحت قوقعة الدوائر الأصلية وذلك عن طريقة فهمه لمجريات الأحداث وتفسيرها والتعامل معها وآليات هذا التعامل وكيفية أسقاطه على أرض الواقع وخاصة عندما تكون هنالك امورا تخص جماعات اكبر من اختصاصها بفرد او عدد محدود من الأشخاص،فما بالك اذا ما كان الأمر يخص شعوبا او اجيالا من شعوب.
وعلى ضوء المتقدم من التوضيح المقتضب اعلاه فأن رؤية معينة ستتشكل عند الشخص المعني او مجموعة الأشخاص(اذا تشكلت مجموعة مستقبلية) وبموجب آليات تفهّمهم لمجريات الحدث وآليات التعامل مع اسبابه ونتائجه،ونقترب هنا من مسار قريب الى مفهوم الفلسفة التي أساسها التفكير الملي المبني على الأستنتاج نتيجة لقراءة او قراءات متنوعة قد تكون لشخص معين يؤسسس بها قاعدة معينة اجتماعية او سياسية او علمية،تبقي من حوله في دائرة فهمه للأشياء داخل طوق فهمي انطلاقا من وجهة نظر ذلك الشخص وستبقى هذه القاعدة ثابتة لقراءة الأحداث لزمن طويل كما يبرز امامنا في مثال الفلسفة اليونانية وبطلها أرسطوخليفة أفلاطون وأستاذ سقراط،ما لم يأت شخص آخر يقوم بثورة فكرية او انتفاضة تطبيقية تجدد طريقة الأستقراء تلك ليضع قاعدة جديدة تمثل وجود القاعدة الأصلية مع التعديل على بعض جوانبها او ان يلغ الأصلية ويأت بالجديد وبما يتطابق مع متطلبات العصر الذي يعيشه الناس.
أحاول انا في هذا المقال تسليط الضوء على جوهر الأمر لأن هذا الأمر المعني يتحمل كتابة الكثير حوله وقد تم كتابة الكثير حوله الا انه قد يختلف الكتّاب في تناول المداخل والمخارج المرتبطة به، لذا فأني اود ان أركّز على المفهوم الفلسفي لكينونة الأشياء التي وضع قواعدها أرسطو وكما تسمى الفلسفة اليونانية القديمة والتي نشأت بدورها متأثرة بشكل ما بمفاهيم كانت موجودة لدى السومريين وسكان وادي مابين النهرين ناهيك عن التأثر في بعضها بالحضارة الصينية او الفرعونية او الهندية.

أن المفاهيم (الفلسفية ومن ضمنها فلسفة الكون)التي أرساها أرسطو(384ق.م-322ق.م) كانت اساسية في المجتمعات التي وقعت تحت السيطرة اليونانية/الأغريقية ومنها مصر التي أنجبت بطليموس الفلكي والفيزيائي والرياضياتي والذي يعد مرجعا لنظرية مركزية الأرض ودوران الشمس حولها وكذلك الكواكب(حسب رياضياته الفلكية للكون) وهو نفسه المسى(كلاوديوس بتوليمايوس (ما بعد 83 – 161 بعد الميلاد)) والذي حاول في أطروحته النجمية الثالثة المسماة(تيترابيبلوس-الكتب الأربعة) تكييف الأبراج النجمية مع فلسفة أرسطو التي امتد تأثيرها الى العصور الوسطى او حتى عصر النهضة الأوربية...........سنكتفي بهذا القدرمن العلاقة ابتعادا عن الأسهاب.
مفاهيم أرسطو الأرستقراطية المستمدة من كينونته العائلية تم تمريرها الى الأسكندر الأكبر بعد ان تم اختيار أرسطو ليكون معلما لأبن فيليب الثاني المقدوني، الا انه وخلال ذلك الوقت لم يعط دروسا للأسكندر فقط بل ايضا لأثنين آخرين من ملوك المستقبل وهما بطليموس (الجد الأعلى لبطليموس الثاني عشر الأبن غير الشرعي لبطليموس التاسع، ووالد كليوباترا ملكة مصر ووالدة قيصرون من يوليوس قيصر)، وكاسندر(الذي نصّب نفسه وصيا بعد الأسكندر).كان أرسطو حريصا على تشجيع الأسكندر الأكبر لغزو الشرق خاصة وهو القائل((ان هناك مبررا واحدا للحكم الملكي وهو ان يكون فضل الملك وعائلته اكبر من فضيلة بقية المواطنين مجتمعين......))(اعتقد ان هذه نقطة مهمة جدا اسست للعنصرية فيما بعد)، فقال ناصحا اياه.....*.ليكون الأسكندر زعيما على الأغريق وطاغية على البرابرة،فيعامل الأول كالأقارب والأصدقاء ويعامل الثاني كالنباتات والحيوانات.

