أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - دولة الهشك بشك المدنية ...!؟














المزيد.....

دولة الهشك بشك المدنية ...!؟


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يقارب الباحث موضوعه من منظور سياسي مجرَّد كما فعل المفكر المحترم ـ طيب تيزيني ـ فإنه سيجد نفسه مضطراً للقفز فوق الكثير من الحواجز الثابتة الراسخة كل حاجز منها كافٍ وحده لنسف الهدف الذي وضعه الباحث نصب عينيه.. ثم إنه لا يبقى مستغرباً في هذه الحالة أن يتطابق حديث الباحث الدكتور ـ تيزيني ـ عن الدولة المدنية مع حديث الباحث الدكتور النائب الشيخ ـ محمد حبش ـ عن الدولة المدنية في الإسلام...!؟
في مقاله الأخير المنشور في هذا الموقع حاول الدكتور ـ تيزيني ـ أن يضع بعض المجموعات الإسلامية أمام استحقاق الدولة المدنية التي يبشِّر بها مثله مثل باقي أطياف المعارضة السورية التي أجمعت وتوحدت حول هذا الاستحقاق من غير أن يتحدث أحدٌ من هذا الربع عن السبيل إلى تحقيق ذلك اللهم ما عدا ترداد المقولات العامة من قبيل المساواة والعدالة والحقوق...!؟
يكتب الباحث قائلاً: ( كان النبي الكريم من الحصافة بحيث إنه وضع يده على "آلية" مناسبة لفهم العلاقة بين النص والواقع، ومن ثم لإدراك أن النص "الثابت" من أجل امتلاكه مصداقية، يجب أن يفهم متحركاً، وقد قاد ذلك إلى التمييز النسبي بين متطلبات الواقع وبين الإطار النصي الذي يستوعبها، وكان على القوة الإسلامية العربية، والحال كذلك أن تقتحم الآفاق عبر تجاربها العلمية الصعبة وقراءاتها النظرية، وتصل إلى حالة أو حالات من العقلانية والتوازن المجتمعي والتنوير الأخلاقي إضافة إلى التجذّر في وطنها العربي ذي الفسيفساء الرحب، بحيث تعيد النظر نقدياً وبحسب قانون التوازن بين الواقع والعقل، في ما تأخذ به من آراء ومبادئ ) وإذا ما سلمنا جدلاً بدقة ما سبق فإن مقتل البحث كان في الخلاصة التي أوردها والتي تؤكد على أن المقاربة هذه إنما تتم من خلال منظور سياسي راهن خلاصة الكاتب تقول: ( وهذا ما راحت مجموعات إسلامية تضعه موضع الفحص والتدقيق، وذلك على نحو يحقق حداً ضرورياً ومتطوراً من التجادل الفهمي بين المشكلات التي تواجهها الآن في ربيع الوطن، وبين الفكر الإسلامي في سياق وهج هذا الربيع ). ومع أن الكاتب تعمَّد وصف الكيانات الإسلامية بالمجموعات حتى لا يقول صراحةً جماعات الإخوان المسلمين أوسواها من التنظيمات المحدودة العدد والتأثير كالتيار الإسلامي الديمقراطي وحزب التحرير الإسلامي وبعض العجائز الإسلاميين من الحقوقيين والشخصيات المفردة فإنه من العبث المنهجي تصور أن هذه المجموعات أوغيرها من الإسلاميين يمكن أن يقبل بحركية النص القرآني التي يراهن عليها باحثنا مثلما راهن عليها من دون جدوى الكثيرون قبله كجمال البنا ونصر حامد وغيرهما.. إذن لماذا الهرب من الحقيقة والرهان على المستحيل..! المسلمون مؤمنون بالمطلق بأن القرآن كما هو صالحٌ لكل زمان ومكان بحيث لا يعود هناك نفع إن تعددت قراءاته وتأويلاته فمن هي وأينها تلك المجموعات التي يقول الباحث إنها راجعت نفسها نقدياً وأنها وضعت قانون التوازن بين الواقع والعقل موضع الفحص والتدقيق بحيث صار يعَّول عليها في مسألة الدولة المدنية وعليه فكيف ستكون دولة يساهم إذا لم نقل يشرف على بنائها جماعات إسلامية زركشت خطابها السياسي لغوياً وحسب كيف ستكون دولة مدنية يعيش فيها الناس سواسية في حين أن الحاكم والحكم فيها هو النص المقدس الصالح لكل زمان ومكان هل وجد الباحث الفاضل مجموعة إسلامية واحدة قدَّمت قراءة معاصرة للنص القرآني تسمح بالمراهنة..! معروف عن الجماعات هذه بأنها لاحقت وكفَّرت جميع الذين حاولوا تقديم قراءة معاصرة للنص القرآني العمى حتى فتاوى ابن تيمية لم يسبق أن راجعتها هذه المجموعات التي يعوِّل عليها الباحث فيقدم لها شهادته هذه لكن أكيد لن تكون مجاناً فيما لو..!؟ ثم هل بإمكان الباحث أن يورد مثالاً واحداً عن دولة مدنية أو شبه مدنية في الماضي والحاضر عرفها المسلمون أو تعرفوا عليها حتى يمكنه التعويل على خطاب الجماعات الإسلامية بعد أن تمَّ حشوه بلغم الدولة المدنية..!؟ نعم يرد مفهوم الدولة المدنية في الخطاب السياسي المستجد لهذه الجماعات لكنهم لا يخفون في الوقت نفسه أن المرجعية الوحيدة لدولتهم المدنية هذه ستكون الشريعة الإسلامية أما إذا كان الباحث ـ تيزيني ـ وباقي أطراف المعارضة السورية وبعد أن توافقوا سياسياً مع هذه الجماعات والشخصيات في سياق الأزمة الراهنة يقرون بأن دولة الشريعة هذه يمكن أن تكون مدنية وديمقراطية فهذا ما لا يقرَّ به الباحثون المحترفون إنما يفعلها السياسيون والذين عيونهم شاخصة إلى حيث يبتغون وهذا حق لا ينكره عليهم ملعون ولا مجنون يا حيزبون ...!؟
يا عمي وإيدي على شيبة رأس ـ أم علي ـ إن المعبر الوحيد الصالح والموصل إلى الدولة المدنية الديمقراطية يكمن في فصل الدين عن الدولة بغض النظر عن النظر في إمكانية ذلك من عدمه في المجتمعات الإسلامية وكل حديث ما دون ذلك هو حديث سياسوي يكثر إبان الأزمات السياسية ويدخل في سياق الصراع على السلطة لا غير ونحن نتفهم حالة بعض اليساريين الذين يتهربون من الإقرار بهذه الحقيقة لأننا نعلم أنهم يعلمون أن الدولة المدنية التي يجري الحديث عنها هذه الأيام هي دولة الهشك بشك وهي لن تكون إلا على شاكلة دولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قناة الجزيرة القطرية...!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تجليات فقيه الثورة...!؟
- عن المصائر والمصائب والثورات...!؟
- الأمير إذا أمر...!؟
- سورية والخطأ القاتل...!؟
- جمهور ثورة الله أكبر...!؟
- كل سورية مقابل كل الخارج...!؟
- البعث: من الانتكاس إلى الاجتثاث...!؟
- الله أكبر.. والأكفان...!؟
- أساتذة الفشل والمساخر العربية...!؟
- فيما خص عزمي بشارة ومن لفَّ لفه...!؟
- أهل الشيوعية وأهل البعث وأهل الله...!؟
- الله حرية وبس.. لم لا...!؟
- الخيار السوري المرّ...!؟
- الوزير الملك ومعضلة السلطة...!؟
- المحظور وقد وقع...!؟
- في البحث عن أتاتورك سوري...!؟
- يوم كان الله جميلاً...!؟
- المعارضون وقد صاروا من أهل السنة والجماعة...!؟
- الصفعة الأمريكية والثرثرة المعهودة...!؟
- خرافة الدولة المدنية الديمقراطية...!؟


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - دولة الهشك بشك المدنية ...!؟