أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - سقوط الطاغية














المزيد.....

سقوط الطاغية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 16:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت الانتفاضة الشعبية في ليبيا في السابع عشر من فبراير في مدينة بنغازي, متأثرة بالثورة الشعبية في تونس, وثورة 25 يناير في مصر, حتى شملت العديد من المدن الليبية, وبدأت الانتفاضة الليبية سلمية مطالبة بالحريات الديمقراطية, والإصلاحات الاقتصادية والسياسية ومحاربة الفساد, وتم مواجهة المظاهرات من قبل نظام القذافي بالسلاح للقضاء على الثورة في مهدها, وهذا ما دفع فيما بعد الثوار لاستخدام السلاح, بالإضافة إلى الانشقاقات العديدة في صفوف العسكريين.
حكم القذافي ليبيا على امتداد اثنين وأربعين عاما, لم يتم خلال هذه الفترة تجاوز التخلف الاقتصادي والسياسي والثقافي بل ازدادت الأوضاع سوءا, ويبلع متوسط دخل الفرد السنوي في ليبيا 16ألف دولار, بينما تحتل قطر المرتبة الأولى دوليا بمستوى متوسط دخل الفرد 90 ألف دولارسنويا, وبدلا من الإصلاح أودعت عائلة القذافي مليارات الدولارات في حسابات سرية, وحسب موقع ويكيليكس (أقام القذافي إمبراطورية مالية خلقت خلافات بين أبنائه).
تتميز المواقف السياسية العربية والإقليمية والدولية من الوضع الليبي من خلال مصالح هذه الدول, ويتميز الموقف الأمريكي من الوضع في ليبيا بالحساسية والتخوف من أن تغرق في مستنقع جديد يشوه صورتها أكثر في الداخل والخارج, وما زال الوضع في العراق وأفغانستان شاهد على ذلك, وتسعى أمريكا في هذه المرحلة لاستعادة دورها وقوتها في العالم العربي, وفي بداية التدخل الأمريكي في ليبيا صرح وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قائلا:- إن الولايات المتحدة لا تنوي إدخال جنودها على الأرض الليبية, وتعاملت الإدارة الأمريكية بشكل يختلف كليا عن تعاملها في العراق.
أما الموقف الفرنسي فيتمثل في تحقيق مصالحه الاقتصادية والأمنية, ليتمكن من إيجاد دور يتم من خلاله تأمين هذه المصالح, ولقد تواطئ نظام ساركوزي مع نظام بن علي في تونس, ونظام مبارك في مصر, وعاد للوقوف إلى جانب الثورة الليبية, وتأييد المجلس الانتقالي والاعتراف به, ووقوفه ضد القذافي لأسباب تتعلق بالإرهاب والحرب ضد تشاد, ومعارضة القذافي لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط.
أما الموقف الروسي كانت مصالحه في ليبيا من خلال بيع الأسلحة والمشاريع والاستثمارات في قطاع الوقود, ويميل بمواقفه السياسية إلى جانب النظام الليبي, وظهرت هذه المواقف في اجتماعات مجلس الأمن, وقد تغيرت مواقفه بعد الانتصارات التي حققها الثوار, وبعد اعتراف دول العالم في المجلس الانتقالي.
أما مواقف الصين من الوضع في ليبيا كانت تقترب من الموقف الروسي منطلقة من مصالحها, وهناك 50 مشروع للصين في ليبيا بنحو 18,8 مليار دولار أمريكي, وبسبب الحرب توقفت هذه المشاريع, وهناك ما يزيد من 35 ألف صيني يعملون في قطاعات هامة أبرزها النفط.
أما موقف الدول العربية من الوضع الليبي تبين من خلال اجتماع وزراء خارجية العرب المنعقد في القاهرة يوم 12 مارس, وطلب مجلس الجامعة من مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا, بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي لحماية المدنيين من قصف نظام القذافي.
جاء تدخل الحلف الأطلسي في ليبيا بناء على قرار مجلس الأمن 1973, وبدأ بتطبيق حظر الأسلحة إلى ليبيا, ومن ثم تم فرض منطقة الحظر الجوي (في مجال الجو الليبي) تطبيقا للقرار الأممي, ولم يتم تسليح الشعب من قبل الناتو (حتى لا يتم خلق أفغانستان جديدة) وتحملت مسؤولية ذلك الدول الأوروبية, لاعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في تحمل مسؤولية مباشرة بسبب حروبها في العراق وأفغانستان, وأزمة ديونها التي باتت تهدد بانهيار الاقتصاد الأمريكي.
إن تدخل النيتو في معركة ضد نظام القذافي, ساهمت في إمكانية الوصول إلى تحقيق الانتصارات المجزوءة التي حققتها الثورة الليبية بدعم وإسناد من النيتو, ويترتب على نتائج التدخل الأوروبي الأمريكي الكثير, بدءا من السيطرة على البترول الليبي, وبالإضافة إلى تسديد عشرات المليارات التي ستدفع للناتو على مدار السنوات القادمة.
قال الكاتب البريطاني سوماس ميلن في مقالة كتبها بصحيفة الغارديان البريطانية, إن الغرب لا يتخلى عن عادته المتأصلة في سلوكه, فمرة آخري ها هي الولايات المتحدة الأمريكية, وبريطانيا وباقي قوات حلف شمال الأطلسي تقصف دولة عربية بالطائرات وصواريخ كروز, لتحقيق مصالحها وأطماعها في السيطرة على البترول الليبي.
إن أهمية الساحة الليبية على الصعيد الإقليمي والدولي, وبالتحديد لكل من اسبانيا وايطاليا وفرنسا هو اشتراك هذه الدول في سواحل المتوسط, ومن أجل الحد من الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا, كما أن عدم استقرار الوضع في ليبيا له تأثيره المباشر على كل من الثورتين المصرية والتونسية, ويعني ذلك حرص هذه الدول على الوحدة الليبية, وعدم وصول الوضع الليبي كالنموذج الصومالي.
لقد انتصر أحفاد عمر المختار على الديكتاتورية في معركة طرابلس, انتصرت الإرادة الشعبية في ظل ثورات الربيع العربي, ولكن الثمن باهظ, وحسب معلومات شركة جيل للإعلام, سقط ما يزيد عن 19520 من أبناء ليبيا منهم 3700 من الثوار و11300 من كتائب القذافي و4500 من المرتزقة, مضافا إلى تدمير شبه كامل للعديد من المدن, وليبيا اليوم بحاجة إلى ما يزيد عن 400 مليار دولار لإعادة البناء الاقتصادي, والمؤسسات الحكومية وأعمار وترميم المدن والمدارس والمستشفيات والمواصلات... وتكمن مخاطر الخوف الحقيقية على ليبيا بعد سقوط نظام القذافي في مستقبل ليبيا السياسي.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقرأ لدرويش
- الجريمة الإرهابية لليمين المتطرف في أوسلو
- المفاوضات والسلطة الفلسطينية
- فجر جديد آخر
- ذاكرة ثائر
- التحدي
- ثورات الربيع العربي
- الزنزانة أرحم
- الفلسطينيون يحيون الذكرى الثالثة والستين للنكبة
- الجذور
- الأقنعة المحروقة
- رياح التغيير
- الانتصار الكبير
- ثورة الشعب المصري
- ستون عامآ على النكبة
- يوم الأسير الفلسطيني
- يوم الأرض
- شرعية الذات
- اليوم العالمي للمرأة
- آه...غزة هاشم


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - سقوط الطاغية