أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - مهارات لغوية














المزيد.....

مهارات لغوية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 17:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


للكلمات معاني تختلف من عصر إلى عصر ومن بيئة إلى بيئة أخرى, ومن كلمة(ساعد) أي (يد) اشتققنا المساعدة لأن الذي يريد مساعدتنا يمد يده ليعمل معنا لذلك اشتققنا كلمة يساعد ومساعدة ومساعد من معنى الساعد والذي هو اليد أو الذراع , ومن كلمة عبر اشتققنا كلمة عبري وصار معناها الذي يعبر كثيرا من هنا أو هناك, وكذلك كلمة عربي فهن نفس المعنى...وعبر أي:مر أو سار أو أتى من هنا, ومعنى كلمة عبر أو عبري هي نفس معنى كلمة عربي, فالعربي معناه الذي يمشي على قدميه حافيا أو منتعلا, ومعنى كلمة عبري نفس معنى كلمة عربي, والعبور والتنقل من مكان إلى مكان معناه أيضا (التعقب) فعقب الشيء أو تعقبه أي مشى وتتبعه بتتابع بطيء أو سريع, ومن هنا علينا أن نعرف بأن ترجمة كلمة(إسرائيل) ليست ترجمة علمية دقيقة إذا قلنا أن اسم إسرائيل (يعقوب) فلا يوجد على أرض الواقع شخص اسمه يعقوب وإنما يوجد رجل يتعقب الحياة هو وقومه فيعبرون من كل الممرات بحثا عن آبار المياه والعشب واللون الأخضر ليأكلوا هم وماشيتهم, ومعنى كلمة قوم يعقوب أي القوم الذين يتعقبون الزرعَ والضرع , ولا يوجد أي شبه أو مقارنة علمية بين معنى كلمة(يعقوب) ومعنى كلمة (إسرائيل) والتي تعني عبد الله أو عبد الإله أيل أو العبد القوي .

والعرب والعبريون ينحدرون جغرافيا من سلالات رعوية ويدل معنى الكلمتين العبري والعربي على نفس المعنى اللغوي والاصطلاحي الواحد , وكانت كلمة عبري تطلق على العرب والعبريين معا , وقد حدثني صديق لي كان يعمل في الكويت قائلا:
إذا سألت هنالك رجلا كيف أتيت ماشيا أم راكبا؟ , فإذا أراد أن يقول جئت ماشيا فانه يختصر هذه العبارة بقوله جئت : عبري , أي أن كلمة عبري تعني الذي يمشي عبر الصحراء على قدميه أي ليس راكبا, وهذا يعني نفس كلمة يعقوب فكلمة يعقوب أول ما أطلقت على الجماعة أو على كل فرد يعيش في الصحراء متنقلا بحثا عن الغذاء والماء.

ومعنى كلمة يعقوب مشتقة اشتقاقا من الأتباع والتعقب فيقال مثلا تعقب فلان فلان أي : اتبع أثره , ولذلك سمي قوم يعقوب ببني يعقوب لكثرة ترحلهم وتجوالهم ,ومنها أيضا اشتق لفظ العقوبة فنقول مثلا عاقبناه ووقعنا بحق فلان أقسى أنواع العقوبة والعقوبة هنا من التعقب فكان العرب يتعقبون خصومهم للثأر ولذلك سمي الثأر بالعقوبة, أنظر هنا عزيزي القارئ كيف يتحول أو تتحول الدلالات اللغوية من عصر إلى عصر وكيف تتطور الكلمة, حيث كانت كلمة يعقوب تعني التتبع وهنا أصبح معناها العقاب لأننا تتبعنا العدو أو المخالف أو طريدتنا وأوقعنا به العقوبة فالعقوبة من التعقب للثأر أو للانتقام.

