زحل يعتذر

محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في كل عام، بل وفي بداية كل شهر رمضان، تقع كل الشعوب الاسلامية بحيرة من أمرها بكيفية مراقبة ولادة هلال بداية الشهر، هل يتم اعتمادا على العين البشرية وفق حديث منسوب للنبي ، أم يعتمدون الطرق العلمية الفلكية بتحديد الوقت بالضبط دون الحاجة للرؤية العينية التي قد تصيب وقد تخطأ، وهو نفس الحال بنهاية الشهر وحلول العيد.
ومثل كل المرات السابقة حدثت هذه المرة، حيث قررت السعودية أن العيد يوم الثلاثاء على أساس تمام رؤية الهلال يوم الاثنين 29 . 08 . 2011 ، في حين تحدت جمعية فلكية بريطانية في أواسط شهر رمضان استطاعة أي شخص من رؤية الهلال عند غروب شمس يوم الاثنين لعدم امكانية ذلك علميا وفق الحسابات الفلكية.
ولكن تأبى العقلية الاسلامية السعودية المنغلقة وما تبعتها من مرجعيات اسلامية في دول عربية عديدة، من الاستفادة من العلوم والتقنيات الحديثة، والتي يمكن من خلالها تحديد مسار القمر بدقة متناهية جدا، إضافة لتحديد مسار الرؤية الممكن في كل بلدان العالم، وفي أي بقعة على اليابسة أو الماء.
وهذه العقلية هي نفسها التي بعثت بأمير سعودي عام 1984 في مكوك فضاء أمريكي مع كاميرة- تصوير، ليس لإجراء بحوث أو تجارب بالاستفادة من ظاهرة انعدام الوزن لا سامح الله، بل لتصوير الأرض من الفضاء لأن ابن باز يصر على أن الارض مسطحة، ويكفر من يقول بعكس ذلك، بينما العلم أثبت كرويتها.
فعاد أول رائد فضاء عربي ومسلم من رحلته البطولية تلك بعدم اشتراكه بأي تجربة داخل المكوك أو المحطة الفضائية إلا اللهم تصوير بعض المناظر هنا وهناك.
واليوم يقدم كوكب زحل اعتذاره لجميع المسلمين الذي عيدوا يوم الثلاثاء على اعتبار أنهم رأوه هو بدلا من القمر بصورته الهلالية، حيث يقول : أقدم اعتذاري الشديد وأسفي أن المسلمين لا يعرفون أن يفرقوا بيني وبين القمر، وأني أضم اعتذاري مع اعتذار الزهرة التي سببت خطأ بتوقيت نهاية رمضان وبداية العيد بسبب اشتباه المسلمين بينها وبين القمر في السنوات الماضية.
كما يتعهد زحل مع الزهرة وباقي كواكب المجموعة الشمسية بعدم تكرار ظهورهم حين يكون هناك ترقب لظهور هلال رمضان أو العيد، ويقولون أنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، أما أنهما يقدمان ظهورهما أو يؤخرانه، هذا أولا، وثانيا إن هما لم يستطيعا ذلك فانهما سيرفعان لافتة مكتوب عليها اسميهما، مثل هنا زحل، أو هنا الزهرة، حتى لا يخطأ المسلمون الجهلة عديمي العقل والفكر بعد الآن.
مع خالص تحيات زحل كوكبكم المحبوب.

محمد الحداد
31 . 08 . 2011

#محمد_الحداد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات