أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - ماهي نظرية التطور أو النموذج التطوري الدارويني ؟















المزيد.....

ماهي نظرية التطور أو النموذج التطوري الدارويني ؟


نهى سيلين الزبرقان

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير لايعرف منها الا الاسم خاصةً المتدينين والرافضين لها، وهم يعتقدون انه من المستحيل ان يكون أصلنا هو قردة واصل الانواع هو عملية التطور، المهم ساحاول شرح هذه النظرية وبتبسيط. نشر داروين كتابه "اصل الأنواع" والذي هو خلاصة لنتائج مايزيد عن 27 سنة من الابحاث والتأملات والترحال حول العالم، يعني الرجل بعد جهد جهيد وصل الى النموذج التطوري للانواع وليس عن طريق العبث ، لذا من الواجب أن نقدر عمله وأن نصدق أن نظريته صحيحة. لقد ساهم كتابه "اصل الانواع" في تحرر العلوم البيولوجية الحديثة من تصور ميتافيزيقي لاهوتي ثباتي.
كان داروين أول من طبق الاستقراء والاستنباط لدراسة التطور، وقد حدد لنفسه هدفين اثنين : أثبات عملية التطور واكتشاف الألية التى يتم بها التطور . بنى داروين نظر يته على ثلاث حقائق يمكن ملاحظتها في الطبيعة :
* كل الكائنات الحية تنمو بالتناسب الهندسي
*أن عددها هو ثابت بالرغم من هذا النمو
*الكائنات العضوية كلها كثيرة التغير، وعديدة التنوع
فمن الملاحظة واحد واثنين أستنتج مبدأ "الصراع من أجل البقاء او البقاء التفاضلي" مثلا الكائنات الأسرع عدوا أو الأقوى هي الأقدر على البقاء ، ومن ثلاثة استنتج مبدأ " التغير التطوري" فمادام هناك البقاء التفاضلي و تطور الأنواع ، فمن المؤكد أن هناك ألية التي تساعد على التغير التطوري من نوع لآخر الا وهي "الانتخاب الطبيعي" و التي تقوم بتفضيل صفة وراثية موروثة لتصبح أكثر شيوعا في الاجيال اللاحقة و الصفات الغير المفضلة المورثة تصبح شيئا فشيئا أقل شيوعا. فالانتخاب الطبيعي هو ألية تؤثر بأستمرار لتحسين مدى تأقلم الانواع مع أوساطها، فالطفرات الوراثية تحدث داخل نوع، ثم يتم الاحتفاظ بالطفرات المفيدة والتي تساعد على البقاء وهذه تسمى عملية "الانتخاب الطبيعي" ،يتم تمرير هذه الطفرات المفيدة للجيل القادم. مع مرور الوقت ، الطفرات المفيدة تتراكم والنتيجة هي كائن مختلف تماما (وليس مجرد اختلاف الأصلي ، وإنما هو مخلوق مختلف تماما).
داروين قصد الانتخاب التراكمي( التطوري) وليس العشوائي أي كلما وصل النوع الى صفة أما تُثبتها الطبيعة أو ترفضها (أي هناك أنتخاب)، فالظروف الطبيعية (وفرة المياه، الغذاء الحرارة، الظغط،..الخ) هي التي تقوم بدور المراقب الذي يحتفظ بالصفات المناسبة للحياة، ويترك التطور يقوم بمحاولته المستمرة في سبيل الوصول للصفات الباقية. حسب داروين يحدث التطور نتيجة تغير أو طفرة في ميزات قابلة للتوريث ضمن نوع على امتداد أجيال متعاقبة ومع الوقت، يمكن أن تنتج هذه العملية ما نسميه نوع جديد من الأحياء بدءاً من نوع موجود أساسا. بالنسبة لهذه النظرية فإن جميع الكائنات الموجودة ترتبط ببعضها البعض من خلال سلف مشترك، كنتيجة لتراكمات التغيرات التطورية عبر ملايين السنين. فالتطور هو عملية بطيئة و تدريجية كما كتب داروين "... الانتخاب الطبيعي يحدث من خلال الاستفادة من التغيرات المتعاقبة الطفيفة، ولا يمكن أبدا أن تتخذ قفزة كبيرة ومفاجئة، ولكن يجب أن تحدث بخطوات متتالية و أكيدة "
وبهذا يؤكد داروين على ان الحياة ليست ثابته بل في تطور و أن الكائنات تتطور على مر الأجيال. و هذا هو جوهر التصور الذي عرضه داروين بمهارة فائقة في كتابه "أصل الانواع".
لكن في هذا الكتاب لم يتعرض لتطور الأنسان ، لكن الفكرة كانت تشغل باله، فكتب كتاب أخر تحت عنوان "سلالة الانسان"، في هذا الكتاب استطاع داروين أن يثبت بأن الإنسان ليس إلا واحدا من بين الكائنات المتطورة وان الإنسان ليست له هذه الاهمية التي كان يتصورها معظم الناس في الماضي, فماهو الا نتيجة كائنات أخرى سبقته في التطور؟. أذ يؤكد أن الدلائل كلها تُحتم علينا الاعتراف بأن الانسان ينحدر من سلالة في سُلم التطور، فماهو الا نوع اخر من الحيوانات أي أننا مجرد حيوانات لاأكثر ولا أقل، وبهذا ينسف الاعتقاد الديني بعظمة الانسان وكبريائه ومكانه المميز على سطح الارض. يقول داروين في كتابه هذا " هناك شيئ يجمع الانسان والحيوانات العليا، مثل القردة والغوريلا ، كلنا لنا نفس الحواس، ونفس البديهة، ونفس الشعور، ونفس الشعور والعواطف التي تُظهر الغضب والأنفعالات. نحن والحيوانات العليا، نشترك في صفات الخداع والأنتقام والدعاية. الحيونات تحب وتكره، وتشعر بالنشوة وتمارس حب الاستطلاع. تختار هي أيضا بين الخيارات المختلفة، وتستخدم ذاكرتها، وتحلم وتتخيل أشياء غير موجودة. يرتقي الفرد منها داخل مجتمعه من مرتبة دُنيا الى مرتبة عُليا"
لكن بعض المتدينين يسالونك عبثا " اذا كانت القردة تطورت لماذا هناك دائما قردة ؟ فهذه مغالطة فقط ، فالذي قاله داروين معناه أننا لا ننحدر من الغوريلا أو الشمبانزي أو البونوبو لكن اصلنا واحد-نشترك معهم في الجد الاول- أي الانسان والقرد ينحدر من اصل واحد.

أن فكرة داروين عن حدوث تطور تدريجي من خلال "الانتخاب الطبيعي" لم تقابل بالترحاب في البدء وكان لها مهاجميها بقوة، لماذا ؟ أولا لأنها تنسف نظرية الخلق في بعض الديانات، ثانيا داروين كان قادرا على أن يبين الاختلاف بين الأنواع مفسراً إياه بالانتخاب الطبيعي ثم التلاؤم، إلا انه كان عاجزاً عن تفسير كيفية نشوء الاختلاف أو كيف يتم تعديل النوع عبر الأجيال، كان لا بد من انتظار علم الوراثة على يد ماندل، هذا الاكتشاف أضاف توضيحا ودعما لنظرية داروين ، وهكذا كل من أتى بعد داروين اضافوا دعما لنظرية داروين، ووجدوا عدة اثباتات لعملية التطور.
في الاخير اريد أن اعطيكم تعريف النظرية لأن الكثير يختلط عليه الأمر فيعتقد أن النظرية هي فقط مجرد فكرة، النظرية العلمية تعتمد على ثلاثة أجزاء:
*وصف لأساسيات ظاهرة ما مع وجود حقائق علمية داعمة لها.
*تبقى النظرية صحيحة إذا كان كل جديد من معلومات يدعمها.
*إذا وجد ما يخالف النظرية من حقائق ومعلومات جديدة، تصبح النظرية لاغية.
فتعريفها هو كالتالي: النظرية هي بناء محكم أو منظومة تصف الظواهر الطبيعية تكون مستندة إلى الدليل والشاهد من خلال التجربة. وهي تعبير منظم ومصاغ يبنى على كل الملاحظات السابقة ويمكن استخدامه في التنبؤ بالظواهر ومنطقي البناء وقابل للإختبار والتجربة ولم يسبق أن تم نقضها.
اذا فالنظرية هي منظومة محكمة البناء وليس أي كلام، فالذي يعتقد أن نظرية داروين هراء فلابد أن يهدمها بمعول العلم وليس بمعول الخلق الذي يتشدقون به المتدينين.
ايضا اريد أن أضيف شيئأ، اذا اردت أن تتعمق معرفتك بهذه النظرية فهناك فديوهات رائعة لريتشارد دوكنز ، ايضا قراءة كتب داروين أين يشرح بدقة كل عملية التطور بالامثلة والأدلة.



#نهى_سيلين_الزبرقان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهى سيلين الزبرقان - ماهي نظرية التطور أو النموذج التطوري الدارويني ؟