أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه














المزيد.....

الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه


د. طلال الشريف


مازلت أرى ابتسامته الحانية في وجه كل إنسان عرفه، وتبعث الأمل لمريض كان في طريقه إلى مفارقة الحياة حاول علاجه في وحدة العناية المركزة، فقد كان منذر ملاك عزعلي وداعه فبكيت، هكذا قال صديقه الحميم د. حاتم الغولة، وهو يحاول جاهدا الإمساك بدمعته حين بادرته بالسؤال عن حاله المترامي الأحزان، كأنه تعرض لانكسار عميق في داخل ذات تكتشف حقيقة الموت الخاطفة التي قسمت حبيبه منذر إلى أشلاء بفعل صاروخ غادر من طائرات الاحتلال.

تماسك صديقي حاتم للحظات وعاد لوعيه للحظات بصوت تقطعت كلماته أمام الحدث الجلل ليقول بيعوض الله فيك يا منذر، الله يصبر أمك وأبيك وزوجتك، وحزني كبير على طفليه الصغيرين ومنذر يغيب عنهم إلى الأبد لتتركهم طائرات الاحتلال طفلين يتيمين غضين منكسرين ووحيدين في رحلة الحياة القاسية لشعبنا، فما أقسى اليتم المبكر، وما أقساك علينا يا دنيا الفلسطينيين التي لا تفارقها الأحزان منذ قرن من الزمن، وعدو غادر وظيفته قتل الفلسطينيين وتكدير حياتهم.

عمل د. منذر طبيبا للعناية المركزة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة منذ خمس سنوات بعد تخرجه من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، متزوج وله ولد عمره سنتان وبنت عمرها خمس شهور. أحبه زملاءه في الدراسة كما أحبه زملاءه وزميلاته في العمل، فقد كان يتمتع بأخلاق حميدة ونشاط طبي كبير، وله كاريزما تشد إليه كل من تعامل معه فكان صديقا للجميع فعز عليهم فراقه وأصابتهم الصدمة بموته المفاجئ، وأحبه المرضى الذين أحبهم وتفانى في خدمتهم والسهر على راحتهم فخيم الحزن طويلا على مكان عمله، بكاه الناس والأصدقاء والجيران في حي التركمان حيث عرفوه بطيبته وأدبه وحسن خلقه واستجابته السريعة لمساعدتهم ودعوا له بالرحمة وفسيح الجنان.

زميلنا المرحوم قد قضى نحبه وقبله بأسبوع قد قضى زميل آخر نحبه د. ماهر دلول وهو في ريعان شبابه أيضا فترك زميلانا أطفال في عمر الورود في مواجهة زماننا القاسي، فمن يا ترى لهؤلاء الأيتام من الأطفال الذين تفانيا والديهما في خدمة المرضى وخدمة الوطن، سؤال ترك الإجابة للأحياء من الزملاء الأطباء علهم يجدون طريقة لحماية الأطفال وعيشة كريمة لهم في ظل هذا اليتم المبكر، وخاصة وأن مدة عملهم قد لا توفر للأطفال حياة كريمة بعد تسويات الوزارة لقصر مدة عملهم كموظفين على كادر وزارة الصحة، وزاد السؤال صعوبة حالة عائلة د. منذر قريقع الذي استشهد معه شقيقه وابن شقيقه، ووالديه لا يعملان ولا زوجته وهو وشقيقه الشهيد المعيلين لوالديهما وجدة طاعنة في السن وبقية الأسرة.

ومن هنا ومن رؤيتنا لاستمرار حالة الحرب علينا من المحتلين رسخت في ذهني قناعة بأنه يتوجب على أطبائنا المحترمين سرعة التفكير في عمل صندوق للتكافل الاجتماعي لمعالجة مثل هذه الحالات الطارئة وحالات قد يقف زملاء لنا حائرين في حلها أو تقديم الدعم لبعضهم البعض في رحلة المعاناة التي قد تطول ولماذا لا يبدأ كل تجمع مهني في بلدنا بالتكافل في ظل غياب قوانين وموارد تضمن لذويهم حياة كريمة بعد وفاتهم.

صندوق التكافل الاجتماعي لا يحتاج إلا لالتزام وإخلاص، ليس للآخرين من ذوي المهنة، بل هو ضمانة متواضعة لرفع المعاناة عن أسر الأحياء من الأطباء قبل وبعد تعرضهم لسوء لا قدر الله، ولتكن البداية مع هذين الزميلين د. منذر قريقع ود. ماهر دلول، وتوقعاتي كبيرة من أطبائنا جميعا وخاصة الشباب وخاصة أصدقاء الزميلين المتوفين للتداعي للاتفاق على إنضاج فكرة صندوق التكافل الاجتماعي وإدخالها حيز التنفيذ كعمل يتعلق بالمهنة، ولا يمت بصلة لأجسام نقابية أو سياسية، وحماية للأطفال والأسر المنكوبة وضمان حياة كريمة لهم.

28/8/2011م
[email protected]
www.dtalal.jeeran.com



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا الملامة لقلنا الكرامة تتآكل
- لماذا وماذا وهل ؟؟
- التدحرج من إيرز إلى قناة السويس
- أبشع جريمة سياسية في حق الفلسطينيين
- الإباحية الجسدية والإقتصادية
- الخطاب المرتبك آيل للسقوط
- سلام الشرق الأوسط يحتاج إلى تغيير المعادلة
- يا حكامنا الزؤام .. هذا حرام
- على هامش لقاء الرئيس محمود عباس في برنامج -مباشر- LBC
- غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع
- غزة لم تقل كلمتها يا رام الله
- أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ
- اتفاق مصالحة لمدة أسبوع
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين واتفاق المصالحة
- الحلقة الثانية في حوار الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- تسونامي الانتفاضة الكبرى الثورة الثالثة يرعب نتنياهو
- حماس إلى الجحيم
- ومازال الحراك في فلسطين مستمراً
- حراك 15 آذار في فلسطين إلى أين الآن ؟؟


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه