أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كيف يُكتب الشعر؟














المزيد.....

كيف يُكتب الشعر؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


كيف يُكتب الشعر؟



إبراهيم اليوسف
عندما كتب الشاعر الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز مقاله “كيف تكتب الرواية؟”، والذي طبعته إحدى دور النشر، في كتيب خاص، ليترجم إلى الكثير من لغات العالم، بدا أن عنوان هذا الكتيب، أكثر إثارة، كما تم تقويم الكتاب في ما بعد إلا أنه جذب الكثيرين من الموهوبين، على مختلف اللغات المترجهم إليها، لاقتنائه، وقراءته، باحثين بين سطوره عن “وصفة” ما يتبعونها، كي يتعلموا فن كتابة الرواية الأكثر صعوبة .

ولعل هاوي كتابة الشعر، عندما يجد نفسه متلظياً بألسنة ألهبة القصيدة، قد يبحث عن إجابات شافية، عن سؤال مماثل لسؤال ماركيز نفسه، لاسيما إن لم يكن قد تمكن من الإطلاع على مضمون المقال، كي يكون سؤاله “كيف يكتب الشعر؟”، السؤال الذي تبقى الإجابة عنه ضالة الموهوب، والفضولي، أو حتى المتطفل على كتابة الشعر، ممن لم ينطلق من إحساس داخلي عميق، أو حاجة كبرى، لتمثل روح الشاعر في ذاته، وليس لديه الاستعداد اللازم لتعميق التجربة الشعرية لديه، أو التسلح بروحانية الشاعر .

كان لسان حال الشاعر في لحظته النقدية، وهو يرد على سؤال أحد الموهوبين: كيف أكتب الشعر؟، هو أن يجيبه: احفظ عشرة آلاف بيت من الشعر، في إحدى الروايات، أو مئة ألف بيت من الشعر، في رواية أخرى، وليردف كل ذلك بالقول بعد ذلك: ثم انس ما استظهرت، ناهيك عن إشاراته الصريحة إليه، حول ضرورة التمرس والتبحر في عالمي اللغة والعروض، وغير ذلك .

أجل، إن مثل هذا الكلام، طالما كان يقال للشاعر الناشئ، من قبل الشاعر الراسخ، السابق عليه، حيث ستتدرج قصيدة الشاعر المبتدئ، بين لحظة صناعتها، ولحظتها الإبداعية، تبعاً لدرجة أصالته الشعرية، كما أنه قد يقال بالطريقة نفسها، لكاتب قصيدة التفعيلة، في ما إذا دار في فلك النص التقليدي، من دون أن يزاوج على النحو المطلوب بين ما يكتب، والتقنية التي تحققها قصيدة النثر يوماً بعد آخر، بيد أنه قد لايصلح البتة، ليقال لشاعر قصيدة النثر، هذه القصيدة التي لا يمكن الاهتداء إلى شروط كتابتها، إذا استبعدنا الرؤية الحداثية، وهاجس التجاوز، لأن لكل شاعر الشروط الخاصة التي يستطيع تحقيقها، بما يجعله يتمايز عن سواه، لأن قصيدة أنسي الحاج تختلف عن قصيدة أدونيس، وهما تختلفان عن القصيدة الماغوطية أو السليمبر كاتية، والأسماء تكثر، والأمثلة تزداد، كما أن لكل قصيدة، في تجربة الشاعر الواحد، ملامحها الخاصة، وشروط إبداعها المغايرة، التي تجعلها ألا تكون نسخة “فوتوكبية”، مأخوذة عن القصيدة السابقة عليها، ضمن سلسلة أعمال الشاعر نفسه، كما أنها لا تصلح أن تكون أنموذجاً لقصيدة تالية، في تجربة الشاعر نفسه .

ومن هنا، فإن لكل قصيدة إبداعية، عالمها، ومناخاتها، ومقوماتها، التي تميزها عن سواها، بل إن الأكثرالتفاتاً، هو أن في مثل هذه القصيدة الإبداعية، سراً خفياً، عصياً على التشخيص، والتنظير، وهو ما يجعل النص الإبداعي متجدداً، محافظاً على نبضه، وروحه، وألقه، من دون أن يتم استهلاكه، واستنفاد وهجه، ورونقه، ودهشته، بل إن كثيرين من الشعراء أكدوا أنه لو طلب منهم، إعادة كتابة نصوص شهيرة لهم، بعد الانتهاء منها، خارج زمانها الشعري، لما أفلحوا في ذلك قط .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...
- المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كيف يُكتب الشعر؟