مَنْ الحاكم الفعلي في سورية ؟

رسالة من مواطن سوري يعيش داخل سورية

الحوار المتمدن-العدد: 234 - 2002 / 8 / 30 - 03:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

منذ ظهور بشار الأسد على الساحة السياسية السورية ، بعد موت وإندثار  والده الديكتاتور  والمستبد حافظ الأسد  الذي عانت منه سورية والشعب السوري خلال ثلاثين عاماً . لم تخفِ النخب السورية المثقفة  شكوكها حول ما جاء في خطاب القسم الذي فُسِّرَ على أنه نوع من الكلام لتجميل وجه النظام القبيح ذو التاريخ الأسود ،مثله مثل  أقرانه في الدول العربية الأخرى .

كان كلاماً جميلاً للتغطية على ما حدث من تجاوزات للدستور السوري الذي تم الالتفاف عليه "بشخطة قلم " وبقدرة " قدوره ومن لف لفه وخطط لكل هذه التجاوزات ، وبقي متخفياً وراء الستار " ، هذا الذي سمح بكل هذه التجاوزات هو نفسه الذي كتب خطاب القسم لل "رئيس الوريث " ، وربما دون أن يدرك هذا" الوريث" أنه سوف يقوم بدور المنفذ لخطط وملا عيب  المتسلطين ولصوص النظام في سورية ، ودون أن يعرف أنه جاء لكي يستطيع هؤلاء اللصوص المحافظة على مواقعهم ومكتسباتهم كونهم أناس بدون أي كفاءات تذكر ولذلك يرفضون أي منافسة وخاصة الحرة الشريفة عبر صناديق الاقتراع .

وبالفعل ، بعد هذا " الخطاب " أخذ الناس يقولون أن الرجل جاء ليمحوا ذنوب أباه الذي "جلس" على صدر الشعب السوري - كاتماً أنفاسه  ثلاثون عاماً ثقال. وقد رأى خلالها الشعب السوري كل أصناف البلطجة والسلبطة والتفنن باختراع أساليب السرقة والاحتقار ومص دماء الشعب السوري .

فتم سجن والتخلص من الشرفاء والمخلصين لسورية -والرفع من شأن كل السفلة واللصوص خونة الشعب - ، إما عن طريق الإبعاد خارج سورية ، أو الإبعاد إلى السجن – داخل سورية – أو التخلص من المعارضين عن طريق تنظيم مجازر جماعية ( كما حدث في تدمر وحماة وجسر الشغور ...الخ ). ودون أي مبالغة الكثير من الشعب صدَّق ما جاء في الخطاب وخاصة الجزء المتعلق بالحريات وهو الجزء الأهم كون الشعب مكتوم الأنفاس منذ تولي حافظ الأسد الحكم في 13 تشرين الثاني 1970 ، عن طريق انقلاب عسكري دموي  .

هللَ الجميع ماعدا اللذين اكتوت قلوبهم بنار هذه السلطة المستبدة ، فهؤلاء كونهم يعرفون الأشخاص وتاريخهم ، لم يصدقوا ما جاء في الخطاب وفهموا اللعبة منذ البداية ، ولذلك قالوا :" نتمنى أن نكون مخطئين ...الخ " .

مرَّ عامان على خطاب" الوريث " وهاهو الكذب بدأ ينكشف تدريجياً ، وأول هذه التكشفات هو ماحدث لعشرة مواطنين أفاضل تم إيداعهم السجن والحكم عليهم من  خمس إلى عشر سنوات .فلتبرير وتمرير هذه العملية تم توجيه تهم إليهم، وهمية وكاذبة ومفضوحة وبشهادة الجميع . والآن بعد أن" ذاب الثلج وبان المرج " ....أين مصداقية الخطاب يا سيادة "الرئيس" ؟وهل نحن المواطنون البسطاء على خطأ إذا ما قلنا أنك كاذب ؟ ، نعم أنت يا سيادة الرئيس كذبت عليّنا وعلى أولادنا ونسائنا وعلى شعبنا ....حسبناك من طينتنا ومن جانبنا ، ودافعنا عنك وقلنا ربما صدقت ، وفي لحظة من اللحظات تساقطت دمعات الفرح على خدودنا ، لأننا صدقنا كلمة " احترام الرأي الأخر ....الخ " ....هاهي أحلامنا ذهبت في مهب الريح ، ونحن لم ننسى  الكابوس الذي كان ومازال مطبق على صدورنا ، لقد حلمنا بالحرية وقلنا هانحن نصبح مثل بقية الدول ...الرؤساء سوف يأتون عن طريق صندوق الاقتراع ...لقد انتهت مهزلة أل 99 بالمائة وانتهت مهزلة وصول الرئيس على صهوة دبابة ....نعم لقد حلمنا ونمنا فرحين ، لأننا صدقناك وحسبناك منا...ولم يمض الكثير حتى فهمنا أنهم هم الذين كسبوا الجولة ،مرة أخرى ...هاهم سوف يجلسون على كراسيهم ثلاثين أخريات ...ونحن سوف نبقى مكتومي الأنفاس ثلاثين أخريات ..

منذ  اللحظة التي تكشف لنا كل شيء ...النفاق والكذب والدجل ...نحن لا ولن نصدق كلمة واحدة مما تقوله ..لأنك أنت لست سوى " ِرجل الكرسي " وهم الجالسون عليها ...

غداً وليس بالبعيد قد يأتي بوش ويفعل بك ما فعله بميلوزوفيتش ولن تجد من يودعك إلي لاهاي ....وربما أتى شار ون على صهوة دباباته وعندها لن تجد من يقف معك أمام دباباته ....

فكما سقط سد زيزون ....سوف يسقط كل شيء لأن البناء الذي أنت تقف عليه وتحسبه قوي ليس إلا بناءاً مغشوشاً مائة بالمائة ...هذه "المملكة " التي تجلسون على عرشها ربما هي ليست  سوى القبور التي سوف تحوي الكثير من الرؤوس التي تتنعم بخبراتها ...

إن الزمن تغّير والقيم تغيّرت وأما أنتم  رجال الحكم في السلطة بقيتم متخلفون مئات السنين بل آلاف السنين عن ركب الحضارة ....هنيئاً لكم ولتخلفكم ولسلطتكم ....

 

رسالة من مواطن سوري يعيش داخل سورية

ارسلت بتاريخ الاحد, 25 آب, 2002

#رسالة_من_مواطن_سوري_يعيش_داخل_سورية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات