أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - معيار نجاح الدولة أو فشلها














المزيد.....

معيار نجاح الدولة أو فشلها


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 14:51
المحور: المجتمع المدني
    


يقاس معيار نجاح الدولة أو فشلها بسياستها الداخلية مع المواطنين وسياستها الخارجية مع دول الجوار ونبذها استخدم العنف في حل المشكلات الداخلية والخارجية مهما بلغت من القوة والمساحة الجغرافية والسكانية والاقتصادية، كونها تمثل سمات حضارية لمجموعة سكانية ورثت حضارات أمم سبقتها على الأرض. ومن مهامها أن تضيف نهجهاً حضارياً جديداً إلى سجلها الحضاري لتفخر بها أجيالها قادمة، فالدولة كائن حي يجدد سماته خلال المراحل التاريخية. ويضيف على نحو دائم سمات جديدة تتوافق مع الحضارة الانسانية، ولا تكتسب الدولة في الحاضر اعترافاً دولياً بها من دون أن تتصف بسمات معينة وتقر على نحو صريح بكل المواثيق والتعهدات الدولية.
يحدد (( بيخو باريخ )) ست سمات للدولة الحديثة :
1 – " أن تكون واضحة المعالم والحدود وتتمتع بسيادة كاملة على أراضيها وسلطة داخلية شرعية غير مقيدة تحكمها تشريعات قانونية.
2 – تستند إلى مبادئ دستورية موحدة وواضحة وتقر بهوية واحدة وصريحة لا لبس فيها، في حين أن الدولة ذات المبادئ الدستورية المختلطة تعبر عن هويات متداخلة غير واضحة.
3 – أن يتمتع مواطنيها باختلاف مكوناتهم الثقافية والعرقية بحقوق متساوية كونها تمثل حيزاً قانونياً متجانساً.
4 – المواطنة تعدّ مفهوماً موحداً ومتجانساً بين المواطن والدولة فلا تمييز بين هوياته الثقافية والأثنية والعرقية شريطة أن يبدي المواطن ولائه للدولة فقط.
5 – يمثل مواطنو الدولة شعباً واحداً على اختلاف مكوناتهم الأثنية والعرقية والثقافية ولهم حقوق متساوية من الدولة ويقرون بواجباتهم أمامها.
6 – في الدولة الفيدرالية يجب أن يتمتع جميع سكان الوحدات الفيدرالية بنفس الحقوق والسلطات على نحو عام لتجنب الإخلال بالتعريف القانوني والشرعي لمفهوم المواطنة ".
تعدّ الدولة غير المحققة لمعايير وجودها دولة فاشلة وعبئاً على المجتمع الدولي خاصة عند انتهاكها حقوق الإنسان أو الاعتداء على جيرانها أو فشلها في تحقيق أمنها الغذائي ما يثقل كاهل المجتمع الدولي بأعباء تقديم المساعدات لمكافحة الجوع والفقر والحفاظ على حقوق الانسان ومنع استخدام القوة في حل النزاعات الدولية.
لذلك يجب أن تتوافر الدولة على مقومات الصمود والاستمرار وتحقيق حاجات مجتمعها وصيانة حقوق المواطنة والوفاء بالتزاماتها الدولية، فعلى الصعيد الدولي لم يعدّ مقبولاً أن تنتهك الدولة حقوق مواطنيها وتحتفظ بكامل عضويتها في المجتمع الدولي بعدّه خرقاً فاضحاً لمعايير العضوية وشروطها. ومن دون أن تنسجم الدولة مع ذاتها ومجتمعها وتعي متطلبات وجودها في تحقيق رغبات أمتها لن يكون في وسعها الايفاء بشروط عضويتها في المجتمع الدولي، وبغض النظر عن تنوع الثقافات والأثنيات والقوميات على أرض الوطن لا يجوز للدولة فرض هيمنتها بالقوة عليهم وصهرهم في بوتقة واحدة لتعدّ نفسها تمثل أمة واحداً أمام المجتمع الدولي.
إن الدولة التي تفشل في توظيف مكامن القوة لتنوعها الثقافي والأثني والقومي على نحو سلمي للحفاظ على الوحدة الوطنية لمكوناتها الاجتماعية وتاريخهم المشترك في الأرض والحضارة لمئات السنيين، تلجأ إلى استخدام العنف لقسرهم على الوحدة.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " أن الدولة التي تفشل في توظيف قيم الأمة الروحية المشتركة لتحقيق الوحدة على نحو سلمي تلجأ إلى استخدام العنف على نحو سيئ، فعدم ثقتها بعنصرها البشري يعيقها الانفتاح على آفاق ستراتيجية ما يقلل أهمية خططها التكتيكية في تفعيل آليات قوى المجتمع الكامنة لتحقيق أهدافها في التوقيت الصحيح والملائم ".
يعاني المجتمع الدولي عبئاً أخلاقياً ومادياً جراء اعترافه بدول جديدة فشلت في تحقق متطلبات وجودها والتزاماتها الدولية، فعدد الدول التي اكتسبت عضوية المجتمع الدولي على مدى المائة سنة الماضية أثبتت فشلها وعانت مجتمعاتها في ظل حكام مستبدون من الجوع والفقر وكوارث الأمراض ما أثقل كاهل المجتمع الدولي في تقديم مساعدات غذائية وطبية إلى مجتمعات مُفقرة.
وعلى نحو مؤكد لم تكن تلك الدول الفاشلة جديرة باكتساب عضوية المجتمع الدولي لتمثيل مجتمعها على نحو سليم وتوفر حاجاته الأساس وتلتزم بمواثيق حقوق الإنسان وتشريعاته، ما يتعين على الأمم المتحدة أن تعيد النظر في عضوية الدول الفاشلة وتضعها تحت الوصاية لإعادة بناء مقوماتها الأساس كدولة ناجحة من خلال تدريب نخبها السياسية على الإدارة الكفوءة والرشيدة لمؤسسات الدولة والمجتمع وكيفية الايفاء بالالتزامات الوطنية والدولية لاستعادة عضويتها في المجتمع الدولي كدولة ناجحة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع
- التماهي بسلطة الاستبداد
- الممارسات العنفية لسطة الاستبداد ضد المجتمع
- سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - معيار نجاح الدولة أو فشلها