أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هايل نصر - قفاف فكرية لبنانية وسلال غذائية لنجدة سوريا















المزيد.....

قفاف فكرية لبنانية وسلال غذائية لنجدة سوريا


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:49
المحور: كتابات ساخرة
    


بعض الأشقاء الصغار الصغار (ليس النعت هنا وتكراره للتجريح, ولا للتحبب, ففي الأدبيات السياسية السورية الرسمية يُسمّى لبنان "الشقيق الأصغر", ومنه نتحدث عن أشقاء صغار صغار أعجبتهم التسمية ورضوا بها, وهم بعينهم من تقصد الكلمات التالية. أما لبنان, الوطن الدولة, فهو كبير وعظيم وغني بكباره وعظمائه, لا تنال منه صغائر صغاره) يهبّون "لنجدة" فئات من السورين في أيامنا هذهّ !!!, فيحملون إليهم فكرا وممانعة ومقاومة مرفقة بسلال غذائية, فالأيام عجاف, والممانعة في خطر, والمؤامرة عالمية والنظام مستهدف, وبسقوطه تبقى فلسطين محتلة, ويعود الاستعمار للديار. وعليه أصبحت مساعدة الصغير للكبير واجبة وفرض عين, وان كانت الأعراف تقتضي مساعدة الكبير للصغير وليس العكس, لا غبار على خرق تلك الأعراف. لا اعتراض.

الاعتراض كل الاعتراض على القفاف الفكرية الثقافية بقناديلها وأطياف اضاءاتها , وعلى تحركاتها وتوجهاتها وأماكن إفراغ شحناتها. وكذلك على السلال الغذائية غير البريئة, التي لا تخفي سلاحا للفتنة, كما صرحت إحدى القفاف الفكرية, تجاوزا, المترددة على أمكان محددة في سوريا, وإنما غذاء للفقراء في أمكنة سورية معينة دون غيرها.

جاءت القفاف الثقافية لهذه لمناطق بايحاءات معينة من أطراف معينة, واُلبس بعضها عباءات في جولات عقائدية وتنويرية. قفاف جاءت, مستفيدة من الأجواء الديمقراطية وحرية التعبير للجميع دون تمييز (عدا بطبيعة الحال الشرفاء من السوريين وهم قلة في وطنهم, لا يزيد عددهم على 23 مليون سوري), لتوزع فكرا سياسيا تفرغه في ندوات أقيمت خصيصا للحدث, في مراكز ثقافية معينة, في مناطق معينة. جاء بعض الأشقاء الصغار من كل الطوائف وبعقلية وذهنية وأساليب الطوائف, ليعلموا أشقاءهم الكبار
أصول الممانعة والمقاومة, ويذكون فيهم روح الوطنية, ويرشدوهم إلى النظام الذي يلائم خصائصهم, وينصحوهم, بعضات وطقوس قدسية, بعدم التفريط بنعم الله عليهم, ومن نعمه رميهم دون غيرهم بحكام الضرورة.

وكأنّ هؤلاء الأشقاء الصغار قد انتهوا من ترتيب بيتهم الداخلي, وأوقفوا الصراعات والأحقاد الدينية والطائفية والمذهبية بينهم, ووضعوا حدا للاغتيالات السياسية والثارات البدائية, وانتهوا من الملاحقات القضائية الدولية ببراءة نهائية. فجاءوا, متفرغين, لنقل تجربتهم الغنية, بما فيها من إصلاحات وترتيبات وتوازنات تراعي أحجام الطوائف. فزع الصغار أو "استُفزعوا" خفافا ــ و كأنهم من أهل الفزعة أو النخوة الأصيلة ــ لأسيادهم في زنقتهم, فزادوا الزنقة نزقة (جبناك يا عبد المعين ..).

قفاف استمرأت الوصاية واستساغت لقب الصغير ورضيت به, واستسهلت اللجوء إلى الشقيق الكبير السوري خارج الحدود, لطلب المعونة في الصغائر والكبائر, واستمداد أسباب البقاء, وتحدي الكبار. صغار يستقوون بالخارج على كبار وطنهم وأحراره من رافضي كل وصاية وتبعية وعمالة. يا للوطنية!!!.

هذه القفاف الفكرية السياسية, المصحوب بعضها بسلال غذائية, القادمة إلينا هذه الأيام بالذات, دون أهلا وسهلا ودون حار ترحيب, توظف نفسها بدرجة شبيحة مساعدة ومساندة وداعمة ــ وكأنه ينقصنا ــ لتقديم خدماتها لأسيادها من الأشقاء الكبار مقابل ترتيبات لبنانية نفعية متبادلة, وعلى حساب الدماء السورية.

إحدى القفاف الفكرية, من القفاف المتوافدة على سوريا, مصحوبة بسلال غذائية, تذهب منذ بداية الثورة إلى جبل العرب, ولا ندري نحن لماذا جبل العرب, وان كانت القفة تدري وتدرك جيدا لماذا ومن أجل ماذا. ولكن الذي ندريه ونعلمه أن ليس في جبل العرب مجاعة, ولا قصورا فكريا وثقافيا, ولا نقص ممانعة ووطنية, وان تاريخ الجبل, قديمه وحديثه, لم يسجل سابقة واحدة من هذا, ولم يسجل قبول أبنائه عطاء أو هبة من جار عزيز أو من أي مواطن سوري شريف, فكيف من صغير مشبوه.

أكل ثوار الجبل, في سنوات الجمر, في الثورة السورية الكبرى, وعلى رأسهم سلطان باشا الأطرش, الحشائش والأعشاب البرية في وادي سرحان في الأردن, في سبيل قضية الاستقلال والحرية, ولم تقبل نفوسهم الأبية عطاءات ومغريات من الفرنسيين, أو حتى من إخوانهم العرب الأحرار الصادقين, فكيف يمكن أن يقبل أحفادهم غير الجائعين, بسلال غذائية مقدمة من قفة فكرية صغيرة ومستصغرة في وطنها؟.

القفة الفكرية هذه المرفقة بالسلال الغذائية والمترددة على الجبل تحديدا وعلى سكانه, دون غيرهم من السوريين, جاءت تبث أفكارا طائفية (وكم يصدق هنا القول: السم بالعسل), تجنيبا لأهل الجبل من إراقة دمائهم, ولإبعادهم عن شرف المشاركة في الثورة السورية الثانية !!!. أي جهل بالتاريخ وبمعادن الرجال !!!.

متى كان, أيتها القفة, أهل جبل العرب يعتبرون دماءهم أغلى واثمن من دماء أهلهم وإخوتهم جيرانهم في حوران, من دماء الشوام والحلبيين وأهل حمص وحماه وادلب والقامشلي ودير الزور, من دماء أي سوري عربي أو كردي, سني أو علوي إسماعيلي أو مسيحي؟.

ابن الجبل الحر يشعر أن سفح دم سوري في أي مكان في سوريا من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة, هو سفح لدمه. دم مسفوح من اجله دم ليس بأرخص من دمه. إنها الوطنية التي لا تعرفها أيها القفة, لأنك بضيق أفقك وانتماءاتك ما قبل الوطنية, وبضيق محيطك وباكتفائك بأنصار من حولك ممن تستغل طيبتهم "بحرتقاتك" السياسية النفعية, فتنفخ فيهم طائفية على حساب الوطنية والإنسانية, لا يمكنك أن ترقى للوطنية ولا يمكنك فهم معاني ومضامين وأبعاد الوطنية. جبل العرب غير محيطك, غير أناسك, عصي على أمثالك والقفاف أشكالك.

للقفة الفكرية المصحوبة بسلال غذائية نقول: ليست الطائفية في ثقافة أهل جبل العرب. في الثورة السورية الكبرى الأولى لم يصبح سلطان باشا الأطرش قائدا عاما لها لأنه درزي طائفي, وإنما لأنه سوري ثائر, قبل مع ثواره التضحية بالغالي والرخيص من أجل سوريا بكل مكونتها, ولان في فكرهم وثقافتهم كما أعلنوا, أن الدين لله والوطن للجميع. فكبروا بوطنيتهم ولم يكبروا بطائفيتهم. كبروا لأنهم اعتبروا كل طائفة طائفتهم في قضايا الاستقلال والحرية والكرامة, وان الوطن طائفة واحدة فيه تتآخى كل الطوائف. إنها القيم الوطنية التي لا يمكن أن تحتويها أو تستوعبها أية قفة.

