أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة














المزيد.....

بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ زمن والسلطة الفلسطينية تتكلم عن نيتها الذهاب الى الامم المتحدة , بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة , بحدود عام 1967 , وعاصمتها القدس الشرقية . وقد لقي هذا المطلب تجاوبا من لجنة المتابعة العربية التي عقدت يوم الاحد الماضي اجتماعا في قطر لبحث هذا الموضوع . وأقرت عزمها التوجه الى الامم المتحدة , للبدء بالعمل الدبلوماسي والسياسي والقانوني .
ويبدو أن العمل القانوني على درجة كبيرة من الاهمية . لان الدول تعتمد في مواقفها السياسية على الوثائق والاسانيد القانونية , وعليه فان السلطة جادة في تكليف عدد من المحامين العرب والفلسطينين , بالتعاون مع محامين دوليين في القانون الدولي , لاعداد الوثائق والاسانيد التي تقنع مندوبي الدول بتأييد المطلب الفلسطيني , عندما تبدأ الجمعية العامة للامم المتحدة , في العشرين من شهر أيلول المقبل دورتها السنوية .
أثار الطلب الفلسطيني خوف وحنق الكيان الصهيوني والادارة الامريكية ,وقد هددت الادارة الامريكية بقطع المنحة التي تقدمها للسلطة الفلسطينية ومقدارها 470 مليون دولار سنويا . جاء ذلك على لسان القنصل الامريكي في القدس ,فقد أبلغ صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين , بأن الكونغرس الامريكي قد يقطع المساعدات الامريكية عن السلطة , اذا أصرت على الذهاب الى الجمعية العامة بهدف الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة .وقد سمى القنصل الامريكي الموقف الامريكي ب" اجراءات عقابية " .
أما الكيان الصهيوني فانه يستند الى الموقف الامريكي , وعلى موقف الاتحاد الاوروبي الى حد ما في اجهاض المطلب الفلسطيني , ويرى المسئولون الصهاينة أن الدولة الفلسطينية لن ترى النور الا من خلال المفاوضات , ومن أجل تطمين الحكومة الصهيونية والادارة الامريكية , أعلن محمود عباس رئيس السلطة , أن الاعتراف بالدولة لا يلغي البدء بمفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين , شريطة أن تعترف بحدود عام 1967 , وتوقف الاستيطان .
ورغم ذلك فان قدرا من اليأس يسود الاوساط الصهيونية , فقد بعث مندوب اسرائيل في الامم المتحدة تقريرا الى وزارة خارجيته يفيد أن غالبية دول العالم سوف تصوت الى جانب اعلان دولة فلسطينية مستقلة , وقبولها عضوا كاملا في الامم المتحدة .وهذا التقرير يؤشر احتمال فشل الجهود الامريكية في اقناع دول العالم عدم التصويت الى جانب المطلب الفلسطيني , لان غالبية هذه الدول سبق أن اعترفت بالدولة الفلسطينية عندما تم الاعلان عنها عام 1988 في مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر . كما ان هذه الدول تعرف قدرا كبيرا من معاناة الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الصهيوني .
أبدت العديد من دول العالم تأيدها لاقامة دولة فلسطين المستقلة قبل عرض القضية على الجمعية العامة للامم المتحدة في الشهر المقبل , مثل الهند التي سبق أن اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988 , وكذلك اسبانيا وعدد من دول امريكا الجنوبية . وصرحت وزيرة خارجية اسبانيا ,بأن وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيجتمعون في الثاني من شهر ايلول المقبل في بولندا , وقالت " لدينا شعور بأن الوقت حان لعمل شيئ يمنح الفلسطينيين الامل , بأن حلم دولتهم تحول الى واقع, وعلى الاتحادالاوروبي أن يمنح الفلسطينيين بعض الدلالات الايجابية , واذا لم يتخذ الاتحاد مثل هذا الموقف سيؤدي الى احباط شديد لدى الفلسطينيين " .
