أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابرام شاهين - مُداخلة ابرام شاهين في كونفرانس الشباب الكُرد السوريين في المهجر الذي إنعقد في ستوكهولم















المزيد.....

مُداخلة ابرام شاهين في كونفرانس الشباب الكُرد السوريين في المهجر الذي إنعقد في ستوكهولم


ابرام شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 23:17
المحور: القضية الكردية
    


ماهية سوريا المستقبلية ودور الكُرد فيها:
مما لا شك فيه بأنّ سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق، ولكن هذا لا يعني بالضرورة التحول إلى النظام الديمقراطي مباشرة بعد سقوط النظام ودونما عثرات، خاصة وإنّ التجربة الديمقراطية غُيبت بشكل حاد في الحياة السياسي في البلد خلال العقود الخمسة الماضية مما أثر على المجتمع سلباً من الناحية الإقتصادية والأخلاقية والثقافية ونواحي أخرى، من حيث تدهور الإقتصاد وإرتفعت نسب البطالة والفقر كما ضمرت قيم كثيرة في المجتمع وحلت محلها أمراض مثل الرشوة والمحسوبيات وزيادة معدل الجريمة إضافة إلى إنخفاض مستوى التعليم نوعاً رغم زيادته كمّاً من خلال إحداث عشرات الجامعات التي لم ترتقي بالواقع الثقافي في شيىء.
- بالنسبة للدولة السورية والكُرد
في آذار 2004 عندما فتح نظام الأسد أبواب الجحيم على شعبنا الكُردي السوري كانت عيوننا وقلوبنا تترقب مساندة ودعم من إخواننا "البيشمركة" و"الكريلا" وكان هذا الترقب حديث الشارع الكُردي السوري يومها والسبب في ذلك بإعتقادي هو من ناحية أننا قوميين كردستانيين أكثر من كوننا وطنيين سوريين ومن ناحية أخرى أنّ النظام أنهى الوطن ومفهومه وحول سورية إلى مزرعة لآل الأسد وحاشيته، وعندما سألنا بعض الشخصيات البارزة في أجزاء كردستان الأخرى عن سبب عدم دعمهم لنا آنذاك - ولو معنويا- أجابونا بطريقة قانونية بأنهم لا يستطيعون إقحام أنفسهم في قضايا أجنبية خارج حدود بلادهم، فأدركنا حينها بأننا نحن الكُرد السوريين عندما كنا نساند ونناضل في سبيل كل كُردستانات العالم إلى جانب "بيشمركاتها" و"كريلاتها" ما كنا نساند ونناضل إلاّ في سبيل قضايا أجنبية !
لست هنا بصدد نبش الجراح ولوم أشقائنا أو إيجاد الأعذار لهم، لكن ما أود التركيز عليه أننا محكومون بالمشئية الدولية وقوانينها وأعني بهذا أنه لا يمكننا أن نطبق مشروعنا الخاص بنا إذا كان متناقضاً أو معاكساً هذه المشيئة الدولية لذلك أعتقد بأن من أطلق على كُردستان الكبرى الموحدة المستقلة وصفة "الحلم" لم يكن مخطئً لأن تفكيره كان واقعياً براغماتياً مجرد من المشاعر.
أعتقد بأن القضية الكُردية بالنسبة لنا هي قضية الإنسان بالدرجة الأولى فبعد أن كُنا نعتقد بأنّ تحرير الأوطان وحده كفيل بإستعادة الكرامة المهدورة أثبتت لنا الثورات الحالية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقية - والتي لم تقم ضد المستعمر الأجنبي- أثبتت بأن الأوطان قد تكون هي التي تهدر كراماتنا وآدميتنا إذا ما كانت هذه الأوطان تنتمي للقائد المفدى وعائلته وهي بالفعل تنتمي لهذا القائد في منطقتنا.
فالوطن في زمن العولمة لم يعد مقدساً ولسنا جميعا فداً له كما علمتنا مدارس القائد في نظرياتها الرمادية، بل الإنسان هو المقدس وهو الذي تسخّر له الأوطان والنظم والقوانين. في هذا الزمن الذي أصبح فيه ممكناً تغيير الوطن مثل تغيير القميص الذي ترتديه على حد تعبير الصديق الصحفي أحمد قليج، لذلك لا نستغرب بأن الكثيرين من مَن هربوا إلى المنفى أو المهجر يوم كان الوطن غير صالح للعيش البشري آثروا البقاء في المهجر بعدما تغيرت الأمور في بلادهم كمثل أخواننا الأكراد العراقيين الذين لا زالوا يتوافدوا إلى الغرب حتى بعد تحقيق حلمهم المقدس آنذاك.
بودي هنا أن أعبّر عن فكرة تدور بذهني وهي بأنني ككائن بشري يمكنني العيش في أي بلد على هذا الكوكب شريطة أن تصان كرامتي وآدميتي فيه ولكن لا يمكنني العيش في بلدي مادمت فاقداً لحقوقي الأساسية فيه. إنطلاقاً من هذه القناعة أعتقد بأن الأولى للشعب الكردي في سوريا أن يبحث عن الحرية والديمقراطية في سوريا، أن يبحث عن سوريا تكون فيها الحقوق مصانة كل الحقوق، والكل سواسية أمام القانون، سوريا خالية من التمييز العنصري البعثي خالية من الظلم والفقر وتقديس لص، سوريا يشعر فيها أي إنسان سواء أكان كردياً أم عربياً بأنه الرقم واحد في هذا البلد وبأنه من الممكن أن يصوت لأي شخص يجد فيه مصلحته الشخصية وليس بسبب قوميته أو عرقه أو طائفته.
من الأجدر بنا أن نناضل من أجل دولة تمنحنا الحرية والرفاهية بدلاً من الذل والتشرد، دولة على غرار الدول المتحضرة التي تقيم الدنيا لو تعرض أحد مواطنيها لخطر. أعتقد بأنه حان الوقت لنا بأن نعرف ما نريد لطالما كنا نستغرب من دولة مثل إسرائيل عندما أقامت الدنيا ولم تقعدها في سبيل تحرير مواطنها الجندي شاليط المحتجز في غزة مقابل عشرات المواطنين الآخرين!
أي يجب أن لا نتعجل في طلب الحكم الفيدرالي أو سواه بل يجب أن نسعى لتغيير سوريا أولاً وللأبد، من سوريا أحادية قومية عروبية ديكتاتورية إلى سوريا وطنية مدنية لجميع مواطنيها.

- موقع الكُرد في الثورة السورية
من الملاحظ بأن الآخر العربي ينظر إلى الكُرد السوريين على أنهم مجتمع متماسك موحد سياسياً وثقافياً وتنظيمياً وهذا يعطيهم الإنطباع بأن الكُرد لديهم أجندة مضمرة من وراء الكواليس وأنهم يسعون إلى الإلتفاف أو التآمر في أي لحظة، خاصة وأن ذهنية إنسان منطقتنا مشبعة بنظرية المؤامرة وهذا ما يسهل على هذا الآخر أن يتخذ موقفاً دفاعياً من الكُرد كما يظن لمجرد الأشتباه بأن الفرصة حانت لهم.
وهنا علينا أن لا ننسا بأن أدبيات الفكر القوموي العروبي مشبعة بفكرة الحذر من الآخر الغير عربي، لذلك من السهولة بمكان إستخدام هذا المزاج العام المشبع بالأفكار التآمرية وتحويل الأكراد بنظرهم إلى حصان طروادة أو إسرائيل ثانية، ولا يخفى على أحد بـأنه تم العمل على تغذية هذه الفكرة منذ أيام محمد طلب هلال. لذلك يتوجب على الشعب الكُردي السوري الغير موحد عملياً وفعلياً التوحد والتماسك لضحض ومحاربة هذه الفكرة وأقناع الشريك العربي بعدالة القصية الكُردية قبل الحديث عن أي وضع أو مشروع خاص بالكُرد في سوريا فالشعب الكُردي كان ومايزال يتعرض إلى ظلم في حرمانه من حقوقه ومازاد الطين بله بأنه كان يتعرض إلى تشويه ممنهج لقضيته من قبل النظام حيث عمل النظام دون كلل أو ملل على جعل الحق باطل و الباطل حق فيما يخص الشعب الكُردي السوري لذلك ليس من المستغرب أن ينظر الشعب العربي السوري بعين الإرتياب إلى الكُرد السوريين.
إذاً علينا أولاً تصحيح وتسوية ما أفسده النظام بجهود كبيرة بالنسبة للحق الكُردي في سوريا قبل الحديث عن أي مشروع خاص بالكُرد داخل سوريا، بناءً عليه أقترح على النخب والعناصر الفاعلة في المجتمع الكُردي السوري كخطوة أولى العمل على إجتثاث الفكر القوموي العروبي العنصري الرافض لقبول الآخر كشريك في الوطن، ولا أقصد هنا الفكر القومي المعتدل المنفتح القادر على التشارك والعيش مع الآخر المختلف قومياً.

- الدعم للثورة السورية سياسيا، حقوقيا، إعلاميا...

لا يمكن الحديث عن دعم سياسي للثورة السورية في ظل غياب موقف كردي واضح موحد ومتماسك. وهذا الموقف يتطلب كيان سياسي كردي متماسك وموحد الأجندة. فلو تأملنا وضع الحركة الكردية ولاحظنا بأنها إنطبعت بطبائع النظام من حيث الهشاشة والبعد عن الجمهور وإتباع إسلوب الإقصاء السياسي أو الإلتجاء إلى المخابرات واستخدامها ضد الأطراف الآخرى مقابل تقديم خدمات للأستخبارات وأحياناً استخدام العنف من قبل بعض الأطراف الرادكالية في الحركة الكردية. لذلك يمكننا القول وبمحاكمة بسيطة بأن الحركة الكردية بشكلها الحالي لم تعد الكيان الذي يستطيع تمثيل الشعب الكردي السوري.
ولكن الجديد الذي أحدثته الثورة هو أنها قامت ضد كل المنطومة السياسية في ظل حكم البعث إي ليس فقط النظام مهدد بالتغيير والزوال بل حتى المعارضة الكلاسيكية الكرتونية مطلوب منها التغيير والتلائم مع مرحلة الثورة وما بعدها في الحياة السياسية السورية وطبعاً من ضمن هذه القوى الحركة الكردية المطلوب منها التماهي مع المرحلة الراهنة والمستقبلية وإلاّ سوف يتجاوزها الجمهور وتصبح في عداد المنسيين.
برأيي إن أفضل إسلوب للتأثير على الحركة الكردية هو مخاطبة كوادرها وليس فقط الإقتصار في الحوار مع قيادات أحزاب هذه الحركة لأن زمن إختزال إي تنظيم أو تجمع في شخص القائد أو السكرتير قد إنتهى مع بداية الثورة.

- التواجد الكُردي في المهجر والافاقه المستقبلية وتنظيم هذا التواجد
شكراً للأخوة المنظمين لإقتراحهم محور النقاش هذا فهو بالنسبة لنا نحن المقيمين في الخارج محور مهم جداً وأعتقد بأنه مهم أيضاً بالنسبة للداخل حيث يترقبون منا شيئاً فعلياً على الأرض. فلو تمعنا عن سبب شتات الشباب الكردي في المهجر لوجدنا بأن السبب يعود إلى حالة التبعية التنظيمية والفكرية للأحزاب الكردية في الداخل المشتتة وبالتالي فإن حالة الشتات في المهجر هي إنعكاس أو نسخة لما هو موجود في الداخل لذلك من الضروري على الطاقات الكردية سواء السياسية أو الثقافية أن تعمد إلى الأستقلال عن الداخل للأسباب التالية إضافة لما ذُكر:
1 – طبيعة الظروف والبيئة المتاحة في الخارج أكبر بكثير مما هو متاح في الداخل من حيث سقف حريات التعبير والتنظيم والتواصل وإمكامية إبرام الإتفاقات والصفقات، وأعتقد بأن هذا السقف سيبقى مرتفعاً حتى بعد زوال النظام لأن سوريا ستكون بحاجة لفترة من الزمن كي تتعافى كلياً وهذه الفترة ربما تطول.
2 – النشاط في الخارج هو نشاط مفتوح ولا يخضع لشروط أو توافقات معينة مع القوى المختلفة في الداخل.
لذلك لكي يكون النشاط السياسي في الخارج أكثر مرونة لا بدّ بأن يكون مستقلاً عن التبعية للقوى الداخلية المحكومة بسقف الحرية المحدود أو إلتزامات أو ضمانات معينة تجاه جهات مختلفة قد لا تصب في صالح القضية الكردية.



#ابرام_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هام إلى الشعب السوري والكردي السوري خصوصاً
- الحريّات تستشهد لاحتلالك أيها الكردي في سوريا
- إقتطاع أجزء من شمال البلد وضمها إلى دولة أجنبية!
- نحو مقاطعة للحالة القطيعية وإحترام عقل الفرد
- الإسلام ليس كذلك
- الشرق الأوسط.. ما الحل؟


المزيد.....




- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابرام شاهين - مُداخلة ابرام شاهين في كونفرانس الشباب الكُرد السوريين في المهجر الذي إنعقد في ستوكهولم