أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - دنيا الوهم والخيال















المزيد.....

دنيا الوهم والخيال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 23:28
المحور: سيرة ذاتية
    


الواقع الذي نعيشه هو المجنون الذي لا يريد منا أن نصدق حقيقته, ومن عاشر المستحيلات أننا جميعنا نعيش الواقع 100% بل كلنا مخدوعون, وهنالك خيالا آثما تسبب لي من أسبوعين بمشكلة لا حل لها واليوم فقط اكتشفت بأن الألم كان من الخيال وبهذه القصة بالذات عليّ أن أعيش الحقيقة وفي باقي القصص عليّ أن أعيش في الخيال وإن أي مشكلة تواجهنا فورا أتصدى لها ب(خيالي) وأي ألم يؤلمني فورا أداويه بأوهامي وخيالي, وأي جرح ينزف أو يفتح نزيفه بشكل فجائي فورا أضمده وأغلقه بأحلامي وأوهامي وكل حياتي من أولها لآخرها مبنية على الوهم وليس على الواقع وصدقوني اليوم اكتشفت بأن غالبية الناس مثلي يعيشون في الوهم وفي الخيال ولو عرفوا حقيقة أـنفسهم لماتوا من شدة الغيض.

كل هذه الدنيا لا تستطيع أن تتسع لأوهامي ولأحلامي لذلك قررتُ من صغر سني أن أعيش في دنيا الوهم والخيال والتخيل لكي أعمل على تغيير الواقع المر الذي أعيشه, ولست وحدي في هذه الدنيا من يعيش في دنيا الخيال فغالبية الناس يعيشون في دنيا الخيال وهم متأكدون أنهم في دنيا الواقع وغالبا ما يستذكرون ويستكشفون بأنهم كانوا في دنيا الخيال ولكن بعد فوات الأوان فيموتون قهرا....وكلنا نبحث عن الحقيقة وكلنا نعيش في الأوهام وكلنا إذا واجهنا الحقيقة وجها لوجه نتراجع إلى الوراء خشية أن نصطدم مع غيرنا من الناس, والحقيقة التي يعيش فيها الناس من المستحيل أن تكون الحقيقة الأصلية لأنهم لو يعيشون ساعة في كل يوم مع الواقع الحقيقي لماتوا من شدة الغضب والقهر, واليوم أشعرُ أنا بسعادة ليس بعدها سعادة, ليس لأنني حققتُ أمنيتي وليس لأنني وجدتُ ضالتي ألتي أنشدو الناسَ عنها طوال حياتي بل لأنني اكتشفت بأن بعض الأشياء التي تؤلمني أو آلمتني من شهرين تقريبا لم تكن حقيقية بل كانت كلها من عُصارة أوهامي أي أنني لم أكن أعيش الواقع بل كنت مريضا أتخيل أشياء وأعتقد بأنها حقيقة هكذا أقنعتني أمي وهكذا قدمتُ لها الشكر والعرفان وتمنيت لها دوام الصحة والعافية وشكرتُ كل أهل الدار الذين اشتركوا في الموأمرة أو في عملية إيقاظي مع أمي من حلمي ومن دنيا الأحلام وشكرتُ التلفزيون الأردني والفضائيات الأردنية على برامجهم التي تغذي فينا الأوهام وتجعلنا نحلم ونحلق عاليا دون أن ننظر إلى الواقع الذي أصبح تحت أقدامنا ولو يبث التلفزيون الأردني واقعنا الذي نعيشه لمتنا كلنا قهرا وألما من اكتشافنا للحقيقة لذلك نشكر التلفزيون الأردني على كذبه علينا, فالإنسان الذي يعيش في الأوهام يفقد بلحظةٍ واحدةٍ وعيه وصوابه بسرعة حين يكتشف بأنه مخدوع أو حين يكتشف جزء من الحقيقة المصورة وهكذا نستطيع أن نشبه الإنسان بالإنسان الذي يمشي على حبل(سيرك) دون أن يقع مع أنه إذا نظر تحته فإنه حتما سيقع عندما يكتشف حقيقة ارتفاعه عن الأرض, وكنتُ سعيدا لأنني اكتشفت بأن الحقيقة غير التي أعرفها أنا فهنالك في هذا الكون أكثر من حقيقة وأكثر من وهم وأكثر من خيال, فالحقيقة أنواع منها ما كانت مخلوطة بين الواقع والتخيل ومنها ما كان مربوطا بالأحلام, أما الحقيقة التي شعرتُ بها اليوم فقد كانت كلها عبارة عن حقائق مصورة حقيقية ليس فيها لا وهم ولا غش ولا خداع فقد انتهى الزمن الذي كنتُ فيه موهوما ومخدوعا ومغدورا بي , أنا اليوم سعيد جدا لأنني استيقظتُ من الحلم ومن الوهم المُعشش برأسي ومن الحلم الذي أعيش به وشكرت الجميع وقبلت يد أمي لأنها أكثر شخصية ساهمت بإيقاظ روحي وكان شعوري جدا طيب بل وأكثر من طيب لأنني اكتشفت بأنه لم يخدعني أحد ولم أكن مخدوعا بأحد وبأن كل ما أتصوره أمامي عبارة عن وساوس وأحلام وأوهام, وفعلا لم يخدعني لا عدو ولا صديق وبأن الحياة تمشي بشكل طبيعي الناس تخرج من بيوتها ذاهبة إلى العمل وتعودُ إلى بيوتها مساء أو بعد العصرية , وكل شيء يجري على قدمٍ وساقْ وكل شيء محسوب حسابه ولم تخني أي امرأة إلا في خيالي وغالبية ما كنتُ أُفكرُ به كان كله عبارة عن وهم وليس حقيقة, لأن أمي وأخي وكافة أهل الدار أقنعوني بأن الذي كنتُ أتألم من أجله ليس إلا وهما وغشا وكذبا, وأكدوا لي وأقنعوني بأن كل شيء أتألم بسببه لم يكن إلا غباشا على عيوني وضبابا... ولم يكن طيف نانا إلا نزوة جنونية فمن المستحيل أن تزورك في البيت وتقضي معك ساعة من الزمن وتصارحك مصارحة العشاق الحقيقيين بحقيقتها وبحقيقتك, نانا ليست إلا طيفا ووهما ومن عاشر المستحيلات أن تكون شخصية (نانا) شخصية حقيقية ومن عاشر المستحيلات أن تكون طبيعية لقد كانت عبارة عن كتلة من الأوهام والخربشات على جدار الصمت وكذبة كذبتها على نفسي وصدقتها لأنني أعيش بالأوهام أكثر مما أعيش في الواقع, لقد كنت قبل هذا اليوم أقضي من نهاري ساعة واحدة فقط مع الحقيقة والباقي كله كنتُ أعيشه مع الأوهام ومن هذه الناحية أن أشكر الأوهام التي تُحسن لي صحتي وتطيل عمري وتبعد عني الهم والغم ولو لم يكن خيالي واسعا لانفجرت من الواقع انفجارا كأنني قنبلة موقوته , واليوم فقط تأكدتُ بأنني لا أعيش حياة طبيعية كالتي يعيشها الناس فغالبية الناس يقضون من ليلهم ونهارهم ساعةً واحدة فقط في الأوهام والباقي كله يعيشونه مع الحقيقة وأستغرب كيف بهم يعيشون الحقيقة ولا يصابون بأي انهيار عصبي إلا إذا كانوا مخدوعون في الحقيقة أي أنهم يعيشون في الأوهام ويتصورون أنهم يعيشون الحقيقة وهذا هو آخر ما توصلت إليه وأنا مقتنع به تمام الاقتناع, وذلك بعكسي أنا الذي أقضي ساعة في الحقيقة وباقي الساعات كلها مع السراب ومع الأوهام ومع الكذب , ومما يبعث على سروري اليوم هو أنني استطعت فعلا أن أعيش مثل باقي كل الناس ساعة فقط لا غير مع الأحلام والأوهام وباقي النهار عشته كله مع الحقيقة ورأيت كثيرا من الأشياء على حقيقتها, رأيت أولادي على حقيقتهم ورأيتُ أمي على حقيقتها ورأيت زوجتي على حقيقتها ورأيت البيت كله على حقيقة والجيران رأيتهم على حقيقتهم والشارع رأيته على حقيقته والمحطات الفضائية استطعت رؤيتها على حقيقتها ورأيت الله على حقيقته والسماء والنجوم والأقمار كلها على حقيقتها والمشكلة ليست هنا بل المشكلة أنني مستغرب من نفسي كيف مثلا استطعت أن أرى كل الأشياء على حقيقته دون أن أصاب بانهيار عصبي؟؟!!!..أنه أصلا لا يوجد على أرض الواقع امرأة تستحق مني أن أعشقها بهكذا حب وجنون, ومع كل ذلك أعود وأقول بأن الخيال ودنيا الخيال أفضل بكثير من دنيا الواقع الذي نعيشه فأنا أعيش بالخيال حياة طبيعية ولو توقفت عن التخيل فإنني حتما سأموت قهرا, أنا إنسان زادي وروادي من خيالي.

ودخلت غرفة نومي وتمددتُ على السرير وأشعلت أكثر من 5 خمس سجائر متتابعات وأنا أنفثهن في الهواء تعبيرا عن مرحي وسروري ولربما أعلن هذا اليوم في حياتي يوما سعيدا أو أسعد يوم لأنني فعلا تأكدت بأنني كنتُ مريضا أعيش بالوهم وبالغش وبالكذب على نفسي فلا يوجد شيء اسمه ثقافة ولا يوجد شيء اسمه اليسار ولا يوجد شيء يستحق من عيوني كل هذا البكاء, لقد عشت هذا الشهر كله وأنا أبكي بصوت مرتفع وكأنني مصاب أو كدتُ أن أصاب بانهيار عصبي بسبب تصديقي لكل الأحداث التي تجري من حولي, كنت قبل اليوم أُصدق كل شيء يجري من حولي وكنت أبكي وأتألم من كل شيء أشعر به وكنت أظن بأن مشاعري وأحاسيسي حقيقية وإذ بها ليست كلها عبارة عن كذب وأوهام في أوهام لم تكُ حقيقية بل كلها كان عبارة عن غش ووهم وخداع وكذب وتضليل ورياء, ولم تكن النجمة المعلقة بالسماء إلا كتلة ملتهبة وهُلامية ولم تكن كما كنت أعتقد الظل الآخر لحبيبة القلب, لقد اكتشفتُ اليوم بأنني كنت أتألم من أجل أشياء لا تستحق أن أحرق فيها مشاعري وأحاسيسي وغير حقيقية فكل ما يدور حولي من أحداث عبارة عن سراب في الصحراء وعبارة عن أخيلة وأوهام ووساوس شديدة,أنا لأول مرة أعيش مع نفسي حياة حقيقية وطبيعية دون أن تسيطر الأوهام على سلوكي وانفعالاتي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الضاحكة
- أين كان الحب مختفياً عن القرآن
- كاتب وعاشق بإحساس
- حقوق الضعفاء
- الحكم الذاتي للسكان الأصليين
- الهيراركية-hirearchy الاسلامية
- أين أهرب؟
- بشاعة الحقيقة
- أحلى شخصيه شخصية مأمون
- رياضة التكسير
- المشاكل الجديدة
- صحتك بالدنيا
- عبثا تحاول
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - دنيا الوهم والخيال