ومعنى كلمة عبري وعربي واحد وكلمة عبري تعني : الذي على رأسه غبار أو الذي يعيش في الصحراء, وهي أيضا مشتقة عندنا من كثرة العبور والدخول فنقول عبرنا من هنا وعبرنا من هناك وكان العرب والعبريون طوال الألف سنة أو الألفي سنة يتعقبون الزرع والماء هم والعرب لذلك نفس المعنى ولا يختلف في شيء مع الاحتفاظ بأحقية تمييز كلمة إسرائيل عن يعقوب وبما أن العرب والعبرانيين كانوا يرحلون ويعبرون من مكان إلى مكان فقد سموا لكثرة عبورهم ب : العبرانيين والعرب .

وما زلت إنا كاتب هذه السطور أشاهد في شمال الأردن عائلات تهاجر هذه الأيام من الصحارى إلى مواقع الربيع بحثا عن الغذاء لماشيتها وأغنامها ونطلق على هذه العائلات لقب -عرب -لأنهم يسكنون الخيام ونعني بكلمة عرب باللهجة العامية غير ما نعنيه باللهجة الفصحى ففي اللهجة العامية نقصد بكلمة عرب: البدو الرحل, وباللغة الفصحى نعني بها: كل ناطق باللغة العربية وهنا دلالة لغوية أخرى على تطور معنى الكلمة واختلافها وما زلنا إلى اليوم نشاهد أناسا_مثلا_ وهم يسكنون بطون الأودية فإذا سألنا عنهم من هم؟ فورا نسمع بأنهم (عرب) أي بدو رُحل.

ومن الخطأ الجازم أن نعتبر أن كلمة العبريين خاصة بالشعب الإسرائيلي فكلمة عبري كانت تطلق على كل من يسكن الصحراء ويقول العالم - ولفنسون-:أن كلمة عبري تؤدي نفس معنى كلمة عربي .

ولفظ الرعاة كان يطلقه المصريون على الهكسوس الذين استعمروا مصر على فترة من التاريخ وكانوا يقولون عنهم -مينو ساتو- أو -مينو ساتي - وتعني الرعاة ومنها انتقلت هذه الكلمة إلى اليونانية وبدلوا في بعض حروفها بسبب عمليات النقل التي تحدث في كل اللغات وقالوا عن الرعاة بدل مينو ساتي قالوا عنهم : هكسوس, أما العرب فقد أسموهم ب : العماليق والهكسوس هم أول من دججن الحصان ولذلك حديث يطول شرحه .
والعبريون هم: كل شعب كان يحيا حياة البداوة في بلاد الشام قاطبة.

وجاء في التوراة - صموائيل الثاني 6-8 : أنت تبني لي بيتا لسكناي لأني لم اسكن في بيت منذ يوم صعدت ببني إسرائيل من مصر إلى هذا اليوم بل كنت أسير في خيمة .
وهذا الكلام موجه إلى الملك داود إذ انه هو أول من نقل اليهود من حياة البداوة إلى الاستقرار وبالمناسبة كان بنو إسرائيل يكرهون بعد استقرارهم أن تخاطبهم الناس بكلمة عبري تماما كما يكره بعض العرب المستقرون أو الذين يستقرون في مكان معين أو في أي بلدة أن تقول لهم (أنتم عرب) لأنهم يعتبرون كلمة عرب كلمة تفقدهم حق المواطنة فأول شرط للمواطنة هو الاستقرار في مكان معين ونفس الشيء في كلمة عبري فقد كانوا يكرهون أن تقول لهم (أنتم عبريون)؟بسبب ما تنقله كلمة عبري من مفاهيم بدوية ورعوية غير مستقرة وغير مدنية في ذلك العصر حيث كانت كلمات الزراعة هي التي تعني في ذلك الوقت مفاهيم الإنسان المتمدن على خلاف كلمة عبري



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مي زياده2
- مي زياده 1
- حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
- الاسلام والأمراض العقلية
- الكلمة الأخيرة
- دنيا الوهم والخيال
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - مهارات لغوية