للقفة الفكرية المصحوبة بسلال غذائية نقول: لم يصبح كمال جنبلاط زعيما وطنيا وقوميا ومناضلا شريفا معروف عالميا, لأنه كان طائفيا, لم يكبر بطائفته وإنما كبر بلبنان, وبفكره الحر البعيد عن الطائفية, وكبر بمواقفه من ومع القضايا الوطنية والقومية والعالمية التي سجلها له التاريخ بحروف ساطعة ككل الزعماء الصادقين الكبار من كل الطوائف. كما كبر قبله الأمير شكيب ارسلان و الأمير عادل ارسلان وغيرهم كثير. كبروا ككل الكبار من الأديان والطوائف دون فكر طائفي, ومن كل القوميات, دون تعصب أو استعلاء قومي. العظماء يصبحون عظماء بإنسانيتهم وبعدالة القضايا العادلة التي يهبون لها أرواحهم وبرفض الذل والهوان. أما القفاف فتبقى محدودة السعة والمحتوى مهما انفتحت وانتفخت. وهل يتساوى الفحول والخصيان؟.

قد تجد, أيها القفة المتردد على الجبل, دون أهلا وسهلا ودون حار ترحيب, من يقبل بعضا من سلالك ممن هم من أمثالك, وهم قلة باعت الضمير في اليوم الذي قبلت التشبيح مهنة, والتنكر للوطن وعزته وكرامته مبدأ, وفضلت الذل على الحرية, والخنوع على الإباء, وتنكرت لكل قيم الجبل الأشم, قيم الأجداد والآباء, ولكنك لم تجد من الأغلبية إلا الازدراء والخيبة, فأنت عند أحرارهم لست إلا قفة من خوص رديء.

القفاف التي تعودت في بلدها الوصول إلى الوزارة والنيابة والزعامة بأوراق وألعاب طائفية ما قبل وطنية, وبالسلال الغذائية تشتري بها الضمائر القابلة للشراء, وتفسد المجتمعات, لا يمكنها أن تكون جديرة بوزارة ونيابة وزعامة ومسؤولية. لا يمكنها إلا أن تكون سند لأنظمة الاستبداد والفساد, ومطايا لمن تعتبرهم زعماء وأسياد. لا يمكنها إلا أن تكون مجرد قفاف قد تغري محتوياتها بعض ضعاف النفوس من بعض العباد.

مرفوضة ومردودة لكم وعليكم طائفيتكم, وأفكاركم الصغيرة الانتهازية, وسلالكم الغذائية. العبوا غيرها. فسوريا على أمثالكم كبيرة وعصية.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ذلك المجهول.
- مصر الثورية. تركيا بدغدغاتها الإمبراطورية. والدماء السورية.
- قلق ومخاوف. و-خربشات- على جدار الصمت... !!!
- حين تكتب مصر تاريخها
- محنة المحامين
- في السويداء: علم وحصار وشبيحة
- هذا ما جناه البعث علينا .. ما جنينا على أحد
- سعادة نبيل العربي سعيد جدا. يا حيف.
- الصحوة. متحاورون وتشاور وحوار.
- أحرار أهل الجبل الأشم. منذ متى لا تهبون لنداء الكرامة ولا تن ...
- شعب أريد له أن يُحكم بالشعارات
- -إصلاح- و-حوار-
- ميراث للتصفية.
- ليسوا عصابات , ليسوا مندسين ولا متآمرين.
- الخارج. المغتربون, المهاجرون, والمهجرون.
- نشدت حوران المجد. فدان المجد لها.
- حين تنطق بقايا النظام العربي.
- سُعار السلطة 2
- العالم العربي. تحول عصر
- نساء من وطني


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هايل نصر - قفاف فكرية لبنانية وسلال غذائية لنجدة سوريا