قنديل التصدي عرين الاسود اختبار للموقف الكوردي

خسرو ئاكره يي

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قنديـــــــــــــــــــــــــــل التصدي عرين الاسود اختبار للموقف الكوردي
تحاك من عواصم الدول المحتلة لكوردستان المؤامرات الخبيثة لأدامة احتلالهم واضطهادهم وحرقهم لكل صوت كردي شريف مؤمن بحقوق امته في التمتع بالحياة الحرة الكريمة ، امام انظار المجتمع الدولي وصمته الرهيب تتعرض قرى جنوب كوردستان الى الغزو والقصف والحرق والتدمير واستشهاد الابرياء من المدنين العزل بالسلاح من قبل المؤوسسة العسكرية التركية الايرانية تحت ذرائع واهية بوجود عناصر من الفئة المؤمنه بالحرية و بالحق والعدالة الاجتماعية والمساواة .
لقد اباحت قرارات المجتمع الدولي للشعوب المستعمرة استخدام كافة الوسائل الممكنة من اجل التحرير، كوردستان المحتلة اليوم بكل القياسات من قبل الانظمة الشوفينية المغتصبة لها ولحقوق اهلها وحرياتهم تتعرض الى هجمة ارهابية دولية منظمة دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنا" مما يثبت بلا شك ازدواجية تنفيذ القرارات الدولية وفقا" للمصالح دون مراعات الالتزام بالقرارات الاممية .
الكرد بشكل عام يرضخون للاحتلال فنضالهم من اجل الحرية نضال مشروع بكل القييم السماوية والشرائع الوضعية وهو نضال مشترك لا يتجزأ كما هوالعداء الثابت المشترك من قبل المحتلين للكرد مع ايماني بالخصوصيات ولكن علينا ان نقر بأن خصوصيات الجزء بالنسبة الى الكل تبقى يتيمة و تعاني من الاستقرار والتثبيت بسبب انتشار وبقاء الاحتلال في القسم الاكبر من الجسد الكوردستاني وهذا بلا شك محل تسائل كبير كيف للجزء المتصل بالكل ان يكون حرا" دون الاجزاء الاخرى واذا القضية واحدة لا تتجزأ نسبة الى الحقوق والحريات لأمة مجزأة ؟ .
ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تبنته الامم المتحدة في 10 ديسمبر عام 1948 كما اكد صدور العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في 16 دسمبر 1966على حق تقرير المصير حيث ورد في المادة 1 للفقرة 1 : لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير ولها استنادا" الى هذا الحق ان تقرر بحرية كيانها السياسي وان تواصل بحرية نموها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وقرار الامم المتحدة عام 1960 رقم 1514 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة الامر الذي شكل محورا" اساسيا" استندت عليها جميع القرارات اللاحقة الخاصة بتقرير المصير الصادرة عن الامم المتحدة ثم القرار الاممي 14 دسمبر 1964 نص على انشاء لجنة تصفية الاستعمار من 24 دولة تمثل القارات الخمسة . ومن هذا المنطلق يجب ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤلياته التأريخية والاخلاقية الانسانية تجاه شعب محتل مشمول بقراراته بحقه في تقرير مصيره وهو يتعرض لأرهاب وحشي مدمر من قبل الانظمة الاسلامية الشوفينيه المحتلة لكوردستان .ِ
فليعلم العالم بأن لهذا الشعب الابي الحق في الرد على ارهابهم الوحشي بكافة الوسائل دفاعا" عن بقائه وضمانةٌ لحقوقه وحريات ابنائه الذين يتعرضون اليوم لصورايخ وقذائف المؤوسسات العسكرية لتلك الانظمة ويتحولون الى قطع من الفحم بصواريخهم وامام انظار العالم ، الشعب الكوردي بحاجة الى دعم ومساندة مادية ومعنوية للوقوف بوجه تلك الهجمات الشرسة علما" بأن بوادر الدعوة الى سيادة كوردستان بدأت بالظهور بعد ان اجتمعوا مجموعة من الشباب في بارك آزادي في مدينة السليمانية البطلة في يوم 3/9/2011 وهي تدعوا الى استقلال كوردستان ونزولا" عند قرارات المجتمع الدولي الملزم بتقدير دعوتهم من اجل التحرير وعلى القيادات الكوردستلنية ان تراعي دعوتهم النبيلة تلك وهي دعوة بلا شك اكتملت شروطها بعد ان عجزت وتعجزحتى الان القيادات الكوردستانية من تسلط مواقف المحتلين لكوردستان بتحقيق مطاليبهم الشرعية في الدفاع عن الخاضعين لسلطاتهم بدأ" بأخفاقهم ومنذ عدة سنين عن تنفيذ بنود المادة 140 الدستورية التي تعالج ظاهرة التعريب والترحيل في جنوب كوردستان مرورا" باستهداف الكرد في مدينة الموصل وديالى والذين تعرضوا للاستشهاد والترحيل دون ان تحرك تلك القيادات ساكنا" بالرغم من استهلاك المليارات من الدنانير كمصاريف للقوات التي تدعي بأنها تشكلت للدفاع عن الكرد وحدود كوردستان وحقوق ابنائها .
تعرضت كوردستان سابقا"الى الهجمات الارهابية المنظمة من قبل سلطات الاحتلال وتتعرض اليوم بأهلها الى القتل والتشريد والترحيل دون ان نجد رد فعل كردي تثبت للاعداء قبل الاصدقاء وللشعب الكوردي بأن له قيادة في مستوى المسؤولية التأريخة امام الاحداث وقادرة في الدفاع عن من تمثلها بل الصحيح هو العكس من ذلك ترى العالم كيف أن العلاقات على المستوى الاحزاب والشخصيات بين القيادات الكوردية والانظمة التي تضرب قرى كوردستان وتحرق اهلها على درجة عالية من الاهمية تفوق على قدسية المصالح الوطنية والقومية وخير دليل على ذلك صمتهم الرهيب مقابل ما تتعرض لها قرى جنوب كوردستان حيث اضعف الايمان بأمكانهم تحريك الشارع الكردي ضد الممارسات الارهابية بحق الشعب في القيام بالمظاهرات العارمة ومقاطعة التعامل مع الاعداء .

الشعب الكوردي اليوم يدرك مصالحه وكيفية الدفاع عنها بشكل حضاري سلمي متفق مع تطورات العصر واعلن ويعلن عن رفضه لمواقف الانظمة المحتلة لكوردستان وما المظاهرات التي تشهدها العواصم العالمية الاوربية ومنها في 3/9/2011 امام محكمة العدل الدولية في عاصمة هولندا السياسية دنهاخ الا خير دليل على نهضة الشعب ببيان موقفه في وحدة المصير دفاعا" عن حقوقه ورفضه التخاذل والاستسلام للاعداء .
ثورات الشعوب اطاحة بأنظمنها الدكتاتورية ورمتها في مزبلة التأريخ رغم اختلال كبير في الموازنة من حيث الامكانيات نسبة الى التسليح والتنظيم والادارة والامكانيات المالية بين ابناء الشعب المنتفضين وتضحياتهم واركان السلطة ثمنا" للحرية اذن لماذا يا ترى امة مليونية وعلى وطنها كوردستان لم تأخذ من الاحداث الدروس والعبر وتعلن عن موقفها من حقوقها ومنها حق تقرير المصير ؟ لقد آن الاوان للاعلان عن سيادة كوردستان واستقلالها نعم بلا شك للحرية ثمن غالي وهي لم تثمر دون التضحيات ومن كافة الجوانب ولكن مهما كلف الكورد من ثمن فلم يكن اغلى من التضحيات التي قدموها سابقا" من حلبجة الشهيدة وعمليات الانفال ، منطقة الشرق الاوسط امام تغير كبير ولم يبقى للانظمة الدكتاتورية قدسية تذكر في العالم وعلى الكرد عدم التخلف عن الاحداث السريعة بل استثمارها لصالح حقوقهم ، فالمجتمع الدولي اليوم يتخذ من المواقف المساندة للشعوب بشكل اسرع واقوى من قبل ودعمه لثورات الشعوب(الربيع العربي) ضد انظمتها دليل حي على بيان موقفه من الارهاب الوحشي للانظمة الدكتاتورية بحق شعوبها فكيف بموقفها تجاه امة مليونية لم تطالب بأكثر من حقوقها الطبيعية في الحياة الحرة الكريمة منسجما" مع قراراته الصادرة بهذا الصدد وهي تتعرض للارهاب الوحشي .
قنديل اليوم عرين الاسود تختبر مواقف الكرد من القيادات والقاعدة العريضة لأبنائه لنجعل منها مقبرة الاعداء ونجدد شعلة نوروز الحرية على قمم جبالها الشماء بسواعد الاشاوس من المترابصين في مواقعهم البطولية من كريلا العمال الكوردستاني وابطال بزاك بدفاعهم عن وجود الامة وكرامتها ومقاومتهم للهجمات الشرسة الارهابية الدموية من قبل الغزات المحتلين لجزئي كوردستان الشمالي والشرقي والفئة المؤمنة بحقوق امتها تقف بوجهها في مقاومة بطولية لا مثيل لها من حيث التصدي والمقاومة ويجدر بكل كردي وطني مؤمن بحقوقه ان لا يتردد في دعمهم ومساندتهم لكي نثبت للعالم بأننا كأمة لنا وحدة الموقف في الدفاع عن حقوقنا ونفرض على المجتمع الدولي قضيتنا العادلة بالطرق الدبلوماسية ولو بأضعف الايمان المتمثلة بالمظاهرات والاعتصامات امام مراكز القرار في العالم .
آن الاوان ان نفكر جليا" بالثورة وكيفية ترسيخ الامكانيات وادامتها وسير العمليات فيها بشكل تؤثر على الاعداء من اجل تحقيق الاهداف علينا ان نعيد قراءة تأريخنا النضالي ولعقود من الزمن هل تمكنا من ارغام الاعداء لمطاليبنا بثوراتنا المتمركزة بين الجبال؟ هل تمكنا من التأثير على الماكنة العسكرية للاعداء بقتل جندي من هنا وهناك بل وابادة وحدة كاملة ؟ اليس لهم القوة والامكانية بتعبئة تلك الوحدة كأنما شيئا" لم يكن ؟ من هذا المنطلق لا بد من تغير مسار الثورة بل علينا نقلها الى المواقع المؤثرة من ضرباتها على مفاصل المؤثرة في اقتصادهم الذي يدير به الاعداء ادامة محاربتنا ثم ضرب مواقع القرار التي تتمركزفي العواصم بشكل قوي مؤثر جدا" نعم الى ترحيل الثورة الى عواصم الاحتلال لكي نبعد عنهم ذريعة تواجد الثوار بين الجبال ونعرقل فرص توحيد مواقفهم بغزو قنديل ونترجم مقولة العين بالعين والسن بالسن الى عمل يومي لضرب مصالحهم اينما وجد من الذين يردون على مناشدتنا لهم بالاخوة بالصواريخ والقذائف لحرق ابنائنا من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب والشابات ، علينا ان نقرأ الاحداث بعقل متفتح ورؤية واضحة لا تكتنفها الغموض ونرد عليها بالشكل الذي يخدم مصالحنا الوطنية والقومية بعيدا" عن المجاملة وخداع النفس بعيدا" عن المصالح الحزبية والشخصية علينا ان نستغل الموقف حيث الصراعات بين الانظمة المحتلة لكوردستان من زوايا مختلفة تستعر حرارة وان نبني استراتيجية بأسس من الارادة الفولاذية للامة وننطلق منها ونشعر العالم بقوتنا التي لا تلين دفاعا" عن وجودنا وعلى تربة وطننا كوردستان علينا ان نستفيد من ثورات الشعوب ونقرأ كيف ان الجيش الجمهوري الايرلندي تمكن من الحصول على السيادة والاستقلال وكيف انه قام في منتصف السبعينات وخصوصا" بتفجير الاهداف التجارية والمطاعم والفنادق في قلب العاصمة البريطانية لندن ومع بداية الثمانينات .
ان الانفتاح المزعوم من قبل البعض للأنظمة المحتلة لكوردستان على جنوب كوردستان لم يعد انفتاحا" ذا ابعاد حقيقية منطلقا" من الاقرار والايمان بحقوقنا من الزاوية السياسية بل هو انفتاح اقتصادي ذات ابعاد مصلحية تحقق لهم الارباح الخيالية بعد غزوهم لاقتصاد السوق الكوردستاني بعيدة عن الاطر السسياسية التي تتمحور حول الحقوق والحريات ولا قيمة لأي انفتاح تقفز على الانفتاح السياسي اولا" وآخرا" ، اذا" علينا ان نفرض ثقلنا على الاعداء من زاوية المصالح الوطنية والقومية بلغة السياسة التي لا تقبل الشك عن رفضنا الخضوع لأرادتهم الاغتصابية لحقوقنا وحرياتنا الاساسية علينا ان نجعل من قنديل المقاومة والتصدي عرين الاسود مقبرة للغزات تبقى اثارها عبرالاجيال لنلقنهم درسا" في المقاومة نردهم على اعقابهم يسحبون ذيول الخيبة والخسران الى قنديل الحرية الى حرب شاملة مع الغزات دفاعا" عن عرضنا وارضنا وأموالنا بل ونسائنا واطفالنا وشيوخنا وشبابنا الى حقوقنا الطبيعية في السيادة والاستقلال قنديل اليوم وما تتعرض لها من الهجمات اختبار حقيقي لمواقف الكرد قيادة وقاعدة ومن كوردستان الكبرى دون استثناء انه يوم الاختبار الحقيقي للكوردي ودرجة ايمانه بحقوقه المغتصبة وحرياته المفقودة فليسأل العالم قوات الغزو التركي والايراني ماذا تفعلون في قنديل وغيرها من المواقع في جنوب كوردستان ؟ وتبيحون تواجدكم فيها وتحرمون ذلك على ابنائها وتطالبون الكرد بالوقوف الى جانبكم لقتال كردي كردي ؟ .
خسرو ئاكره يي ــــــــــ 7/9/2011

#خسرو_ئاكره_يي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات