أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر















المزيد.....

العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 234 - 2002 / 8 / 30 - 02:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يحاول الحسيني في مقالته، المنشورة في «الشرق الأوسط» الغراء، في عددها الصادر يوم 24/8/2002، إلقاء اللوم على المعارضة العراقية، وتحميلها مسؤولية تدويل القضية العراقية، ومن ثم يقدم لها النصح بالابتعاد عن الدعم الخارجي والاعتماد على قواها الذاتية في التخلص من نظام صدام حسين، وكأن المعارضة مسؤولة فعلا عن تدويل القضية العراقية وليس نظام صدام نفسه.
ويتهم الكاتب المعارضة بالاستعانة بالأجنبي وتدويل القضية. وبأنها جعلت نفسها «مطية بيد أهواء ومخططات هذا الأجنبي، وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية». وعندما نقرأ المزيد، نعرف أن الكاتب غير آبه بمعاناة الشعب العراقي على يد حكامه الحاليين، وإنما تحذيره من دعم الأجنبي للمعارضة العراقية ناتج عن مخاوفه على مصالح بلاده إيران. ونتساءل: هل مصلحة إيران تكمن في استمرار نظام دموي مثل نظام صدام حسين الذي شن عليها حرباً عبثية لثمانية أعوام ونشر الخراب والدمار في ربوعها؟ أليس من مصلحة إيران ودول المنطقة أن يكون العراق بلا صدام الذي تسبب في زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة؟
أما خوفه على السعودية وما يشاع في هذه الأيام، عن مخطط أمريكي ضدها وربط هذه الإشاعة بالدعم الأمريكي للمعارضة العراقية، فقد نفاه العقلاء من الطرفين، وآخرها مقالة الأستاذ عبدالرحمن الراشد في «الشرق الأوسط»، يوم 25/8، حول أكاذيب الباحث الفرنسي موراويك، الذي أثار زوبعة في فنجان، ولا داعي لإثارة المخاوف من هذا «الخطر» «فأهل مكة أدرى بشعابها». أما خوفه على القضية الفلسطينية، فكل عاقل ومنصف يعرف أن صدام حسين هو الذي ألحق أشد الأضرار بالقضية الفلسطينية بحروبه العبثية في المنطقة.
ثم ينبري الكاتب بتقديم الوعظ للمعارضة العراقية على طريقة وعاظ السلاطين فيقول: «إذا كان الله سبحانه وتعالى سيحاسب الانسان يوم القيامة على النوايا كما هو معروف فإن عباد الله، لا سيما العقل الجمعي للشعوب والامم لا ولن يحاسبوا يوما الا بناء على نتائج أعمالهم.. الخ» شكراً على هذه النصيحة!! وحسن ظنه بنوايانا الحسنة ونطمئنه على النتائج، ففي أسوأ الأحوال، سوف لن تكون أسوأ مما يعانيه الشعب العراقي على يد صدام حسين. ونحن واثقون إن مستقبل العراق بعد صدام حسين سيكون كمستقبل ألمانيا بعد هتلر.
كما يحاول الكاتب إلقاء اللوم في تدويل القضية العراقية على المعارضة وهذا خطأ جسيم ارتكبه الكاتب، وناتج عن عدم إهتمامه بمعاناة الشعب العراقي. فالعراق الآن تحت الوصاية الدولية، وصدام حسين هو الذي قام بتدويل القضية العراقية وذلك بشن حروبه العبثية ضد دول الجوار. وتحرير الكويت كان بقرار من الشرعية الدولية حيث شاركت فيه ثلاثون دولة بما فيها المملكة العربية السعودية وسوريا اللتان يخاف الكاتب عليهما من الدعم الأمريكي للمعارضة العراقية. إن المظالم التي ألحقها النظام الجائر بحق الشعب الكويتي الشقيق لمدة ستة أشهر فقط، والتي استوجبت التدخل الدولي، كانت وما تزال يعاني منها الشعب العراقي منذ ما يقارب أربعة
عقود. فلماذا يجوز الدعم الخارجي لنصرة الشعب الكويتي ولا يجوز لنصرة الشعب العراقي المبتلى بهذا النظام وهو أسوأ من الإحتلال الأجنبي في نظر العراقيين؟ كذلك لماذا يجوز للدول العربية التوسل بأمريكا لدعم القضية الفلسطينية ولا يجوز هذا الدعم للشعب العراقي؟
أما الأدلة الأخرى على تدويل القضية العراقية والوصاية الدولية بسبب سياسات النظام الطائشة فهي:
1 ـ هناك أكثر من 27 قراراً من مجلس الأمن الدولي بحق العراق وقد رفضت حكومة بغداد تطبيق 23 منها.
2 ـ لا سيطرة للنظام على أجواءه التي هي تحت سيطرة قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا.
3 ـ الحصار الاقتصادي المفروض من الأمم المتحدة على العراق.
4 ـ المنطقة الشمالية من العراق تحت الحماية الدولية لتوفير الملاذ الآمن للشعب الكردي من بطش النظام.
5 ـ نفط العراق يصدر وفق قرار الأمم المتحدة (نفط مقابل غذاء) وليس بيد الحكومة العراقية.
6 ـ السيادة الوطنية مفقودة وحدود العراق مفتوحة لكل من هب ودب والجيش التركي يجتاح الشمال كلما رغب في ذلك.
7 ـ وهناك ما يقارب الأربعة ملايين عراقي في المنافي هرباً من مظالم النظام.
ومن كل هذه الأسباب وغيرها، نعرف أن صدام، وبسبب سياساته الطائشة، هو الذي قام بتدويل القضية العراقية وليس المعارضة.
أما قول الحسيني ان على المعارضة الاعتماد على قواها الذاتية في الإطاحة بالطاغية، فنقول ان المعارضة حاولت ذلك بانتفاضتها العارمة بعد هزيمة النظام في حرب الخليج الثانية واستطاعت السيطرة على 14 من 18 محافظة عراقية ولكنها سُحقت ولم تستطع تحقيق النصر لأسباب دولية معروفة، ولشراسة قمع النظام. وعليه، فالمعارضة مضطرة الى قبول هذا الدعم الخارجي الذي أثبت فوائده في عملية تحرير الكويت ولدول مثل البلقان وتيمور الشرقية وغيرها، ومطلوب للقضية الفلسطينية، فلماذا لا يصلح للمعارضة العراقية
التي تقارع أشرس نظام جائر عرفه التاريخ؟

* كاتب عراقي وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية

نشرت في الشرق الأوسط، 29/8/2002



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجال حول الشرعية الأمريكية لضرب النظام الصدامي
- هل سيعيد التاريخ نفسه في حرب تحرير العراق؟
- العرب والقضية العراقية.. وبرميل البارود!!
- دبلوماسية.. أم توبة بن آوى؟؟
- يكفي العراقيين ما بهم.. فلا تحملوهم المزيد
- قراءة في كتاب رياض العطار: إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق
- ثورة 14 تموز لم تكن إنقلاباً فاشلاً
- ثورة 14 تموز وموضوعة تسييس العسكر في العراق
- ثورة 14 تموز وموضوعة الديمقراطية
- ملاحظات حول كتاب عزيز الحاج: شهادة للتاريخ


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العراق بعد صدام مثل ألمانيا بعد هتلر