أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الكهرباء لعبة سياسية متقنة














المزيد.....

الكهرباء لعبة سياسية متقنة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكثر من ثمانية اعوام منذ تغيير النظام المباد في 2003 مروراً بعدة ممارسات انتخابية وثلاثة برلمانات، وبرغم كثرة الوعود و مزاعم المسؤولين والحديث المتفائل المتكاثر عن الألوف المؤلفة من (الميكاواطات)، لم تزل الكهرباء تحبو برغم اهميتها الخطيرة. وفي الحقيقة ان المواطن لم يلمس اي تحسن في وضع الكهرباء طيلة تلك المدة، وادى ذلك الى تأجيل ـ في احسن الاحوال ـ قضايا كبيرة كان يفترض ان تحسم منذ الايام الاولى للتغيير من قبيل تفعيل الصناعة وتشغيل المصانع وتشجيع المستثمرين واصحاب الشأن على فتح مصانع جديدة، وامتصاص زخم البطالة المرتفع والتحول الى الانتاج المحلي للسلع الاستهلاكية، بدلا من اللجوء الى استيرادها من الدول الاخرى، وهو ما اضر كثيراً بالاقتصاد وعموم مفاصل المجتمع.
وبرأيي ان تعطيل منظومة العراق الكهربائية او تأخير تشكلّها ، هو هدف تضعه دول كثيرة في سلم اولوياتها، اذ انها تضع مصالحها وحساباتها التجارية في صلب اهتماماتها للحصول على ارباح هائلة من السوق العراقية المفتوحة على اسواق الدول الاخرى من دون ضوابط ، ومنها الضرائب التي يفترض ان تُحدد على السلع الواردة، وان كنا لا نؤيد اقرار اي ضرائب او اجراءات حاليا لافتقار العراق الى الصناعة التي تؤمن له انتاج سلع تضاهي المستورد منها، وهنا تبرز الكهرباء كمعوق لتلك الاجراءات على السلع بفعل حاجة المواطن المتنامية اليها وغياب الانتاج المحلي.
وكي لا نبتعد عن موضوعة الكهرباء ومعاناة المواطن من غيابها وشحتها نقول: ان الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ نيسان 2003 ربطت وفي مفارقة غريبة قضية الكهرباء بحالة المناخ والطقس في العراق، برغم ان تطور التكنولوجيا على صعيد العالم في شتى ضروب الحياة ادى الى اختصار المسافات والازمان و حالات المناخ وتقلباته، وجعل من توفير الكهرباء امراً يسير التنفيذ، وليست بنا حاجة لذكر الامثلة من دول اخرى فما اكثرها!. عندما يأتي الشتاء يزعم المسؤولون عن الكهرباء لدينا، انهم سيوفرونها في الصيف المقبل، و حين يأتي الصيف العراقي ويشوي الجميع بناره اللاهبة يلجأون الى حلول ترقيعية غير دائمة، من قبيل تزويد المولدات الاهلية بالوقود المجاني للسماح لها بتوفير الكهرباء ليلا، وخفض سعر الامبير، ونسوا ان مثل تلك الاجراءات لن تحل المشكلة اصلا، بل انها في الواقع تبقي عليها عن طريق ادامة المعالجات المؤقتة، من دون السعي لحسم امر شح الكهرباء، واتاحة الفرصة لتطوير البلد وتمتع المواطن العراقي بخيراته.
ولأن الكهرباء تمثل عصب الاقتصاد وعموم الحياة، فان المعاناة من جراء فقدانها يعد امرا خطيرا يعوق التقدم الملموس باتجاه اعادة البناء وتحقيق الرفاه، ولقد تمكن اربعة وزراء للكهرباء من اتخام رؤوسنا باحاديثهم الباذخة عن خططهم المبرمجة لإنقاذ الكهرباء وكانت النتيجة مليارات من الدولارات جرى الاستئثار بها من قبل وزراء سرعان ما شدوا الرحال الى بلدان اخرى ـ يملكون جنسياتها ـ هرباً بأموالهم التي احتازوها لهم بدلا من ان يوظفوها في مشاريع يستعيدون بها كهرباءنا المضاعة لينيروا بها ليالينا الظلماء.
شهدت وضع الكهرباء تحسنا في عام 2005 وجرى التقيد بجدول يوفرها بمقدار ثلاث ساعات لكل ثلاث ساعات قطع وكان في النية زيادة مدة التزود بها غير انها تراجعت الآن اذ وعدونا قبل الصيف الحالي، بتوفير ثماني ساعات منها في اليوم، وحتى تلك الساعات فانها تنخفض في كثير من المناطق التي لا يحصل بعضها على سوى خمس ساعات يومياً في احسن الاحوال.
يحق للمواطن ان يتساءل عن السر في ضياع الكهرباء، وانعدام الحلول لمشكلتها، وبرأيي ان اسباب عرقلة عودة الكهرباء الى العراق متشعبة وواسعة وانها ترتبط بمصالح دول كثيرة تصدر لنا بضائعها، ونخص منها بالتحديد ايران وتركيا والصين وسوريا وغيرها التي تأمل وتسعى الى ان لا يمتلك العراق منظومته الكهربائية التي يشغل بها مصانعه، كما ان توفير الكهرباء يرتبط ايضا بحركة التجار والعمليات الواسعة لشراء المولدات بشتى انواعها .
ان الوصول الى علاج لمشكلة الكهرباء، وتوفيرها للناس امر لا يتطلب الكثير من الجهد، لاسيما مع توفر الاموال الهائلة لدينا، وهي مسؤوليتنا بالتحديد، غير ان الفساد الذي يتفشى في مؤسسات الدولة، ومنها المختصة بالكهرباء، يمنع الوصول الى تلك الحلول وقد يتسبب في عرقلتها لعشرات السنين المقبلة، اذا لم يضطلع الجميع بالمسؤولية الاخلاقية والانسانية المطلوبة لتحقيق الاداء الامثل لمؤسساتهم، ومن دون ذلك سنظل نعيش في ظلام دامس وتخلف خطير.
صحيح ان دولا وقوى تحاول بدافع الحفاظ على مصالحها منعنا من امتلاك الكهرباء، والسير في طريق التقدم وتحقيق رخاء مواطنينا، ولكن الصحيح ايضاً، ان المسؤولين لدينا من الواجب ان يلتفتوا بدورهم الى مصالح دولتنا وشعبنا، وان يسعوا الى تلبية حاجات الناس الرئيسة، التي تأتي الكهرباء في طليعتها، نطالبهم بذلك لأنهم اختاروا العمل السياسي من دون ان يجبرهم على ذلك احد، وعليهم ان يؤدوا واجباتهم المناطة بمناصبهم ولاسيما في المجالات المتعلقة بحياة الناس، بصورة مغايرة لما هو سائد الآن والذي تسبب في سوء الخدمات وتفاقم البطالة وانتشار الفساد، وغيرها من المخاطر، كما ان عليهم ان لا يحسبوا ان القضية تتعلق بأربع سنوات فقط من وجودهم قي العملية السياسية، وليكن بعد ذلك ما يكون، فذلك تفكير غير سليم يدخل البلد والمواطن في دوامة لانهائية من المخاطر وهو ما نعيش بظله فعلاً.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحققت الديمقراطية في العراق؟
- نهاية عقيد
- مُتنفس النواب للفرار بالغنيمة
- تنمية الشعور بالمواطنة
- ثلاث صفقات تجارية فاسدة في عشرة ايام!
- آلية غير منصفة لتنفيذ القرارات
- سلف المالية وعود من دون إجراءات
- الكهرباء في قبضة الاحتيال
- (الفاو) و (مبارك) في خضم سباق المصالح
- لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون
- تسليح الجيش العراقي .. بين رغبات الجوار وضيق أفق السياسيين
- اللاجئون العراقيون.. طموحات العودة وخذلان المسؤولين
- الوحدة الوطنية ومأزق الوصول الى دولة الرخاء


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - الكهرباء لعبة سياسية متقنة