ستشهد أروقة الامم المتحدة خلال انعقاد دورة الجمعية العامة في أيلول المقبل , معارك سياسية ودبلوماسية , تتخللها صفقات مالية وتجارية . وهنا تكمن القدرة العربية على اللعب يهذه الورقة , لما تملكه من امكانات مالية قادرة على التأثير على مواقف الدول , في وقت تعاني فيه الدول الغربية من انهيارات مالية متتالية , وخاصة الولايات المتحدة , اذ يعاني اقتصادها أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود عدة . ولا أعتقد أن بمقدورها أن تمارس الدور نفسه الذي مارسته , عندما صدر قرار التقسيم رقم ( 181 ) في 29 / 11 / 1947 , اذ مارس الرئيس الامريكي أنذاك ضغوطا على الدول الصغيرة , وقدم لبعضها رشاوى مالية لا تتجاوز (نصف) مليون دولار .
ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية , كما يطلب الفلسطينيون , وقبولها عضوا كاملا في الامم المتحدة , وليس عضوا مراقبا , ليس نهاية المطاف , بل هو البداية العملية , والامتحان الجدي للدول العربية , اذ من المتوقع أن تقطع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المساعدات المالية عن الدولة الوليدة , وتضع الحكومة الصهيونية عراقيل قانونية وأمنية بوجهها .
الدولة الجديدة لابد لها من عملة وطنية جديدة , وهذه العملة بحاجة الى غطاء نقدي,وبحاجة الى حماية أمنية تتعهد بها الامم المتحدة , ولجان قانونية وسياسية ,للاشراف على مفاوضات جادة مع الصهاينة من أجل تطبيق القرار الاممي .
ويرى عدد من السياسيين والاعلاميين , أن قيام دولة فلسطينية , لا يتقاطع مع قيام دولة كونفدرالية مع الاردن , وهذه الدولة الاتحادية هي الضامنة للامن الاسرائيلي .ويستذكر هؤلاء ما حدث عام 1948 , عقت النكبة , عندما توجهت وفود فلسطينية الى عمان لعقد أول مؤتمر أقر ايكال قضية فلسطين الى الملك عبدالله الاول ابن الحسين , ومن ثم عقدوا مؤتمر اريحا الذي طلب الاتحاد مع الاردن , ومن ثم ايده مؤتمري نابلس ورام الله . ويبدو ان هؤلاء يريدون اعادة التاريخ الى الوراء , بنوايا سيئة , وأغراض مبيته . الهدف الاول والاخير هو انهاء قضية اللاجئين , واسكانهم حيث يعيشون الان . ويكون الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين .
انها معركة معقدة , لا أعتقد أن الفلسطينيين قادرون وحدهم على الاضطلاع بها , بل لا بد من جهد عربي موحد , مدعم بقدرات مالية كبيرة , ونوايا صادقة , وجهد مثابر , دونما أية مراعاة لضغوط الدول الكبرى . فهل تنجح الدول العربية في هذا الامتحان ؟ .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين على الثورة والديمقراطية والجهاد
- نذر حرب بعد أحداث سيناء
- الاصلاح السياسي يدخل الامتحان الصعب
- الطغاة منحوا الغرب فرصة التدخل في بلادنا
- متلازمة العروبة والإسلام حقيقة أم تمني ؟
- الاصلاحات في سوريا غير مقنعة مع هدير الدبابات
- الاقليات القومية مصدر قلق للسلطة في ايران
- فرحنا للربيع العربي فلنحذر من صيفه ؟
- حلم الوحدة في عصر التفتيت
- ترحيب صهيوني بدولة جنوب السودان ؟
- سوريا الشعب أم سوريا النظام
- العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى أين ؟
- حوار الأنظمة والمعارضة إلى أين ؟
- الفراغ الرسمي في الساحة العربية فرصة لتدخل الآخرين
- الخوف أن تنزلق سوريا الى اخطر السيناريوهات
- في مواجهة بعض تحديات الامة العربية ( دراسة )
- صراع بين مشروعين
- ماذا بعد.. أل 100 يوم في العراق
- الشباب ضمانة الإصلاح للحاضر والمستقبل
- فلسطين في فكر البعث ونضاله ( بحث قدم لندوة حول مواقف الاحزاب ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة