أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق















المزيد.....



أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


[email protected]
اي حزب يسمى نفسه حزبا شيوعيا عماليا، إذا لم ينخرط ولم يتحول الى حزب لتنظيم الاحتجاج ليس بامكانه ان يبقى حزبا ماركسيا. إذاً ووفق هذا المنهج نحن ننظم الحركة قبل ان ننظم الافراد في صفوف هذه الطبقة والحركة. بمعنی اخر انها حرکة سیاسیة عملیة ملموسة في خضم نضال العمال بوجه الراسمال من جانب، ومن جانب اخر ان نظریتنا التنظیمیة تستلهم اسسها من موضوعیتها، اي من وجود منظمات عمالیة مختلفة في صفوف طبقتنا، من العلاقات التنظیمیة سواء کانت حزبیة او غیر حزبیة، شیوعیة او غیر شیوعیة بین قادة ومحرضي الطبقة العاملة، بدءا من الحلقات العمالیة الی شبکة واسعة من العلاقات التنظیمیة بین مختلف فئات الطبقة العاملة. ان هذه الارضية اي الطبقة العاملة وحرکتها وتنظیم العلاقات الاجتماعية التي هي موجودة اصلا، يجب ان تكون بوصلة حركتنا للتنظيم، ليتسنى للحزب ان يحقق استراتجيته السياسية، وايضا استراتجيته التنظيمية، التي تعني تنظيم الجزء الطليعي من الطبقة العاملة في اللجان الشيوعية في الاحياء السكنية والمعامل ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص. هذا لب استراتجيتنا التنظيمة. من الجدیر بالذکر ان نؤکد علی ان هذا التنظیم لیس تنظیما مهنیا او صنفیا، بل اجتماعیا سواء کان علی صعید البلاد او مدینة ما او احیاء سکنیة او مصنع ما. ننظم في المحلة قادة العمال وقادة الحرکات الجماهیریة والشبابیة والنسویة... وهکذا فی المعامل والجامعات. ومن هنا تکتسب اللجان الشیوعیـة قوتها واقتدارها الاجتماعي." سامان كريم . حوار مع صحيفة المنظم العدد/ 4-5/ التأكيد من الكاتب).
في الحوار اعلاه مع صحيفة المنظم، تطرقنا الى الأسس العامة للتنظيم وفق رؤية إستراتيجية لحركتنا. تحدثنا بصورة عامة وأكدنا على إن الشيوعية العمالية قبل ان تكون حزباً او تنظيماً او فكرة سياسية، هي حركة طبقية وبالتالي إجتماعية راسخة في ظل النظام الطبقي الراهن، بوجه الراسمال وسلطته اينما كان. إن إلاقرار على "اللجنة الشيوعية" في المؤتمر الرابع للحزب كأساس لتنظيمنا جاء عبر هذا التصور، وهذه الرؤية الاستراتيجية للتنظيم، على الاقل لدى عدد من كوادر قيادة الحزب. لكن كيف فهمنا "اللجنة الشيوعية"؟ التي قررنا عليها قبل ثلاث سنوات؟ كيف ترجم هذا القرار المهم الى واقع العمل السياسي والتنظيمي؟ وكيف ترجم الى واقع العمل التنظمي البحت؟ وكيف تمت معاملة هذه القضية وهذا القرار داخل صفوف حزبنا وقيادتنا؟! وأهم من كل ذلك ماهي ثمرة هذا القرار على الصعيد الاجتماعي بالنسبة للحزب؟! هل بالإقرار على "اللجنة الشيوعية كأساس للتنظيم تحولنا الى قوة داخل صفوف الطبقة العاملة وبالتالي داخل المجتمع؟ّ هل بمحض اقرارنا على هذا القرار تحولنا الى جزء من التفاعلات الداخلية للقادة العماليين؟! طبعا، لا.
من هنا ان بحثي ليس تأكيدات مجددة على صحة قرارنا للتنظيم، من المؤكد انه قرار صائب. بل ان تأكيدي وهدفي من هذا البحث هو وضع القرار، اي قرارنا حول " اللجان الشيوعية"على مساراتها الطبقية والاجتماعية السليمة. نحن قررنا على اسس التنظيم ولكن دون التمعن بأصل القضية،وهي اين اسس التنظيم الشيوعي العمالي؟. أن هذه القضية وبرأيي هي الاهم من كل أبحاثنا، ومواضيعنا، لأنها قضية أجتماعية، بغض النظر عن وجودنا كحزب وكمنظمة شيوعية عمالية. نحن أقررنا القرار، كمفهوم وتصور ايديولوجي لواقع الصراع الطبقي الذي يجري امام اعيننا في العراق. قررنا عليه، وهو قرار يثبت صلاحيته و حقانيته وإمكانية تحقيقه في خضم الصراع الطبقي بين العامل والراسمال، اي داخل صفوف طليعيي وشيوعيي الطبقة العاملة، وليس بامكانك او بامكاننا ان نحقق هذا القرار في إطار اخر. ان هوية القرار هي هوية شيوعية عمالية، ولكن هذه الهوية النظرية والتنظيمة عليها او يجب ان تكون منطبقة مع هويتها الطبقية، اي مع اسس هذه الهوية. نحن صدرنا القرار بصورة شفافة ولكن حين وصل القرار الى ميدان العمل، تحول الى شئ اخر، تحول الى اعادة هيكلة التنظيمات، اعادة هيكلة اللجان الحزبية، تشكيل مكتب التنظيم، اجتماعات دورية او شهرية للجان الحزبية الموجودة، التقارير الشهرية، اي اسلوب العمل السابق او المتوفر الذي لا يمت بصلة لشيوعية ماركس، ولكن برتوشات ربما قليلة، او مع تأكيدات مجددة، والأسوء من ذلك طلبت احد اللجان الحزبية منا، وبعد المؤتمر الرابع مباشرة، "سلمونا صلاحيات اللجان الشيوعية"، اتذكر جوابي، قلت لهم ان هذه الصلاحيات تتطابق مع وجود اللجان الشيوعية التي قررنا عليها وليس اللجان الحزبية الحالية... بمعنى اخر رجعنا الى داخل قصرنا الى داخل حزبنا، لترتيب بيتنا ولتنظيمه. لكن الامر كله يتعلق بكيفية هذا الترتيب وهذا التنظيم. من المؤكد ان تحقيق اللجان الشيوعية كجزء من هويتنا الشيوعية، سيؤدي لا محاله الى ترتيب بيتنا ايضا، ولكن العملية السياسية الاجتماعية، لا تبدأ من داخل الحزب بل من داخل الاحتجاج العمالي بوجه الراسمال. ومن المؤكد ايضا ان هذا الامر يتطلب جملة من التغييرات وليست إصلاحات كما اكدته في الحوار اعلاه داخل قيادة الحزب، تفكيره، تقاليده، سياساته وتصوره للشيوعية، لكن هذه التغييرات كلها هي مقدمات للوصول الى تحقيق اللجان الشيوعية، اي وضع التنظيم الحزبي على اساسه ومساره الواقعي والطبقي.
