أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الكلمة الأخيرة















المزيد.....

الكلمة الأخيرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 12:24
المحور: سيرة ذاتية
    


في البدء كانت الكلمة...وفي النهاية كانت الكلمة...وفي منتصف الطريق صادفت الكلمة التي أبكتني كثيرا هذا الصباح.

صدق –عزيزي القارئ- أو لا تصدق بأنني دائما ما أقع ضحية كلماتي ودائما ما أتأثر منها وتسقط بعض حبات المطر من عيوني على الكيبورد ومرة استبدلت الكيبورد بكي بورد آخر لأنه تعطل من كثرة ما ذرفت فوقه من دموع وأحاسيس ومشاعر, وأنا رجل مثل عدسة الكاميره حيث من المستحيل أن أمر على أي حدث إلا وألتقط منه مشهدا للدعاية أو للسخرية أو للتأثير وللوصف ولا شيء يؤثر في كما تؤثرُ في الكلمة الجارحة أو العادية, فأنا للكلمة ألمؤثرة أركع وأرفع قبعتي لها احتراماً وللسطر الجميل في حياتي أسجد وللسطرلا الجميل أغني ودائما إذا ما اكتشفتُ سطرا جميلا في حياتي دائما ما أصلي من أجل أن يبقى حاضرا في كل يوم , ولا شيء يسحرني كما تسحرني الكلمة فلا ناطحات السحاب تغويني ولا ملكات جمال العالم يثرنني كما تثيرني كلمة جميلة خارج من شفتين ملطختين بالمشاعر وبالأحاسيس الفياضة وأفضل المرأة المتكلمة على ملكات جمال هوليود أو بيروت.

أنا الكلمة الحرة والصوت الحر والجريء ..أنا الورقة البيضاء التي لم تكتب فيها حتى اليوم أي امرأة اسمها..أنا الكلمة المختلطة بين الشك وبين اليقين وبين الوهم وبين الحقيقة وبين الخيال وبين الواقع وعندما تندمج كل تلك الأحاسيس في بعضها يخرج لي شخصٌ آخر مختلفٌ عني يكتب بإحساسي ويعيش بإحساسي ويعاني مما أنا أعاني لا يؤثر في قلبي شيء كما تؤثر به الكلمة التي أقرأها أو التي أكتبها, ولا شيء في الدنيا يجبرني على إسقاط دموعي كما تجبرني على ذلك قوة تأثير الكلمة, ولم أنحني تواضعا لأي إنسان في حياتي كما أنحني لصاحب الكلمة المؤثرة, ولم أمتثل لأي إنسان كما أمتثل للكلمة المؤثرة, فأنا تميتني الكلمة وتحييني الكلمة العاطفية, وأنا لا أخجل إلا من الكلام المؤثر والمُخجل في نفس الوقت ولا شيء يستثير همتي وشجاعتي كما تستثير هِمتي وشجاعتي قوة الكلمة المؤثرة, ولم أحترم في حياتي لا صاحب جاه ولا صاحب سلطان كما أحترم صاحب الكلمة الجميلة حتى ولو كان يمشي حافي القدمين, ولا تؤثر في شخصي ملكة جمال العالم كما تؤثر في شخصي المرأة المتكلمة, فأنا أموت في المرأة المُتكلمة حتى وإن أقالتني من مكاني ومن عرشي وجلست عليه بدلا مني..لا يؤثر ني منظر ملكة جمال العالم كما تؤثر في قلبي ملكة جمال الكلمة الراقية ...واليوم لفت انتباهي جاري بقوله بأن ألله يعذبني من خلال تقوية إحساسي بالكلمة التي أكتبها لأنني أول شخص يتأثر فيها وهذا فعلا حقيقة مؤكدة وهي أنني أول شخص يتأثر بالكذبة التي يكذبها أو بالحقيقة التي يكتبها بكل ما أوتيت من حس قوي وقد شاهدني عدة مرات وأنا بحالة صحية غير جيدة حين قرأ هو نفسه على مسمعي مقالا من مقالاتي التي أكتبها يوميا..وحين سألني -جاري- سؤالا شخصيا كادت الدمعة أن تسقط مني حين أجبته بكلمة مبحوحة وصوتها مخنوق(لا أدري), فقال أيضا بأن الله يعذب الأغنياء يوم القيامة بالذهب الذي يملكونه ولا ينفقونه للفقراء وبنفس الوقت يعذب أو سيعذب جهاد العلاونه بكلماته التي لها معاني كثيرة وتأثير وصدى بعيد المدى..وسررت جدا حين عرفت بأن لكلماتي معاني, أو سررت لمعرفتي بأن هنالك من يعترف بكلماتي وقوة تأثيرها بي أنا كقارئ وكمنتج لها وكممثل يمثلها على صفحات الإنترنت وعلى الصفحات الورقية العادية, وجميل جدا أن يعرف مواطن عادي كلماتي لأنني أصلا في كافة مقالاتي أستهدف المواطن الضعيف العادي ولا أستهدف النخبة المثقفة ولا أستهدف بكلماتي الطبقة العُليا بل أستهدف إثارة النعرة عند الناس العاديين من أمثالي الذين إذا جلسوا يوما واحدا بدون عمل لا يجدون ثمن الخبز أو القهوة والدخان..وهذا ما أسعى إليه وهو أن يكون للكلمة معنى, فما فائدة الكلمات إذا لم تحرك فينا مشاعرنا؟ وما فائدة الكلمة إن لم تنطلق من ألسنتنا كالصواريخ المدوية وما فائدة الكلمة أو المقال الذي نكتبه إذا لم ينفجر مثل القنبلة النووية في وسط السوق أو بين الناس المجتمعين, يجب أن يكون للكلمة فارس ويجب أن يكون للكلمة حارس ويجب أن تكون الكلمة مؤثرة تجرح وتداوي في نفس الوقت, وما فائدة الكلمة إن لم تقتل وإن لم تحيي العظام وهي رميم.!!

أنا حين ترتفع درجة حرارتي أكتب, فأنا لا أكتب ودرجة حرارتي باردة, فهنالك درجة حرارة تشعرُ فيها روحي وقلبي وجسمي, وحين تبدأ الحرارة بالارتفاع التدريجي أضع أصابع يدي على الكي بورد وأكتب, وعندي قدرة على كتابة مقال ومقالين في نفس اليوم ..أنا لم أكتب في حياتي ولا أي كلمة إلا ولها معنى, وكثيرون الذين فهموا معنى الكلمة التي أكتبها وكثيرون أيضا من الأصدقاء الذين لم يفهموا معنى كلماتي ولكن أنا متأكد بأنه سيأتي يوم تفهم فيه الناس وخصوصا(نانا) معنى الكلمات ومعنى كل كلمة كانت تحرقني فللكلمة عندي روح لها معنى, وللكلمة عندي أغصان وعليها أوراق كأوراق الشجر, وللكلمة عندي تأثير سحري في أذن سامعها أو قارئها وأنا لا أقول الكلمة ولا أكتب الكلمة التي لا تفجر المعاني تفجيرا, وللكلمة قلب يدق وينبض وللكلمة عين تدمع دماً ودموعا وللكلمة عندي أجنحة تطير بها وأكثر من 600 جناح لأصغر كلمة أقولها...وللكلمات معاني لها تأثير وللكلمات قيمة ولها رسام يرسمها وللكلمة عندي أصابع فنان نحات ينحتها نحتاً فمرة ينقشها في القلب ومرة ينقشها في الروح ومرة على الأبواب التي ترقص من رؤيتها لي, وللكلمة أستاذ ومعلم ومدير مدرسة, وللكلمة طبيب يداوي من جراحها إذا كانت جارحة, وللكلمة عندي ملحن يلحنها ومغني يغنيها, وللكلمة أستاذ جامعي وللكلمة رئيس جامعة يعقد مؤتمرا سنويا في كل سنة ليفهم ما معنى الكلمة الموأثرة وما معنى الكلمة المرتفعة حرارتها التي إذا لمستها بيديك تضربك كما تضربك الكهرباء وتصعقك كما تصعقك الغيمة التي لها برقٌ يلمع ورعد يُدوي في الأذنين..وللكلمة أصدقاء من الصعب إحصاء عددهم وللكلمة عندي سفينة ويقودها ربان وقبطان وملاّح وللكلمة عندي صوت وللكلمة عندي بريق يلمع مثل وميض البرق ومثل وميض النجوم حين تتحول النجوم أمام ناظري إلى ألعاب نارية كالألعاب التي يلعب فيها الأطفال.

للكلمة عندي لها صديق وللكلمة عندي لها عدو يحاول إخراسها أو إسكاتها أو تصفيتها قانونيا أو جدليا, وللكلمة عندي سيقان ناعمة وعيون جميلة وخدود مثل الورد ورائحة مثل رائحة الاشتياق أو رائحة اللقاء الصعب.. وللكلمة عندي أصوات معبرة وللكلمة دماء تنبض وللكلمة خالق يخلقها وللكلمة عندي قيمة كبيرة ومعاني تستحق أن تحفظ عن ظهر قلب وأن تروى للأجيال القادمة....وليس كل من هب ودب على وجه الكرة الأرضية يفهم الكلمة ومعناها وهنالك بشرعبارة عن حيوانات تمشي على إثنتين يقرؤون الكلمة ولا يتأثرون بها ولا يشعرون بشعور كاتبها أو خالقها.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنيا الوهم والخيال
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - الكلمة الأخيرة