أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - لؤي الخليفة - الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟














المزيد.....

الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3473 - 2011 / 8 / 31 - 19:09
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الدستور الدائم لا يكتب لعام او اثنين ولا حتى لعشر من السنين , فهو كما يتضح من صفته ( دائما ) , ما يقضي اختيار كتابه بعناية ودقة متناهية ومن ذوي الاختصاص ممن يتصفون بالحكمة والخبرة والامكانيات اللغوية العالية بغية اقتناء مفردات الفقرات المناسبة وصياغة مواده بشكل رصين وسبكها بحيث لا تدع مجالا للبعض من استغلال الثغرات فيها ضد المصلحة العامة .
غير ان هذه المواصفات ومع شديد الاسف لم تتوفر في غالبية اولئك الذين وضعوا وكتبوا الدستور العراقي , فجاء هزيلا هجينا ناهيك عن النوايا التي لا اريد وصفها بغير الحسنة ... لذلك بدأت ومنذ بداية كتابته الانتقادات له والدعوات التي تصاعدت في الفترات الاخيرة لتعديله قبل ان يغرق البلاد في فوضى التقسيم والتمزيق بعد ان اغرقها في فوصى الطائفية والمحاصصة ... وحسبي ان اشير هنا الى الى واحد من اهم واخطر ما قيل بحق هذا الدستور , وهوما قاله رئيس الوزراء (( ان الدستور بني على اساس قومي طائفي وقد كتبناه وكل منا اراد ان يثبت انتمائه وقوميته ومذهبه باشياء يضعها في الدستور ... لكننا اكتشفنا اخيرا ان لم يكن منذ البداية اننا زرعنا فيه الغاما وليس حقوقا وان هذه الالغام بدات الان تتفجر ... ليس عيبا ان نقول كتبناه بأيدينا ثم ينبغي ان نستفيد من التجربة وان نعدل بما يحقق دولة المواطنة واعتماد الاساس الوطني والانتماء للوطن وان نغادر بشكل نهائي دولة الطوائف والقوميات )) .
ثمة اسباب عدة دعتني ان اصف تصريح المالكي بالخطير , اتطرق هنا فقط الى اثنتين منها , الاول هو ان الرجل رئيسا للوزراء والمسؤل المباشر عن السلطة التنفيذية والتي يفترض ان تتخذ من الدستور مرشدا لها , والثاني ان المالكي كان واحدا ممن كتبوه فهو عاش وعاصر تلك المرحلة بكل تفاصيلها واطلع على الكيفية التي كان البعض يفكر بها سواء اكان هو او غيره من المكلفين باعداده وماذا كانت نوايا البعض منهم ؟ .
وها هي اليوم وبعد هذه الاعوام التي مرت على اقراره, تتجسد تلك المخاوف التي طالما حذرت من الالغام الكثيرة التي حواها الدستور وتكريسه المصالح الفردية والابتعاد عن المصالح الوطنية والتفريط بسيادة ارض العراق ووحدة شعبه, ناهيك عن الغموض الذي يكتنف بعضا من مواده اضافة الى عدم اعارة اي اعتبار للديقراطية والكفاءات بدعوته الى التوافق في اختيار المناصب الحكومية وقد كانت حقا بعض النوايا سيئة حينما ثبتوا احدى المواد التي تجعل تعديله غاية في الصعوبة حيث تذكر ان رفض ثلثي ثلاث محافطات اجراء التعديل يبطله ...
في مقدمته يشير الدستور الى ان ((الالتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق اتحاده الحر شعبا وارضا وسيادة )) ولا اريد هنا الاشارة الى اؤلئك الذين لا يلتزمون به !! , غير ان بعض ما ورد فيه من مواد لا تشير الى تلك السيادة والاتحاد , فلو اخذنا , على سبيل المثال لا الحصر , موضوع الفيدرالية لوجدنا ان النظام الذي اعتمده لم يكن له مثيلا ولا حتى مشابها لاي فيدرالية اخرى من الفيدراليات المعتمدة لدى البلدان الاخرى بدءا من الولايات المتحدة وانتهاء بالهند وما بينهما العشرات من الدول , فالفيدرالية في معناها اللغوي تعني _ الثقة _ وهي نظام سياسي يقوم به مستويان حكوميان بحكم ذات المنطقة الجغرافية ونفس السكان , اي دولة واحدة تمتلك كل مقومات السيادة , جيش واحد , علم , نشيد , عملة , وسياسة خارجية موحدة ... وليس ثمة مفهوم في الفيدرالية اسمه تقاسم السلطة او الاستحواذ على الثروات الوطنية او الاحتفاظ بجيش مستقل ... اضافة الى مسألة اخرى في غاية الاهمية , تلك هي انه لا يحق للفيدراليات الانفصال ... ولو اسلمنا ان في كردستان العراق ثمة مبرر قومي _ ديموغرافي للفيدرالية , واوكد هنا على الفيدرالية , ولكن ما هو المبرر لاقامة فيدراليات في الجنوب او الوسط او الغرب ؟ , أهو هوس الاستحواذ واستلام مفاتيح السلطة والثروة ؟ , ام ماذا ؟ ...
كثيرا ما تم التحذير من خطورة الاحتلال الامريكي للبلد والخطوات التي لجأ اليها مع بدء عملية الغزو , كنهب محتويات المتحف العراقي وجعل البلاد ساحة تصفية للحسابات مع تنطيم القاعدة واخيرا وليس اخرا حل الجيش الذي اعتبره البعض خطأ تكتيكيا , الا ان هذه الاخطاء وغيرها كانت بداية المشوار لتدمير الدولة ومكوناتها واعادة تشكيلها بشكل مقلوب , وكان واحدا من اهم الوسائل لهذا التدمير هو الدستور الذي ساهم في تعميق الانقسامات السياسية _ الطائفية والعودة بالبلاد الى العصور الوسطى كما ارادوا وهددوا به قبل عملية الاحتلال وصولا الى المشاهد الاكثر خطورة على سيادة الوطن من خلال الدعوات غير القليلة المنادية بعضها الى تشكيل الاقاليم او البعض الاخر المطالب بالانفصال .
ان الدستور ما هو الا تعبير عن تطلعات الشعب في دولة ما باعتباره القانون الاساسي الذي من خلاله تسن القوانين التفصيلية الاخرى كونه هو مرجعيتها , كما انه العقد المنظم للدولة ومؤسساتها ... لذا فأنه بات من الضروري اما اجراء تعديلات جوهرية على دستورنا الحالي , والمادة 136 اعطت الحق لرئيس الجمهورية ولرئيس الوزراء او لخمس اعضاء البرمان اقتراح التعديل , او كتابته من جديد , وهو الافضل , بشكل يضمن وحدة وسيادة العراق لا تفتيته وتقسيمه الى دويلات ... ذلك ان الدستور الحالي , وحسبما اعتقد وربما الكثيرين غيري , صار اشبه ما يكون بمريض مات موتا سريريا , ولم يعد ينفع معه اي علاج وحري باعضاء البرلمان ان يذهبوا به الى الدفن وتكليف لجنة مختصة وليس عيبا ان تتم الاستعانة بخبراء اجانب للشروع بكتابة اخر جديد شبيه بدساتير البلدان الاخرى.



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية
- ثمة اعوام بين رسالة الزرقاوي وتصريح النجيفي !!
- سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق
- اذا كان المسؤول او السياسي مجرما فلم لا يعلن ذلك على الملأ ؟
- احرقوه واحرقوا كتبا اخرى معه ...
- عودة ثانية ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخ ...
- عودة اولى ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخي ...
- لا تها جموا الدين الا سلامي فقط ... فدينكم ليس بخير منه ... ...
- ماراثون المعتقد الديني والفكر العلمي ... لمن ستكون الغلبة ؟
- مجلس النواب ... للدفاع عن مصالح الشعب ام لسرقة حقوقه وامواله ...
- ابداع عربي...سجادة لعد الركعات وثمة من يحسب حروف القران !!
- لنحول بعض المساجد الى مدارس ومنتديات علمية ودور سكن *
- افكار متواضعة حول المقالات والتعليقات المنشورة في الحوار الم ...
- أمحقة الكويت في سلوكها ازاء العراق ؟
- ألا ليت اللحى كانت حشيشا لنطعمها .... !! *
- وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - لؤي الخليفة - الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