أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - خواطر في ليلة العيد














المزيد.....

خواطر في ليلة العيد


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 20:35
المحور: المجتمع المدني
    


العيدُ أفضلُ مُناسبة ، لكشف وفضح الفوارق الطبقية الهائلة في مُجتمعنا ، لاسيما بالنسبة الى الاطفال .. ومدى المُعاناة والإحباط الذي يُصابون بهِ في هذهِ الأيام.. ناهيكَ عن الشعور بالعَجز الذي يرزح تحته الآباء والاُمهات . أدناه بعض المُلاحظات العامة :
في مجتمعنا ، وحيث ان ( المَظاهِر ) هي المُتحكمة في معظم المجالات الحياتية .. وحيث ان " التفاخر " مُنحَصرٌ للأسف ، بِما تَملُك من قصور وأموال .. و " المُباهاة " مجالها ، كمية الذهب والمجوهرات ونوع السيارات التي عندك.. فأن القِيَم تصبح في الحضيض . فهنالك أطفال هُنا ، مصروفهم اليومي يُعادل مصاريف عائلة فقيرة لشهرٍ كامل .. فحين يكون " الأب " يحصل على أموال طائلة بدون أي جُهدٍ فكري او عضلي ، ولا يمتلك ثقافة معقولة أو حداً أدنى من الوَعي ، فأنه لايعرف ماذا يفعل بهذهِ الثروة التي حّطتْ عليهِ في غفلةٍ من الزمن ! وإذا كانتْ الاُم عبَرَتْ مرحلة إقتناء المصوغات الذهبية ( فالذهب اليوم باتَ قديماً وتقليدياً ) ، فالموديل الآن هو الألماس تحديداً ، هذه الاُم ليسَ من اولوياتها تربية الإبن تربية صالحة... وأعرفُ بصورةٍ غير مُباشرة ، طفلاً لايتعدى الرابعة عشر من عمره ، يعطيهِ ابوه 300 دولار يومياً مصرف جيب ! وهو في هذا العُمر يقود أحدث سيارة ، ولا يجرؤ أحد على مُحاسبته .. ويحيط به عادةً ثُلة من " الأصدقاء " التابعين له . أمثال هؤلاء الاطفال ، لهم نفوذ مُعتَبَر في المجتمع ، ونزواتهم السخيفة والحقيرة ، يتُم التساهل معها وتمشيتها في الشارع والدوائر الحكومية . هذهِ الفئة القليلة والمحدودة من الأطفال .. في مواجهة الكثير من الاطفال المحرومين ، من أبسط المتطلبات الضرورية ... أعتقد ان كِلا النموذجَين من الأطفال ، هم مثل القنابل الموقوتة التي ستنفجر في السنوات القادمة بوجه المجتمع . فالمُدّلل الفاسد ذو الأموال .. سيكبر بعد حين وتكبر معه صفاته السيئة والخطرة ، وربما تنمو أيضاً ، ميوله الإستحواذية وتبرز غُربته عن المجتمع ولا إنتماءه ... والطفل الآخر ، المُعدَم ، المُستَلَب ، الشاعر بالظُلم والغدر .. ورُبما الكاظم الغيض والحاقد ، وحتى المُستعِد للثورة والإنتفاض .
هذان الولدان المُتطرفان ... كُلٌ في جهتهِ .. سوف يصبحان رَجُلَي المُستقبَل .. بِكُل ما يحملانه من تناقضات ، وما يمكن ان ينتج عنها من تنافسات وتحديات خطرة . الأول يعتقد انه يُدافع عن ممتلكاته وأمواله وإمتيازاته الكبيرة .. والثاني مُقتنعٌ انه يجب الحصول على حقوقه الكاملة والمشروعة ، وان ذلك لن يكون إلا بإسترداد ما إستولى عليه الأول بدون وجه حق !.
من الممكن ، ان يعتقد القارئ الكريم ، ان السيناريو أعلاه سوداوي ومُتشائم .. ولكني أعتقد .. مادامت السُلطات المؤثرة [ الحكومة ، العائلة ، الدين ] .. لاتهتم إهتماماً كافياً ، بالتربية الصحيحة والتعليم الصحيح.. ومادامَ توزيع الثروة فيه الكثير من اللاعدالة والإجحاف ... ومادام القضاء ضعيفاً وغير مُستقل .. ومادام القانون غير مُحترم ولا يسري على الجميع بالتساوي ... مادامتْ الخدمات الاساسية ، اما معدومة او ناقصة ... مادام الفسادُ مُستشرٍ على نطاقٍ واسع ، والفاسدون والناهبون الكِبار ، هُم نفسهم الذين ، يُفتَرَض بهم القضاء على الفساد ! ... مادُمنا لانمتلك حركة شعبية حقيقية ذا نَفَسٍ طويل ، ضاغطة على الحكومة وعلى الطبقة السياسية عموماً ... تُراقب بدقة ونزاهة ، وتُعّري الفاسدين وتُقدمهم الى العدالة ، وبأثرٍ رجعي ... ما دمنا لازلنا ، لانمتلك مثل هذه الحركة ... فأن إنفجار القنابل الاجتماعية ، الناتجة عن نموذّجّي الوَلدَين أعلاه : الذي يملك كُل شئ وبإفراط كبير .. والذي لايملك شيئاً على الإطلاق ... عندما يكبران بعد خمس سنين او عشرة على أكثر تقدير ... فعلينا تَوّقع الكثير من المشاكل !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - شيخ مَحشي - !
- أمثالٌ عراقية
- تأجيلات
- لِنُقاطِع البضائع التركية والايرانية
- بعض جذور المأزق الكردي
- المعلومة
- الصَوم المُتقَطِع
- الموبايل
- إنتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان -1-
- الرأسمالية المُتوحشة
- إهمال الأطفال في العطلة الصيفية
- ألشَرَف
- على هامش إجتماع قادة الكُتَل
- بالروح .. بالدَم نفديك
- رجعيو البصرة وشيوعيو الموصل !
- إبتسامات رمضانية
- إنقلابٌ صامت في تركيا
- الغُربَة .. وفُقدان الذاكرة
- جَشع التُجار .. وحماية المُستهلِك
- زيارات الرؤساء .. مَحَلِياَ


المزيد.....




- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - خواطر في ليلة العيد