ان الشيوعية ومحتواها هي اساسا واقع طبقي واجتماعي، تؤكده كافة ابحاث ماركس ولينين ومنصور حكمت. البيان الشيوعي الذي كتبه ماركس وانجلز قبل 163 سنة يؤكد على هذه القضية حيث يقول البيان " إن الشيوعية ليست بنظرنا حالة يجب إقرارها، وليست مثالاً أعلى يجب على الواقع أن يتطابق معه. نحن نسمي الشيوعية حركة فعلية تقضي على الحالة الحاضرة. وشروط هذه الحركة تخلقها المقدمة المتوفرة الآن. "ماركس-انجلز/ الايديولوجية الالمانية/ التاكيد من الكاتب".
لايتسنى لنا الاختيار بين اصلاح الذات وهذا الواقع، ان تغييرات جوهرية يجب ان تحصل داخل قيادة الحزب وكوادره لتحقيق هذا الامر، اي لتحقيق واقع الحزب كحزب شيوعي عمالي، كحزب لتحشيد القوى وتنظميها وقيادتها نحو الظفر بالسلطة السياسية، في الوقت نفسه وضع الحزب داخل هذا الاطار، الاحتجاج العمالي والحركة العمالية بوجه الراسمال وسلطته. هذا الامران كما يبدوان من الناحية التحليلية منفصلان عن بعضهما البعض ولكن في الواقع الاجتماعي، انهما موضوع واحد وقضية واحدة، إذا كنا نهدف الى بناء الشيوعية كنظام سياسي اجتماعي. بدون هذا الامتزاج من البداية وتنظيم الحركة العمالية في كافة اوجهها النضالية، لم يبقى للشيوعية اية محتوى. إذن كشيوعيين على تقاليد ماركس والبيان الشيوعي، ليس لدينا الاختيار، بل لدينا طريق واحد واضح يجب ان نسلكه. ان التغيرات التي اكدت عليها لكي تحصل داخل قيادة الحزب وكوادره، هي العملية ذاتها التي تضعنا في الاطار الطبقي المناسب. بمعنى اخر ان التغيرات ليست تغيرات فلسفية ولا ايديولوجية ولا تغيرات في الافكار بالمعنى الخالص لهذه المفاهيم، بل اساسا هي تغيرات سياسية-عملية، عميقة، يتطلب تحقيقها فعل شيوعي، شيوعي عملي.
اكدت على هذا الامر في الحوار اعلاه وفي مقالات عديدة اخرى، ومنها " إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال وسلطته مهمتنا/ العملية السياسية الراهنة، والأوضاع الثورية في العراق والمنطقة /3"( صحيفة الى الامام /العدد 148/ و سايت الحزب http://www.wpiraq.net) حيث اكدت على جملة من المسائل، من اهمها وجودنا في هذا الاطار، اي اطار الاحتجاج العمالي وتنظيماته المختلفة في صفوف طليعيي الطبقة العاملة. حضورنا المستمر والمتواصل في صفوف مجاميع عمالية مختلفة، سواء الذين يسمون انفسهم شيوعيين او الذين لا يسمون انفسهم كذلك. حيث اكدت في هذا المقال على إن " القضية تكمن في إيقاظ العامل والطبقة العاملة وحركتها المناضلة من سباتها، إظهارها كقوة سياسية طبقية مقتدرة ذات رؤية سياسية وطبقية واضحة . الخطوة الأهم بهذا الاتجاه تسليح القادة العماليين برؤية شيوعية عمالية، وسبل مصارعة النظام الرأسمالي على كافة الأوجه السياسية والاقتصادية والفكرية والنظرية. يتطلب هذا الأمر، وهو الأهم، نضج فكري وسياسي جاهز ومنظم للقادة العماليين مهما كان شانهم ودورهم، من الجيل الجديد والقديم، والنضال في سبيل الانسجام السياسي والفكري بين الجميع. بمعنى آخر إيجاد صف من القادة العماليين الشيوعيين ذوي رؤية سياسية واضحة حول الأمرين التاليين، الأول: سبل تقوية وتنظيم النضال الاقتصادي اليومي، وكيفية توحيد صفوف الطبقة العاملة ونضالها بوجه الرأسمال، وثانيا: كيفية تصدي الطبقة العاملة وحركتها لسلطة الرأسمال سياسيا، إي بوجه النظام الرأسمالي كنظام سياسي اجتماعي متناقض ومصلحة العمال والجماهير الكادحة، بوجه سلطة الرأسمال وحكومتها، إدارتها للحكم وممارساتها وأخلاقياتها وتقاليدها، دستورها وقوانينها، ممارساتها السياسية اليومية، فسادها، طائفيتها وقوميتها..... تتمتع برؤية سياسية شيوعية لقلب النظام الرأسمالي وبناء الجمهورية الاشتراكية كبديل للنظام الرأسمالي. إن الطبقة العاملة في العراق لديها تنظيماتها المختلفة، قادتها منظمون في حلقات وشبكات وتجمعات عمالية مختلفة، بتسمية ما أو دون تسمية، إنها لبنة وخميرة لتحقيق هذا الهدف. ان التواجد في قلب هذه الشبكات والمجاميع، هو خطوة أولية ومن أهم الخطوات التي تقربنا من تحقيق الأهداف المرجوة. هذه الخطوة أولية وبدائية ولكنها الخطوة الأهم في هذه المرحلة. "المصدر نفسه/ التاكيد من الكاتب).
