جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 20:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الملفت بطبيعة الأمراض العقلية أنها معدية جدا من غير نقل دم أو حقن بإبرة, فإذا سقط أحد أفراد الأسرة ضحية للفصام والوهم فإن أفراد العائلة كلهم معرضون للإصابة بنفس المرض إذا كانوا جميعا ينتسبون إلى مستوى أحادي من مستويات المعيشة الاقتصادية والتعليمية, وإذا سقط أحد أفراد أي أسرة نتيجة الاكتئاب فإن غالبية الأسرة معرضون للسقوط من بعده بعدة شهورنتيجة فقدان قوتهم وقدرتهم على تحمل ظروف الحياة الصعبة فسقوط الأول دليل على مدى نهاية التحمل للجميع فبما أنهم إخوة فإنه من الطبيعي أن تكون قدرات تحملهم واحدة مع تفاوت بسيط, والشيء الأكثر غرابة ودهشة هو أن الأطباء لديهم تشخيص واحد وهو (الفصام) فكل المكتئبين يصنفونهم تحت مسمى واحد وهو الفصام علما أنهم جميعا مصابون بالاكتئاب وبالحزن المرير, ولكن لماذا يصنفونهم بالفصام؟.
أولا: في بعض الأحيان يعاني المريض من اكتشاف حقيقة مؤلمة تتعلق بشرف العائلة وحتى تنهي الحكومة المشكلة تتعاون مع الطب من أجل اخفاء الحقائق وتتحول الدلائل إلى أوهام وفورا يهرب الأطباء من المسئولية ويقولون بأن المريض مفصوم عقليا وثانيا من أجل إقناع الجميع بأن الدين صحيح والدولة غير ظالمة والدين غير ظالم والظروف المعيشية مريحة جدا ولا شيء في كل الأردن أو في كل الوطن العربي يبعث على الحزن والأسى وهذا هو السبب الذي من أجله تخفي الدولة التشخيص السليم للمرضى العقليين.
وفي داخل الأسرة الإسلامية دائما ما تتعرض الأنثى للسقوط نتيجة الاكتئاب والضغوطات الزائدة وبعد ذلك يلحق بالفرد المريض كافة أفراد الأسرة , وفي داخل الأسرة غير المسلمة فإن الجميع يعيشون في نفس المستوى دون أي تمييز لذلك من الصعب الإحساس بالضيم أو بالحزن, إن الربط بين الأمراض العقلية وارتفاع نسبة الجريمة أو نوعية الجريمة له علاقة وثيقة بنوعية الأمراض العقلية والجريمة والذي يلفت انتباهي هنا هو أن طبيعة الدولة الأردنية ترفض التشخيص الحقيقي للمرضى العقليين وتعامل كافة المرضى بأن لديهم مرض فصام في الشخصية أو تضخم في (الأنا), علما أن الجميع يعانون من الاكتئاب والقلق والخوف والعصبية الزائدة نتيجة ضغوطات الحياة , والغالبية تعرف أسباب المرض العقلي الذي تعاني منه إن كان فصاما أو اكتئابا ولكن الدولة تستفيد من الفصام بهدف إسقاط الشخص أو المواطن وتطلق عليه دعاية بأنه غير مسئول عن تصرفاته وبالتالي لا يمكن تشغيله في أي عمل يعيش منه, وبالتالي نحن أمام وضع مخزي جدا إذا عرفنا الآن بأن 80% من المجتمع الأردني ساقط اجتماعية والنصف الآخر يكذب على نفسه وعلى الدولة ليتهرب من المسئولية, ولو كان في عندنا مصانع وشركات تستوعب العاطلين عن العمل لما ذهب أولئك العاطلون ليأخذوا مساعدات مالية من وزارة التنمية الاجتماعية فغياب المصانع حفز على نوعية انتشار مرض الاكتئاب وخصوصا إذا عرفنا بأن ما نسبته 80% من الإناث يجلسن في البيوت وهن يتربصن عودة الذكور من أعمالهم وكأننا ما زلنا في العصور الوسطى أو بداية العصور الوسطى.
ترتبط غالبية المتغيرات بين الأمراض العقلية وطبيعة نوعية الجريمة التي تنتشر بكثرة في الشارع حين مثلا نقارن بين 20% من المواطنين العرب المسلمين في الدول العربية وبين رغبتهم بالانتحار فعند الوصول إلى هذا المستوى نستطيع أن نقول بأن الجريمة ومتغيراتها ترتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الصحية للمجتمع العربي الإسلامي وبطبيعة الأمراض العقلية, وحين نكتشف بأن 80% من الشعب الأردني لديه رغبة بالجنون فهذا معناه أن المجتمع يعاني من جريمة البطالة المقنعة فكلمة جنون أول شيء تؤدي برب الأسرة لرفع يده عن تغطية نفقات الأسرة وتجعله غير مسئول عنها ماليا أمام الحكومة وبالتالي يضغط المواطن على الدولة من أجل تحصيل مبلغ وقدره(25)دينارا على كل فرد من أفراد الأسرة أو 180 دينارا كحدٍ أعلى للأسرة الأردنية المتكونة من خمسة أفراد...الخ, فكل الناس أو 80% كما قلنا لديهم رغبة بالجنون وهذا واضح من طبيعة كافة المنتفعين من صندوق التنمية والتشغيل وغالبية هؤلاء أو 90%تقريبا لديهم تقارير طبية بأنهم غير مسئولين عن تصرفاتهم, وأغلبهم يعاني من طبيعة حالة الاكتئاب التي تسبب هبوطا حادا في ضغط الدم أو العكس والمهم أن الأمراض العقلية المنتشرة في الوطن العربي الإسلامي تخبرنا لوحدها عن نوعية الجرائم المنتشرة هذا إذا اعتبرنا البطالة سلوك جماعي يمارسه أو تمارسه فئة من الناس غير قادرة على الإنتاج وهي بمقتبل العمر وما رأيكم أو ماذا ستقولون إذا عرفتم أن غالبية المنتفعين من صندوق التنمية في القرية التي أسكن فيها يعادل نسبة كادر عمالي يغطي مصنعا للملابس قد يكفي أو يغطي احتياجات الشمال الأمريكي؟, وغالبية المنتفعين اليوم تتراوح أعمارهم بين ال30 سنة وال45سنة وهذه الفئات العمرية يجب أن تكون في قمة عطائها.
وأنا شخصيا أربط بين الأمراض العقلية وسرعة انتشارها في داخل المجتمع العربي الإسلامي الذي يعيش أغلب أفراده وهم مصابون بمرض الاكتئاب إذ ألاحظ مثلا بأن النساء يصبن بالاكتئاب الداخلي المنشأ في داخل الأسر المتمسكة بالدين الإسلامي أو المتشددة, فالأسرة المتمسكة بالدين الإسلامي غالبية الإناث فيها يصبن بمرض الاكتئاب وبحالات عصابية, أما في داخل الأسر المسلمة كما يقولون(سكر خفيف) تكون نسبة اكتئاب النساء ضعيفة جدا ولا تكاد تلاحظ إلا تحت المجهر أي بالعين غير المجردة.
وفي داخل الأسرة غير المتدينة نلاحظ بأن المرأة من النادر أن تصاب بمرض القلق أو الاكتئاب حتى وإن كانت تعاني فقرا ماديا, وتصاب الأسرة بالأمراض العقلية حين يكون قائد الأسرة رجلٌ متدين جدا, أما المرأة التي تعيش داخل جو اسري إسلامي جدا وغني جدا فإن النتيجة التي سنحصل عليها تكون متشابهة للأولى وهذا يعني أن الإسلام نفسه هو المعضلة التي تواجهنا ويجب أن نتغلب عليها إما بالصبر وإما بالتكيف معها.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