أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تمام إسماعيل كحيل - ثورة الاتصالات بين التشويه الإعلامي والحريات الفكرية















المزيد.....

ثورة الاتصالات بين التشويه الإعلامي والحريات الفكرية


تمام إسماعيل كحيل

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 14:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إن ثورة الاتصالات والتطور الهائل في المواصلات واختراع الإنترنت جعل الانفتاح والحوار وتبادل المعلومات والمنتجات الثقافية والفكرية متاحة لجميع البشر بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والعرقية، وأصبحت سرعة تناقل الخبر عن الأحداث أسرع من قدرة الإنسان الفرد على ملاحقته، وتجعل غير المهتم أو غير المطلع أشبه بغريب عن العالم المحيط به، وكأنه يعيش خارج العصر.
ليس من الممكن أن يعيش الإنسان حياة اجتماعية دون التواصل مع الآخرين وتبادل الأخبار معهم، فتبادل الأخبار والمعلومات والمعارف تساعد البشر على التفاهم وإقامة العلاقات فيما بينهم، وبضمنها العلاقات الدولية على أساس من قواعد الاحترام المتبادل والمساواة والعدل.

وقد قيل إن الشعوب والأمم تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تفهم بعضها بعضاً، وأن يتعاون بعضها مع بعض، وسبيلها إلى النجاح في توطيد هذا التفاهم والتعاون هو الاهتمام والعناية بوسائل الإعلام المختلفة.
إذن كيف يتم تناقل الأخبار، وما هي الوسائل المعتمدة في ذلك؟
لكي تستطيع الوسيلة الإعلامية مواكبة الأحداث عليها أن تعتمد على السبق الصحفي أي نقل الخبر دون تأخير عن طريق الاستعانة بالمراسلين أو عن طريق وكالة الأنباء التي تتكفل بتزويد الصحف بالمعلومات عن الحدث. وفي حال تكراره تكتسب الوسيلة الإعلامية ثقة الجمهور. تصنف وكالة الأنباء ببنوك المعلومات تتجمع فيها الوقائع والأحداث وصورها وتقوم بتوزيعها بلغة مفهومة وواضحة وتحويلها إلى مادة صحفية قابلة للنشر والتداول.
إن استعراض واقع وكالات الأنباء، يقودنا إلى إدراك حقيقة هي أن معظم دول العالم لديها وكالة أنباء وطنية، إلا أن الوكالات التي تعد بحق بنوك معلومات حقيقية للأخبار تحتكرها هي خمس وكالات عالمية وهي:
1- وكالة أسوشيتدبرس (A-P) الأمريكية.
2- وكالة يونايتدبرس إنترناشنال (U-P-I) الأمريكية.
3- وكالة رويتر البريطانية.
4- وكالة الأنباء الفرنسية (A-F-P).
5- وكالة الأنباء الروسية (أتارتاس).
وهذا يعني أن مصدر الأخبار هو الولايات المتحدة والدول الأوربية، وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن الإعلام في العالم، ومنه إعلامنا العربي وإعلام الدول الإسلامية، يتلقى 80% من مادته الإخبارية من الوكالات الأربع الأولى، وتفيد الدراسات أن المادة المخصصة في هذه الوكالات عن العالم الثالث وضمنها العالم العربي والإسلامي تراوح مابين 20 و30% فقط. ثمة حقيقة لا يمكن أن نغفل عنها، وهي أن جميع هذه الوكالات العالمية للأنباء تصيغ الأخبار وتبرزها وفق مصالح الدول الرأسمالية الكبرى، مهملة إعطاء تحليل موضوعي وصادق عن واقع الأحوال في بلداننا، وتترك توجهات وصياغات هذه الوكالات تأثيراً واضحاً على توجيه الرأي العام العالمي.
أما بخصوص وكالات الأنباء المحلية في الدول العربية والإسلامية فلا تملك بنوك معلومات كافية، وليس لديها انتشار للمراسلين والمخبرين الخاصين بها. فيقتصر دورها على نشر الأخبار المحلية بالدرجة الأولى التي يتركز دورها على أخبار الحكام والمؤسسات الرسمية، إلى جانب دورها في رقابة الأخبار الموزعة لحذف كل خبر لا يناسب الحكومات المحلية أو الجهة المالكة للوكالة المحلية.
ما هو الثمن الذي يدفع بسبب التشويه الإعلامي: لا يغيب عن المتتبع للأحداث أن الوكالات التي لها مصالح مع الدول الرأسمالية تنقل على سبيل المثال أخبار الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، تصفها وكالات الأنباء العالمية بأنها عمل إرهابي، هنا نعطي الرأي العام الأجنبي معلومات مشوهة بطريقة تفسد الرأي العام في تلك البلدان وتجعله منحازاً لأعداء الأمة العربية المتمثلة بالقوى الاستعمارية والكيان الصهيوني.
وقد وفقَ الأستاذ محمود اللبدي الباحث الإعلامي في كتابه (العقل الإعلامي الصهيوني) المنشور في قبرص سنة 1986 في وصفه لهذه الحقيقة بقوله:(إن الحاجة المستمرة للمادة الإعلامية والثقافية القادمة من الغرب الإمبريالي تفرض على الدول النامية أن تدفع ثمن السلعة الإعلامية بالعملات الصعبة، تماماً كما تدفع ثمن السلع التجارية الأخرى. ليس هذا فحسب بل إن عليها أن تدفع ثمن الغزو الفكري الإمبريالي والثقافي، وثمن التشويه الحضاري والثقافي الذي تلقاه على يد الشركات الغربية الاحتكارية وسيطرتها على وسائل الإعلام الجماهيرية).
فالحرب الإعلامية تُشن علينا من أناس محترفين يستخدمون أسلوب غيبلز وزير الإعلام في حكومة هتلر الذي يقول: اكذبوا ثم اكذبوا ثم اكذبوا، فلا بد من أن يعلق شيء من الكذب في عقول الناس, أما نحن فيجب علينا أن نستخدم أسلوباً آخر وهو: قولوا الحقيقة قولوا الحقيقة قولوا الحقيقة فلا بد أن يصدقكم الرأي العام.
وبصفة عامة لابد من تقدير قيمة الرأي العام في تحديد أشكال الاتصال الإعلامي، وعند وضع الأسس الخاصة بذلك، لرسم خرائط البرامج والتخطيط للإذاعات والصحف أو التخطيط الإعلامي بصفة عامة، إذ إن الاعتراف بأهمية الرأي العام دليل على الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
من هذا يتضح لنا أن الرأي العام يلعب دوراً في تحديد شكل الرسالة الإعلامية سواء في الإعلام الشفوي أو الإعلام الجماهيري، كما يؤثر الرأي العام في اختيار وسائل الإعلام وتحديد الوسيلة التي تناسب الرسالة المعينة، لإمكان إحداث التأثير المطلوب. وهكذا تتضح أهمية وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وتكوينه في إطار هذه العلاقة.
وفي ذلك يذكر بعض الإعلاميين أن أولئك الذين لا يعترفون بالرأي وبقدرة الجمهور على تكوين رأي هم لا يعترفون برأي رجل الشارع والجماهير الشعبية، وبأن الجماهير والأفراد على قدر من الذكاء بحيث يستطيعون اتخاذ مواقف واعية ومفيدة إزاء القضايا السياسية والاجتماعية.
لذا على وسائل الإعلام الجماهيرية أن تعتمد أسلوب الحوار الذي يعتمد على الحرية الفكرية، حتى إذا استند إلى الخلاف، لأن (الخلاف) صبغة بشرية عامة من شأنه تقريب النفوس وترويضها وكبح جماحها بإخضاعها لأهداف الجماعة، لنصل معاً إلى عنصر الإقناع وتغيير الاتجاه الذي قد يدفع إلى تعديل السلوك، ولأن الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد واحترام آراء الآخرين فإن أهميتهُ تتجلى في دعم النمو النفسي والتخفيف من مشاعر الكبت وتحرير النفس والصراعات والمشاعر العدائية والمخاوف والقلق، فهو بشكل عام وسيلة بنائية علاجية تساعد على حل كثير من المشاكل.
ولا جدال أن الحريات الفكرية هي من أهم الحريات الإنسانية على الإطلاق، لأنها تمثل الجانب المعنوي أو الروحي للفرد، وتسمح له بتكوين آرائه وأفكاره في مختلف القضايا، على النحو الذي يمليه عليه ضميره أو وجدانه.
ومن هنا علينا أن لا نفقد مصداقيتنا، وعلينا دائماً أن نقول الحقيقة، وعندما يكون يوماً ما ظرف ما يمكننا أن نصمت فلا يجب أن نقول شيئاً ما غير حقيقي. فمصداقية الإعلام هي الأساس, والكشف عن النواقص والسلبيات ليست عوامل ضعف بل تزيدنا قوة وإصراراً على مواجهة التشويه الإعلامي على وطننا الغالي.
لذا على وسائل الإعلام أن تطبق بدقة ما نص عليه دستور الجمهورية العربية السورية الذي ينص: (إن لكل مواطن الحق في أن يعبر عن رأيهِ بحرية وعلانية بالقول والكتابة وجميع وسائل التعبير، وأن يسهم في الرقابة والنقد البناء، بما يضمن سلامة البناء الوطني والقومي ويدعم النظام الاشتراكي، وتكفل الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر).
ليتم التصدي للهيمنة الاتصالية تحت دائرة الهيمنة الثقافية إحدى ظواهر الاستعمار الثقافي، التي يمكن تعريفها: بأنها جماع العمليات التي تستخدم لإدخال مجتمع ما إلى النظام العالمي الجديد المتمثل بالعولمة الإعلامية.
ويعترف شيلر بسعي الحضارة الغربية إلى تحقيق الاستعمار الثقافي، وتؤدي الإمبريالية الثقافية إلى تغريب العالم وتذويبه في أتون ثقافي أمريكي واحد. وترتبط الهيمنة الاتصالية من خلال عملية التغريب بمحاولة أمركة العالم الذي يعني الامتثال لطريقة الحياة الأمريكية، حيث يكمل البشر إنجاز الحلم الجامح لتيودور روزفلت بأمركة العالم بل كذلك حلم جميع الإمبرياليين.
لأن البث المباشر بالأقمار الصناعية تغير إحدى ركائز السيادة الإعلامية للدولة، وهي التحكم الكامل في أرض التراب الوطني وأجوائه، وبهذا تفقد الدولة تحكمها بالأخبار والمعلومات التي تصل إلى مواطنيها، وهذا يثير العديد من الشكوك والمخاوف السياسية التي يمكن أن تنجم عن بث برامج معادية هدفها تشويه أنظمة الحكم في بعض الدول أو تصدير الأفكار والإيديولوجيات التي تهدد الاستقرار.
الأخطر من كل ذلك التأثير الإعلامي في العلاقات الدولية، إذ تلعب الفضائيات الغربية اليوم دوراً كبيراً في التأثير على البناء السياسي داخل الدول المتقدمة نفسها، ثم على العلاقة بين هذه الدول وغيرها من الدول النامية. فقد تضخمت إمكانات المؤسسات الخاصة العاملة في هذا المجال في الدول المتقدمة، وأصبح لها نفوذ في صنع القرار على المستوى الدولي وخاصة بالنسبة للمؤسسات ذات النشاطات الدولية أو المؤسسات المتعددة الجنسيات الأمر الذي يهدد ديمقراطية الاتصال والإعلام سواء على المستوى الوطني أم الدولي.
المراجع: عدد من الكتب الإعلامية المتخصصة بالعلاقات العامة



#تمام_إسماعيل_كحيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تمام إسماعيل كحيل - ثورة الاتصالات بين التشويه الإعلامي والحريات الفكرية