أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - تنافضات الشخصية العربية وثوراتنا














المزيد.....

تنافضات الشخصية العربية وثوراتنا


طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)


الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 08:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تنافضات الشخصية العربية وثوراتنا

الذي حفزني على كتابة هذه المقالة هو مقالة الكاتب والباحث في الفكر الإسلامي والمدرس بالأزهر: نهرو عبدالصبور طنطاوي. تأتي اهمية كتابات طنطاوي من حيث انها تمثل شريحة مهمة من الاسلاميين. ويعتبر السيد طنطاوي شخصية مثالية للمسلم بكل ما تحمله هذه الشخصية من تناقضات تعكس كل التنافضات التي تمت تربيته عليها دينيا جيلا بعد جيل , منذ 1430 سنة وتم تواترها أبا عن جد, حتى اننا لا نبالغ اذا قلنا بانها اصبحت من ضمن جيناته الوراثية وسلسلسة ال (دي ان ايه) وحمضه النووي!

احدى اهم سمات هذه الشخصية العربية الاسلامية هو معداة الغرب السريرية والتشكيك بكل افعاله مهما كانت!! فالغرب سئ مهما صدر عنه... خيرا كان او شرا(اذا فرضنا جدلا بانه يعمل الشر)؟؟ بالنسبة لهذه الشخصية, حتى اذا فعل الغرب اشياء خيرة, فهي اما مؤامرة يريد ان يلعب بها الغرب بعقولنا ويضللنا, لانه حتما ودون ادنى شك بانه يحضر الى شئ شرير بالمستقبل ولا ندري ما هو؟؟

اذا استنجد الاكراد والشيعة وكل المعارصة بالعراق وركعوا وقبلوا الايدي لكي تتدخل اميركا بالعراق لكي تخلصهم من جلادهم الذي استعبدهم وابادهم بالاسلحة الكيميائية والحروب, فاذا استجابت اميركا لتوسلهم, فهي تتآمر لكي تنهب نفط العراق ؟؟ حتى ولو كلفت هذه الحرب دافع الضرائب الاميركي من الاموال ما يكفي لشراء كل نفط العراق حتى ينضب عشرات الأضعاف؟؟
واذا انقذت اميركا مسلمي البوسنة من الابادة الجماعية على يد الصربيين المسيحيين! فهي حتما لم تقم بهذا العمل من اجل سواد عيون المسلمين وحتما هي تخفي نوايا ما وسيئة, والله اعلم؟؟
واذا ساعدت اميركا جنوبيي السودان الذبن هم عرضة للاضطهاد, فهي تتآمر على تفتيت السودان المسلم؟؟ وكذلك الأمر بالنسبة لدارفور المسلم؟؟
واذا ركعت المعارضة الليبية وتوسلت مساعدة الغرب لايقاف القذافي عن ابادة شعبه ؟؟ فعندما تقوم اميركا بالمساعدة فهم يلجؤن للصمت, كنوع من التقية, ولكن بعد ان تتم المساعدة فينقلب خطابهم ويتهمون الغرب بانه يريد ان ينهب نفط ليبيا؟؟
وكذلك الامر بالنسبة لسوريا؟؟ ولقد اشرنا لبعض تناقضات المعارضة السورية من جهة طلب الحماية من الغرب بمقالاتنا السابقة!
والقائمة تطول وتطول...!!

نحن لا ندعي بان الغرب لا يهتم بمصالحه بكل خطوة يقوم بها, ولكن هذا شأن كل الدول, حيث ان كل الدول تهتم بمصالحها, وكل دولة بالعالم لها مصالح مع كل دولة بالعالم, و سياسات الدول فيما بينها تقوم على فن ايجاد المصالح المشتركة والتي تعود باكبر المردود والفائدة على كل طرف من اطراف تبادل المصالح هذا, ولا شئ يعيب هذا التبادل للمصالح, وانما هذا هو فن السياسة الراقية والمتحضرة!

هل يستطيع احد أن يتصور كيف يستطيع الغرب ارضاء مثل هذه الشخصيات الاسلامية المتناقضة؟؟ أنا لدي هذا التصور: هو بأن يخترع الغرب روبوتات مقاتلة لمساعدة المسلمين بتحريرهم من حكامهم, بحيث يتم التحكم بها عن بعد بحيث لا يظهر اي جندي غربي في ساحة المعركة!! وبحيث يكون كل الفضل بالتحرير حسب فتوى دينية كاملا للمسلمين فقط, ولكي يغنموا الحوريات والغلمان بالاخرة, وبحيث لا يكون في هذا التحرير ولانتصار اي فضل شرعي للغرب الكافر ابناء القردة والخنازير والعياذ بالله!!! ويكون من الافضل اذا كانت هناك وسيلة ما او اختراع ما, لجعل جميع القتلى بهذه المعارك بين المسلمين انفسهم من الغربيين وحدهم دون المسلمين, وذلك لكي يأخذوا اجرا اضافيا عن قتل الغربيين بالاخرة وعدم قتل اي مسلم بيد مسلم ( اي ان يتحول القتيل المسلم من كل جهة متقاتلة من المسلمين الى مسيحي كافر؟؟).
ربما بمثل هذا الاختراع المستحيل تكون هي الطريقة الوحيدة التي يرضى بها المسلم على الغرب؟؟؟

نعود لمقالة السيد طنطاوي: يتهم الكاتب طنطاوي الغرب العلماني المتحضر بانه يعامل الحكام العرب كعاهرة يرميها بعد ان يقضي منها وطرا؟ ثم يطرح تساؤلا بنهاية مقاله, يظن بانه سؤال صعب ومن الصعب حتى التكهن بالاجابة عليه. وهذا السؤال هو:هل يقبل الغرب العلماني المتحضر أن يكون الحكام العرب الجدد أقل من (عاهرات بديلة)؟؟؟؟.
هل لدى أحد توقع لإجابة هذا السؤال؟

من الواضح بان السيد طنطاوي اراد بمقالته الباهتة هذه ان يتهجم على كل اعداء الشخصية الاسلامية المتنافضة وهم الغرب والعلمانية والتحضر!!

هذا اسهل سؤال واجهته بحياتي: والجواب طبعا, عندما يكون الرئيس قد تم اختياره من قبل شعبه, فلن تتجرأ دولة بالعالم ان تدعس له على طرف! وليس هناك اصلا مصلحة لأي دولة بالعالم ان تدوس له على طرف. فالشعب هو الذي يعطي الحصانة للرئيس والشعب هو الذي يسحب الحصانة من تحت الرئيس.
هل يتجرأ الغرب ان يعادي اي شعب ؟؟ كلا ؟؟ وليس من مصلحة الغرب ان يعادي اي شعب.
لولا ان الشعب التونسي لم يقوم ضد رئيسه, فهل سيقف الغرب مع الشعب ضد بطش رئيسهم؟؟
ولو لم ينتفض الشعب المصري ضد مبارك , فهل كان الغرب سيطالب مبارك بالتنحي؟
وكذلك الامر بالنسبة للشعب الليبي وكذلك الامر بالنسبة للشعب السوري!

من هنا نستنتج بان الشعب هو الذي يعطي الشرعية لرئيسه وليس اي شئ اخر.


تحياتي للجميع

هوامش: رابط مقالة نهرو عبدالصبور طنطاوي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=273821



#طلال_عبدالله_الخوري (هاشتاغ)       Talal_Al-khoury#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك يحكم مصر, وشيئا لم يتغير
- الثورة السورية تعلملت درس الليبية
- التدخل الحكومي في السوق الحر
- اليساريون ومشكلة البيضة والدجاجة 2
- اليساريون ومشكلة البيضة والدجاجة
- لا نريد ان نفطر على فجل يا اخوان سوريا
- وكالة: ستاندرد أند بورز والتصنيف الائتماني السيادي الاميركي!
- فزاعة الاسلام وثوراتنا
- يسارية بوتين وثوراتنا
- ضخ التمويل حق من حقوق الانسان
- خرافة الأحزاب السياسية العربية
- أميركا دولة سوبر لا تخسر ابدا-
- مشكلة الهوية للثورات العربية
- الصراع على سورية بين الولي الفقيه وخادم الحرمين!
- مسيحيو سوريا وخرافة وضعهم المستقر
- قس وعلماني (معضلة الكنائس العربية)
- رسالة الى خادم الحرمين الشريفين
- سورية بعد الثورة (رفع دخل الفرد الى 20 الف دولار)
- رسالة الى بشار حافظ الأسد
- آليات الاستبداد في السياسة العربية المعاصرة


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طلال عبدالله الخوري - تنافضات الشخصية العربية وثوراتنا