هذا جزء من فلسفة أرسطو وطروحاته السياسية التي أسست للعنصرية وجعلت تجمعات او شعوبا بعينها تنظر لنفسها على أنها الأفضل بداية وفيما بعد،والتي شاعت وتمركزت عن طريق التعامل بموجب الأيمان بهذه المبادىء التي تم زرعها في نفوس القادة والملوك قبل غيرهم ومنها انطلقوا للتعامل مع الأخرين لتصبح ثقافة بموجب نسق اجتماعي تتوارثه الأجيال،لذا فأن فلسفته في رؤيا الكون ومنها (مركزية الأرض....../جيوسنترزم) كانت ثابتة ومتعامل بها في كل الحقول التي تستوجب النظر في هذا الأمر او مرتبطة بالتنجيم والفلك وبقيت هذه النظرية سائدة بلا نقاش وأقرّه بطليموس(سابق الذكر) عليها كما ذكرنا، وقد تم ترجمة بعض اعمال أرسطو خلال الفترة العباسية الأولى(المنصور) والثانية(الرشيد) والثالثة من قبل المأمون عبر أنشائه دار الحكمة،وخلال هذه الفترة كان لبعض العلماء الفرس أدلاءات في هذا الشأن الا انهم لم يؤكدوا شيئا بل ذهبوا الى الأفتراض كما أفاد أولهم وهو (ابو سعيد السجزي/سجستان-951م-1025م) بمسألة مركزية الشمس ووافقه عليها معاصره البيروني(خوارزم-أوزبكستان/973م-1048م) على ذلك وتناولها ابن الهيثم(البصرة/965م-1040م) من ضمن دراساته الرياضية والفيزياوية الا انه بقي محايدا بين النظريتين(قد يكون كان محاصرا بالنص المقدس) الى ان جاء كوبرنيكوس(بولندا/1473م-1543م) وفنّد هذا الأعتقاد بما يطلق عليه (الثورة الكوبرنيكية) وقال بمركزية الشمس ودوران الأرض وباقي الكواكب حولها والتي أصر عليها غاليلو غاليلي(فلورنسا/1546م-1642م) ونشرها بعد وفاة كوبرنيكوس وتلقى ما تلقاه على يد الكنيسة الكاثوليكية ومحاكمته وفرض الأقامة الجبرية عليه(لها قصة مثيرة نستنتج منها ان البحث العلمي وتقصي الحقائق يزيل الكثير من الخرافة او بدايات المعرفة العلمية العالقة في عقول الناس ويفتح آفاق المستقبل) والتي عاد الفاتيكان بعد ثلاثة قرون ليعبّر عن ندمه تجاه أطروحة غاليلوحول نظرية كوبرنيكوس.