كيف نحقق او نوجد اللجان الشيوعية
اولا:البعد الطبقي/ البنية الطبقية
اللجان الشيوعية او اللجنة الشيوعية في منطقة جغرافية معينة، سواء كان في مصنع او شركة، او في محلة او جامعة، هي قضية واقعية، ليس لان وجود المجاميع والشبكات العمالية المختلفة حاضر وموجود بفعل وجود الصراع الطبقي، بل ان واقع الصراع الطبقي، الصراع الطبقي بين العامل والراسمال على كافة الأوجه الاجتماعية والسياسية، وبالتالي الصراع على السلطة السياسية، هو الذي يشكل بنيته. مادام المجتمع مقسم على طبقات، الصراع الطبقي موجود، ولكن هذا الصراع اذا نأخذ منه هذا الجانب الاهم اي الصراع على السلطة السياسية سوف لم يبقى من شيوعية ماركس، او شيوعية الطبقة العاملة سوى شكلها. عليه إذا ناخذ او نطرح هذا الجانب من نظرية التنظيم واسسه، حينذاك نصل الى شكل تنظيمي اخر، ولكن لا يمت بصلة ما بالتحزب الشيوعي العمالي وبنظرية التنظيم وفق الإستراتيجية الشيوعية، اي التنظيم من اجل الغاء الملكية الخاصة وبناء مجتمع شيوعي خال من الطبقات عبر الظفر بالسلطة السياسية. ربما نصل الى النقابات او شكل تنظيم جماهيري اخر، او ربما نصل الى حلقات وشبكات تثقيفية عمالية (وهو ايضا مهم في اطار بحثنا وليس في هذا الاطار)، او ربما نصل الى مؤسسات عمالية ارقى مثل المجالس العمالية ولكن بدون تحزب عمالي أو ربما نصل الى رؤيات مختلفة، مثل رؤية البرجوازية للتنظيم العمالي التريديونية بالمعنى الضيق للكلمة او بالمعنى الواسع للكلمة الاصلاحية البرجوازية.... أو كما هو شائع عدم تسيس المنظمات والاتحادات والنقابات العمالية، كل هذه الامور، يجب ان نقف بوجهها، وبشكل جدي، ليس لانها غير مجدية، او انها غير ضرورية، بل ان كل التنظيمات العمالية التي تنظم اكثر من ثلاثة عمال في سبيل تحسين امورهم المعاشية والنضالية، مهما كان شأنها مفيدة وضرورية للعمال، ولكن كل هذه التنظيمات المختلفة اذا نسلب منها هذا البعد الطبقي- السياسي، اي الظفر بالسلطة السياسية، حينذاك لم تبقى من الشيوعية والتحزب الشيوعي شيئا غير إسمها، حينذاك لن يبقى للطبقة العاملة دور سوى تزيين النظام البرجوازي من خلال إصلاحات دورية. يتطلب تحشيد قوى الطبقة العاملة للظفر بالسلطة السياسية، تنظيمها وتوجيهها وقيادتها للمجتمع كقوة سياسية مقتدرة، لتحقيق الحكومة العمالية، هذه الرؤية هي رؤية الشيوعية العمالية، وهذه الرؤية والعمل الطبقي يتطلبان التحزب العمالي، وهذا يتطلب من جملة ما يتطلبه، اللجان الشيوعية. ليس للطبقة العاملة وجزئها الطليعي ولنا ايضا، وسيلة اخرى للظفر بالسلطة السياسية غير تحزب الطبقة ووجودنا كحزب، وكشيوعيين منظمين في صفوف طليعي الطبقة. ليس لدينا وسيلة اخرى، ليس لدينا اختيار، غير هذا الاختيار.
ان اللجنة الشيوعية، هي موجودة اصلا، وهي معطاة اجتماعيا، في خضم النضال الجارى بوجه الراسمال وسلطته بوجه أدارة الشركات وقوانينها، بوجه شركة نفط الجنوب والشمال وشركة الجلود والانشاءات والسكك، والكهرباء، بوجه شركة الصين الوطنية للبترول CNPC وبريتشي بتروليوم BPوشركة لوك اويل الروسية وشيل الهولندية وشركة النفط الوطنية الايطالية ENI، .... المؤسسة الوطنية لتسويق النفط وشركة ناقلات النفط العراقية، وشركات الاسمنت والمواد الغذائية.... هي موجودة اجتماعيا، ومنظمة ايضا بدرجة معينة من الوعي الطبقي والسياسي. ان هذه المجاميع العمالية، لديها الأبحاث(ربما غير مكتوبة) والقضايا التي تخصها، تخص مصنعها او شركتها، وكل ما يتعلق بهموم العامل ومعضلات معيشته ونضاله، هي اذن منظمة ولكن في هذا الاطار، منظمة لمجموعة او لكوكبة من القادة المحليين داخل هذا المصنع او تلك الشركة، لديهم محرضيهم ومنظميهم وقادتهم. وهذا الامر واقعي بقدر واقعية الطبقة العاملة والشيوعية كحركة واقعية قي صلب النظام الاجتماعي الحالي. ليس ممكنا وغير قابل للتصور، النضال العمالي، الاضراب والتظاهرات العمالية التي حصلت في شركات النفظ وفي المؤسسات الصناعية خلال الثلاث سنوات المنصرمة، بدون قادة ومحرضين عماليين بدون وجود جزء طليعي ومنظم من الطبقة العاملة...
بهذا المعنى لدى الطبقة العاملة تحزبها او لجانها الشيوعية ولكن في هذا الاطار الضيق، اي الإطار المعملي ضمن الحدود الجغرافية المعينة اي من ناحية تواجدها الفعلي، وهي اقتصادية الى درجة كبيرة، اي ان هموم هذه اللجان او المجاميع العمالية، هي هموم اقتصادية تتعلق بمعشيتهم واحوال معيشتهم وعوائلهم وكيفية النضال بوجه الظلم الاقتصادي، التي فرضت عليهم من قبل سلطة الراسمال "الحكومة" عبر قوانين وقرارات مختلفة، او من قبل ادارة الشركات العاملة محلية او اجنبية "الامر سيان للعامل". هذا هو نقص هذه المجاميع، اي ان اطار عملهم التنظيمي وبرأيي السياسي لا يتعدى اطار مصنعها او شركتها، سواء كان على الصعيد التنظيمي او على الصعيد السياسي والاجتماعي. ان امر ووظيفة وهوية شيوعيتنا هي رفع هذا المستوى الى مستوى الوعي الطبقي التام. اي رفع هذه الحالات الواقعية الموجودة، الى حالة شيوعية عمالية راقية، الى تحزب الطبقة العاملة كوسيلة للظفر بالسلطة السياسية. من هنا تنبع اهمية الشيوعية كمرشد للعمل.
ان هذه المجاميع منخرطه ومشغوله بمطالب واضحة ومعينة في اطار مصنعها او شركتها، حول العقود الفردية والجماعية، حول توزيع الربح السنوي، حول المكافآت ومخصصات الخطورة، حول الغاء قانون التمويل الذاتي، او حول قانون عمل تقدمي، او حول حق الاضراب والتنظيم....الخ. في اطار المجاميع العمالية الحاضرة، هناك حدود عدة لنشاطهم، حيث لا يتعدى نشاط مجموعة واحدة من هذه المجاميع حدود شركتها او مصنعها، وفي كثير من الحالات لا تصل الى قطاعها بالكامل، اي محدودة باطار جغرافي ضيق ليس وفق الاسس التنظيمية (ربما من ناحية التنظيم هي شكل مناسب للجان الشيوعية ايضا) بل اقصد ان هذه المحدوديات سواء كانت على صعيد التنظيم او على صعيد المطالب، او على صعيد العلاقات بين مختلف المجاميع، ناتج عن رؤية طبقية ضيقة الى حد كبير، رؤية لا تتعدى النضال في سبيل الاصلاحات. الرؤية التي ترى قادة الطبقة العاملة وهذه المجاميع انفسهم، عدم تحول الطبقة العاملة وحركتها الى قوة سياسية مقتدرة بوجه كافة مظالم النظام الموجود. لكن هذه الرؤية وهذه المحدوديات هي ايضا واقعية، بقدر واقعية نضال العامل. نتيجة للظروف التي تحيط بالعامل وقادته في ظل النظام الراهن، من حيث معيشته وهمومه الاجتماعية وكثرة ساعات عمله حيث تصل الى 12 ساعة في اليوم في شركات النفط اذا نحسب وقت الذهاب والإياب، وقلة اجوره، ونحن في العراق ربما قلة اطلاعه على الامور السياسية والمدارس الفكرية، سواء كان من ناحية الوقت او من ناحية عدم توفرالامكانيات المالية، أو من النواحي الخدمية كالكهرباء وهي غير موجودة بمعنى ما، اوقلة مستوى تعليمه، وهذه كلها مسائل واقعية فرضت على العامل، اذن ليست طبيعية، بل فرضت عليه وفق شروط استغلال العامل في ظل النظام الراسمالي، حيث ان العامل حتى حرم من ترشيح نفسه في الانتخابات الماضية في اذار 2010، نتيجة لعدم إمتلاكه الشهادات الجامعية.
اللجان الشيوعية التي هي اساس للتحزب الشيوعي، هي امتزاج او اندماج بين الفريقين: الاول: المجاميع العمالية الحاضرة والموجودة، كما تحدثنا عنها، وثانيا: قادة وكوادر الحزب، ممن لهم الخبرة بفنون الصراع في هذا الميدان، ميدان النضال الطبقي والاحتجاجات العمالية، ممن لديه افق سياسي واستراتيجي واضح حول الشيوعية العمالية واهدافها، ممن لديه خبرة التنظيم والقيادة، ممن لديه خبرة لتربية العمال وفق هذه الرؤية. بهذه التركيبة اي بدمج الفريقين نصل الى درجة اخرى من المجاميع العمالية، الى مستوى ارقى سياسا، الى خروج العمال وقادتهم من هذا "الضيق الفكري والسياسي"، وتجاوزه والوصول به الى مستوى رؤية الشيوعية العمالية. هذه هي مهتنا وهويتنا. حينذاك نصل الى لجان شيوعية او يتحول عدد من المجاميع الى اللجان الشيوعية، او بتركيبة اثنين منهما في جغرافيا معينه نصل الى اللجنة الشيوعية....عَلي ان أقر اننا نعاني ايضا من قلة هذه النوعية من القيادة والكوادر داخل صفوف حزبنا، يجب علينا ان نملئ هذا الفراغ باسرع مايمكن، لأن بدونها ليس بامكاننا ان نتقدم الى الامام. حيث يقول كورش مدرسي في بحثه (اللجان الشيوعية) حول هذا الامر" انهم كوادر او قادة جماهيريين واجتماعيين او منظمين جماهيريين من الطراز الاول او منظمين حزبيين من الطراز الاول، او مسؤوليين عسكريين من الدرجة الاولى، او استناداً لدور اي لجنة خاصة، متخصصين اخرين ايضاً يمنحون اللجنة امكانية لعب دور سياسي، نضالي، فكري، عملي وتنظيمي اجتماعي وحزبي سوية. انهم اناس ينظمون بصورة متحدة وسوية هذه التحركات. بدون دمج القادة الاجتماعيين والمنظمين الجماهيريين والاجتماعيين مع القادة والمنظمين والمتخصصين التنظيميين الحزبيين في مؤسسة واحدة، سيحيل امر القيادة الاجتماعية الى مماهاة هزيلة واستعراض سياسي وتنظيمي وامر التمركز التنظيمي الى تنظيم غير واقعي وغير اجتماعي بصورة لاندحة عنها.( كورش مدرسي، المنظمة واسلوب العمل الشيوعي (القسم الاول/ اللجان الشيوعية /طرح البحث/ ترجمة فارس محمود/ التاكيد من الكاتب).
نحن كحزب وكوادر الحزب نعمل على ماهو موجود وماهو حاضر امامنا. بهذا المعنى الذي بحوزتنا ووفره لنا واقع النضال الطبقي، هي المجاميع العمالية، ربما تسمية الشبكات العمالية هي انسب ولو ان هذه العبارة "الشبكات" على حد علمي غير منتشرة في صفوف هذه المجاميع، ولكن اعتقد انها مفهومة. تنظيمنا واسس تنظيمنا وتحزبنا يبدء من هنا. ولكن هذه ليس هي القضية كلها، انها القضية الرئيسة وخصوصا بالنسبة لنا هي الاساس لجعل الحزب الشيوعي العمالي العراقي تحزباً للطبقة العاملة. مع هذا ان القضية بهذا المعنى وفي هذا الاطار اي تنظيم اللجان الشيوعية بدون ارتباطها المباشر بالسلطة السياسية وهي قضية واقعية ايضا، لا تعني شيوعية ماركس شيئاً. اي ليس تفاعل وانخراط هذه اللجان بالقضايا السياسية والاجتماعية الراهنة، او التي تصادفها فقط، بل القيادة الاجتماعية والسياسية في محيط عمل هذه اللجان هي في صلب وظيفتها وفي صلب كينونتها كوحدة تنظيمة في جغرافيا معينه سواء كان في مصنع او معمل او شركة او مدينة او جامعة او محلة ما. بهذا نصل الى الجانب الاجتماعي للقضية اي، البعد الاجتماعي. رابطة الطبقة بالمجتمع، وعبرها او من خلالها علاقة الحزب بالمجتمع. هذا البحث هو من صلب ابحاث مارسك ولينين، لكن دون اشارة اليه، لسبب واضح كما نشرحه ادناه.
ثانياً: البعد المجتمعي او الاجتماعي للجان الشيوعية
نبدأ بمقطع من الايديولوجية الالمانية "ومن هنا ينجم أن كل نضال داخل الدولة – النضال بين الديمقراطية والأرستقراطية والمَلَكية، النضال من أجل الحق الانتخابي، وإلخ.. وإلخ.. – لا تعدو أن تكون أشكالاً وهمية يجري بها النضال الفعلي بين مختلف الطبقات (الأمر الذي لا يملك عنه النظريون الألمان أي فكرة، رغم أنه عرض عليهم ذلك بما يكفي من الوضوح في Deutsch- Franzosische Jahrbucher) وفي ""العائلة المقدسة"". ومن هنا ينجم أيضاً أن كل طبقة تسعى وراء السيادة – حتى وإن كانت سيادتها تشترط، كما يحدث للبروليتاريا، القضاء على كل الشكل الاجتماعي القديم والقضاء على السيادة بوجه عام – إنما يجب عليها قبل كل شيء أن تظفر لنفسها بالسلطة السياسية، لكي تتمكن هذه الطبقة بدورها من تصوير مصلحتها بصورة المصلحة العامة، الأمر الذي تضطر إلى فعله في اللحظة الأولى. "ماركس-انجلز/ الايديولوجية الالمانية/ التاكيد من الكاتب".
كما هو واضح من قائدي البروليتاريا العالمية ماركس وانجلز ان قضية الطبقات ومنها الطبقة العاملة ليس شيئاً اخراً سوى الطفر بالسلطة السياسية، ما يعني بناء الحكومة العمالية كحكومة انتقالية نحو بناء الشيوعية، مجتمع خال من الطبقات، من الملكية الخاصة والعمل الماجور. من هنا نصل الى رابطة الطبقة بالمجتمع او التحزب العمالي بالمجتمع. بمعنى اخر كيف تتحول الطبقة العاملة الى الطبقة السائدة في المجتمع؟ كيف بامكانها ان تظفر لنفسها بالسلطة السياسية؟!. اكدت في الفقرة الاولى، اي البعد الطبقي من هذا البحث، على ان اللجان الشيوعية موجودة، او على الاقل موجودة ككيان تنظيمي ان لم نقل ككيان سياسي ايضا والذي نهدف اليه. موجودة بمعنى وجود المجاميع العمالية، بمختلف تسمياتها. اكدنا على امتزاج قادة الحزب وكوادر الحزب الذين لديهم امكانيات معينة حول الامور والفنون السياسية والتكتيكية والتنظيمة العمالية، وبهذا المعنى فقط بامكاننا ان نتحدث عن اللجنة الشيوعية، وبهذا المعنى فقط بامكاننا ان نتحدث عن تمكن الطبقة العاملة وفي البداية جزئها الطليعي "الشيوعي" اقصد قادة الحركة ومحرضيها ومنظيمها على اختلاف فهمهم للشيوعية، من تصوير نفسه كقوة اجتماعية وكقائد للمجتمع وكصاحب له.
بمعنى أخر أن بداية عملنا هو هذا الاندماج والامتزاج بين فونكسيونات مختلفة للقادة الطبقة وقادة الحزب وكوادره، اقصد بالفونكسيونات المختلفة المحرضين والدعاة والمنظمين والقادة الفعليين للاحتجاجات الجماهيرية والخبرات المختلفة الامنية والفنية،(اقصد من لديهم خبرات في الأمور الامنية وقنواتها المختلفة لاخفاء تحركات القادة والمحرضين وتعقيب تحركاتهم واخفائها من البوليس السري والعلني من الميليشيات والحكومة، وتنظيم البيوت الآمنة، الحس الأمني العالي وتحسس وجود المندسين في محيط هذه اللجان، معرفة القوات الامنية وجواسيس الادارة وشخصياتهم، بيوتهم وامكان معاودتهم. اقصد بالفنية الذين لديهم خبرات فنية بدرجة مناسبة من إستخدام الحاسوب والانترنيت والاجهزة الالكترونية المختلفة للاتصالات....). و سياسيين ذو خبرة مناسبة (لا أقصد ان الاخرين ليسوا سياسيين بل القصد هو نحن في بداية هذه العملية، عليه ان وجود شخص او كادر مختص بالأمور السياسية والاجابات السياسية للوضع الاجتماعي والحركة العمالية داخل كل لجنة قضية ذو اهمية خاصة وخصوصا في بداية تشكيل هذه اللجان) ان عملية ارتقاء قادة عماليين من الجانب السياسي هو محور مهم في هذه العملية الحزبية. بهذا المعنى كما شرحنا اعلاه نحن في البداية، اذا نعمل وفق هذا الاسلوب العملي لدينا اللجنة الشيوعية التي بامكانها الاجابة على كل الامور السياسية والتنظيمية والادارية والمالية، وتبرز نفسها كحزب مصغر في محيط عملها سواء كان محيط عملها مدينة او شركة او معمل او جامعة أو حي سكني ما... وهذا يعني ان اللجنة الشيوعية اساسا ليس لجنة صنفية ومهنية، اي تخص مهنة واحدة. بل هي تتعدى المهن والصنوف المختلفة. مثلا: اذا لدينا لجنة شيوعية في شركة نفط الشمال او شركة الجلود او المواد الانشائية، او في حي سكني ما، فان اللجنة هي مكان ومنظم لكل الشيوعين العماليين الذين لديهم تلك المميزات التي تنسجم واللجنة الشيوعية، موظف في شركة النفط او عسكري في هذه الشركة وفق هذه المميزات سيكون عضوا في اللجنة، او في الحي السكني، ستتكون اللجنة من قادة ومحرضي الحركات الجماهيرية و العمالية ربما المعلمين او من الحركة النسوية و الشبابية.... وهكذا.... بهذا المعنى بامكان اللجنة ان تغطي محيطها الجغرافي من كافة النواحي السياسية والتنظيمية والسياسية والاحتجاجية والادارية والمالية والامنية.... حيث يقول كورش مدرسي"على اية حال، يتمثل بحثي بان الخطوة اللاحقة في نظريتنا التنظيمية هي تشكيل اسس تنظيمية للحزب تتمتع بقدرات اجتماعية من ناحية، وبوسعها تحريك المجتمع، ومن ناحية اخرى، تتمتع بماكنة حزبية لاتجعل هذه الحركة امراً ممكناً وتنظمها فحسب، بل يتحول اي تقدم يطرأ الى تعاظم القدرة التنظيمية وازدياد التحرك الاجتماعي والسياسي للحزب وبوسعها (اي الماكنة الحزبية-م) ان تحول اي تقدم الى خندق متراص بحيث يجعل تقهقر المجتمع والحزب عن هذا الخندق امراً عويصاً. ماكنة يكسب فيها اعضاء واصدقاء الحزب الذين تم جذبهم ويتم ادغامهم في تنظيم الحزب و... ان هذا الاساس التنظيمي هو اللجنة الشيوعية. ان بحثي يتمثل بضرورة استناد تنظيم الحزب الى مثل هذا الفرع الاجتماعي-التنظيمي، اي الى اللجان الشيوعية."( كورش مدرسي/ المصدر نفسه/ الخط المائل مني).
هذا هو هدفنا لبناء اللجان الشيوعية، اعتقد إن اولوياتنا تبدأ داخل صفوف الطبقة العاملة (وهذا لايعني تقيد الرفاق الاخرين بالتوقف لحين بناء اللجان الشيوعية في الشركات والمصانع) وفي تلك الشركات التي تهم البلد واقتصاده وحياته الاجتماعية اي الشركات النفط وفروعها المختلفة. ان بحثي لا ينتهي هنا، بل اريد ان اوضح الفرق بين الاقتدار السياسي والظفر بالسلطة السياسية. هناك فرق اجتماعي وسياسي شاسع وواسع بين الاثنين. لكن يبدا طريقنا ولا بد ان يبدأ من تحولنا او تحول اللجان الشيوعية الى قوة مقتدرة " تحريك المجتمع"،وهذا يعني بامكان الحزب او اللجان الشيوعية في محيطها الجغرافي، التأثير علي الوضع السياسي، تاثير على قلب الموازين القوى لصالح العمال الجماهير الكادحة، لصالح الحركة النسوية، او اهالي حي سكني ما او اهالي مدينة ما، اي تصبح اللجنة الشيوعية او عدد من اللجان الشيوعية في مدينة ما قوة اجتماعية متراصة ومقتدرة لديها كل المؤهلات مثلا لادارة المدينة، بهذا المعني السلطوى "السلطة= السيادة " يقول لنا كورش مدرسي "يجعل تقهقر المجتمع والحزب عن هذا الخندق أمراً عويضاً". بهذا المعنى ان عمل ووظائف اللجان الشيوعية تشمل كل ما يمت بصلة بالحياة الاجتماعية كلها بلا إستثناء: الصراع مع الميول المتخلفة والنقابوية داخل صفوف الطبقة العاملة، الصراع مع الشركة وادراتها، قيادة وتنظيم الاحتجاجات العمالية والجماهيرية وفق محيطها الجغرافيايي، كسب الأعضاء الجدد، تربية الكوادر الجدد، قيادة منظمة الحزب في محيطها، الصراع مع افكار والتيارات البرجوازية الرئيسة القومية العربية، الاسلام السياسي و مشاربه المختلفة، تشكيل وبناء منظمات جماهيرية مختلفة وفق الحاجة ومتطلبات الحركة، الدفاع عن الحريات السياسية والمدنية في محيطها، الصراع مع التقاليد الرجعية والبالية، الدفاع عن حقوق المراة والطفل، بناء اللجان الشيوعية الجديدة (هذه المسائل كلها موجودة في بحث كورش مدرسي بتفصيل اكثر).وبالتالي ان اللجان الشيوعية والشيوعية بصورة عامة يجب ان تقطع صلتها سياسيا وبصورة قاطعة وكاملة لا شوائب فيها مع القومية العربية في العراق تحت اية تسمية كانت، وعن باقي التيارات البرجوازية الاخرى مثل الديمقراطية بملحقاتها المختلفة انا لا اتحدث عن الاسلام السياسي لان من البديهي ان الشيوعية هي قاطعة الصلة مع الاسلام السياسي وتياراته المختلفة وأكدت على هذا الامر في عدد غير قليل من الابحاث والمقالات حيث اكدت في بحثي حول التنظيم الشيوعي في الخارج وقلت "لشيوعية التي قطعت صلتها بالهويات القومية والديمقراطية بانواعها المختلفة وماشابة من الاتجاهات البرجوازية الاخرى.. هذه النوعية المحددة من الشيوعية، اي شيوعية ماركس، هويتها هي نضال العمال الطبقي والسبل الكفيلة لتوجيهه، تنظيمه وقيادته صوب اهدافها الانية والمستقبلية. هذا يعني أن الشيوعية هي جزء من صميم هذه الحركة، كحركة موضوعية وواقعية داخل الحركة العمالية. اي شيوعيتنا هي تيار طليعي داخل الحركة العمالية، سواء كان ضعيفة او قوية مقتدرة. فهذا مانراه اليوم في الحركة العمالية في اوربا بوجه سياسة التقشف البرجوازي العالمي. نرى ذلك في تقليد هذا الجزء الطليعي من العمال الفرنسيين بوجه شركة كاتربيلار للبناء والانشاءات ، الذين حجزوا المدير التنفيذي للشركة لمدة 24 ساعة متواصلة لاجباره على التراجع عن قراره بطرد العمال، وهكذا تم تحقيق مطالبهم. نراه ايضا في إضراب محطات النفط في فو- لافيرا في جنوب فرنسا التي تحرم ست مصاف من التزود بالنفط الخام منذ 18 يوماً، والعمال الذين سيطروا على المصفى، وفكوا حصارهم بقوة الشرطة. نحن أولئك وهذا هو تقليدنا الماركسي..."( سامان كريم/ بناء تنظيم شيوعي في الخارج،/ بحث قدم الى اجتماع كوادر الحزب في الخارج في اوكتوبر سنة 2010/ ونشر البحث في الصحيفة الشيوعية العمالية العدد 295/ نهاية السنة)
بالنتيجة ان ثمرة نضالها يتحقق اجتماعيا وليس وفق اجتماعات اللجنة او البيانات التي صدرتها، بل وفق تاثيرها الاجتماعي على محيطها. ان نتيجة نشاطات وعمل اللجنة الشيوعية في منطقة جغرافية ما، هي تحجيم النفوذ السياسي والفكري والمعنوي للحركة القومية العربية وقواها واحزابها او قوائمها المختلفة، وتحجيم تقاليده الاجتماعية، تحجيم النفوذ السياسي والفكري والمعنوي وتقاليد الاسلام السياسي وبكافة اشكالها وانواعها، تحجيم نفوذ السياسي والفكري لطائفوية السياسية، وجذب الأعضاء الجدد، وقيادتها للاحتجاجات في تلك المنطقة، تنظيم وتوحيد الصف النضالي في هذه المنطقة سواء كان المصنع او الشركة او حي سكني ..وهذه اهم وظيفة من وظائفها. اي توحيد الصف الاحتجاجي. هذه هي براي تلخيص لتقويم وتقييم نشاط اللجان... اريد ان أوكد، على إن القائد العمالي الذي لحد الان لديه توهم بالقومية العربية، او ليس قاطعا الصلة مع رؤيتها واستراتيجتها وسياساتها وتقالديها، ليس بامكانه ان ينظم الطبقة العاملة، ليس بامكانه توحيد صفوف هذه الحركة، وهذا امر واضح، وهكذا مع القائد العمالي الذي لم يقطع صلته بالاسلام السياسي...لان ذا التوجه القومي العربي كيف بامكانه تنظيم العمال في شركة نفط الشمال، العمال فيها ناطقون بلغات مختلفة التركمانية والكردية والعربية والكلد والاشورية.... وهذا مثال بسيط جداً، ناهيك عن التيار القومي العربي ليس بامكانه ان يكون تيارا او حركة عمالية انها حركة مناهضة للعمال، ان القومية مهما كان تسميتها هي عائق جدي امام توحيد صفوف الطبقة العاملة و تنظيمها. إذن مادام لديها كل هذه الوظائف الاجتماعية المهمة، حتما لديها صلاحيات مهمة بالقدر نفسها، حينذاك وبعد ترجمة واقعية لهذه الوظائف، وفقط بعد هذا، او على الاقل عدد من هذه الوظائف ومنها توحيد الصف الاحتجاجي، ستكون لدى اللجنة الشيوعية صلاحياتها الحزبية ايضا يإصدار البيان باسمها في كسب الاعضاء وسحب العضوية منهم، او تمثيلها في المؤتمرات،... حتماُ لديها ضوابط مكتوبة ومقررة من قبل الحزب ايضا. وهذا جواب ايضا لسؤال رفيقنا انفة الذكر.
وفق ما جاء اعلاه في هذه الفقرة وتحقيق العلاقة العضوية بين اللجان الشيوعية والمجتمع، وهي علاقة واقعية وفق رؤيتنا للتنظيم، اي وفق الظفر بالسطة السياسية، كما يقول "ماركس"، ان التدخل الفعال في الأمور السياسية كافة التي توضع امام المجتمع هو امر ووظيفة مهمة لهذه اللجان وبراي للمجاميع العمالية الموجودة حالياً، اي تدخلها سياسا، لابراز الطبقة، كطبقة لديها قادتها مثل ما لدى البرجوازية قيادات كثيرة وكثيرة، لديها قوتها "الإضراب" مثلا وسلاحها في هذه المرحلة، مثل ما لدى البرجوازية قوة لا تحصى من خلال الجيش والمخابرات والشرطة والميليشيات المختلفة، لكن قوة الأضراب، هي قوة اكثر "مدمرة" من قوة البرجوازية، وتخاف البرجوازية وسلطتها من هذا لسلاح اي " الاضراب" اكثر من اي شئ اخر، وخصوصا اذا كان الاضراب متقننا ومدروسا بدقة من قبل قادته، مدروسا في كافة جوانبه السياسية والتنظيمية وتحديد وقت الاضراب، وتواصله، واذا يتم الاضراب مثلا في شركة النفط سواء كان في الجنوب او الشمال، او الاثنين معاً، حينذاك ستكون البرجوازية وحكومتها ومليشياتها ومع الاحتلال ايضا في تراجع امام هذه القوة وهذا السلاح الجبار. تدخلها وانخراطها في الدفاع عن الحريات السياسية،حرية التنظيم والاضراب، في الدفاع عن توفير الكهرباء، وفي الدفاع عن توفير ضمان البطالة مناسبة لكل العاطلين عن العمل، وزيادة مفردات البطاقة التموينية، و في مناهضة قانون النفط والغاز، ومناهضة مشروع الفدراليات المختلفة التي تطرح يوميا عبر كتل وقوائم برجوازية مختلفة، والدفاع عن المراة وحقوقها، والطلاب و حقوقهم، و الدفاع عن اطلاق سراح المعتقلين الذين لم يثبت ادانتهم... ان كل هذه الامور تمس العامل والطبقة العاملة من الصميم، ليس بوصفها او تهدف الى التدخل والحضور في المعترك السياسي بل لانها جزء من المجتمع، وان اي اصلاحات اجتماعية على الصعيد المعيشي او السياسي سترفع من مكانتها وهيبتها وقوتها، اذا تمكن من إستغلالها.
هذا البحث هو جزء من الابحاث السابقة والقادمة. هو بحث متواصل، هذا البحث يتطلب اسلوب عمل مغاير تماماً لاسلوب عملنا الحالي والسائد داخل الحزب، وهذا بمجمله يتطلب بحث حول تجربة الحزب الشيوعي العمالي العراقي كتجربة تاريخية منذ 1993، ولحد الان. بعد هذا ارجع الى نمط او اسلوب العمل الذي بحوزتنا اي السائد في الحزب وحركتنا، هذا البحث وثيق الصلة بالبحث المكتوب اعلاه، وهو جزء مكمل لهذا البحث، اي لا ينفصلان. ينتهي البحث . 18أب 2011.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...
- انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة ...
- حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع ال ...
- حوار مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب حول بلاتفورم ...
- مقابلة مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا / الجزء الثاني
- -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !
- يوم التغيير بدأ في العراق، تنظيمه عمل لكل الشيوعيين والتحرري ...
- ياعمال مصر، نصركم رافدا واساسا، لبناء الشرق الاوسط الجديد!
- الى الامام من اجل الاطاحة بمبارك ومجمل نظامه الراسمالي البال ...
- إنتفاضة مصر، المهمة الأولى فصل الصف الطبقي العمالي عن الحركا ...
- الصراع السياسي داخل الحكومة الناقصة، حلقة من حلقات الصراع لأ ...
- الانتفاضة تجاوزت برنامج الاحزاب البرجوازية، الاشتراكية هي ال ...
- دكتاتورية بن علي دكتاتورية الطبقة البرجوازية يجب ان تواجه بث ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق