أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!














المزيد.....

والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«فتنة فى أسوان».. هذا هو العنوان الذى فضلت معظم صحفنا وضعه للتقارير الإخبارية عن غضب أهلنا النوبيين، الذين فاض بهم الكيل فأضرموا النار فى مبنى محافظة أسوان وحطموا مكتب السيد اللواء المحافظ.
ومحاولة إدراج ملف النوبة تحت عنوان كهذا يعنى الإصرار على دفن الرؤوس فى الرمال واستمراء تمييع الأمور وتشويه جوهرها وتحويلها إلى موضوع يصلح بالكاد لصفحات الحوادث.
وهذه كلها محاولات عقيمة دأبت حكومات النظام السابق على إنتاجها وإعادة إنتاجها لدرجة الملل، متصورة أن مثل هذه الألاعيب الصغيرة يمكن أن تنطلى على الناس، وهو ما لم يحدث بطبيعة الحال، وبالتالى استمرت القضية فى التفاقم.
والقضية باختصار، ودون لف أو دوران، هى أن أهلنا فى النوبة قدموا تضحيات غالية من أجل مصر كلها، حينما تركوا ديارهم من أجل تمكين الحكومة المركزية من إجراء أكبر جراحة جغرافية لنهر النيل، من أجل ترويضه، وإقامة أكبر بنك مائى على ضفافه يحمينا من «الغرق» و«الشرق» على حد سواء.. وكان من الآثار الجانبية لهذا المشروع التنموى العملاق، مشروع سد مصر العالى، غرق موطن أهلنا فى النوبة وتهجيرهم، وبدلاً من تقدير هذه التضحية الكبرى لم يحصل النوبيون إلا على «جزاء سنمار»، حيث تفننت البيروقراطية المصرية فى الخسف بالتعويضات المستحقة لهم إلى الأرض، كما أن عملية التهجير تمت بصورة غير آدمية، سواء من حيث اختيار الموقع أو المواصفات المعمارية للبيت البديل أو فرص العمل فى «المهجر».
ولا يطلب النوبيون «لبن العصفور»، بل يطالبون فقط بإعادة توطينهم على ضفاف بحيرة ناصر خلف السد، وإعادة رسم الدوائر الانتخابية بالمنطقة تضمن تمثيلاً نوبياً حقيقيا فى أى انتخابات قادمة، وكذلك الحفاظ على التراث الثقافى والحضارى النوبى، وإلغاء كل صور التمييز ضد النوبيين.. فهل هذا كثير؟!
وكان الظن أن التلكؤ فى الاستجابة لهذه المطالب سيتوقف بعد انهيار النظام السابق، لكن لم يحدث تغيير يذكر بعد 25 يناير رغم أن رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف وعد النوبيين فى مارس الماضى بأن مطالبهم ستتحقق بعد 15 يوماً، لكن الأيام والأسابيع والشهور مرت دون أن يتحقق أى مطلب، بل استمر التجاهل والتسويف.. بل والاستفزاز أيضًا فى كثير من الأحيان.
وليس إحراق مبنى المحافظة هو العاقبة السيئة لهذا المنهج، بل أخشى أن أقول: إن ما حدث ينبئ بأن القادم يمكن أن يكون الأسوأ.
والأسوأ الذى نقصده، ونحذر منه هو أن استمرار هذا النهج البيروقراطى المستفز وغير المسؤول سيكون من شأنه الجهر بمطلب كان مكتوماً فى صدور عدد محدود ممن كانوا يوصفون بـ«المتشددين» من النوبيين، الآن أصبح هذا المطلب يكتسب أنصاراً أكثر وينتقل من حنايا الصدور إلى الشفاه، وهو باختصار - وعلى بلاطة - المطالبة بانفصال النوبة أو على الأقل الحكم الذاتى لأبناء النوبة فى جنوب مصر وشمال السودان.
هذا المطلب.. كنا ننظر إليه باستخفاف فى السابق، ولم يعد من الحكمة التمادى فى هذه الغفلة، خاصة مع تصاعد مظاهر ضعف الدولة المصرية، ومنها بروز نزعات مماثلة فى سيناء «حتى ولو من جانب عدد محدود من الأفراد الذين جاهروا بعزمهم إقامة إمارة إسلامية.. فالنار الهائلة - كما هو معروف - من مستصغر الشرر.
فضلاً عن أن ترشيح السودان لمزيد من الجراحات السياسية بعد انفصال الشمال والجنوب سيترك بصماته عبر حدودنا الجنوبية التى تتقاطع عبرها قبائل وجماعات بشرية شتى.
كل هذا يقول إن ملف النوبة أخطر من أن يترك للسيد اللواء المحافظ وأكبر من أن يترك للمجهول.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أصبحت أحوال الناس أسوأ... بعد الثورة؟!
- هل من الضرورى ل «يناير» أن يكره «يوليو»؟!
- سيناء فى خطر.. يا ناس!
- تحولات الإخوان .. وخواء النخبة
- التحية الأخيرة .. قبل اسدال الستار
- 3 أغسطس .. اليوم الأهم فى أجندة مصر
- دينا عبدالرحمن.. فى مرمى -نيران صديقة-
- الخطوط الحمراء .. تحترق!
- ثورتان .. وبينهما -نكسة-
- مصر فوق الجميع
- رسائل بعلم الوصول
- -باعة- الثورة!
- مبارك يخرج لسانه للشعب.. فى ميدان التحرير!
- قوم يا مصري
- أصول المهنة.. أولاً
- الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس
- الثلاثاء الأسود
- الأرض والفلاح.. فى انتظار الثورة!
- مائة يوم ... -شرف-
- اللواء المهدى يخوض معركة الاعلام .. ب -رجل حمار-


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - والنوبة أيضاً.. فى خطر يا ناس!