من هنا نرى ان الثقافة العلمية ان أسميناها،وفي تلك العهود كانت تؤمن بأن الشمس تدور حول الأرض وبهذا فأن الشمس المتحركة تسير/تجري ،والأرض ثابتة والمعلومات الجغرافية ضعيفة حيث نجد هذا الضعف قد تجلى عندما أصطحب الأسكندر الأكبر معه أرسطو في رحلته بصحبة بعض تلاميذه لدراسة الحيوان والنبات ولامه أشد اللوم لضعفه الجغرافي، ومن هنا ايضا نستطيع ان نر ان المعرفة المحدودة لايمكن ان تقدم المطلوب الا ان تقوم على معرفة مسبقة بالأشياء وبالتالي فأن الحكم على الأشياء في عصر ما لابد ان يكون بموجب فهم يتطابق مع متطلبات العصر، فهل ان((الآية 37/سورة يس.....والشمس تجري لمستقر لها)) كانت قد استمدت معلوماتها من الثقافة العلمية لذلك العصر وماهو كائن قبله؟(الفترة المحمدية/ 572م-632م) وعلى هذا الأساس يقول .....تفسيرالبيان للطبرسي(1075م-1160م): ((«والشمس تجري لمستقر لها» معناه و دلالة أخرى لهم الشمس و في قوله «لمستقر لها» أقوال (أحدها) أنها تجري لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا فلا تزال تجري حتى تنقضي الدنيا عن جماعة من المفسرين قال أبو مسلم و معنى هذا و معنى لا مستقر لها واحد أي لا قرار لها إلى انقضاء الدنيا (و ثانيها) أنها تجري لوقت واحد لا تعدوه و لا يختلف عن قتادة (و ثالثها) أنها تجري إلى أقصى منازلها في الشتاء و الصيف لا تتجاوزها و المعنى أن لها في الارتفاع غاية لا تتجاوزها و لا تنقطع دونها و لها في الهبوط غاية لا تتجاوزها و لا تقصر عنها فهو مستقرها،بينما نرى على الجانب الآخر ابن كثير الدمشقي المولود في قرية مجدل/درعا/سوريا(1311م-1385م) في تفسيره لنفس الآية الآتي: في معنى قوله: ( لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) قولان:
أحدهما: أن المراد: مستقرها المكاني، وهو تحت العرش مما يلي الأرض في ذلك الجانب، وهي أينما كانت فهي تحت العرش وجميع المخلوقات؛ لأنه سقفها، وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة، وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة، وهو فوق العالم مما يلي رؤوس الناس، فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون من العرش، فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام، وهو وقت نصف الليل، صارت أبعد ما تكون من العرش، فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع، كما جاءت بذلك الأحاديث،وأضافة وتوكيد من حديث البخاري هنا:
قال البخاري: حدثنا أبو نُعَيْم، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم [التيمي]، عن أبيه، عن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: "يا أبا ذر، أتدري أين تغربُ الشمس؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله: ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )". ومثل هذا في مسند الأمام احمد بن حنبل. ونضيف هنا ان ابن كثير قد تنازعه الأشاعرة والسلفية في نسب منهجه الى كل منهما.ولانجد الأمر يختلف عند الطبري.

في هذا السياق يقول برتراند راسل الفيلسوف الأنكليزي المعاصر" أن "تقريبا ان كل تقدم فكري خطير بدأ بهجوم على بعض المذاهب الأرسطية".
ومما سبق لانستطيع الا ان نستنتج بأن للمعرفة والثقافة التي كانت اساسا موجودا في مخيلة العقل الجمعي للناس وقبلهم العلماء والكهّان والمعلمين وغيرهم تستقر على مسألة ان "الشمس تدور وتجري لمستقر لها" ولاشيء غير ذلك ولو كان الموضوع الهيا خالصا فسيصبح الأمر خلافا للفرض والمنطق المنساب مع الأفتراض الديني،اذ يجدر ان يكون الله عالما بهذا الأمر....وأقصد ان الأرض تدور حول نفسها وتدور حول الشمس كما الكواكب الأخرى.........فما السبب الذي يجعله يوحي لنبيه بان الذي يسير ويجري هو الشمس؟؟؟ وبما ان النبي لاينطق عن الهوى،فهو يقول مايملى عليه حسب الفرض! وهنا يصبح ارتباك التعليل شديدا ليؤول في النهاية الى ان النص قد تمت صياغنه باستسقاء من المعرفة والثقافة السائدة في ذلك العصربدلالة ان الله لايمكن ان يعطي معلومة خاطئة لمن يرأس الدعوة الى سبيله!!!

المبحث الآخر:التقويم وحساب التأريخ
-----------------------
مما لاشك فيه ان الأسلام اعتمد التقويم القمري الذي كان موجودا ابان الفترة اليونانية والرومانية بعدها على رغم استحداث التقويم اليوليوي عام 46ق.م والذي اعتمد حركة الشمس كأساس لحساب الأيام والشهور والذي تم تعديله الى التقويم الغريغوري(الذي وضع أساسه أليليوس ليليوس عام 1581م/بعد 38 عاما من وفاة كوبرنيكوس) والمعمول به الى يومنا هذا كتقويم شمسي ميلادي،ولأن حركة القمر وتفاصيل المواقيت اتت في النص مرتبطة بالتقويم القمري الذي كان ايضا معتمدا في سومر وبابل وبعدها الصين والفراعنة والهند مع اختلافات هنا وهناك(لاندخل في تفاصيلها باعتبارها ليست المبحث) نقول......ان اعتماد الأهلة او حركة القمر لحساب الشهور والأيام يأتي باعتبار ابتداء الشهر من بداية رؤية هلاله،وعليه فأن الشهر يكون بواقع 29.25 يوم كما هو متعارف عليه ولكن!
يأتي مبحث الصلوات الخمس.......فيكون بدايتها بدخول اليوم القمري للشهر القمري وبهذا تكون صلاة المغرب هي الأولى في اليوم الجديد لتأتي بعدها العشاء وتليهما الفجر التي ستتوسط الصلوات بين اثنتين أوليين وثانيتين أخرتين! وهنا اشكال كبير وأرباك شديد...! فاذا ما نظرنا الى الأية 238 من سورة البقرة((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ))...........ولنر تفسيرها عند ابن كثير الذي ذكرلها أسانيد كثيرة سأذكر منها أثنين للمقارنة:
فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد أيضا: حدثنا إسحاق، أخبرني مالك، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة قال: أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً، قالت: إذا بلغت هذه الآية: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ) فآذني. فلما بلغتها آذنتها، فأملت علي: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين" قالت: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا رواه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن مالك، به وقال ابن جرير: حدثني المثنى، حدثنا الحجاج، حدثنا حماد، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان في مصحف عائشة: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر". وهكذا رواه من طريق الحسن البصري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها كذلك. وقد روى الإمام مالك أيضا، عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع قال: كنت أكتب مصحفا لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ) فلما بلغتها آذنتها. فأملت علي: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين".
وقال أيضا: قال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مسلم، عن شتير بن شكل عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله قلوبهم وبيوتهم نارًا". ثم صلاها بين العشاءين: المغرب والعشاء.

وفي (تفسير الميزان لتفسير القرآن) للعلامة محمد حسين الطباطبائي يذكر عدة روايات عن آل البيت مفادها ان الصلوة الوسطى هي صلاة الظهر ويذكر هذه الرواية كسند وهي مذكورة ايضا عند ابن كثير:
وفي الدر المنثور،: أخرج أحمد و ابن المنيع و النسائي و ابن جرير و الشاشي و الضياء من طريق الزبرقان: أن رهطا من قريش مر بهم زيد بن ثابت و هم مجتمعون فأرسلوا إليه غلامين لهم يسألانه عن الصلاة الوسطى فقال: هي الظهر، ثم انصرفا إلى أسامة بن زيد فسألاه فقال: هي الظهر، إن رسول الله كان يصلي الظهر بالهجير فلا يكون وراءه إلا الصف و الصفان، و الناس في قائلتهم و تجارتهم فأنزل الله: حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لينتهين رجال أو لأحرقنّ بيوتهن.

من هنا نستنتج مدى الأرتباك في التطابق بين النص المقدس وبين الفعل الحقيقي له وان اخذنا بنظر الأعتبار ان النصين المذكورين حول الصلوات وحول الشهور القمرية فيهما تضارب لايجوز ان يكون من مصدر ألهي الا اذا تعددت المصادر،وهنا اشكال اكبر ويوجب التصحيح من اي جهة معنية بالأمر،على الأقل من ناحية اعتبار تثبيت ابتداء اليوم القمري ومطابقة مايتعلق به تباعا،لأنه في حالة اتباع اليوم الشمسي فستكون صلاة الفجر هي الأولى بعد بداية اليوم وتكون العصر هي الوسطى والعشاء الأخيرة اذ يبدأ اليوم من الساعة الثانية عشر ليلا وينتهي بها من قادم اليوم التالي؟! فهل نحن امام اشتباك فهمي كبير بين النص والحديث المشفوع بأسباب التنزيل أم ان هنالك ماوراء الأكمّة ما ورائها ولايريد احد الحديث عنه ويطلبون من الناس عدم البحث والتمحيص كي لا يتم التعرف على الكثير من المطبّات التي قد يكون وراءها اسباب لانريد ذكرها حاليا! ومن الجدير بالذكر ان الكنيسة الأرثوذوكسية بقيت على التقويم اليولياني الأول الى حد عام 1923م وتحولت الى اليولياني المعدّل،وبقيت الأديان الثلاث تعتمد القمر كمرجع لتحديد اعيادها وأيامها الدينية الأساسية،هذا الأصرار هو احد مشاكل المرجعيات الدينية في التغيير رغم وضوح الحقائق، خاصة اذا ما علمنا ان بعض الكاثوليك مازال يعتبر غاليلو مخطئا الى يومنا هذا.
يقول محمد بن عثيمين(علماء السعودية):التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس والشهر يبدأ من الهلال والسنوي يبدأ من الهجرة وهذا ماجرى عليه المسلمون وعملوا به واعتبره الفقهاء في كتبهم.
ويضيف صالح الفوزان(علماء السعودية):عندنا ولله الحمد التاريخ الهجري الذي وضعه لنا الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار،وهذا يغنينا.
ويقول زغلول النجار:أن الأخذ بالتقويم القمري لهو أدق من التقويم الشمسي الذي يسود في ايامنا الراهنة وذلك لأن القمر هو أقرب أجرام السماء الى الأرض!
في نهاية هذا المقال الذي طرحنا فيه قضيتين اساسيتين ومهمتين،وهنالك قضايا أخرى تستحق المتابعة والتمحيص،اقول ان من يريد ان يجعل الناس تلتزم حرفيا بما قاله او فعله السلف عليه اولا ان ينظر الى هذا الأختلاف الكبير الذي يجعل الناس تتخبط في مفاهيمها وعملها ولايحق له ابدا ان يطالب الناس بهذه الرجعة،فالعالم يسير الى الأمام وان البحث العلمي والأكتشافات والدراسات العلمية لهي الكفيلة بتحقيق هذا التقدم وليس الأستماع الى من لايفقه غير الرواية وقال فلان وعلاّن بلا سند واضح او حقيقة شاخصة لاغرض لها الا ان تبقى شعوب المنطقة ملتحفة لاجئة تحت جناح من يدعي الأسلام وهو منه بعيد ويقيم على الناس خطوطه الحمراء والتابوهات الممنوع التكاشف حولها،ليبق الأمر سرّا لايعلم به الا اساتذته ومعلميه الذين يهوون سوق الناس كما تساق الغنم ويريدونهم يأتمرون بأمرهم فقط كي ينفذوا مخططاتهم الخبيثة وتبقى الناس حبيسة الماضي لايألون خطوة الى الأمام.

على امل ان نلتق في مقال قادم حول الخرافة وتأثيرها في تخلف المجتمعات،او مع قضايا أخرى حول النص.

تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطاد ضخم وأنبوب يماثله بالحجم لضخ الماء الى السماء!
- حوار حول وجود آدم وحواء
- كوكب شبيه بالأرض....هل يصبح قبلة نجاة أهل العلم؟
- المواطنة الحقيقية هي مفتاح الديمقراطية
- لماذا لايلتزم الناس بقواعد الدين في البلدان الأسلامية؟
- السعوديون غزوا البحرين(مقال مترجم عن الأندبندنت)
- المشروع العربي لخنق العراق والأتجار بمقدّراته
- العراق يفتح ابوابه للأعمال والأستثمارات
- صناعة الأعضاء البشرية الطبيعية-قفزة علمية جديدة
- تقرير عن العراق في الواشنطن بوست(مقال مترجم)
- الجامعات العراقية والتصنيف الدولي...مراجعة ضرورية
- اميركا ، القاعدة، وانتفاضات الشعوب العربية
- شجرة الصفصاف
- هل تعود كراهية النساء وازدرائهن في العالم الأسلامي تبعا للثق ...
- حلقة جديدة في سلسلة التطور البشري
- التعليم وعلاقته بالأقتصاد
- هل هنالك علاقة بين الألتزام الديني والحالة الأقتصادية؟
- لماذا ارتفعت نسبة الألحاد في أندونيسيا؟!
- أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية!
- عزوف الشباب عن ارتياد المؤسسة الدينية!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن فيصل البلداوي - تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس