أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد مصارع - هل يلزم لكل مواطن سوري مكبر صوت














المزيد.....

هل يلزم لكل مواطن سوري مكبر صوت


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1033 - 2004 / 11 / 30 - 11:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المسألة مرتبطة بالتكيف مع متطلبات الواقع , فالباعة الجوالة على ظهور عرباتهم ومركباتهم ينادون على بضاعتهم من بعيد , ونحن في بيوتنا غالبا ما نسمع أصواتهم ,ولكن دون أن نتمكن من رؤيتهم , وعندما نخرج الى الشوارع طمعا برؤيتهم ,وشراء سلعة رخيصة نسبيا , مقارنة مع السوق .
فكرت مليا , فالصوت العالي الذي نسمعه من دون أن نراه , لأنه يجري ولا نستطيع نحن الجري خلفه ,ولا يستطيع النداء المحتشم لفت انتباهه ,ولقضاء حاجات ملحة , فلابد لي من شراء مكبر صوت , ووضعه الى جانبي , فهو سلاحي في التصدي لصيحة البائع المتجول , والمناداة عليه ,وحتى لو ذهب بعيدا , وحاجاتنا متعددة , جرة الغاز , والمازوت والخضار و...الخ
في البداية كنت خائفا , ثم صرت خجلا , ثم تمسحت فصرت أعتبر ه هو التصرف الطبيعي , فمن يناديك بصوت عال ومن بعيد ,وأنت محتا ج للرد على ندائه , وهذا السلوك يستجيب مع روائز مجتمعنا السوري العريق , وقد تعلمت هذه الحكمة الثمينة من السجان ومن مسئولي السجن فهم حين يديرون ظهورهم لنا ويقفلون علينا الأبواب الحديدية الثقيلة ويذهبون لأخذ قسط من الراحة بعد الركض طيلة النهار ومنذ الفجر الباكر ,فهم يصدون أسماعهم عن بعض الصيحات المستنجدة بهم , وعندما تكون بعض الصيحات ضعيفة ولامبررلها ينزعجون للغاية , ولكن تحدث بعض الحالات التي تستحق النجدة ولا نقوم نحن بالنداء عليهم بالدق على أبواب الزنزانة , التي تحدث دويا شديدا يوقظ النائم من غفلته , وكان كل مسئول منهم وحين يجد الأمر يستحق الدعوة والضجيج يشجعنا على نحو ما بالقول المأثور : الطفل الذي لا يبكي لا ترضعه أمه .
ففي كل مرة تطلبون إسعافا لا تترددوا في الطلب ولكن المشكلة معقدة للغاية , فالسجناء يخطئون غالبا في حل معادلة أوقات الإرضاع ألمنا سبة مما يسبب توترا للعلاقة الأمومية فيما بيننا , ونبد و في نظرهم أحيانا مائعين ونستحق الضرب أو الرفس على الاستغاثة في غير أوانها
اشتريت مكبر الصوت للردعلىالنداءات وكومبيوتر لدحرجة الصوت عبر الانترنت , وذلك تطبيقا لشعار وطني سوري أصيل تعلمته في السجن :اصرخ بصوتك فأمك بعيدة عنك .
يبدو أن مكبر الصوت قد تحول الى سلاح ضروري للغاية لقضاء الحاجة وتفهم جيراني الضجة التي يحدثها صوتي في بيوتهم وأضافوني الى قائمة الصراخ الذي يستعر أحيانا من حولهم , ولقد نسيت ذات مرة أن أبعد عن طاولتي مكبر الصوت هذا السلاح الخطير , وما أن لعبت الخمر برأسي حتى استيقظ في عمق إحباطي ويأسي وحش همجي أعادني الى الشعور الأليم من مرارة السجن وتكون في داخلي نداء مرير ,لابد أن أصرخ وأصرخ لكي أطبق الحكمة التي تعلمتها في السجن , إنني أريد أن أرضع .
ورحت أزعق بصوت وطني : سوريا يا حبيبتي أعيدي لي حريتي أعيدي لي كرامتي ...يا ..يا...
خرج الجيران يتساءلون عن المناسبة الوطنية التي فجرتها في الحي , وفي الليل , فمنهم من ضحك مني ومنهم من ضحك علي , ولم أرد على تعليقاتهم , لأن لا أحد منهم ردد الحكمة التي تعلمتها في السجن , ولكنني رددت على واحد منهم فقط قال لي وهو واثق من نفسه ,.

إذا أردت أن تنشد مرة ثانية فاحفظ النشيد جيدا وردده , كما ورد في نصه الشعري .
أذكر أنني قلت له : لو كان النص الشعري مطابقا للواقع لما كنت اشتريت مكبر الصوت .
ونمت حزينا لأن لا أحد أسمعني الحكمة الشهيرة .
احمد مصارع
الرقه-2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد رايت احد عشر كوكبا
- الشمولية وخدعة الأديان السماوية
- من أجل شرق أوسط لاهمجي
- ديكارت يفكر وهو غير موجود
- الشرق الأوسط يهجر الديمقراطية
- مابعد الحداثه
- المسلسل الأطول
- الانتخابات الأمريكية والإشهار المجاني
- قراءة في هجوم 11 سبتمبر
- من أجل حفنة من الدولارات
- تبادل المواقع
- لايسار ولا يمين
- كرامـــــة الإنســـــان
- الامبريالية الجديدة
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد مصارع - هل يلزم لكل مواطن سوري مكبر صوت